التسامح في الأديان السماوية

التسامح في الأديان السماوية
اسعد عبدالله عبد علي
عقد المؤتمر الأول لقسم دراسات الأديان في بيت الحكمة وبالتعاون مع جامعة بغداد ,كلية العلوم الإسلامية ,بدأ المؤتمر بأية من الذكر الحكيم والقيت كلمة للسيد رئيس أمناء بيت الحكمة الأستاذ شمران العجلي تطرق فيها إلى إن الإسلام حاول إن يستوعب أهل الديانات الأخرى ففتح باب الزواج منهم وكان المستشارون والأطباء والكتاب والفنانون والحرفيون وأكثر أمناء بيت الحكمة من النصارى والصابئين ,وبعد ذلك تطرق إلى الخطوة التي خطاها بيت الحكمة حينما أبدل قسم الدراسات الإسلامية إلى قسم دراسة الأديان إلا دليل معاصر على الانفتاح والتسامح … ثم القى عميد كلية العلوم الإسلامية الدكتور محمد عبيد الكبيسي كلمة أكد فيها على التسامح الذي هو الأساس الفكري الذي جاء به الإسلام لقوله تعالى {{ لا أكراه في الدين }} . ثم كلمة رئيس قسم دراسات الأديان الدكتور جواد مطر الموسوي حيث أكد إن أولوية قسم دراسات الأديان تنوير العقول وفق ثقافة التسامح والتصدي لنزعة التجزئة والتشضي المعرفة الإنسانية ,وإشاعة ثقافة الحوار الداخلي والخارجي في أطياف إزهار الشعب العراقي الواحد وفق أسس عادلة , لاستكمال بناء صرح الديمقراطي المنشود . الجلسة الأولى:
وطرحت فيها : البحوث التالية :
التسامح مقولة أخلاقية ومقاربة فكرية عقائدية وهو بحث للأستاذة نظله احمد الجبوري رئيس باحثين في قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة .. تناولت الباحثة مفهوم التسامح كمفهوم أخلاقي وفكري وتطرقت الباحثة إلى مفهوم التسامح من خلال منظومة الفكر والفلسفة ومنظومة العقيدة والتدين ومنظومة الأخلاق والقيم ,وأكدت الدكتورة نظله إن التسامح ضرورة وجودية وقيمة إنسانية حياتية تفرضها سنة الوجود المنطلقة من التنوع في الطبع الإنساني والتمكن الذي يعد من مقومات الحياة الإنسانية المتباينة فكان البحث عبارة عن قراءة لمفهوم التسامح ودلالاته في النص ألقراني ومقارباتها في التراث الماضوي وفكرنا المعاصر فلسفياً وعقائدياً وأخلاقيا . التسامح الديني في الإسلام وأراء المفكرين والمستشرقين وهو بحث للدكتور عادل المخزومي تطرق الباحث إلى دراسة تاريخية حول التشريع الإنساني لمصطلح التسامح وتناول تعليم النبي الأكرم عند وصوله لمدينة يثرب وتطرق إلى أراء المستشرقين حول حرية في ممارسة الطقوس والشعائر مستشهداً بقول المستشرق روبرتسون على إن المسلمين قد انفردوا في محاسن الأخلاق الحرب وضوابطها ثم تناول الباحث التسامح عند اليهودية والتسامح عند الديانة المسيحية .
وبحث بعنوان (( التسامح الديني في القران والسنة النبوية المشرقة نماذج وأمثلة )) هو بحث مشترك للأستاذ الدكتور عصام اسماعيل والمدرس المساعد ظافر أكرم قدوري ,حيث تطرق الباحثان إلى إن الدين ظاهرة اجتماعية امتدت جذورها قدم الإنسان على وجه الأرض ومثل الدين اشد أنواع الصراعات الفكرية والعسكرية في تاريخ البشرية الطويل دفع البشر من خلالها أرواحا كثيرة وأموالا طائلة حتى حل الاقتصاد والسيطرة على الثروات بديلاً عنه إلا إن ذلك الصراع اتصف بالطابع الديني وهنا طرح الباحثان تساؤلات منها هل بات التسامح مع الأخر ضرباً من الخيال ؟ وكيف يمكن العيش مع الجميع بسلام ووئام دائم ؟ تناول البحث نموذجاً من أهم مصدرين للتشريع الإسلامي وهما القران والسنة النبوية المطهرة والتاريخ العربي الإسلامي ووصل الباحثان إلى نتيجة إن الإسلام وصل إلى شتى بقاع العالم بروح التسامح والتعايش مع الأخر… وبحث بعنوان ((التسامح العقائدي أو السياسي بين الأديان )) بحث للدكتور علي مجدي, وتضمن البحث تعريف بالتسامح شرعاً والى نبذة تاريخية عن التسامح أيام الرسول (ص) مع الأديان الأخرى ثم التسامح في عهد الخلفاء الراشدين والتسامح في عهد الدولة الأموية والعباسية ثم اخذ نماذج للتسامح الدينين أو السياسي أو العقائدي مع الأديان .
التسامح الإسلامي دحض لشبهات وتقرير للشهادات بحث للدكتور محمد صالح عطية معاون كلية العلوم الإسلامية ,أكد الباحث إن التسامح يعني المساهلة والتساهل واللين في الأفعال والأقوال والأساس الفكري الذي يبنى عليه التسامح انه نابع من سماحة الأفكار التي غرسها الإسلام في عقول المسلمين وتطرق البحث إلى إن هناك درجات للإنسان منها : درجات دنيا وهي إن تدع لمخالفك حرية الاعتقاد ولا تجبره على اعتناق عقيدتك ولا ترتب عليه عقوبة . والدرجة الثانية أو الوسطى هي إن تدع لمخالفك في الاعتقاد إن يعمل بما يمليه عليه عقيدته دون تضييق ,والدرجة الثالثة عليا وهي إن لا يضيق على المخالفين فيما يعتقدون حاله في دينهم وان كنت يعتقد انه حرام في دينك . . ثم تطرق الباحث على إن التسامح حقيقة ثابتة أبدتها الآيات والتزم بها المسلمون والتسامح لا يعني تجميد الإحكام الشرعية لإرضاء أهل الكتاب كي لا تتكدر خواطرهم. معوقات التسامح الديني للباحثين الدكتور عبد الباسط عبد الرزاق والمدرس المساعد اسماعيل خليل , وأكد البحث على حقيقة اتفق اغلب الباحثين الذين شاركوا في المؤتمر وهي إن مصدر الأديان السماوية واحد وهو الله عز وجل ومن حمل هذه الأديان هم الأنبياء إلا إن الباحثين تطرقا إلى جانب مهم في قضية التسامح في الديانات السماوية إلا وهو المعوقات التي تقف إمام التسامح الديني , ما هي هذه المعوقات ؟؟ طرحها لنا البحث في معوقات ذات عوامل منها : العامل السياسي , العامل العسكري , العامل الاجتماعي , العامل الاقتصادي, العامل القانوني ..فهذه العوامل مجتمعة من سيطرة قوة أو قوى سياسية على مقدرات الدولة وفرض أرائها وأفكارها على القوى الضعيفة تكون سبب مباشر من أسباب عدم إشاعة التسامح وإشكالية فرض وسيطر ة دولة الشعوب يعد عاملاً من العوامل المباشرة لإعاقة مشروع التسامح في الوقت الراهن .وإما العامل الاجتماعي الذي اظهر صورة أخرى من صور عدم تطبيق التسامح ويتمثل بظهور للعيان لدى اليهود الذي جعلوا أنفسهم شعب الله المختار وبقية الشعوب بالمرتبة الأدنى. وبعد ذلك تطرق البحث إلى الجانب الاقتصادي والذي عده البحث عامل مهم في الوقت الحاضر وهو السيطرة والاحتكار للمال والاقتصاد وتسخيره لتحقق مصالح قوى مسيطرة بغض النظر عن الإضرار التي تصيب الآخرين ويستثنى الطرق الغير أصولية .إما العامل القانوني فحدده البحث بإعلان حقوق الإنسان قديماً وحديثاً اذا إن المسلمين منذ عهد الرسول (ص) قد كلفوا الحريات العامة وصانوها وخاصة لأهل الذمة وكتبوا معهم العهود والمواثيق …
مفاعيل الحوار وعوائقه في التواصل الثقافي وهو بحث مقدم من قبل الدكتور عامر عبد زيد ,تطرق البحث إلى مسالة الحوار لغةُ واصطلاحاً والحوار أو المحاورة هي المجاوبة أو المراجعة النطق والكلام في المختطبة والتحاور والتجاوب والحوار بصفته حواراً مع الذات (مونولوغ) حيث يكون حواراً تأمليا داخل الفرد ومع الأخر (دالوغ ) فحيناً يكون المتكلم مرسلاً للكلام وحيناً يكون متلقيا له أي يكون المتكلم مخاطبا حين يصمت ليسمع كلام نظيره وهكذا يدور الكلام في إطار حلقة تبادلية يكشف كل منها عما لديه من أفكار وبعد ذلك تطرق البحث إلى حوار الأديان إذ يعد من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل ويظهر ذلك في الانقسام الحاد في المواقف تجاه حدوث هذا الحوار والذي يتمايز بين اتجاهين متناقضين مؤيد أو معارض وداع إليه أو متشكك فيه بل ويمتد الانقسام والتباين إلى داخل كل اتجاه بعينه فتتباين الآراء وتتعدد أيضا الأهداف والقضايا والخطابات المستخدمة بالفعل ساحة (حوار الأديان ) إزاء حوارات أديان وليس حوارا واحداً خاصة بعد إحداث 11 أيلول .. وتطرق البحث إلى إن الذي ساعد على رواج فكرة حوار الأديان مؤخراً محاولة بعض الدول الكبرى كاليابان تعريف نفسها ثقافيا وحضاريا للعالم من خلال حوار الأديان (طرح الذات من خلال الأخر) إما حديثا فظهرت الدعوى إلى الحوار بين الحضارات كما طرحها خاتمي كرد فعل على صراع الحضارات في دعوته الإصلاحية .
* توصيات مؤتمر قسم دراسات الأديان
وفي ختام المؤتمر جاءت توصيات المؤتمر الأول للأديان (( التسامح في الديانات السماوية .
1-نناشد المسؤولين في الدولة بالاهتمام بتطبيقات مفهوم التسامح اقتداء بالإسلام ونطالب بقوه توحيد البطاقة الشخصية على إن لا تحمل صفات تدل على التفرقة.
2-نبذ التجزئة والشخصية وإشاعة ثقافة الحوار والحوار الثقافي بين إزهار المجتمع العراقي .
3-نناشد الأواصر الأكاديمية المساهمة الفعالة في إشاعة روح التسامح واحترام حقوق الإنسان وليتم الانطلاق من الأكاديمي نفسه إذ يقوم بحوار داخل يحوله بعد ذلك لحوار خارجي ويبدأ مع الطالب.
4-نوصي المؤسسات التعليمية والتربوية مدارس ومعاهد وجامعات إن يتضمن موضوع التسامح ولاسيما في الفكر الإسلامي جزء من تحديث المناهج لغرض بناء الصف ووحدة المجتمع.
5-لا يعني التسامح قبول التجاوز على الأخر, وعلى معتقدات الأغلبية وعلى الذي يطالب بالتسامح ويطبق التسامح على المقابل إن يحترم الأخر ومعتقده وتصرفه الأمني والاجتماعي إن نحترم الأماكن المقدسة داخل المجتمع العراقي. 6- يدعو المؤتمر إلى حرية المعتقد من دون استخدام الاستفزاز لرأي الأخر.
المصدر: http://taakhinews.org/?p=36104

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك