مقالات المشرف عن الثورة السورية
لقراءة المقالات الكاملة عن الثورة السورية يرجى فتح الرابط الآتي:
مقال الأسبوع:
ماذا عن خطاب نصر الله... ومؤامرة مؤتمر جنيف؟!
د. خالد حسن هنداوي
مع ازدياد تورط ما يسمى بحزب الله في التدخل بحرب القصير منذ بداية يونيو 2011 حتى فبراير 2012 بتسلل عناصره هناك وفي بقية المواقع السورية في المرحلة الأولى ومنذ ذاك التاريخ حتى يومنا هذا في المرحلة الثانية التي نفذ هذا الحزب تهديده بها مؤتمرا بتوجيهات ملالي طهران تنفيذا لأوامر الولي الفقيه الذي عبر عنه آية الله خامنئي المرشد الأعلى بقوله: إن بشار الأسد هو الولد البار بالنسبة إلي، كما قال لأحد الزعماء حيث صرح بها عنه، ومع تزايد عدد قتلى الحزب في القصير حتى زاد عن مائة وعشرين قتيلا فضلا عن الجرحى والأسرى بيد الجيش الحر بدءا من علي حسين ناصيف أبو العباس في 30/9/2012 وهو مسؤول عسكري معروف، ومرورا بكثير من الجنود ثم سقوط حسين صلاح حبيب القيادي أيضا في 18/4/2013 حيث عرض الثوار جثته وهي بحوزتهم اليوم، وكذا ابراهيم حسين الذي عرضت جثته كذلك في 17/5/2013، ومع ارتكاب هذا الحزب لثلاث مجازر هناك راح ضحية آخرها عشرون طفلا وامرأة في 20/5/2013، ومع مقتل مسؤول أمن الحزب في بعلبك محمد خليل شحرور والقيادي حسن الحريري... ولا تزال نار الحرب مستعرة، ومع الاحتفال بالذكرى الثالثة عشر للمقاومة والتحرير لدى حزب الله طلع علينا حسن نصر الله بخطاب في هذه المناسبة شديد التناقض بعيد كل البعد عن الإسلام والحوار والسياسة، مليء بالكذب المتكرر بغية رفع معنويات مقاتليه وأنصاره وشريكه المركزي اللانظام السوري بعد كل ما نكب به من هزائم ولا يزال يغرق فيها، ولعل أهم ما جاء في خطابه:
أولا- أن الذين يقاتلون من الحزب في سورية والقصير هم ثلة قليلة! مع أن كل مطلع بات متأكدا أنهم من النخبة المعتمد عليهم كما عرف ذلك من قبل وأن عددهم كان كبيرا بالنسبة لما يعرف من وجودهم أصلا لمؤازرة الجيش النظامي السوري بهجومه البري وتغطية الجوية وغاراتها بهدف إحكام السيطرة بأقصر وقت.
ثانيا- قوله:إن عشرات آلاف المقاتلين من خارج سورية يشاركون مع الجيش الحر في قتال النظام، فلماذا لا ينزعج أصدقاء سورية منهم وإنما فقط من هذه الثلة القليلة من حزب الله؟ وإن هذه أيضا كذب صراح فإن الذين دخلوا للقتال مع الشعب السوري المظلوم أعداد متواضعة حقيقة ويعرف ذلك كل من رآهم، ثم إنهم ينصرون الضحية ضد الجلاد وليس العكس كما يفعل هو وأتباعه الطائفيون المستبدون الحاقدون، ثم إن هذا التلبيس لا يصح بحال فالحزب تابع لسلطة سياسية وهو حزب سياسي وعسكري لكنه يعارض سياسة حكومة لبنان بوقوفها إلى عدم التدخل في المشهد السوري جوهريا والنأي بنفسها عن ذلك فيدوس توجه الحكومة اللبنانية اعتمادا على ما يظن أنه فائض قوة لديه يجب أن يتصدر المشهد، وأنه لا يقاتل في لبنان وكأن الناس أغبياء لا يدركون تداعيات ومغبات تدخله في الوضع اللبناني! "لنقاتل في سورية لا في لبنان" أيقول سياسي عاقل هذا الكلام؟!
ثالثا- يعود ليعيد الأسطوانة المشروخة عن المقاومة والممانعة وأن حزبه صانع الانتصارات في معركة سورية والقصير خصوصا ولابد من ذلك لأن سورية سند المقاومة وظهرها ولن يسمح بكشفه أبدا لاسرائيل وأمريكا والغرب والتكفيريين المتواطئين معها! لكأن الناس بلا عقول ولكأنهم لم يعودوا يعرفون أن الحزب إنما هو الأداة الفعلية لايران واسرائيل خاصة سيما أننا لم نشهد له أي تحرك بحشد قواته ثم الرد على اسرائيل التي يفبرك أنها ضربت شريكه السوري، فلماذا يوجه جنوده إلى القصير هو وشريكه مع أنهما يدعيان أنهما سوف يسحقان اسرائيل وبردٍ مزلزل وستندم كثيرا كثيرا!!
ثم إنه إذا كان يريد ضرب التكفيريين الذين هم خطر عليه وعلى لبنان وما يحاذيه فلماذا يدعو إلى التحاور معهم مع أنهم لا يريدون الحوار، لكأنه هو الممثل الوحيد للحوار الذي عرفناه في تعامله مع اللبنانيين وغزوهم في عقر دارهم، وإذا كان هؤلاء عملاء للصهاينة وأمريكا فلماذا يرضى بالتحاور مع العملاء، وإن النغمة التي يرددها شركاؤه في سورية وايران وروسيا هو ما لا يخرج عنه قيد أنملة ولا شعرة، وهيهات للتابع الأعمى أن يكون بصيرا وداعية حوار وبصيرة، وأنى لخائن وفاء أهل الشام أن يكون مقبولا بعد عذره الشنيع وطائرات الميغ تغتاتهم ليل نهار!
رابعا- يعد حسن نصر الله بالنصر مرة أخرى كما وعد في البدايات وعلى من؟ على شعب حر وأسود أحرار متجاهلا سنن الله في الحياة سلما وحربا ومكذبا نفسه وشريكه الجزار أنهما سوف يحرران القصير في ثمان وأربعين ساعة كما قالوا عن حلب وغيرها!
وأيم الله إننا لنرى الكرامة التي يتحف الله بها الثوار بأعيننا حيث تكالب عليهم الحزب والنظام واسرائيل وايران وروسيا وأمريكا لحصارهم وهزيمتهم لتتم صفقة جنيف اثنين، ولكن أهل الإرادة بالدين والثبات لن يسمحوا أن تستلب أرضهم إلا على جثثهم الوطنية حقا ونظرا، لأن المتآمرين في مؤتمراتهم العديدة هم الأعداء الحقيقيون كيلا ترى سورية الغد والحرية والمواطنة والقانون نورها فإن اللانظام السوري قد أعلن مبدئيا حضور جنيف القادم، لأن زيارة السفير الروسي قبل قرابة شهرين لحزب الله لم تكن عبثا بل لإتمام هذه الصفقة وكذلك الإصرار على حضور ايران في المؤتمر، وكذلك ما تسرب من أن أمريكا تعمل على إجبار المعارضة على حضوره وإلا فلتواجه الخطر في القصير، إنه مكر الله والنهار لإخماد الثورة، وهي هي التي عودتنا دوما أن تقلب السحر على الساحر وأن براقش ستجني على نفسها حتما.