الهرمينوتيقا والترجمة أو سؤال الحوار والتفاهم بين الذات والآخر

بقلم عز الدين الخطابي

تقديم

أريد الانطلاق من تساؤل للمفكر الفرنسي الراحل أنطوان برمان A. Berman[1]، ورد بمؤلفه الموسوم بـ "تجربة الغريب، الثقافة والترجمة في ألمانيا الرومانسية: هردر، غوته، شليغل، نوفاليس، هامبولدت، شلايرماخر وهولدرلين"، وجاء فيه ما يلي: "ألا يشعر المترجم أثناء ممارسته للترجمة، بأنّ لغته ضعيفة وفقيرة أمام الغنى اللغوي للعمل الأجنبي؟"[2]. يجسد هذا السؤال ما يمكن أن ندعوه بمأزق المترجم الذي يضطر إلى الاشتغال على واجهتين وهما: واجهة إلزام لغته باكتساب غرابة اللغة الأجنبية، وواجهة إلزام هذه الأخيرة بالاغتراب داخل لغته الأم. وهذه وضعية غير مريحة، حيث يكون المترجم مطالبًا من جهة "بجلب القارئ نحو المؤلف"، أي فرض لغة العمل الأجنبي وفكره وثقافته على الفضاء اللغوي والثقافي للمتلقي؛ ومن جهة أخرى، "بجلب المؤلف نحو القارئ"، عبر الاكتفاء باقتباس العمل الأجنبي من أجل إرضاء المتلقي المذكور، وبذلك تؤدي هذه العملية التحريفية إلى خيانة النص الأصلي.

وفي الحالتين معًا، يوجد ارتباط بين الترجمة والتأويل، من منطلق أنّ فعل الترجمة مقترن بالفهم؛ فهو يقتضي إدراك معاني النص الأصلي، أي تفكيك رموزه ونقل دلالتها إلى لغة أخرى. وتكمن صعوبة النقل كما هو معلوم، في الاختلافات القائمة بين اللغات وتميز رموزها المعبرة عن العالم، والتي تجسدها أسطورة بابل أو "بلبلة الألسن". فلكي يفهم مضمون رسالة النص الأصلي ويتم تبليغه للمتلقي، ينبغي على المترجم تفكيك رموز لغته وإخضاعها لمقتضيات اللغة المستقبلة ولسياقاتها.

وهنا نتساءل: بأي معنى يحصل الفهم والتفاهم في عملية الترجمة؟ وكيف تتحدد العلاقة بالآخر الغريب لسانيًّا وثقافيًّا، في إطار هذه العملية؟ وباختصار، أين يتجلى البعد الهرمينوتيقي للترجمة؟ للإجابة على هذه الأسئلة، نقترح المحاور التالية للنقاش وهي:

- الهرمينوتيقا وتأويل الخطاب؛

- عملية الترجمة بوصفها فهمًا،

- أخلاقية الترجمة.

1) الهرمينوتيقا وتأويل الخطاب:

تدل لفظة الهرمينوتيقا في معناها الاشتقاقي على فن التأويل. وقد اعتبر جان غريش J. Greisch في نص له تحت عنوان: "الهرمينوتيقا"[3]، بأنّ الأمر يتعلق بنظرية تخص عمليات فهم النصوص والأفعال والأعمال الثقافية وتأويلها. هكذا، تجلت فعالية التأويل لدى القدماء في ثلاثة مجالات أساسية وهي الفيلولوجيا ( فقه اللغة ) وتفسير نصوص الكتاب المقدس وأحكام القضاء. أما في معناها الحديث، فتعرف الهرمينوتيقا بوصفها نظرية خاصة بعمليات التأويل الرامية إلى فهم التجارب الإنسانية، لذلك ارتبطت بتعدد الممارسات التأويلية، مثل الترجمة وتأويل الأحلام وتبليغ الرسائل.

وما يهمنا هنا، هو الارتباط الحاصل بين الهرمينوتيقا والترجمة، حيث أصبح التأويل مكونًا أساسيًّا ضمن هذه الأخيرة، لفهم فكر الآخر وثقافته، ما دامت العلاقة بين الذات والآخر المختلف عنها، مشروطة بالفهم والتفاهم وإلا فقدت معناها. وهو ما انتبه إليه هانز جورج غادامر H. G. Gadamer[4]، حينما اعتبر مهمة الهرمينوتيقا هي إيجاد لغة مشتركة بين الناس لتحقيق التفاهم بينهم على الرغم من اختلافهم. وقد أكد في نصه المعنون بـ "الهرمينوتيقا الكلاسيكية والفلسفية"[5]، أنّ فن الهرمينوتيقا يتمثل في الإظهار والترجمة والتفسير والتأويل ويتضمن الفهم الذي يعتبر ضروريًّا عندما يكون المعنى منغلقًا أو ملتبسًا. فالهرمينوتيقا هي على هذا الأساس، ممارسة مترجمة traductrice ينصب اهتمامها على المعنى. كما اعتبر عمل الهرمينوتيقي Hermenus قائمًا على ترجمة القول الغريب أو غير المفهوم، إلى لغة يمكن أن يفهمها الجميع. فهو مطالب بتحقيق هذا النقل من عالم اللغة الأجنبية إلى عالم اللغة المألوفة لدينا.

ولقد سبق لشلايرماخر Schleiermacher أن أقرّ بهذا الأمر في عمله الموسوم بـ "الطرق المختلفة للترجمة"[6]، حيث أشار إلى أنّ الهرمينوتيقا تبدو ضرورية عندما يتعلق الأمر بفهم خطاب آخر أو مصدر آخر للخطاب وللمعنى. ففي كل خطاب توجد أشياء غريبة، وسيكون التأويل هو ذلك النشاط المنهجي الذي يسمح بفهم هذه الغرابة. لذلك، سيكون الحوار بين اللغات والثقافات هو البعد المميز للفهم وللترجمة.

وهذه هي النقطة الهامة التي سيعالجها جورج اشتاينر G. Steiner في مؤلفه المعنون بـ "ما بعد بابل، شعرية القول والترجمة"[7] والذي اعتبر فيه تعدد اللغات، تجسيدًا لحوار مثمر بين الإنسان والعالم وتأكيدًا على حرية هذا الإنسان وفعاليته. فما هي المبررات التي قدمها هذا المفكر لتبرير أطروحته؟

2) عملية الترجمة باعتبارها فهمًا:

اعتبر اشتاينر في كتابه المذكور، وتحديدًا في الفصل الخامس وعنوانه: "الحركة الهرمينوتيقية" (وهو للإشارة فصل من 152 صفحة)، أنّ هناك أربع لحظات مميزة لمسار الترجمة، يتم من خلالها انبثاق معنى النص المترجم. وتبدأ هذه الحركة الهرمينوتيقية mouvement herméneutique حسب تعبيره، بلحظة الثقة التي يتم فيها الاعتراف بأهمية العمل الأصلي وبجديته نصًّا قابلاً للفهم وللترجمة. فكل فهم، خصوصًا إذا ما تم في إطار الترجمة، ينطلق من حماسة الثقة التي تتميز بكونها معقدة ومباشرة في الوقت نفسه. إنّها عبارة عن تعاقد إجرائي منبثق من تسلسل الفرضيات الفينومينولوجية حول تماسك العالم ووجود الدلالة داخل مختلف الأنساق. ويتجلى سخاء المترجم générosité du traducteur في اعترافه المسبق بضرورة وجود شيء ما ينبغي فهمه، وفي ثقته بصيغة القول "الأخرى"، على الرغم من أنّها لم تكتشف بعد ولم تخضع للتقييم[8].

تأتي بعد ذلك، لحظة الاقتحام التي يقوم فيها المترجم بغزو النص الأصلي، حيث يصبح الفهم عبارة عن استيلاء وعنف ممارسين على النص المذكور. وهو ما أكده مارتن هايدجر M. Heidegger حينما اعتبر الفهم بمثابة امتلاك وعنف "لأنّ الفهم والمماثلة والتأويل تشكل بالنسبة إليه، صيغة هجومية، موحدة وضرورية (..) فالفهم في مدلوله الاشتقاقي لا يتم فقط وفق آليات المعرفة، بل أيضًا من خلال المحاصرة والاقتحام. وبخصوص الترجمة من لغة إلى أخرى، فإنّ مثل هذه الاستراتيجية هي غزو واستغلال إلى حد الإنهاك"[9]. سيتحدث اشتاينر بعد ذلك عن عملية الإدماج بوصفها لحظة ثالثة في الحركة الهرمينوتيقية للترجمة. وبيان ذلك، أنّ استخلاص المترجم لمعنى النص الأصلي، يقتضي حصول مواجهة بينه باعتباره ذاتًا وبين مؤلف النص بوصفه آخر، بحيث ينتج عن هذه المواجهة تفاعل بين الطرفين يؤدي إلى تغييرهما معًا. وسيستشهد بكل من هيجل Hegel وهايدجر اللذين اعتبرا الكينونة لا تتحدد إلا من خلال مواجهتها للآخر. وتبرز المشكلة هنا، عندما يسعى المترجم إلى التعامل مع مؤلف النص الأصلي وكأنّه ذاته الأخرى، حيث يبحث لديه عما يرغب في كتابته بنفسه ؛ أي أنّه يبحث عن الذات عينها mêmeité داخل الغيرية altérité. يقول اشتاينر: "هناك مترجمون نضبت عندهم ملكة الإبداع الأصلية (..) لهذا السبب توقف بعض الكتاب عن الترجمة لأنّهم اختنقوا من كثرة استنشاقهم لنفس النص الغريب"[10].

لهذا، سيدعونا إلى عدم التوقف عند هذه المرحلة، لأنّ المسار الهرمينوتيقي parcours herméneutique سيظل ناقصًا بشكل لا يخلو من خطورة، إذا ما افتقر إلى المرحلة الرابعة التي تسمح بتحقيق التوازن بين الطرفين. "ويتعين أن يحقق الفعل الهرمينوتيقي l’acte herméneutique في هذا الإطار، نوعًا من التعويض. ولكي يتسم هذا الفعل بالأصالة، عليه أن يساهم في حصول تبادل متكافئ بين الطرفين المذكورين (أي مؤلف النص ومترجمه)"[11]. سيسمح هذا التبادل إذن، بإقرار التوازن بين اللغات والثقافات في عملية الترجمة وفق مبدأ الضيافة، وهذه عملية أخلاقية في جوهرها. ذلك أنّ أخلاقية الترجمة تتمثل في احترام النص الأصلي وإبراز غرابته، بدل الاستيلاء عليه وتحريفه. فالترجمة كما هو معلوم، ليست مجرد نقل للغة الآخر وثقافته، بل هي إدراج لهما داخل وسط مختلف وانخراط في علاقة أخرى مع العالم، تقتضي تأويلاً وفهمًا مغايرين له. بذلك، تسعى الحركة الهرمينوتيقية للترجمة، إلى تحقيق الحوار والتواصل بين الذات والآخر، وفق هدف أخلاقي يتناقض مع الهدف الاختزالي والإقصائي للثقافات المتمركزة عرقيًّا وفكريًّا. وهذه هي الأطروحة التي سيدافع عنها أنطوان برمان، صاحب المؤلفات النظرية الهامة في الترجمة، مثل تجربة الغريب، والترجمة والحرف أو مقام البعد وكذلك من أجل نقد للترجمة.

3) أخلاقية الترجمة:

يقول برمان: "تتضمن الترجمة في الأصل بعدًا أخلاقيًّا لأنّ غايتها أخلاقية، فهي ترغب عبر ماهيتها ذاتها، في جعل الغريب منفتحًا على الآخر المخالف له. ولا يعني هذا أنّ الأمور تمت تاريخيًّا ودومًا على هذا الشكل؛ بل على العكس، إنّ هدف الاستحواذ والتملك المميز للغرب، غالبًا ما عمل على خنق الميل الأخلاقي للترجمة، لأنّ منطق عين الذات logique du même كان هو المنتصر دائمًا. ومع ذلك، فإنّ فعل الترجمة يرتبط بمنطق آخر، هو منطق الأخلاق"[12]. وعلى هذا الأساس، لا يمكن أن تعرف الترجمة فقط بألفاظ التواصل وتبليغ الرسائل، كما أنّها ليست نشاطًا أدبيًّا وجماليًّا خالصًا، لأنّ الكتابة والتبليغ يكتسبان معناهما عبر الهدف الأخلاقي الذي ينظمهما. فالمطلوب في المقام الأول، هو التشهير بالترجمة المتمركزة عرقيًّا traduction ethnocentrique والتي تمارس التحريف بكل حرية ويتم تدعيمها ثقافيًّا وإيديولوجيًّا. ويعرفها برمان بكونها تلك الترجمة التي ترجع كل شيء إلى الثقافة الخاصة للمترجم وإلى معاييرها، معتبرة كل ما يخرج عن إطارها، أي كل ما هو غريب، سلبيًّا ويتعين إخضاعه وتحويله. ولا ينفصل التحويل عن التمركز العرقي، فهو تلك العملية التي تحيل على نص متولد عن المحاكاة والاقتباس والانتحال، أي كل نوع من أنواع التحويل الشكلي الذي يحدث انطلاقًا من نص آخر موجود سلفًا[13].

لذلك، فنحن حينما نتحدث عن الترجمة نستحضر دومًا مسألة الأمانة والخيانة التي تشكل بعدًا من أبعادها الأخلاقية. ففي هذا المجال، يكون المترجم مأخوذًا بروح الأمانة والدقة، وهو شغف أخلاقي بالأساس، يتمثل في الاعتراف بالآخر وتقبله ضيفًا مرحبًا به. ولا ينفصل هذا البعد الأخلاقي عن البعد الشعري الذي دعاه هنري ميشونيك Meshonic[14] بشعرية نحو النص التي تسمح بإبراز أناقة النص المترجم وحيويته وقوته، أي تسمح كما قال غوته Goethe[15] بتجديد شباب هذا النص. هكذا تصبح ممارسة الترجمة وسيلة لتدعيم الحوار والتفاهم والتفاعل بين اللغات والثقافات.

ختامًا، لقد تحدثنا عن الضيافة والحوار والفهم والتفاهم، بوصفها عناصر وثيقة الصلة بالمقاربة الهرمينوتيقية، ونريد في الأخير استحضار أحد الوجوه البارزة في مجال التأويل الهرمينوتيقي المدعم للتوجه الأخلاقي للترجمة، وهو المفكر الراحل بول ريكور Paul Ricoeur[16]. فقد اعتبر هذا المفكر المقاربة المذكورة لمختلف القضايا (السياسية والإتيقية والثقافية واللسانية والإيديولوجية الخ..)، تستدعي الخيال المنتج عند بحثها عن فائض المعنى، وهو مطلب غير منفصل عن عمل الترجمة الذي يتحدد في نقل المعنى من فضاء ثقافي معين إلى فضاء ثقافي آخر، أي في "قول الشيء نفسه بصيغة أخرى". فنحن لا نتوقف عن التعبير عن أفكارنا بالكلمات والعبارات، وعن التفاهم مع الغير الذي لا يرى الأشياء من زاوية رؤيتنا نفسها. ونضطر إلى استخدام السرد والقيام بالمحاججة، كما هو الشأن في مجال الإتيقا والسياسة، حيث تتدخل البلاغة بوجوهها الأسلوبية المتعددة وكل ألعاب اللغة التي تستعمل لخدمة استراتيجيات لا تحصى. ونحن لن نتوفر على شخصية ثقافية متميزة، إلا بالقدر الذي نقيم فيه علاقة حوارية مع الآخر؛ وهذا هو الهدف المتوخى من الترجمة باعتبارها تأويلاً.


[1] أنطوان برمان (1942 - 1991)، مفكر فرنسي ومنظر بارز في مجال الترجمة ؛ وقد ترجم عدة نصوص عن اللغتين الألمانية والإسبانية. نذكر من بين أعماله:

- L’épreuve de l’étranger: Culture et traduction dans l’Allemagne romantique, Herder, Goethe, Schlegel, Novalis, Humboldt, Schleiermacher, Hölderlin, Paris, Gallimard, 1984.

- الترجمة والحرف أو مقام البعد، ترجمة وتقديم عزالدين الخطابي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2010

[2] A. Berman, L’épreuve de l’étranger, op. cit., p. 22

[3] Jean Greisch, Herméneutique, Encyclopaedia Universalis.

و جان غريش (1942 - ) هو من المفكرين في مجال الهرمينوتيقا الفلسفية المعاصرة وفلسفة الدين. نذكر من بين أعماله:

- L’âge herméneutique de la raison, Paris, ed. du Cerf, 1985.

- Le cogito herméneutique, Paris, Vrin, 2000.

[4] هانز جورج غادامر (1900 - 2002)، مفكر ألماني من بين المنظرين المتميزين في مجال الهرمينوتيقا، وقد تأثر بشكل كبير بفكر هايدجر. من بين أعماله نذكر:

- Vérité et méthode, Paris, ed. du Seuil, 1996.

- Esquisses herméneutiques, essais et conférences, Paris, Vrin, 2004.

[5] H. G. Gadamer, La philosophie herméneutique, Paris, PUF, 2ème édition, 2ème tirage, 2008, p. 85 / 86.

[6] Cf. F. Schleiermacher, Des différentes méthodes de traduire, Paris, éd. du Seuil, 1999.

ويعتبر فردريك شلايرماخر (1768 - 1834) من مؤسسي الهرمينوتيقا الحديثة، حيث حدد وضعها فنًّا للتأويل، يمكن اعتماده في مجالات الترجمة والنقد الأدبي وتفسير النصوص التراثية، لإبراز المعنى وتحقيق الفهم. وبالإضافة إلى المرجع السابق، نذكر عمله الهام:

- Herméneutique. Pour une logique du discours individuel, Paris, le Cerf, 1987.

[7] يعتبر جورج اشتاينر (1929 - ) من المفكرين المتميزين في هذا العصر، وهو نمساوي الأصل، ازداد بفرنسا وتابع دراسته بالولايات المتحدة. وقد عمل أستاذًا بأعرق الجامعات مثل كمبريدج وبرنستون. ومن أهم مؤلفاته نذكر:

- Après Babel, une poétique du dire et de la traduction, Paris, Albin Michel, 1998.

- Poésie de la pensée, Paris, Gallimard, 2011.

[8] G. Steiner, Après Babel, op. cit., p. 403

[9] Ibid., p. 405

وقد أكد هايدجر بشكل بليغ هذه العلاقة بين الفهم والتأويل والعنف في مؤلفه الموسوم بـ "كانط ومشكلة الميتافيزيقا" قائلاً: "لأجل إدراك ما وراء الكلمات ومدلولاتها، لا بد للتأويل من أن يستعمل العنف. لكن، لا يجب خلط هذا الأخير بالاعتباطية الخرقاء، لأنّ التأويل مطالب بأن يقاد بفكرة روحية ملهمة. فقوة هذه الفكرة هي التي تسمح للمؤول بأن يجازف بالثقة في الانهمار السري للعمل، قصد الإمساك بما لا يعبر عنه والعثور على التعبير المناسب. بذلك تتأكد أمامنا الفكرة الموجهة بفعل إشعاعها".

M. Heidegger, Kant et le problème de la métaphysique, Paris, Gallimard, 1953, p. 256.

ويعتبر مارتن هايدجر (1889 – 1976) من أبرز مفكري القرن العشرين وتمثلت فلسفته في هدم الأسس التي انبنت عليها الميتافيزيقا الغربية وهو ما فتح أفقًا جديدًا للتفكير في الوجود. من بين مؤلفاته:

- Etre et temps, Paris, Gallimard, 1986.

- Ecrits politiques (1933 – 1966), Paris, Gallimard, 1995.

[10] G. Steiner, op. cit., p. 407

[11] Ibid., p. 407 / 408

[12] أنطوان برمان، الترجمة والحرف أو مقام البعد، مرجع مذكور، ص 103

[13] المرجع نفسه، ص 48

[14] هنري ميشونيك (1932 – 2009)، باحث لساني وشاعر وناقد أدبي ومترجم فرنسي، نذكر من بين مؤلفاته:

- Les états de la poétique, Paris, PUF, 1985.

- Heidegger ou le national – essentialisme, Paris, éd. Laurence Teper, 2007.

[15] يوهان فولفغانغ غوته ( 1749 – 1832 )، أديب ومترجم ومنظر في الجماليات ومن ممثلي الرومانسية الألمانية. من بين مؤلفاته:

- Les souffrances du jeune Werther (1774).

- Faust (1808).

[16] بول ريكور ( 1913 – 2005 )، من المفكرين الفرنسيين البارزين في القرن العشرين. وقد عمل على معالجة أهم القضايا الفكرية المعاصرة بالاعتماد على المقاربتين، الفينومينولوجية والهرمينوتيقية، وأصدر مؤلفات عديدة أغنت المكتبة الفلسفية، ومن بينها:

- A l’école de la phénoménologie, Paris, Vrin, 1986.

- Soi – même comme un autre, Paris, éd. du Seuil, 1990.

- Sur la traduction, Paris, Bayard, 2004.

المصدر: http://www.mominoun.com/articles/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9...

 
الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك