دور الدين في حماية الأسرة

ورقة عمل مقدمة الى المؤتمر العربي الاقليمي الاول لحماية الاسرة

 م.أروى الكيـلاني

 

  • المقـدمـــــة :                                                                              

الحمد للة رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين .
تأتي اهمية الموضوع " دور الدين في حماية الاسرة من العنف " في هذا الوقت الذي انتشر فيه العنف العائلي في مختلف انحاء الارض . حيث بينت الدراسات انه ظاهرة تعاني منها شعوب العالم على اختلاف اجناسها و اوطانها ، وان كان ذلك بنسب مختلفة من مجتمع لآخر او من شريحة اجتماعية الى غيرها .

          و نظرا ايضا للقدسية التي يتمتع بها النص الديني و بالتالي الالتزام المتوقع بالتشريعات الدينية المتعلقة بالاسرة في حال ارتفاع درجة الوعي و الالتزام الديني عند الافراد . و لعل هذا ما دفع العديد من الباحثين الى التوصية بالتزام القيم الدينية و الاسلامية للحد من هذه الظاهرة . و ذلك في العديد من الملتقيات والمؤتمرات التي تمت لبحث ظاهرة العنف و الحد منها .

 

  • Ø    و تهدف هذه الورقة الى :

1.عرض موجز لواقع العنف و اسبابه .

2. بيان مبادئ الاسلام في الاسرة و التي تعمل على حفظ كرامة الفرد في المجتمع و اشاعة المودة والرحمة و البر و حسن الصلة في محيط الاسرة .

3.توضيح التدابير الشرعية التي يفترض لها ان تعمل على الحد من انتشار العنف العائلي و الوقاية
من اسبابه .

4. التوصيات المقترحة .

و تركز هذه الورقة على جانب المرأة باعتبارها الفرد الاكثر تعرضا للعنف في محيط الاسرة بشكل عام . سواء كان من جانب الحاق الاذى بها او فرض السيطرة عليها او اشعارها بالعجز والحاجة للطرف القوي .

 

1. واقع  العنف و اسبابه :

لما بعد الانسان عن المنهج الرباني وضعف ايمانه بخالقه و زاد جهله بشريعته فقد عمّ الظلم وانتشر في عالم الحكم و السياسة باحتكار الدول القوية لخيرات الامم الضعيفة . و الاعتداء على شعوبها و السيطرة على مقدراتها . و تعدى هذا الامر ليشمل حياتنا الاجتماعية وعلاقتنا الاسرية. وهو الامر الذي خلق ارضية خصبة لظلم المرأة و العنف العائلي .

§       و قد تنوع الظلم الواقع على المراة في مجتمعاتنا من حرمانها لحقوقها ومن اهمها نصيبها في الميراث الشرعي او فرصتها في التعليم او العمل او اهانة كرامتها واستغلال انوثتها وضعفها او استغلال كسبها او اساءة عشرتها ، كما قد يمارس عليها بعض المفاهيم المعوجة للتدين . و يحاول من يمارسونها ان يلبسونا ثوب الدين لفرض سلطانهم . { و اذا كانت الانثى   -  في الجاهلية – توأد جسديا في التراب فانها اليوم نتيجة لبعض الممارسات توأد شخصيتها و مواهبها و قدراتها بحرمانها من فرصها المدنية و الانسانية  كما وصل هذا الظلم في بعض الاحيان الى درجة حرمانها من الحياة لمجرد الظنون او الاشاعات بما عرف بجرائم الشرف . 

وقد جاء ذلك نتيجة لضعف الوازع الديني و ثمرة للبعد عن القيم الدينية المبنية على الحق والعدل و سيطرة بعض الاعراف و التقاليد المخالفة للشريعة . و نتيجة و اضحة لتبني قيم وانماط الحياة الغربية حيث بدأت تفرز ما افرزته هناك من مظاهرة العنف الاسري . فقد ذكرت آخر التقارير والدراسات ان امرأة من كل ثلاثة نساء تتعرض للعنف في اوروبا وواحدة من كل اربع نساء تتعرض للعنف في امريكا و تنفق الولايات المتحدة ستة مليارات دولار سنويا للحد من ظاهرة العنف المنتشرة هناك وعدد النساء اللاتي يتعرض لعاهات بسبب العنف اكبر من اللاتي يتعرضن لمرض السرطان *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* آخر تقرير عن الامم المتحدة بثته قناة الجزيرة في اكتوبر 2005 .

 

 

أما في عالمنا العربي فالظاهره منتشره . و لكن ربما مع اختلاف في حجم و نوع العنف السائد وقد تحدثت التقارير عن اشكال من هذا العنف في الاردن و مصر وسوريا وفلسطين . الا ان المطلع على الدراسات و الارقام يجد التباين و التناقض فيها و يضيف الباحثون ان حجم الظاهره الحقيقي لا يزال غير معروف خاصة في ضوء تردد المرأة في الاعتراف بذلك لاسباب متعددة .

 العديد من النساء تعبر عن و اقعها و تعرضها للاذى من قبل زوجها . بكلمتين – حياتي جحيم –  و تكتفي بالسكوت و الدموع . أو الحديث بالتفصيل مع المقربات اليها فقط .

و الاغلب لا يلجأن الى ابلاغ  مراكز الامن الا عندما تتعرض حياتهن  للخطر و بضغط والحاح من اطراف خارجية . و اذكر جارة لي حاول زوجها الاعتداء عليها بالسلاح و هو في حالة سكر مما اضطرها للصراخ و الاستغاثة بالجيران حيث ذكرت  كيف كانت و لسنوات عديدة تتحمل الضرب و الاذى و تقضي الليالي الباردة نائمة في حديقة المنزل خوفا من ان يراها زوجها . وقد بذلنا جهدا كبيرا لاقناعها في ابلاغ مركز الامن ليتعهد بعدم الاعتداء عليها مرة اخرى .

من المعلوم انه حتى يتسنى حل اية مشكلة او القضاء على اية ظاهرة سلبية لابد من دراسة اسباب هذه الظاهرة ، بالاضافة الى نشر المفاهيم الايجابية و القيم الانسانية التي تحترم الآخر والتاكيد على حقوق الانسان . و مقاومة الافكار السلبية التي تسئ اليه . و قد وردت جملة من الاسباب تعود اليها مشكلة العنف العائلي و هي باختصار .

تقبل المرأة الخضوع او السكوت على الاهانة مما يجعل الطرف الآخر اكثر جرأة و تماديا.

جهل الزوجين بحقوق وواجبات كل منهما و عدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر .

التربية العنيفة التي ينشأ عليها الفرد فمن المعروف ان العنف يولد العنف و يشكل هذا الجزء (83%)* من الحالات .

* موقع أمان الالكتروني . العنف ضد المرأة الاسباب و العلاج مجلة بشرى.سيطرة بعض الاعراف البعيدة عن الدين و تتستر بستاره و التي تعطي حق الهيمنة والسيطرة و سلب ارادة المرأة .

المشكلات البيئية التي تضغط على الانسان من ضعف الخدمات و مشكلة السكن . والازدحام مما يسبب احباط الفرد و تدفعه الى العنف و الانفجار الى من هو اضعف منه .

الاسباب الاقتصادية و انعكاسها على المستوى المعيشي للافراد و الاسر مما يشكل ضغطا نفسيا حين التعرض للخلل المادي  و صعوبة الحصول على الحاجات الاساسية ، و يأخذ هذا العامل (45%) من حالات العنف ضد المرأة (1)  .

انتشار المخدرات و المسكرات يؤدي الى مضاعفة ظاهرة العنف في المجتمع و داخل الاسرة (2).

الغيرة الزائدة لدى أحد الزوجين او كليهما خاصة مع وجود ما يثير  الريبة من تصرفات احدهما  ويقود الى ممارسة العنف .

دور الحروب في رفع مستوى العنف ضد المرأة بشكل خارق لكل المعاني الانسانية والتفاهمات والاعراف الدولية .

و بالاضافة الى جملة هذه الاسباب التفصيلية يظهر سبب اجمالي ذكره اكثر من باحث وهو بعد المجتمع عن القيم الدينية و عدم احتكامه الى شرع الله بخصوص الحقوق والواجبات وشكل العلاقة بين الرجل و المرأة  (3) .

إن ذكر و دراسة هذه الاسباب ليس من باب تبرير العنف و انما مقدمة لوضع الحلول والتوصيات والتدابير التي من شانها الحد من هذه الظاهرة و سأتناول في هذه الورقة التدابير الشرعية التي يفترض ان تحد من انتشار العنف مستندة الى هذه الدراسات والاسباب . و أبدأ أولا  من مبادئ الاسلام في الاسرة و التي من شأنها الوقاية من اسباب العنف اذا ما حكّمت في بناء الاسرة .

(1)               موقع أمان  – مجلة بشرى  .

(2)               مركز الدراسات و البحوث / دبي مجلة البيان 1/1998 .

(3)               مجلة النجاح للابحاث ( العلوم الانسانية ) مجلد 17/2003 .

 

2. مبادئ  الإسلام في الأسرة :

لقد اعتبر الاسلام الاسرة اللبنة الاساسية في المجتمع و احاطها بالتشريعات و الاحكام التي تجعلها واحة سكن و امان للأفراد . و تحقق قيامها على اسس العدالة و المساواة . و المودة والرحمة والمغفرة و الصفح ... و البر و حسن الصلة ... و هذه المبادئ و الاسس :

أ‌.       وحدة الأصل و الكرامة الانسانية و مراقبة الله عز و جل :

" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس ، واحدة، و خلق منها زوجها و بث منها رجالا كثيرا ونساء ، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الارحام ، ان الله كان عليكم رقيبا " النساء (1) .

من الثابت في علم النفس ان نظرة الانسان الى نفسه و القناعات التي يؤمن بها من أقوى المؤثرات في سلوكه و القرآن الكريم يقرر ان المرأة شق الرجل في الانسانية له ما لها و عليها ما عليه . و أن قاعدة الحياة البشرية هي الاسرة فتقوم الاسرة الاولى من ذكر و انثى هما من نفس واحدة . و طبيعة واحدة و فطرة و احدة ، وبالتالي الاعتراف بالمرأة إنسانا له كرامته و حقوقه ، وانها انسان خلقت لانسان ، ، و نفس خلقت لنفس ، و شطر مكمل لشطر ، و انها و الرجل ليسا فردين متماثلين ، و انما هما زوجان متكاملان بهما تقوم الحياة .

" و اتقوا الله الذي تساولون به و الارحام ، ان الله كان عليكم رقيبا ".

و وجه كلا الزوجين الى تقوى الله الذي تتعاهدون باسمه ، و تتعاقدون باسمه و جعل عقد الزواج اساس بناء الاسرة و سمّاهُ ( الميثاق الغليظ ) . و قرر العقد ما بينهما من الحقوق والواجبات المتبادلة مما به تحسن العشرة و تطيب الحياة .

و أنه من المؤثر ان نسمع رأي احد المستشرقين "مسيو دواميسبس" في معرض الحديث عن المرأة في الشرق :

" ان المرأة في الشرق تحترم بنبل و كرم على العموم ، فلا احد يستطيع ان يرفع يده عليها في الطريق ، و لا يجرؤ جندي ان يسئ الى أوقح نساء الشعب حتى في اثناء الشغب و في الشرق يشمل الزوج زوجته بعين رعايته، و في الشرق يبلغ الاعتناء بالام درجة العبادة و في الشرق لا تجد رجلا يقدم على الاستفادة من كسب زوجته ، و الزوج هو الذي يقدم المهر الى زوجته"و هذا   قبل ان تسري الينا مبادئ الحضارة الغربية ، و كانت مجتمعاتنا اقرب الى قيمنا الدينية

كما وجه القران الكريم المسلم الى كرامته الانسانية بتكريم الخالق سبحانه و تعالى له " 
ولقد كرمنا بني ادم " ومقتضى هذه الكرامة التمتع بالحقوق الانسانية كاملة في الاسرة و المجتمع من حرية وتعبير عن الرأي . و أهلية و ذمة مالية ..... الخ و بالتالي لا يمكن للمرأة الرضى بالاهانة او الخضوع لرغبة رجل متسلط لا يخاف الله فيها . و هو السبب الاول المؤدي الى العنف ، بحسب الدراسات والابحاث .

و ان الصبر الذي وجه  الله عباده اليه انما هو بمفهومه الشرعي " ضبط النفس و السيطرة عليها انتظارا للفرج" او لبلوغ الغاية و تحقيق الهدف. و ليس الخضوع او الخنوع و تقبل الاذى والاهانة كما هو التصور الخاطئ الذي اصاب مجتمعاتنا المسلمة مع الاسف الشديد . و الغاية هنا في محيط الاسرة والعلاقة بين الزوجين تحقيق السكينة و اشاعة المودة و الرحمة في جو الاسرة  لتكوين مناخا صحيا لكافة الافراد فيها .. و هذا لا ينفي بكل تاكيد التحلي بالتسامح و العفو و المغفرة فيها . والتي لا تصلح الحياة الاسرية بدونها .

ب.  السكينة و المودة و الرحمة :

" ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكونو اليها و جعل بينكم مودة و رحمة "

إن تحقيق السكينة في محيط الاسرة مسؤولية مشتركة بين الزوجين من هذه الآية الكريمة . و أن تبادل المودة والرحمة بين الزوجين هي الطريق المؤدي لتحقيق هذه السكينة المرجوة .

فالزوج مطلوب منه اظهار مودته لزوجته بالكلمة الطبية او اللمسة الحانية وان يرحم ضعفها ويعينها في اعمالها سواء داخل البيت او خارجه ، او يفاجئها بهدية بسيطة او بنزهة قصيرة . و ان يشاركها طموحاتها و تطلعاتها في الحياة . و كذلك المرأة مسؤولة عن اظهار مودتها لزوجها بالابتسامة و اللقاء الطيب و حسن المظهر " اذا نظر اليها اسرته " و تحرص على ادخال السرور الى قلب زوجها . و ان تكون مستودعا لهمومه و عونا له سواء العون المادي او المعنوي و تصبر على ظروفه و احواله ، و تحفظه في نفسها و ماله .( اذا غاب عنها حفظته ) .

  • التفسير الوسيط للقران الكريم – لجنة علماء الازهر . في تفسير قوله تعالى " و استعينوا بالصبر  الصلاة و انها لكبيرة الا على الخاشعين " سورة البقرة .
  • عن كتاب د. مصطفى السباعي المرأة بين الفقه و القانون

و تشاركه اهدافه و آماله فنجاحه نجاحها و نجاحها نجاح له ، فهما نفس واحد التقتا في اسمى  علاقة انسانية و اقدسها .

و حرصا من الاسلام على نجاح الحياة الزوجية ، وجه الله سبحانه و تعالى الرجل الى حسن معاشرة المرأة .. بقوله " و عاشروهن بالمعروف ...." و قوله تعالى " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لانفسكم و اتقوا الله و اعلموا انكم ملاقوه و بشر المؤمنين ".

فالاية الكريمة تضع المؤمن امام واجب يجب تحقيقه،وهو أن يجعل زوجته راغبة فيه و ذلك بالكلمة الطيبة و التقديم لرغبته  ، و في هذا أجر و صدقة للمؤمن " ولعل هذا التوجه وقاية للمرأة مما اصطلح على تسميته ( بالعنف الجنسي ).

كما نبّه الاسلام المرأة الى ضرورة تلبية الرغبة الطبيعية لزوجها إلى حد ترتيب اللعنة عليها اذا دعاها زوجها لحاجته فلم تستجيب له " إذا دعا الرجل امرأته الى فراشه فأبت أن تجئ لعنتها الملائكة حتى تصبح " البخاري كتاب النكاح .

ولا تتوقف المطالب الشرعية عند هذا الحد . و إنما سبق ذلك المطالبة بالتزين للشريك والظهور له بالهيئة التي تدخل الراحة و السرور إلى نفسه و تجعله منجذبا للطرف الآخر .

و لا يخفى على احد ما لهذا التوجه و الالتزام به من تخفيف التوتر بين الزوجين . بل والرقي في العلاقة بينهما الى تلبية الحاجات العاطفية و النفسية بالاضافة الى الجسدية لكل منهما . فالمودة بين الزوجين نبته ترعى بالاهتمام و حسن الصلة و لا يمكن للمحبة ان تسود بين الزوجين ما دام احدهما يتجاهل الآخر ، او لا يحسن اختيار الالفاظ التي يخاطبه بها . و لا يفهم حاجات الآخر و كيفية تلبيتها .

ج.  درجة الرجال على النساء :

وفي القاعدة التي قرر  القران الكريم بها المماثلة بين الزوجين في الحقوق و الواجبات . قرر على الرجل مسؤولية القوامه ، و جعله المكلف بحق المرأة فيما يصل بها الخير و يدفع عنها الشر ، فقال  " و للرجال عليهن درجة " و هذه الدرجة ليست درجة السلطان ولا درجة القهر ، وهي درجة القوامة التي تطالب الرجل بالانفاق على البيت و ما يحتاج اليه من مطعم و ملبس وحاجات اساسية .

"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما انفقوا من أموالهم"

فهي اذن درجة طبيعية لا بد منها لكل مجتمع من المجتمعات ، لئلا يصير الى الفوضى والاضطراب و التنازع و التضارب و تناقض الرغبات . وهو حماية ووقاية من دواعي العنف واسبابه عندما تؤخذ بحقها و حدودها الشرعية .

فهي قوامة الرعاية و الانفاق ، و القيام بالحق و العدل ." كونوا قوامين بالقسط شهداء الله " 
سورة النساء (135) 

و أود الاشارة هنا الى أهمية هذا المبدأ في حفظ كيان الاسرة فحسب الدراسات الاسرية والنفسية التي افردها الدكتور " هارلي" صاحب العديد من المؤلفات و الكتب العلمية في مجال العلاقة الزوجية السعيدة ، و الذي توصل الى حقائق نفسية بعد خبرة خمسة و عشرون عاما مستشارا في شؤون الاسرة و العلاقات الزوجية ، يقول في كتابة عن حاجات المرأة و حاجات الرجل " His Needs , Her Needs " .

          حيث تبين له من الحالات التي درسها و حديثه الى العديد من النساء و حتى الناجحات منهن واللاتي يحصلن على دخل اكبر من دخل ازواجهن حين ذكرن جميعهن و بدون استثناء ، انهن يفضلن ان ينفق الزوج على نفقات البيت الاساسية من مطعم و ملبس .... الخ .و ان يستخدمن من كسبهن فيما يرفع مستوى المعيشة او التعليم الخاص, او امورهن الخاصة .

كما تبين له " الدكتور هارلي " انه في الوقت الذي لا يستطيع فيه الزوج أن يلبي حاجات الاسرة الاساسية يبدأ شرخ حقيقي في العلاقة بين الزوجين  . و بداية لسوء العلاقة بينهما .

ومما لا شك فيه ان هذا يخلق ارضية خصبة للعنف . حيث اوردت الدراسات التي تبحث في اسباب العنف العائلي ان (45%) من الحالات كانت تعود لاسباب اقتصادية .

د.  التشـــــــاور :

" بنى الاسلام المجتمعات في ادارتها و تنظيم شؤونها مع تعيين مصدر القوامة فيها – على اساس الشورى و تبادل الرأي ، يشاور الرئيس المرؤس ، و الحاكم المحكوم . " و أمرهم شورى بينهم " .

وهي اساس لكل مجتمع حتى مجتمع الرجل وزوجته في البيت و الاسرة و قد جاء ذلك في صريح القرآن الكريم فيما يتعلق بحق ابداء الرأي في فطام الطفل و رضاعه ، و لم يجعل للرجل ولا للمرأة حق الاستئثار به دون الرجوع الى صاحبه .

" فإن اراد فصالا عن تراض منهما و تشاور فلا جناح عليهما " و اذا كان للزوجة حق ابداء الراي في نظام تربية الولد وارضاعه ، و اشترط القرآن في ذلك ادارتها مع ادارته ، ورضاها مع رضاه فان ذلك يكون شأنها معه في كل ما يعترضهما من شئون تحتاج الى التشاور والى تبادل الرأي.هذا من أقوى ما يوثق الروابط بين الزوجين ، و يجعل منهما قلبا و احدا ونفسا و احده .

(( أما ذلك الزوج الذي يمنح نفسه السلطان المستقل و الامر النافذ القاهر. تاركا زوجه وراء ظهره ، متاعا لا ينظر اليه إلا حيث يريده . فهو زوج دخيل على الحياة الزوجية التي رسمها الاسلام ، و لا يعرف معنى قوله تعالى " و اخذن منكم ميثاقا غليظا " و " عاشروهن بالمعروف))*

و اذكر هنا تلك الحكاية الشهيرة عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزوجته ، حيث كانت تشهد صلاة الصبح و العشاء جماعة في المسجد . فقيل لها ، لِمَ تخرجين وقد تعلمين ان عمر يكره ذلك و يغار ؟ فقالت : و ما يمنعه ان ينهاني ؟ فقيل لها يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعو إماء الله بيوت الله .

فالحادثة تشير الى توقف عمر عند حدود النص و عدم جرأته على نهي زوجته في أمر ترغبه مخافة ان يكون ذلك مخالفا لاوامر الرسول العظيم صلى الله عليه و سلم .

 3.  التدابير الشرعية للحد من انتشار العنف و الوقاية من اسبابه :

 1.   حُسن  اختيار الشريك ابتداءا و التحذير من الاكراه على الزواج . لعل اولى الاجراءات التي من شأنها ان تحقق التوافق بين الزوجين و تمنع اسباب العنف انما تكمن في حسن

 اختيار الشريك . وهو الامر الذي أوصى به القرآن الكريم و الرسول عليه السلام 
" و لأمة مؤمنة خير من مشركة و لو أعجبتكم " البقرة .

" إذا اتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه " حديث شريف .

و نبه الى ضرورة  الرضى من الطرفين قبل عقد الزواج . وحذر من الاكراه على الزواج.

* الاسلام عقيدة و شريعة  - الاستاذ محمود شلتوت شيخ الجامع الازهر .

في الحديث الشريف : " عن عائشة رضي الله عنها ،أن فتاة دخلت عليها و قالت إن أبي زوجني من ابن أخيه و أنا له كارهه . فاجلستها حتى جاء رسول الله عليه الصلاة و السلام فارسل إلى أبيها وخيرها في فراق ابن عمها . فقالت قد أجزت ما صنع ابي ، و لكني اردت أن تعلم النساء ان ليس للاباء من الامر شئ .     

 أي  أنه لا يجوز للاب اكراه ابتنه على زواج من لا ترغب به .و من حسن الاختيار ان يكون الزوج كفئا للزوجه ، و ذلك حتى تستطيع المرأة ان تعطيه حق القوامة، و تستجيب لرأيه وفي ذلك ضمان لنجاح الزواج ووقاية من العنف و اسبابه .

2. خلق الوازع الديني لدى الرجال و النساء و توعيتهم بالحقوق الشرعية لكل منهما 

و أقصد بالوازع الديني المراقبة الذاتية على النفس وا ستشعار مراقبة الله و محاسبته . و يكون هذا صمام أمان لمنع الرجل من الظلم ودافعا لالتزام الحدود الشرعية . و لعل هذا يفسر لنا ختم العديد من الآيات في مجال التعامل مع النساء " و اتقوا الله " و التذكير بالايمان و استحضار عظمة الله وقدرته. " إن الله كان عليا كبيرا " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " .

و من الطريف هنا الاشارة الى انه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قدم رئيس الشرط استقالته الى الخليفة . فلما سأله عن السبب أجاب يا أمير  المؤمنين لقد عرف كل فرد ما له و ما عليه . وأداه فلم يعد لي حاجة .

          و قد أرشد الاسلام الى معالجة صنف خاص من النساء اللاتي يحاولن الخروج على حقوق الزوجية ، فيعرضن الاسرة للتدهور و الانحلال ، و هو ان تعالج بالنصح و الارشاد، ثم عن طريق الحكمة و الموعظة الحسنة ، ثم بالهجر اذا لم يثمر الوعظ ، ثم بقليل من الايذاء البدني الذي يهدف الى ارجاع المرأة الى الجادة . "  فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليّا كبيرا "   مع العلم ان الضرب المقصود هو التاديب و ليس الحاق الاذى وقد أشار عليه السلام في هذه الاية بقوله ولا يفعله خياركم . " مما جعل بعض الفقهاء يشيرون الى نسخ حكم الضرب و منهم " الامام عطاء تلميذ ابن عباس "  و قال عليه السلام "اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لسنائهم "

و كان من آخر وصايا الرسول عليه السلام للمسلمين قبل مقابلته لربه " استوصوا بالنساء خيرا"

و كان منها " ما استفاد   المؤمن بعد تقوى الله خيرا من زوجه صالحة إن امرها اطاعته ، و إن نظر اليها سرته ، و إن أقسم عليا أبرته ، وإن غاب عنها حفظته في ماله و عرضه " .

بل ان الامر قد تجاوز هذا الحد الى درجة انه جعل جهاد المرأة الحقيقي في حُسن تبعلها لزوجها واداء حقوقه و رعايتها له " فإن حًسن تبعل المرأة لزوجها تعدل ذلك كله " .

" و إن احسان العشرة بين الزوجين – لا يكون فقط باداء الحقوق و الواجبات و انما هو معنى ينبعث من قلب احدهما الى زوجه مدفوعا بروح المحبة و المودة ، وروح الايمان بالمهمة المشتركة بينهما والملقاة على عاتقها في تذليل سبل الحياة ، و تربية الابناء و تدبير امور البيت ، بما يضفي على الجميع متعة المادة و الروح " *.

أ‌.       حُسن الظن بالزوجه مع الاعتدال في الغيرة .

الغيرة مسالة فطرية تدفع الى الحذر في العلاقة مع غير الزوج و تخلق مزيدا من الدفء والمحبة بين الزوجين ، بينما اللامبالات و البرود المطلق قد يفسران بعدم الاهتمام او حتى بعدم المحبة.
و في الحديث الشريف " أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، و الله أغير مني  ما من احد اغير من الله – من أجل ذلك حرم الفواحش "(1) هذا عندما تكون غيرة في مجالها الصحيح و في حدود المعقول ، فليست كل غيرة محبوبه وهو ما اكده قول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم "

من الغيرة ما يحب الله و منها ما يبغض الله . فاما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، و ام االتي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة "(1)صحيح سنن ابي داود .

 

كما ان الغيرة قد تنقلب الى ظاهرة مرضية تعصف بالرابطة الزوجيه بل و ربما تؤدي الى ارتكاب جريمة و لعل هذا يقودنا الى الحديث باختصار عن جرائم الشرف في مجتمعنا الاردني .

___________________

الاسلام عقدية و شريعة – مبادئ الاسرة الاستاذ محمد شلتوت

(1)   البخاري كتاب النكاح – باب الغيرة .

 

فان ما يحدث من جرائم بحق نساء بريئات عفيفات بدعوى الحفاظ على الشرف ظلم يجب دفعه والعمل الجاد لتجنبه . و ان هذه الجرائم ليست بسبب وجود المادة (340) و تطبيقاتها القضائية النادرة والعادلة . و انما من وجهة نظري ضعف الوازع الديني و البعد عن القيم الدينية .

  • والترخص في اتهام العفيفات و شيوع هذا الاتهام على الالسنة دون حرج او تقوى او ضمير . والمجتمع لا يخسر بالسكوت عن تهمه غير محققه كما يخسر بشيوع الاتهام او الترخيص فيه ، لما يترتب على هذا من آثار في حياة الناس و طمانينة البيوت و فوق ذلك الآلآم الفظيعة التي تصيب الحرائر  الشريفات . و الاحرار الشرفاء (2) .

" و الذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادة أبدا"

"و ان الشريعة الاسلامية وهي تقرر العقوبات الصارمة لجريمة الزنا . و جريمة القذف – الاتهام دون شهود – إنما اراد حماية المجتمع و محاربة الحيوانية التي لا تفرق بين جسد وجسد ، أو لا تهدف الى إقامة بيت و بناء عش و انشاء حياة مشتركة لا تنتهي بانتهاء المتعة الجسدية . و إن يقيم العلاقات الجنسية على اساس من المشاعر الانسانية السامية . و التي تجعل من التقاء جسدين نفسين و قلبين و روحين ، التقاء انسانين تربط بينهما حياة مشتركة و آمال مشتركة والآم مشتركة و مستقبل مشترك "* .

          و الغيرة حتى و ان كانت بدافع الحرص على المرأة ، فإنه لا ينبغي لها ان تقود الى حرمانها من حقوقها سواء في العمل او خارج البيت او تحصيل العلم .... الخ . أو تنمية شخصيتها و قدرتها او زيادة درجة ايمانها و وعيها .

و في حادثة عمر بن الخطاب – وزوجته السابقة الذكر – نلحظ كيف ضبط عمر غيرته و لم يتجاوز بها حدود الشرع . و لكن هذا لا يعني ان تتجاهل الزوجة مشاعر زوجها بل هناك العديد من التدابير الشرعية الاحتياطية التي تراعيها المرأة لضمان عدم اثارة الريبة في نفس الزوج ،

__________________
* تفسير في ظلال القران سيد قطب . تفسير سورة النور .

ومنها دوام تحلي المرأة بالحشمة و الوقار خلال تعاملها مع الرجال عامة . و التزام الجدية في الخطاب و غض البصر و اجتناب الخلوة المحرمة الى آخر التشريعات التي تتعلق بحفظ الحياء 
و تجنب الشبهات و الشائعات .

ج‌.    المجلس العائلي و اصلاح ذات البين .

 اذا اشتد الخلاف بين الزوجين – و عجزا عن اصلاح ما بينهما فان كلا يعرف حدوده  ولا يتجاوز في ايذاء صاحبه ولا يحاول اهانته او قهره ، بل يذكر ما كان بينهما من فضل و يتحول واجب الاصلاح بينهما على جماعة المسلمين وهو حق للزوجين او لاسرتهما و بالتالي حق للامة للحفاظ على لبناتها . وهو واجب الاصلاح بين المؤمنين . " إنما المؤمنون اخوه فاصلحوا بين اخويكم" واذا كان واجبا على المسلمين ، فانه يكون في اقصى مراتب الوجوب على اهل الزوجين لانهم اشد الناس حرصا على سعادة الاسرة بمقتضى صلات القرابة " و ان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله و حكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ان الله كان عليما خبيرا". وهو توجيه من الله للحكمين نحو الاخلاص في المهمة ، و صدق الادارة و تحري العدل ، و العمل جهدهما على انقاذ الاسرة من الشقاق او اسباب العنف .

 د‌.      التشريع بانهاء الحياة الزوجية بدل تحولها الى بؤرة للعنف – الطلاق- الخلع المشروع – الطلاق للضرر .

اذا ما نفذت الوسائل الاصلاحية كلها و عجز الزوجان عن اصلاح ما بينهما، و عجز الحكمان ، وتباعدت المسافة و اشتد النزاع ، فقد شرع الاسلام الطلاق للرجل و سلك به طريق العلاج و جعل له مراحل مفرقا مرة بعد اخرى ليجرب الرجل نفسه مرة بعد أخرى و يروضها على الصبر والاحتمال ، و تجرب المرأة نفسها كذلك .

" الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان " و اعطي الحق للمرأة ان تفتدي نفسها اذا كانت كارهة لزوجها دون ايذاء منه لها او اضرار بها " هذا هو الموضع الذي شرع فيه الخلع واتيح للمرأة ان تقدم لزوجها من مالها ما تخلص به نفسها منه حينما لا تطيقه بغضا . و ذلك بعد ان ينظر القاضي في الحالة  و يامر بتطليقها فلا يقع ظلم على الرجل او اضرار بالزوج . 
و أما إذا ضيق الزوج عليها و دفعها بظلمة اياها و الاضرار بها الى طلب الطلاق . والافتداء بمال تدفعه اليه كارهة غير راضية ، فانه يكون ظالما باخذ الفداء . و قد افسح امامها في تلك الحال طريق الوصول الى القاضي و اثبات اضرر فيطلقها و يخلصها من ايذائه و ضرره .

-فيكون الطلاق للضرر  - مع الاحتفاظ بكافة حقوق المرأة المالية .

4. الخــاتمـة و التوصيــات :

ان الاسلام العظيم و هو يضع هذه التشريعات و يقر تلك المبادئ انما يحفظ كرامة الفرد ويحافظ على كيان الاسرة في وقت و احد ، و اذا الجأت الضرورة الى تفكيك كيان الاسرة فانها تنفصل بهدوء مع بقاء وحداتها " الافراد " سليمة و صالحة لبناء اسرة  جديدة بهدف الحفاظ على مجتمع سليم تكون الاسرة المعافاة  و الافراد الاسوياء  لبنات قوية في هذا البناء ، و يوازن بين حقوق الفرد وحفظ كيان الاسرة فلا يطغى جانب على آخر و انما يتحدان لمصلحة الجميع .

ومن الحق القول ايضا صحيح ان الاسلام قد أعطى المرأة المكانة اللائقة و انه اعتبرها شريكا حقيقيا في بناء الاسرة و في تنمية المجتمع لكن الصحيح أيضا" أن نظرة و احدة الى واقعنا المعاصر يمكنها ان تدمي القلب على ماآلت اليه و اوضاع المرأة العربية اليوم .

اننا لا نتحدث هنا عن الاسلام كدين و انما نتحدث عن المسلمين كبشر ، و هو ما يستدعي عدم الخوف من كشف الواقع بحجة الغيرة على الدين ، بل ان الغيرة عليه تستدعي الفصل بين الامرين حتى لا يقع لبس فيظن البعض بان الدين هو المسؤول عن هذا الواقع ، و ينبغي القول هنا بانه لولا الدين لكان الواقع اكثر سوءا مما هو عليه الآن ".

 التـوصيــات :

  • مراجعة درجة الالتزام الشعبي بتعاليم الدين و العمل على التوعية بتلك التشريعات الرائعة . من خلال المؤسسات المعنية .
  • تبين وجود قواسم مشتركة بين اسباب العنف العائلي و اسباب العنف في اطار العام ، وهو ما يشير الى ضرورة معالجة الاسباب بنوعيها ، اذا كان الهدف ان نعيش في مجتمعات صحية و معافاة من كل اشكال العنف و التميز ضد المرأة و غيرها .
  • العمل على نشر الثقافة الاسرية و الدينية في المؤسسات التعليمية و الثقافية و التربوية ، و الاعلامية  وتوعية الافراد بالحقوق و الواجبات , و الاهداف و الغايات في انشاء الاسرة و المحافظة عليها للوقاية من العنف واسبابه .
  • الافادة من جهد و تجربة الدول الغربية و غيرها في هذا المجال مما يعتبر جهدا انسانيا في اتجاه القضاء وعلى العنف مع الاخذ بعين الاعتبار ان لكل شعب ثقافته و دينه و خصوصيته .
  • مراجعة الاجراءات و الحلول و أثرها على المجتمع بشكل عام ، هل تحقق القضاء على العنف داخل الاسرة .  أم تفكك بنيان الاسرة ؟ و أن نتحرى أفضل الحلول للحفاظ على مجتمع متماسك يتكون من اسر معافاة و افراد كرماء اسوياء .
  • التوازن في الطرح بين حقوق الفرد و اهمية المحافظة عليها مع اشاعة قيم الصفح و العفو و الصبر بمفهومه الايجابي و البر و حسن الصلة . و التي لا يقوم مجتمع و لا تقوم اسرة دون تحقيق هذه القيم والتركيز على دور الاعلام في هذا الجانب .

 و لا شك ان هذا يتطلب تكثيف الجهود و توحيدها على كافة المستويات للوصول الى افضل الاجراءات و الحلول على مستوى اقليمي وعالمي و انساني بتوفيق الله . 

 

و في الختام اتقدم بوافر الشكر للمجلس الوطني لشؤون الاسرة و مديرية الأمن 
العام / مشروع محماية الاسرة و الجهات الداعمة لهذا المؤتمر على اتاحة هذه الفرصة . على الجهود الخيرة التي يبذلونها للحد من ظاهرة العنف و القضاء على اسبابه  .

 

و أرجو ان يقبل هذا العمل و ان نثري الافكار و التوصيات الواردة بارائكم و مقترحاتكم القيمة في هذه الجلسة .

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

_____________________________________________________   

(1)       صحيح سنن ابي داود – كتاب الجهاد باب الخيلاء في الحرب .

(2)               في ظلال القران – سيد قطب .

 

مراجــــــع الورقـــــــة :

 

*   الاسلام عقيدة و شريعة                            الاستاذ محمود شلتوب .

*    منهج الاسلام في مكافحة الجريمة                الدكتورة مهدية شحادة الزميلي .

 

*     Dr Harley                  His Needs , Her Needs

 

*     مجلة جامعة النجاح للابحاث (العلوم الانسانية) مجلد 17(2)2003

    بحث – العنف العائلي ضد المرأة – اسبابه و التدابير الشرعية للحد منه – د. ناصر الدين محمد الشاعر.

 

*  Family Violence Against Women its Causes ,& the Islamic Measures To Deal With it

 

*   مجلة الفكر العربي عدد83/1996 الاسرة العربية و العنف / ملاحظات اولية     الاستاذ مصطفى عمر التير .

 

*   المرأة و الاسرة بين الاسلام و النظم العربية د. محمد أبو حسان / اصدارات جمعية العفاف الخيرية

 

*   المرأة بين الفقه و القانون   د. مصطفى السباعي .

 

* بالاضافة الى تفسير القران الكريم و الحديث الشريق و الى مواقع الانترنت للمقالات و التقارير 
في الصحف و المجلات .

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/82413

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك