الإسلام دين الحوار

أولاً: الإسلام دين الحوار:

الحوار منهج قرآني, فقد كلم الله ملائكته واستمع منهم

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" [البقرة:30]

وكذلك رسله "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ" [المائدة:116]،

وحتى مع الكافرين "قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى"

[طـه:125-126]. وحتى مع إبليس "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"

[الأعراف:12]. والقرآن مليء بمحاورات الرسل مع أقوامهم "قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" [إبراهيم:10] .
وتأمل حوار إبراهيم عليه السلام مع مدعي الربوبية "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ

إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ

الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [البقرة: 258].

وحوار موسى مع فرعون مدعي الألوهية والربوبية في سور عديدة في القرآن وكذلك بقية الرسل عليهم صلوات الله

وسلامه حيث يحاورون أقوامهم بالحكمة لدعوتهم إلى الله وبيان الحق لهم والرد على شبهاتهم.

وهـذا القـرآن يحكي حـوار النبي –صلى الله عليه وسلم - مع امرأة "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا

وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" [المجادلة: 1].

وحضارتنا الإسلامية على مدى التاريخ هي حضارة الحوار فقد حاور علماء المسلمين كافة أهل الملل والنحل

بالمنهج القرآني والدعوة إلى الخير

ثانياً: أھم أھداف الحوار في الإسلام:

? – الدعوة إلى الإسلام، وعبادة لله وحده لا شريك

له وھذا أسمى ھدف "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا

إلَِى اللهَِّ وَعَمِلَ صَالِحا وَقَالَ إنِنَِّي مِنَ الْمُسْلِمِي ن"

[فصلت: ?? ] ومعرفة لله ھي أعظم حقيقة

وعبادته ھي الحكمة من خلق البشر "وَمَا خَلقَْتُ

الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ ليِعَْبُدُونِ " [الذاريات: ?? ]، ويترتب

عليھا سعادة البشرية في الدنيا والآخرة " فَمَنِ اتبَّعََ

ھُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يشَْقَى وَمَنْ أَعْرضََ عنْ ذِكْرِي

فَإِنَّ لهَُ مَعِيشَةً ضَنْكا وَنحَْشُرُهُ يوَْمَ الْقِياَمَةِ أَعْمَى"

.[??? ، [طه: ???

ويدخل في ذلك إبراز محاسن الإسلام والرد على

شبھات أعدائه وإيضاح الحقيقة العظيمة في

الحكمة من خلق البشر وما يُراد منھم وما يراد بھم

وما مصيرھم.

فالحوار مطلب إسلامي لكي نقوم بواجبنا تجاه

الأمم الأخرى ليس لافادة أنفسنا فحسب بل لفائدة

الأمم الأخرى أيضًا لنوصل إليھا الخير الذي أمرنا به.

فالأمة الإسلامية ھي صاحبة الرسالة الأخيرة،

وعليھا واجب البلاغ، قال تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أمَُّةٍ

أُخْرِجَتْ للِنَّاسِ تأَْمُرُ ونَ باِلْمَعْرُوفِ وَتنَْھَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

.[ وَتُؤْمِنُونَ باِلل ه" [آل عمران: ???

?- تحقيق وظيفة الإنسان في الأرض وھي

الخلافة وعمارة الأرض "وَإذِْ قَالَ رَبكَُّ للِْمَلائِكَةِ إنِيِّ

.(?) [ جَاعِلٌ فِي الْأرَْضِ خَلِيفَةً " [البقرة: ??

?- تبادل العلوم النافعة، وحل الإشكالات القائمة

والتعاون على الخير "وَتعََاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى

.[ وَلا تعََاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَا ن" [المائدة: ?

وليس من أھداف الحوار موالاة الكفار ومودتھم من

دون المؤمنين، فقد جاءت النصوص القطعية في

النھي عن ذلك، قال لله تبارك وتعالى: "لا يتََّخِذِ

الْمُؤْمِنُونَ الْكَافرِِينَ أوَْليِاَءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ

يَفْعَلْ ذَلكَِ فَليَْسَ مِنَ الل ه فِي شَيْ ء" [آل عمران:

.[??

كما أن الحوار لا يھدف إلى التنازل عن شيء من

ثوابتنا العقدية أو الشرعية، أو المشاركة في

الدعوات المغرضة لوحدة الأديان التي تساوي

الإسلام بغيره وخلط الحق بالباطل، أو مشاركة

الكفار في باطلھم، وقد نھى لله نبيه عن ذلك فقال

سبحانه: " قُلْ ياَ أيَھَُّا الْكَافرُِونَ لا أَعْبُدُ مَا تعَْبُدُونَ وَلا

أنَْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أنَاَ عَابدٌِ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أنَْتُمْ

- عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لكَُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: ?

[ ?]، وقال أيض ا:ً "وَدُّوا لوَْ تُدْھِنُ فَيُدْھِنُو ن" [القلم: ?

وقال سبحانه: "وَلوَْلا أَنْ ثبَتَّْنَاكَ لقََدْ كِدْتَ ترَْكَنُ إلِيَْھِمْ

شَيْئا قَليِلا "ً [الإسراء: ?? ] كما يجب التفريق بين

الكفار المحاربين الذي يجب معھم الجھاد في

سبيل لله "ياَ أيَھَُّا الذَِّينَ آمَنُوا لا تتََّخِذُوا عَدُوِّ ي

وَعَدُوَّكُمْ أوَْليِاَءَ تُلْقُونَ إلِيَْھِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بمَِا

جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإيِاَّكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا

باِللهَِّ رَبكُِّمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِھَادا فِي سَبِيلِي

وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ت سُِرُّونَ إلِيَْھِمْ باِلْمَوَدَّةِ وَأنَاَ أَعْلمَُ بمَِا

أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلنَْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ

السَّبِي ل" [الممتحنة: ?]، وقال سبحانه: "ياَ أيَھَُّا

النَّبِيُّ جَاھِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلظُْ عَ ليَْھِمْ

،[ وَمَأْوَاھُمْ جَھَنَّمُ وَبئِْسَ الْمَصِيرُ " [التوبة: ??

والمسالمين الذين قال لله فيھم: "لا ينَْھَاكُمُ اللهَُّ

عَنِ الذَِّينَ لمَْ يُقَاتلُِوكُمْ فِي الدِّينِ وَلمَْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ

دِيَاركُِمْ أَنْ تبَرَُّوھُمْ وَتُقْسِطُوا إلِيَْھِمْ إِنَّ اللهََّ يُحِبُّ

الْمُقْسِطِي ن" [الممتحنة:

ثالث ا:ً آداب الحوار:

من أھم آداب الحوار:

?- حسن القصد من الحوار: وذلك بالإخلاص

والرغبة في طلب الحق، قال تعالى: "وَمَا أمُررُوا إِلاَّ

.[ ليِعَبُدُوا اللهََّ مُخْلِصِينَ لهَُ الدِّينَ " [البينة: ?

?- العلم: فلا حوار بلا علم، والمحاور الجاھل يفسد

أكثر مما يصلح، وقد ذم لله سبحانه وتعالى

المجادل بغير علم "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهَِّ

بغِيْرِ عِلْمٍ وَلا ھُدىً وَلا كِتَابٍ مُنيِر" [الحج: ?]، وذم

أھل الكتاب لمحاجتھم بغير علم كما في قوله

تعالى: "ھَا أنَتُمْ ھَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فيِمَا لكَمْ بِهِ عِلْمٌ

فَلِمَ تُحَاجُّونَ فيِمَا ليَسَ لكَمْ بهِِ عِلْمٌ وَاللهَُّ يعَلمَُ وَأنَتُمْ

.[?? - لا تعَلمَونَ [آل عمران: ??

العلم عام في كافة مواضع الحوار، فيشمل العلم

بالإسلام وعقيدته وحضارته والعلم بالمحاورين

وخلفياتھم وكافة ما يحتاج إليه في الحوار.

فالمحاور المسلم داع إلى لله يجب أن تكون دعوته

بعلم وبصيرة كما قال سبحانه "قُلْ ھَذِهِ سَبِيلِي

أدَعُو إلِى اللهَِّ عَلَى بَصِيرَةٍ أ نَاَ وَمَنِ اتبَّعَنِي"

.[ [يوسف: ???

فالعلم بالإسلام وحضارته وشبھات المخالفين في

غاية الأھمية في حوار غير المسلمين لإقناعھم

ورد شبھاتھم فضلا عن عدم الانخداع والتأثر بھا.

?- التزام القول الحسن، وتجنب منھج التحدي

والإفحام، حيث أن أھم ما يتوجه إليه المحاور التزام

الحسنى في القول والمجادلة، ففي محكم

التنزيل: "وَقُلْ لعِباَدِي يَقُولُوا التَّي ھِيَ أَحْسَنُ "

[سورة الإسراء: ?? ] "وَجَادِلْھُمْ باِلتَّي ھِي" [سورة

.(?) [ النحل: ???

وعلينا أن ننأى بأنفسنا عن أسلوب الطعن والتجريح

والھزء والسخرية، وألوان الاحتقار والإثارة

والاستفزاز.

?- التواضع واللين والرفق من المحاور وحسن

الاستماع وعدم المقاطعة والعناية بما يقوله

المحاور، فھو أدعى للوصول إلى الحقيقة واستمرار

الحوار، وھذا ما علمناه القرآن، فقد أمر لله نبيه

موسى وأخاه ھارون عليھما السلام عند مخاطبة

فرعون الذي طغى وتجبر وادعى الألوھية

والربوبية، فقال سبحانه : "فَقُولا لهَُ قَوْلا ليَنِّا لعله

.[ يتَذَكَّرُ أوَ يَخْشَى" [طه: ??

?- الحلم والصبر، فالمحاور يجب أن يكون حليما صبورا،ً فلا يغضب لأتفه سبب، فإن ذلك يؤدي إلى

النفرة منه والابتعاد عنه، والغضب لا يوصل إلى

إقناع الخصم وھدايته، وإنما يكون ذلك بالحلم

والصبر، والحلم من صفات المؤمنين قال تعالى:

"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظ وَالْعَافيِنَ عَنِ النَّاسِ وَاللهَُّ يُحِبُّ

الْمُحْسِ نِي ن" [أل عمران: ??? ]. وعندما قال رجل

للنبي – صلى لله عليه وسلم - أوصني، قال: (لا

تغضب) ( ?? ) وكررھا مرار ا.ً

ومن أعلى مراتب الصبر والحلم مقابلة الإساءة

بالإحسان، فإن ذلك له أثره العظيم على المحاور،

وكثير من الذين اھتدوا لم يھتدوا لعلم المحاور

واستخدامه أساليب الجدل، وإنما لأدبه وحسن

خلقه واحتماله للأذى ومقابلته بالإحسان، وقد نبه

لله عز وجل الداعين إليه إلى ذلك الخلق الرفيع

وأثره وفضل أصحابه، فقال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ

قَوْ لا مِمَّنْ دَعَا إلِى اللهَِّ وَعَمِلَ صَالِحا وَقَالَ إنِنَّي مِنَ

الْمُسْلِمِينَ وَلا تسَتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيئِّةُ ادْفَعْ

باِلتَّي ھِيَ أحَسَنُ فَإذِا الذَّي بيَنَكَ وَبيَنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَهَُّ

وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلقَّاھَا إلِاَّ الذَّينَ صَبرَوا وَمَا يُلقَّاھَا إِلاَّ

.[??- ذُو حَظ عَظِيم" [فصلت: ??

?- العدل والإنصاف؛ يجب على المحاور أن يكون

منصفا فلا يرد حقا،ً بل عليه أن يبدي إعجابه

بالأفكار الصحيحة والأدلة الجيدة والمعلومات

الجديدة التي يوردھا محاوره وھذا الإنصاف له أثره

العظيم لقبول الحق، كما تضفي على المحاور روح

الموضوعية.

والتعصب وعدم قبول الحق من الصفات الذميمة

في كتاب لله فإن لله أمرنا بالإنصاف حتى مع

الأعداء فقال: "ياَ أيَھَُّا الذَِّينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للِهَِّ

شُھَدَاءَ باِلْقِسْطِ وَلا يَجْر منَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ

تعَدِلُوا اعْدِلُوا ھُوَ أقَرَبُ للِتَّقْوَى" [المائدة: ?]، ومن

تدبر القرآن الكريم وذكره لأھل الكتاب وصفاتھم

الذميمة يجد أن المولى عز وجل لم يبخسھم

حقھم، بل أنصفھم غاية الإنصاف، ومن ذلك قوله

تعالى: "ومَنْ أَھْلِ الْكتِابِ مَنْ إنِْ تأَمَنْهُ بِقِنْطاَرٍ يُؤَدهِِّ

إلِيَكَ ومَنْھُمْ مَنْ إِنْ تأَْمَنْهُ بدِِينَارٍ لا يُؤَدهِِّ إلِيَكَ إِلاَّ مَا

دُمْتَ عَليَهِ قَائمِا "ً [آل عمران: ?? ]، وقوله تعالى:

"ليَسُْوا سَوَاءً مِنْ أَھْلِ الْكِتَابِ أمُّةٌ قَائمِةٌ يتَلُونَ آياَتِ

.[ اللهَِّ آناَءَ الليَّلِ وَھُمْ يسَجُدُو ن" [آل عمران: ???

يقول ابن القيم:

وتعر من ثوبين من يلبسھما *** يلقى الردى

بمذمة وھوان

ثوب من الجھل المركب فوقه *** ثوب التعصب

بئست الثوبان

وتحل بالإنصاف أفخر حلة *** زينت بھا الأعطاف

( والكتفان( ??

ويأمر لله بمحاورة أھل الكتاب بلغة الإنصاف

والعدل: "قُلْ ياَ أَھْلَ الْكِتَابِ تعَالوَْا إلِى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ

بيَنَنَا وَبيَنَكُمْ أَلاَّ نعَبُدَ إِلاَّ اللهََّ وَلا نشُرِكَ بِهِ شَيْئ ا"ً [آل

.[ عمران: ??

والإسلام ينطلق في الحوار من التكافؤ بين البشر

لا تفاضل لعرق كما حكى لله عن اليھود قولھم:

"نحَنُ أبَنَاءُ اللهَِّ وَأَحِباَّؤُهُ " [سورة المائدة: ?? ] أو لون

كما يدعى العنصريون البيض في أوروبا، أو طبقية

كما ھي عند الھندوس، وإنما بصلاحھم، ولنتأمل آية

قرآنية مفتتحة بالمبدأ ومقررة وجود الاختلاف

ومبينة أھمية التعارف وخاتمة بميزان التفضيل "ياَ

أيَھُّا النَّاسُ إنِاَّ خَلقَنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ

شُعُوبا وَقَباَئِلَ لتِعَارفَوا إِنَّ أكَرَمَكُ م عِنْدَ اللهَِّ أتَقَاكُمْ

.[ إِنَّ اللهََّ عَلِيمٌ خَبِير" [الحجرات: ??

وھذا الاختلاف من آياته سبحانه "وَمِنْ آياَتِهِ خَلْقُ

السَّمَاوَاتِ وَالْأرَضِ وَاخْتِلافُ ألَسْنَتِكُمْ وَألَوَانِكُمْ إِنَّ

.[ فِي ذَلكَِ لآَياتٍ للِعَالمِين" [الروم: ??

فالإسلام يقرر أن الاختلاف حقيقة إنسانية طبيعية

ويتعامل معھا على ھذا الأساس "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ

شِرْعَةً وَمِنْھَاجا وَلوَْ شَاءَ اللهَّ لجَعَلكَمْ أمُّةً وَاحِدَةً

وَلكَنْ ليِبَلُوَكُمْ فِي مَا آتاَكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَا تِ"

.[ [المائدة: ??

فوجود الاختلاف أمر واقع وله حكم إلاھية ويجب

.( التعايش وفق ما أمر لله من الدعوة والنصيحة( ??

وأخيرا ھذه نظرتنا للحوار والاختلاف، ولكن عندما

ننظر إلى الواقع ودعوات الحوار الصادرة من الغرب

لنا أن نتساءل: كيف يؤتي الحوار ثماره في العالم

اليوم بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب

وھو يصاحب الھيمنة والاستعلاء، والظلم والجور،

والاحتلال ولغة السلاح.

إن التكافؤ بين المتحاورين مھم جدًّا ليحقق الحوار

.( أھدافه( ??

أن الحوار لا يحقق أھدافه مع المجازر المستمرة

في فلسطين والاحتلال في العراق وأفغانستان؛

بل كيف تتفق لغة الحوار ع الجدار العنصري في

الأرض المحتلة على الرغم من إدانة العالم في

الأمم المتحدة (باستثناء بعض دول الغرب المنحازة

للصھيونية).

أي حوار ينادي به الغرب مع ھذا العدوان والظلم

ولغة الاستعلاء، وفرض المصطلحات واستغلال

التفوق الإعلامي لتشويه الآخرين.

كيف نثق بھذا الحوار الذي يھدف إلى نمط جديد من

الدبلوماسية لتكريس الظلم ومصالح تتعلق

بالاقتصاد والسياسة ومواصلة الحرب والصراع

.( والاحتلال( ??

إن الغرب مطلوب منه قبل أن يتحدث عن الحوار

ونشر الديموقراطية (والشرق الأوسط الكبير) إن

كان يريد خيرًا بالآخرين يجب تقليص الھوة السحيقة

بين البلدان الغنية والفقيرة، وعليه مساعدة البلدان

على التنمية لا توريطھا في الديون والفقر، وفرض

الإملاءات عليھا، ومساعدة البلدان التي خربتھا

الحروب كالصومال وأفغانستان وغيرھا على إنھاء

ذلك الوضع، بل أن تكف يدھا عن إشعال الفتن في

تلك البلدان.

بعد ذلك يُ قال أننا نرفض الحوار والتسامح؛ ومن

يتھمنا بذلك؟ إنه المستعلي الظالم المحتل لأرضنا

والساعي لتشويه ديننا وثقافتنا، ومع ذلك فلا نزال

نقول إننا مع دفاعنا عن ديننا وثقافتنا وأرضنا

وأنفسنا فإننا نرى أن الحوار ھو خيار مھم لتحقيق

أھدافنا العليا القائمة لمصلحة البشرية.

.(??? -???/ ?) لسان العرب، ابن منظور ( ? )

.(???/ ?) لسان العرب، ابن منظور ( ?? )

?) انظر: أصول الحوار، الندوة العالمية للشباب )

الإسلامي، الطبعة الثانية، ???? ھ - ???? م، ص:

?. وانظر: الحوار مع أھل الكتاب، د. خالد بن

عبدلله القاسم، دار المسلم، الطبعة الأولى،

. ???? ھ، ص: ???

.(???/ ?) لسان العرب، ( ? )

?) انظر: الحضارة والعالم الآخر، د. عبدلله )

الطريقي، دار الوطن، الرياض، الطبعة الأولى،

.?? - ???? ھ، ص: ??

?) انظر: الحضارة، حسين موسى، عالم المعرفة، )

. ???? م، ص: ???

?) انظر: موقف الإسلام من الحضارات الأخرى، د. )

محمد نورد شان، بحث مقدم إلى ندوة الإسلام

وحوار الحضارات، غير منشور، مكتبة الملك عبد

العزيز، الرياض – السعودية، محرم ???? ھ، ص:

.?

?) انظر: مدخل إسلامي لحوار الحضارات، لمحمد )

?? )، بحث مقدم لندوة - السعيد عبد المؤمن ص( ??

الإسلام وحوار الحضارات، مكتبة الملك عبد العزيز،

???? ھ غير مطبوع.

?) أصول الحوار وآدابه في الإسلام، صالح بن )

. عبدلله بن حميد، ص: ??

?? ) أخرجه البخاري، ك الأدب، باب الحذر من )

.( الغضب، رقم ( ????

?? ) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، )

. ابن القيم، دار المعرفة، بيروت، ???? ھ، ص: ??

?? ) انظر: مجلة العرفة، العدد ??? شعبان )

???? ھ، موضوع قيم الإسلام، الحوار الانفتاح على

.(?? – العالم، ص: ( ??

?? ) انظر: من أجل حوار بين الحضارات ( ?) روجيه )

جارودي دار النفائس، الطبعة الأولى ???? ھ.

( ?? ) انظر: حوار الحضارات، محمد خاتمي ( ?? )

ضمن كلمة الرئيس الإيراني في اليونسكو

?? دار الفكر دمشق /??/ (بتصرف) في فرنسا ??
المصدر: http://uqu.edu.sa/page/ar/92753

الأكثر مشاركة في الفيس بوك