أين وظيفة المسجد اليوم
في هذه الأيام العصيبة يعاني عالمنا الإسلامي من معضلات خارجية وداخلية، كما يعاني من فوضوية النفوس، وأسر المادية وانجذاب باطنه إليها، الشيء الذي يؤدي إلى قلب هويته، لأن هويتنا لم تكن يومًا من الأيام مادية، بل كانت المادة فيها تابعة لما في البواطن من المعاني والإيمان..
وفي هذه الأيام التي نشعر فيها بانقلاب الهوية، علينا أن نتذكر دور المسجد، وهو دور أصيل لو أننا تنبهنا إليه، ودور فاعل ومؤثر، ومثبت للهوية...
فالمسجد في منظورنا الإسلامي حياة متكاملة إذ يجتمع فيه كل ما في الإسلام من مقومات الحياة ، وتلتقي فيه كل الوظائف التي يحتاج إليها الإنسان.
ولئن كنا لا نستطيع في هذه الأيام أن نعطي المسجد دور بيت الحكم كما كان يوم أن أسس المسجد الأول..
ولا نستطيع إعطاء المسجد دور المحكمة العليا التي تحكم على الجميع بالعدالة والمساواة..
ولا نستطيع تحويل المسجد إلى بيت الشورى السياسية كما كان الأمر يوم أن بُني المسجد الأول.. لكن ألا نستطيع أن نعيد للمسجد في المتاح دوره؟
نعم أيها الإخوة، إنكم كما تستطيعون إبقاء المسجد مساحة ليركع فيها الإنسان رُكيعات، تستطيعون إعادة كثير من الأدوار إليه.
ولن أتحدث بمثاليات أو جمهوريات أفلاطونية لكنني سأتحدث في المتاح الواقعي.
أولاً: المساجد داعمة لأنوار القلوب، وما أحوجنا إلى مدعمات الأنوار، في زمن هيمنت فيه المادية على القلوب.
جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
(أحب البلاد إلى الله مساجدها).
وجاء في الحديث:
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله).... وفيهم: (ورجل قلبه معلق بالمسجد)
وحينما يدخل الإنسان إلى المسجد، ويرتبط بالمسجد، ويتفاعل مع المعاني فيه، ويتذكر المسجد الأول، ويتذكر من بَنَى المسجد الأول، ويتذكر ما كان عليه الرعيل الأول في المسجد الأول، فيخرج من بيئة معتادة، إلى عالم مفعم بالأنوار فإن ذلك يخفف من وطأة المادية على باطنه.
ثانيًا: المسجد في دوره جامع، ولهذا سمي جامعًا، وما سمي بذلك إلا لأنه يدرب المسلمين على الخروج من الفردية، ويدربهم على الجماعية التي تكون فيها الحركة متناغمة منسجمة متناسقة.
كنت أقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي يحفظه كثير منكم، قراءة عاجلة حتى وقفت على معنًى ما أحوجنا إليه، يقول صلى الله عليه وسلم:
(صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)
أكثرنا يجد في الحديث معنى فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لماذا لا نقرأ معه معنى آخر؟
حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث كان يمنع الصلاة في مسجد الضرار الذي بناه المنافقون، فهو في هذا الحديث يدعو إلى الاجتماع لأنه صلى الله عليه وسلم كان محور الأمة ومحور جماعتها، وكان مسجده صلى الله عليه وسلم المسجد الجامع.
وأفهم منه أن التزام جماعة المسلمين هو أفضل من العمل الفردي ألف مرة.
أفهم منه وأنا أعيش حركته وحالته النفسية أنه يعني أن التزام جماعة المسلمين وأن العمل الجماعي في الأمة يتفوق على العمل الفردي ألف مرة.
والآخرون اليوم لا يعملون أعمالهم إلا فيما يسمى بفريق العمل.
فلماذا لا نتدرب على أسلوب فريق العمل، ولماذا لا نكون معًا فريق عمل؟
ولماذا يدخل المسلمون اليوم إلى المسجد فلا يكون المسجد لهم جامعًا، ونرى المسلم يدخل بفرديته ويخرج بفرديته؟
وقال في تمام الحديث
(وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه)؟
وهو سر العمل الجماعي.
ففي صدر الحديث حض على العمل الجماعي وهنا حديث عن سر هذا العمل، فالمسجد الحرام هو مكان تصفية المقصود، وفي المسجد الحرام لا يلتفت الإنسان إلى شيء من الأشياء لأنه يكون منجذبًا إلى رب البيت، فإذا تحقق في حياة الأمة العمل الجماعي الذي يفوق العمل الفردي ألف مرة، ثم تحقق له سر ذلك العمل وهو الصدق والإخلاص والتوجه إلى الله وحده، عندها سنعود أمة فاعلة منتجة قد أخرجت للناس.
هل ننتظر بطلاً يخرج ليلتف الناس حوله؟ مضى زمن الأبطال.
وزمن الجيل الأول كان زمن تكامل الأبطال، وفي الجيل الأول كان كل صحابي من أصحاب رسول الله بطلاً لكن لم يكن بطلاً ليقال عنه إنه بطل، ولم يكن بطلاً لتسلط الأضواء عليه على أنه بطل.
هذا هو خالد بن الوليد رمز الأبطال لا يضيره أن يكون قائدا في الجيش أو جنديًا فيه، لأنه فهم أن المطلوب هو تكامل الأبطال لا إبراز الفرديات وإظهارها لينظر إلى من كان في المقدمة وينسى من يكون في الظل.
وهذا ما أعنيه حين أقول مضى زمن الأبطال، أي إن الزمن الذي تسلط فيه الأضواء على الفرديات ويحصل فيه تهميش للآخرين العاملين واستصغار واحتقار لهم، وتحويل إلى صورة قطيع منفعل..
وليس هذا ما يدعو إليه إسلامنا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشير إلى أصحابه فردًا فردًا، ويبين لهم أنهم جميعًا بحاجة إلى التكامل (أقضاكم علي، أفرضكم زيد، أقرؤكم أبي..) فيحتاج الأقضى إلى الأقرأ، ويحتاج الأقرأ إلى الأفرض.
ورأيت حديثًا صحيحًا عنه صلى الله عليه وسلم يقول فيه:
(الصلاة في المسجد الجامع تعدل الفريضةُ حجةً مبرورة، والنافلة كحجة متقبلة)
فالمسجد قد لا يكون جامعًا لأن المسجد الجامع هو الذي يجتمع فيه المسلمون، ويشكل بمن فيه الأغلبية.
وهكذا يعطي الإسلام القيمة للجامع بجمعيَّته، ويعطي القيمة من خلال الجامع للجماعة المجتمعة فيه.
ثالثًا: المسجد في وظائفه وأدواره محل لمدارسة العلم.
وهنا أحب أن أؤكد على الربط بين الجامع والجامعة.
فالجامعة يمتثل فيها الإنسان أمر الله، وهو يبحث في أفعال الله، ينظر في مجهره فيقرأ أدق التفصيلات، ويرى الحركة التي لا يراها إلا الباحثون..
وما أكثر ما تتردد في القرآن عبارة أنظروا، انظروا...
وفي الجامع ينظر إلى قول الله.
وإذا نظر الإنسان إلى قول الله وفعله فهم العلاقة بين الجامع والجامعة.
ففي الجامع تقرأ في النص ما قال الله، وفي الجامعة تقرأ ما فعل الله.
في الجامع تقول هكذا قال الله، وفي الجامعة تقول هكذا فعل الله.
جامعاتنا أصيبت بتوجه مادي يقطع الإنسان عن ملاحظة فعل خالق المادة وفاعلها، فأصبح يقرأ المادة مقطوعة عن الفعل، ويقرأ حركة المادة مقطوعة عن محركها..
ترجمنا في الجامعات كتبًا وردت إلينا من بلاد ثارت على دينها، وقررت إعلان الحرب على معابدها، وكررنا كالببغاء دون أن ندرك أن لنا في بلادنا خصوصية، فما كان الجامع يومًا من الأيام في بلادنا يُنشئ حربًا مع الجامعة، لكنه يكملها، فيدفع الشباب إلى الجامعة لأنه ينقل إليهم أمر الله بالنظر والبحث، ويستقبل من يرد إليه من الجامعة ليكمله في أخلاقه وإيمانه.
من هنا نستطيع أن نفهم بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تتحدث عن العلم في المسجد كقوله صلى الله عليه وسلم:
(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه)
و التلاوة اليوم كثيرة في المسجد أما المدارسة التي هي النفوذ إلى فهم النص والانطلاق منه إلى حياة واعدة مشرقة مفعمة بالنهضة والحركة فهي قليلة.
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم:
(من جاء مسجدي هذا لم يأت إلا لخير يتعلمه) أي ما جاء إلا ليتعلم (... فهو بمنـزلة المجاهد في سبيل الله).
رابعا- التدريب على إخلاص المقاصد لله وحده.
وقد قال أهل الفهم إن المسجد حضرة الله الخاصة.
المسجد بيت الله، وهو حضرة الله الخاصة، وإذا فهمنا قوله تعالى:
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {18} الجن
نفهم شيئًا من دور المسجد في تصفية المقاصد لله وحده.
واقرؤوا قوله تعالى:
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} النور
أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ فقد رفعت في مكانتها، ورفعت في منـزلتها، ورفعت في مقصود من يكون فيها، فيتحقق لهم فيها الإخلاص لله تعالى وحده.
لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ما شغلتهم أسواقهم وما شغلهم عملهم في دنياهم عن صلتهم بالمسجد لأن التجارة والبيع لم يؤذن فيهما داخل المسجد، ومن الممنوع أن يمارس الإنسان داخل المسجد تجارة أو بيعًا، لأن المطلوب منه أن يقطع صلة قلبه وهو في المسجد عن التجارة والبيع.
لهذا قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
(إذا رأيتم من يبيع أول يبتاع في المسجد فقولوا..) أي إعلانًا لا سرًا (...لا أربح الله تجارتك)
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
(من سمع رجلاُ ينشد ضالة في المسجد ..)
أي فقد شيئًا من متاعه فذهب إلى المسجد مستفيدا من اجتماع الناس فيه, لتحقيق منفعة مادية له خارج المسجد..
(من سمع جلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردَّها الله عليك, فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا)
إذا أردت الاجتماع والإعلام فاذهب إلى السوق, و أعلن عن ضالّتك.., وإذا كنت تريد أن تُربح تجارتك.., فاذهب إلى مكان التجارة والبيع.
وإن هذا لا يمنع العمل في المسجد, وهي قضية في غاية الدِقَّة.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخرج الحاكم في المُستدرَك ألقى نعله إلى علي رضي الله عنه وهو في المسجد ليخصفها له.
وأصلح سيدنا علي نَعْلَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسول الله وهو في المسجد, لكن هذا لم يكن من قبيل التجارة ولا البيع, بل كان من قبيل الفُتوة والخدمة.. فطالما أنك لا تريد من المسجد المنفعة المادية فعملك مُبارَك.
لو أنك علّمت المسلمين في المسجد كيف يُبرمجون الحاسوب, ولو أنك علّمتهم صناعة ترتقي بها أمتنا, فبارك الله بك.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته إلى المسجد يقول:
(اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك, وأسألك بحق ممشاي هذا, فإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً.)
أي لم أخرج إلى المسجد لأُظهر نفسي بين الناس, ولا لطلب سُمعة..
(فإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعة, وخرجت اتقاء سخطك, وابتغاء مرضاتك)
فالمقصود وأنت ذاهب إلى المسجد طلب رضاء الله, واتقاء سخطه.
(خرجت اتقاء سخطك, وابتغاء مرضاتك, فأسألك أن تُعيذني من النار, وأن تغفر لي ذنوبي, إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
قال صلى الله عليه وسلم:
(من قال هذا, أقبل الله عليه بوجهه)
من قال هذا وهو ذاهب إلى الجامع ليًُصلي..
(أقبل الله عليه بوجهه, واستغفر له سبعون ألفِ مَلَك)
لهذا سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل داخل يدخل الجامع أن يبدأ بركعتين, حتى يبدأ تصحيحَ المقصود, ويُخرج من قلبه غير مولاه.
خامسا- المسجد يُدرِّب على الواقعية, بعيدًا عن مثاليات اللاهوتيات.
ومن نظر إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المسجد, يرى أنهم كانوا يأكلون في المسجد.
قال عبد الله بن الحارث بن جَزْء: كُنّا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز واللحم. وفي رواية: شواء في المسجد.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر, جلس في مُصلاه حتى تطلع الشمس, فيتحدث أصحابه, يذكرون حديث الجاهلية, ويُنشدون الشِعر, ويضحكون, ويتبسّم صلى الله عليه وسلم.
لأن المسجد حياة واقعية, ولا يكون الإنسان إنسانًا بمجرد لاهوتيات يخرج فيها عن واقعه..
فالمسجد كما يُدرِّب الإنسان على المقصود الخالص, يُدرِّب الإنسان على الواقعية.
وقالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة, وهم يلعبون في المسجد.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم منبرًا للشِعر, ودعا لصاحبه حسان بن ثابت.
ومرَّ عمر في المسجد وحسان يُنشد الشِعر, وكأن عمر امتعض, فقال له حسان: كنت أنشد فيه – أي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك.
أي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم التفت حسان إلى أبي هريرة وقال: أنشدك بالله, أسمعْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أجِبْ عني, اللهم أيِّده بروح القُدُس) قال: نعم.
ولم يرضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصاري أبي أُمامة أن يمكث في المسجد من غير قصد واضح.
فهذه هي الواقعية.
حتى لا يكون الاعتكاف من غير مقصود وحكمة.
وإذا كنت تريد روحانية فهذا مقصود صالح.
وإذا كنت تريد عِلْمًا فهذا مقصود صالح.. لكن لا تجلس من غير مقصود..!!
قال صلى الله عليه وسلم لأبي أُمامة:
(يا أبا أمامة, مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة)
دِينُك دين حركة وإنتاج, فلماذا تجلس في المسجد في غير وقت صلاة؟
ما شأنك, ما سِرُ مُكثك؟
قال: هموم لزمتني, وديون يا رسول الله.
التجأ إلى الروحانية في المسجد لأنه شعر بالحاجة النفسية, فأراد أن يتخلص فيه من الهَم, والهم يُعطِّل الإنسان.
قال: (أفلا أُعلِّمك..) ألا أُعلِّمك كيف تحظى بالروحانية..
إنه لا يريده أن يقضي لحظة واحدة دون فائدة.
قال: (أفلا أُعلِّمك كلامًا إذا قُلْتَه, أَذْهَب الله همَّك, وقضى عنك دَيْنَك)
قُلت: بلى يا رسول الله. قال: (قُل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهَمِّ والحُزن - وفي رواية والحَزَن - وأعوذ بك من العَجْز والكَسَل, وأعوذ بك من الجُبْن والبُخل, وأعوذ بك من غلبة الدَيْن وقَهر الرجال)
قال: ففعلت ذلك, فأذهب الله تعالى همِّي وغمِّي وقضى عني دَيْني.
سادسا- إيجاد النموذج العملي الإسلامي في المسجد.
فينبغي أن يُرى في المسجد النموذج التطبيقي الإسلامي..
لماذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يأمر بإحضار الأسرى إلى المسجد؟
في زمن أمريكا المتطورة يحضرون الأسرى إلى سجن أبو غِريب, ليمارسوا فيه أبشع ما يُمارسه مُتوحش..!
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحضر الأسرى إلى المسجد.
لماذا أحضر ثمامة بن أثال إلى المسجد؟
حتى يرى بأم عينه الإسلام, ففي المسجد يُسمَعُ النص, ويُرى التطبيق..
المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/82178