التحاور
مها مسلط قطين المطيري
الحوار كلمة جميلة رقيقة تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس، ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم في قوله: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [سورة الكهف: 37]، ويوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها، قال سبحانه: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [سورة المجادلة: 1]؛ فسمع الله هذا الحوار ـ وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه ـ ونَصّ عليه في كتابه العزيز رِفعة لشأن الحوار وإثباتا لأهميته.
وقد ميّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بصفة الكلام والحوار، وأثنى على ذلك في آيات كريمات:
ففي التحاور مع الأبناء: {يَا بُنَيَّ} [سورة لقمان: 13] كما قال لقمان عليه السلام لابنه، وفي التحاور مع أهل الكتاب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ} [سورة آل عمران: 64].
وفي التحاور مع المشركين: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ استئجارك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} [سورة التوبة: 6].
فما هو الحوار
الحوار هو : طريقة من طرق التواصل هدفه المراجعة في الكلام للوصول إلى الصواب أو الأكثر صواباً . وفيه حجة ودليل .
والحوار نقاش وتبادل الحديث بين طرفين أو أكثر يريد كل من المتحاورين الوصول إلى أهداف ، أهمها :
1- إيصال الدعوة .
2- إثبات الصواب .
3- الوصول إلى الحقيقة . يقول الشافعي رحمه الله : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
شروط الحوار الجيد :
1- وجود الرؤية الواضحة عند المتحاورين (حسن الفهم).
2- أن تتصور الطريق الموصل إلى الهدف بسبله العريضة والضيقة ، والعامّة والدقيقة .
3- البعد عن الاستطراد ، فهو يعرقل الوصول إلى الهدف أو يؤخره .
4- عدم الانتقال من فكرة إلى أخرى في الحوار نفسه قبل الانتهاء من الفكرة الأولى ( الحوار الهادئ المنظم ).
5- الحفاظ على الهدف الاستراتيجي ، فينبغي أن نميز بين الهدف المرحلي والرئيسي حتى لا نضيع في متاهات تحرف عن الهدف المنشود .
6- أن يكون محاورك عالماً بأصول الحوار ، يساويك في الفهم والإدراك ، أو يقارب . يقول علي رضي الله عنه : (ما حاورني عالم إلا غلبته ، ولا جاهل إلا غلبني ).
7- البعد عن الانفعال فهو يشوش الأفكار . والبعد عن الإساءات التي تضعف الموقف وتقلبه رأساً على عقب . والبعد عن الوقوع في الاستجرار الذي يحرف عن الهدف ويضيعه .
8- النباهة والتصرف الحكيم يفيدان صاحبهما جداًحين يحدث طارئ كان في الحسبان أم لم يكن .
9- الفصاحة ،والحديث المنمق ، والدقة في طرح الفكرة ودليلِها ، والتركيز على المراد ، والاستشهاد على الفكرة بما يناسب ... كل ذلك طريقُ النجاح في أي حوار .
10- عدم التداخل في الحوار يجلي الفكرة ويجعل الحديث مفهوماً ( للمحاور أن يتحدث دون أن يُقاطع حتى ينهي فكرته في الوقت المحدد ) .
11- الاحترام وحسن الظنّ من أسس المحاورة .
12- التركيز على نِقاط الاتفاق يُعتبر عنصراً مساعداً في الحوار .
13- التركيز على نقاط الاختلاف لتجلية الصواب والخطأ .
فائدة الحوار : وبمعنى آخر : ( إيجابيات الحوار )
1- التعرف على أسلوب دعويّ راقٍ في الحديث للوصول إلى الهدف المنشود .
2- الحوار يثري السامع والقارئ والرائي بأفكار تُطرح أمامه بالحجة والبرهان ، فيعتاد التفكير السليم ، والأسلوب القويم .
3- الحوار أثبت في النفس ، فالمتابع يشغل أكثر من حاسة في تفهم أبعاد الحوار ومراميه .
4- قد يكون الحوار بين أصلين مختلفين كالإيمان والكفر . وقد يكون في أمر واحد وفكر واحد فيه دقائق يثري المتابع ، فيعلمه الدقة فيالاستنتاج ، واللذة والإمتاع .
وسائل الحوار للمناقش المسلم :
1- الإخلاص لله تعالى والدعاء الدائم بنصرة الحق ونصرة الدين والتوفيق للوصول للحق .
2- الابتعاد عن المنتديات و أماكن المحاورات التي تعج بالإلحاد والفتن والغوغائيين فالهجر هو الأسلوب الأمثل لمثلهم والأسلم لمثلنا .
3- إذا كنت في منتدى إسلامي فابتعد عن مناقشات الملحدين والعلمانيين الذين يدخلون في هذه المنتديات ويناقشون أصحابها ويحاورونهم فكذلك الهجر هو الطريق الأمثل لمثل هؤلاء أصحاب الأهواء .
4- إذا كنت ترى دخولك في هذه الحوارات والمناظرات فكن ذو علم أو ابذل جهدك في التعلم
5- لا تتكلم بدون علم ..
6- نبه من كان له قدرة في الرد على هؤلاء الملحدين والعلمانيين أن يقوم بالدور اللازم
7- حاول ألا تكثر سواد الداخلين على موضوع صاحب الشبهات .. حتى ولو كان الدخول من صاحب علم إذا كان لا يريد الرد عليه أو لم يكن يريد دراسة وضع المناقش .
8- إذا دخلت في موضوع المناظرة للاطلاع لا تكن كالإسفنج تتشبع من الشبهات ولكن كن كالزجاج يرى الخطأ ولا يتأثر بالشبهة
1- كن صادقا .. لا تذكر شيئا كاذبا .. دين الله لا يحتاج للكذب فهو قوي بذاته .
10- لا ترد ردا علميا ضعيفا .. فيكون أهل الزيغ لهم أسلوب قوي وأنت بردك يظن الناس أن هذا هو رأي الدين
11- لا ترد ردا ضعيفا .. فيرتفع الموضوع السيئ إلى الأعلى .. وكلما ارتفع الموضوع كلما زاد قراؤه
12- لا ترد رد المتردد .. غير الواثق من دينه .. فهذا بحد ذاته ضعف يزيغ بسببه عدد من القراء ظنا منهم أن هناك خللا في التصور الإسلامي لا في ردك .
13- لا تكتب بصورة أن لك مصلحة شخصية في إجابتك أو أنك متحيز أو متعصب لرجل أو لبلاد أو لرأي .. أكتب بصورة متبع للحق .. والحق كل الحق في اتباع دين الله تعالى
14- لماذا ننتظر حتى نرد لماذا لا نجمع الأفكار الجيدة وننشرها فلا يكون للشبهة أي مكان بيننا وقد نشرنا علما يقضي على الشبه .. لأن الشبه والبدع تزداد عند الجهلة .
15- انتبه من هؤلاء العلمانيين والملحدين فإنهم يستخدمون أساليب فلسفية مع قلب الحقائق ويبحثون عن المتناقضات فإذا قرأت لهم أو رددت عليهم فأحذر من أساليبهم .
16- كن متأدبا في الكلام لا يستفزك الخصم فكم من قارئ لكلامك سيأسره خلقك قبل علمك .. وكم من نافر نفر من صاحب علم ودافع عن الملحد أو العلماني بسبب سوء خلقه في مكان ما إما في نفس الموضوع أو في مكان آخر ..
17- ليس عليك هداهم ولكن عليك البيان فلا تلزم نفسك بما ليس لازما عليك .. ابحث عن أفضل وسيلة لإقناعهم وإقناع القراء .. ولو لم يقتنعوا .. فإن إلزام نفسك بما ليس لازما يجعل موقفك ضعيفا إما باستجدائهم أو إهانة علمك أو مجادلتهم بأسلوب غير لبق فيزداد نفورهم .(فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)
18- اعلم أنك لا تخاطب هذا الشخص بذاته ولكنك تخاطب كثيرا من القراء .. فلا تستخدم أسلوبا ينفر القراء منك بسبب أنك تستهدف ذلك الشخص فقط .. انتبه أن لك قراء كثيرون ومختلفي المشارب أحذر أن تغيظهم فينفروا منك له بسبب عدم تقدير قراء المقالات.
19- حاول كسب أكبر دائرة من شرائح القراء والكتاب .. مثلا إذا كنت تناقش علماني .. فلا تدخل ولا تسمح له يدخل قضايا مثل اللحية والإسبال لأنه بذلك يستقطب كثيرا من المسلمين إلى طرفه وهم في الحقيقة أتباعك وليسوا أتباعه .. لأن الحليق مسلم في الأصل بل وبعضهم متمسك بدينه مدافع عنه مبتلى بهذا التقصير وهذا التقصير لا يجعله بتاتا في أي مرحلة في دائرة ذلك العلماني .. وليس كل ملتح متدين وإلا كان كارل ماركس أكبرهم لكبر لحيته .
20- بعض الناس ينفر من إشعاره بإملاء فكرتك بالقوة أو يرى أنك تحرمه من التفكير أو تحرمه من الحرية أو أنك تملي عليه الأفكار إملاءً.. استخدم أساليب متقبلة للنفس ..
21- يمكنك استخدام أسلوب أنه صاحب الفكرة .. فلو عرج على فكرة من بعيد .. فيمكنك الاستفادة من ذلك وكأنه صاحب الفكرة الصحيحة الجيدة .. بل ويشكر عليها في بعض الأحيان .
22- وافقه فيما ترى أنه صحيح حتى يتكاثر ما تتوافقون فيه .. فيقبل منك ما لم يكن يقبله من قبل .
23- إذا كنت ذو علم فانشر علمك قبل نشرهم لشبههم واكسب قلوب الناس قبل كسبهم لأهوائهم .
24- تعاون مع إخوانك في الرد على أهل الزيغ والضلال
25- ابحث عن نقاط بداية أو نقاط مشتركة .. لا تناقش موضوعات تتفرع عنها موضوعات أخرى فتتميع القضايا
26- لا تدعهم يسحبونك إلى الشبه ولكن اسحبهم إلى النقاط الفاصلة الأساسية إذا كانت المناقشة مع ملحد فليكن النقاش عن الله تعالى ثم الإسلام ثم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهكذا .. لا يمكن نقاش ملحد عن الورث وهو لم يؤمن بالله تعالى.
27- إذا كان المناظر يدعي الإسلام فليكن النقاش مربوطا أكثر ما يكون بالقرآن الكريم ..
28- إذا رأيت حقا موافقا لما قاله الله ورسوله .. ويصدقه أقوال العلماء .. فلا تتردد بالأخذ به حتى لو كان يخالف رأيك
29- حاول أن تنظر في كلام المناقش وتتعرف من أسلوبه ومن خلال تمعنك في أفكاره على أفضل طرق البداية في مناقشته ..
30- للمناقشات وسائل ينبغي لك اكتساب خبراتها من خلال النظر في أساليب المتحاورين
31- اجعل أسلوبك سهلا للقراءة .. اختصر العبارات .. استخدم أسلوبا محببا لنفوس القراء .. نبه خصمك إلى خطورة بعض الألفاظ التي يستخدمها .. أو خطورة بعض الأفكار التي يعملها .. فمثلا لا يعرف كثير من الناس حكم الاستهزاء بأمور الدين أو بالمتدينين
32- ادعم رأيك بالأدلة الشرعية .. والأبيات الشعرية والحكم .
33- ادعم كلامك بأدلة علمية أو أبحاث أو إحصائيات أو كلام متخصصين أو غيرها مما تراه مناسبا في التأثير على المقابل .
34- لو كانت استدلالاتك من أصولها لكان أفضل .. فالعلماني والمستغرب سيتأثر بنفس المعلومة لو كانت من موقع علمي غربي أو كتاب إنجليزي أكثر بكثير مما لو كانت المعلومة من كتاب إسلامي .. لأنه مهزوم نفسيا .. ومنقلب الفطرة .
35- إذا تشمت فيك من يخاطبك فاستغل ذلك في صالحك ..
36- ابحث من خلال مناقشة العلماني على تناقضاته .. وتناقضات من يقوم بالدفاع عنهم ..
37- استغل نقاشه في الرد عليه .. مثلا تراه يسخر ثم إذا سخر منه شخص تعجب من سخريته .. فأظهر تناقضاته .. إذا كان لا ينضبط في كلام ويميع المناقشات .. ثم يطالب غيره في إجابات محدده .. يمكنك الاستفادة من تناقضاته في الرد عليه .. أو أنه خالف نفسه في مكان آخر فيفضح كذبه .. وهكذا
38- إذا كان العلماني من مناصري قضية المرأة .. فحتى ترى ويرى الناس كذبه من صدقه اطرح له مشكلات وقضايا للمرأة وهي إسلامية مثلا منع حجاب المرأة في برلمان تركيا أو منع المرأة من الحجاب في بعض الدول أو منع الحجاب في بعض الشركات الكبيرة عندنا أو غيرها كثير أو ليس هو يدعي أن منطلقه الحرية .. فإن حاد فهو لا يريد قضايا المرأة ولكنه يريد حرب الإسلام باسم المرأة .
39- يستخدم أهل الشر أسلوب إثارة الغرائز والشهوات .. فيتبعهم أصحاب الشهوات وراغبيها مع أنهم في الأصل مسلمون .. ابحث عن طريقة حتى لا تسمح لأهل الضلال الفكري بجذب أهل الشهوات إلى صفهم ولكن اجذبهم إلى الإسلام وتذكر أن الإسلام يجب ما قبله وأن التوبة تجب ما قبلها .
40- ينفر كثير من العصاة والمنحرفين من الكفر .. فإذا ناقشت أحدا وكان فيه بقية دين فاستغلها لكسبه للإسلام ولو وقع في أخطاء ترى أنه يمكن إصلاحها إذا رغب في الإسلام .. لا تذكر الكفر حتى لا يدعي أنك تكفره ..
41- إذا كنت في موقع ما .. فلا ينطبع في أذهانهم أن هذا فقط مهمته الردود .. ولكن ليكن لك يد عندهم من كتابات مفيدة وأفكار شيقة وتشجيع على أمور .. وكسب لقلوب البعض ..
42- استغل قضية الدعاء له أو على الملحد .. والسنة إن تدعو للناس ويدعى على من كثر شره وأضل الناس .. ويمكن الدعاء بالصلاح لمن وجد فيه قوة في أسلوبه حيث أن هذا سينفع المسلمين وينفع الدعوة لو أنه تغير حاله .
43- استخدم الإقناع بالرسائل الخاصة إذا رأيت أن مخالفته أمام الناس يمكنه أن يزداد في تمسكه برأيه الخاطئ ..
44- بالنسبة للرد ينبغي أن يكون مع تقدير المقابل حتى لا تكون الردود تحمل طابعا شخصيا أو يكون الرد جارحا .. يمكن استخدام الرد العام ليس الموجه لذات الشخص ..
45- بالنسبة للمغرور والمعجب بنفسه والمتكبر إذا قمت بالرد عليه بأسلوب مؤدب وحاولت معه وكان يرده كبره وعجبه .. فيتم تكليف شخص آخر يتكفل بتحطيم كبرياؤه وإعجابه بنفسه .. أو يتم الدخول باسم آخر لتحطيم الكبرياء والغرور وذلك لأن كبره رده عن الحق .. ويبقى المناقش ليس له إلا الأسلوب السهل حتى يمكنه الاستمرار معه في المناقشة .
46- قد يكون الشخص الذي تناقشه عاش في بيئات تعتقد أمورا وتعيش أمورا يراها صحيحة وتراها سيئة جدا .. استخدم أسلوب الإصلاح بالمناقشة الهادئة واربطه بكتاب الله وسنة نبيه وسيتحسن وسيتغير إن شاء الله إن كان فيه خير .. ولو بعد حين ..
47- وإذا تأكدت أن مناقشك ملحد ولا ينفع معه الوسائل المحببة .. فحبذا أن يكون أسلوبك قويا جدا ضاربا تبين عوار رأيه وسخفه وهزاله وتسقطه بالضربة القاضية .. حتى تقضي عليه فلا يكن له قدرة على المناقشة مرة أخرى .. ولا يكن لغيره قدرة لفتح نقاش .. ومع هذا لا تخرج المناقشة عن باب الأدب الإسلامي ..
48- انتبه أن هناك مأجورون يقومون بالكتابة في موضوعات مقابل نصيب مادي مثلا .. انتبه أن هناك أيضا غير مسلمين يكتبون باسم الإسلام مهمتهم تفريق الكلمة وإشغال المسلمين بالمجادلات العقيمة .. هناك غير مسلمين مهمتهم إثارة الشبهات .. هناك أهل الأهواء والذين لا يريدون إلا نشر الشبه .. فحاول في بعض المنتديات السيئة طرح قضايا موحدة لجميع طبقات المسلمين .. مثلا فلسطين واليهود .. فكل المسلمين بجميع طبقاتهم سيتفاعلون معك .. إلا المنافق والعلماني و غير المسلمين .. فبهذا تكشف خياناتهم ..
49- اطرح في بعض المنتديات السيئة بعض القضايا التي تنفع الإسلام و لا تثير زوبعة مثل الحديث عن بعض الأخبار الواقعة والتي لا خلاف في تفسيرها .. وقضايا عجيب خلق الله تعالى وعظم دقة الخلق من باب (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) وليكن الكلام مبنيا على حقائق ومراجع .
50- للمرأة دور قوي في الرد على المستغربين الذين يبحثون عن انحراف المرأة .. لا يلزم أن يكون الرد مؤصلا أو علميا .. يكفي أن يكون الرد بكلمات قلائل .. كما قالت إحداهن عندما طرح أحد المنحرفين سؤال أيها أفضل الورد أم الشوك ويقصد التبرج أم الحجاب فقالت : ( الشوك مع حفظ كرامتنا ) أو رد الأخرى لذلك المدعي لتحرر المرأة والمطالب بانتزاع الحقوق قالت : (سننتزعها منكم انتزاعا .. أنتم من ضيعتم حق المرأة )
ردود قصيرة .. ولكنها قوية جدا .. كافية لإيقاف المناقشة ..
51- ينبغي أن يكون لكل مشرف منتدى خطة أو طريقة لمواجهة الملحدين والمنحرفين .. يتم ترتيبها حسب قدراته ووجهة نظره بما لا يضر الأعضاء أو ينشر شبهات المنحرفين .
52- ملاحظة مهمة ينبغي أن ينشغل أعضاء المنتدى بما ينفعهم خلال المناظرات مع الملاحدة ووضع الكلمات النافعة .. حيث أني لاحظت أن بعض المنتديات يضعف حالها وينشغل أصحابها كلهم في المناظر القادم ويتركون عملهم الأساسي في المنتدى . وأرى أنه لو كان هناك مجموعة لا يعيرون لهذا السيئ اهتماما ولا يتابعون مناقشاته ستكون هناك عدة جبهات نافعة بإذن الله ..
53- أهمية دفاع الأعضاء عن بعضهم عندما يخطئ ملحد ويسخر من أحدهم .. حيث أن رد العضو السخرية عن أخيه خير بمراحل من رد العضو عن نفسه .
54- استخدام وسيلة مؤثرة جدا عند الملحدين والمنحرفين ألا وهي الحالة النفسية .. فالكتابة في الحالة النفسية للمناظر لها تأثير شديد عليهم خاصة إذا ظهرت منه حالات أو كلمات تدل على نفسية سيئة.
55- التخويف من الله ومن اليوم الآخر .. والتذكير بعقابه وشديد عذابه .. عندما ينفع الكلام .
56- إبراز أن المستقبل لهذا الدين يعمي أبصار الملحدين ويرفع معنويات المسلمين الصادقين ..
57- لا أدري إمكانية وشرعية ومتى يمكن استخدام المباهلة .. ولكني أعلم أنها وسيلة مشروعة وقوية و سيخشاها محبي الحياة الدنيا من محاربي الدعوة الإسلامية ..
58- الدعاء للمناظر المسلم وشكر من ينبغي شكره و الدعاء على المناظر الخبيث
59- إذا كانت المناظرة في منتدى إسلامي فعلى المشرف أن يقضي على كل ملحد مباشرة وبدون تردد ويلغى اشتراكه ..
60- إذا رغب المشرف في بقائه لإظهار عوار رأيه وتفنيد ما يدور في رأسه فعليه المتابعة المباشرة وعدم ترك مجال للفوضوية وينبغي توزيع الأدوار وجعل المناظرة في أضيق الحدود .. وإغلاقها إذا خرجت عن المسار الصحيح ..
61- لا يترك المشرف ولا المناظر مجالا للمنحرف بنشر شبهاته .. ينبغي بأسلوبهم الجيد بمناقشته بما لا يضر المنتدى .
62- عند الانتهاء من المناقشة مع من تختلف معه يجب أن يكون انتهاؤك عن قلب صاف .. أكثر من التقدير عند إنهاء المناقشات حتى يستمر الوئام
63- لا تتوقع أنك ستصل إلى توافق في كل النقاط .. ارض بأن يكون هناك فهم أحسن للطرفين .
64- لا تتصور أن الناس كلهم يكونون سواء في نفس الفهم ويقومون بنفس العمل .. لا شك أن هناك مواضيع اجتهادية يسع فيها الاختلاف بشكل كبير فلا تثريب من الاختلاف هناك .. بل قد يكون من الأفضل في بعض الأحيان أن يقوم كل بدور ما يختلف عن الآخر حتى يؤدي كل من الأفراد دور يكمل بعضهم البعض .
65- وتكملة لما سبق .. هناك أشخاص أصحاب خبرات معينة ومراتب وطاقات تختلف فقد يكون صحيحا لك ما يكون في حق غيرك غير صحيح .. لكل مقام مقال ولكل حادثة حديث
66- لا تبدأ ببداية تشعر القارئ أنك تخالفه .. كقولك مثلا : اقرأ وصحح معلوماتك الخاطئة أو أنت مخطئ أو غيرها
67- ابدأ بطرح فكرة تقطع الطريق عن من يحاول الرد عليك قبل البدء بكلمتك .. وهذه الطريقة يستخدمها للأسف العلمانيين ويقومون بنقد الأحادية في التفكير وينتقدون من يربط بين العرف والدين فإذا أراد أحد أن يرد عليهم بالدين وجد نفسه مجبورا في دائرة النقد السابق .. وأنت يمكنك استخدام هذا الاسلوب ولكن لا تستخدمه في الباطل مثلهم .. لا تستخدم هذا الاسلوب إلا في الحق . .
68- فرق بين الحلال والحرام الواضحان وبين ما يكون مما يسوغ فيه الاجتهاد والاتباع .. ومن خلال الانترنت وحيث يلتقي الناس من مشارب شتى ينبغي الوصول إلى أفضل الظروف وتقليل المنكر إلى أقل شيء ممكن وزيادة المعروف أكثر شيء ممكن ..
69- راجع كتاباتك قبل إنزالها .. راجع الأخطاء الإملائية فكم من خطأ إملائي يغير المعنى .. راجع الأسلوب فما تكتبه وهو مفهوم لديك قد لا يكون مفهوما للقارئ .. اكتب لمن لا يفهم ثم اقرأها وكأنك لست الذي كتبتها .. ستجد عدم وضوح في فقرات وسقط وخلل عدل الكلمات قبل الإرسال
70- قبل الدخول إلى منتدى علماني تقدم بخطة دخول .. ضع هدفا .. استفد من بعض أصحابك .. طبق طريقة لكسب القلوب .. أفد الموجودين .. تكلم عن أمور تكسب فيها كثيرا من أعضاء المنتدى ..
71- أنت هناك في ذلك المنتدى السيئ ستمثل الإسلام أمام القراء .. قد يكون مناقشك سيئا أو يريد إحراجك أو إظهار شيء ما ينفر منك .. قبل ذلك كله تذكر أنك تمثل الدين الإسلامي ..
72- إذا لم تستطع علما ما فدعه ولا تخرب .. ولا تسب وتشتم المناقش .. شجع غيرك لمناقشته واستفد من مناقشتك بأن تتعلم وتزداد علما
73- ابذل جهدك في أي منتدى طيب أو سيء بحسن البيان فإن من البيان لسحرا .. فقد تأسر شخصا ما بإسلوبك وبطريقتك وبفوائدك ما لا يأسره ما تذكره من الحقائق
74- يمكنك استخدام الألوان والتنسيقات لإظهار بعض الكلمات المهمة والأفكار الأساسية
75- تعلم أن تقول لا أعلم إذا لم تكن تعلم ..
76- إذا لم تعرف شيئا لا يمنعك ذلك من طلب الطرف الآخر في تعليمك إياه .. أو البحث عنه .. فهذا مما يديم الإلفة وينزع ما يقع في قلب مناقشك العصبية الشخصية .. إذا لم يكن مناقشك من المنحرفين وناشري الفتن والشبهات .
77- تعلم كيف تقفل المناقشة باسلوب مناسب .. حيث أن المناقشات إذا طالت جدا فقدت نفعها وتحولت إلى جدال .. تعلم أن تسحب نفسك بطريقة جيدة حتى لا يفهم منه القراء أنك انسحبت فيظنوا أن كلام خصمك هو الحق ..
78- تعلم من مناقشاتك التي استطعت أن تنقل شيئا مفيدا للآخرين أو تمنع شرا عن الآخرين .. تعلم من هذه المناقشات ما هي الوسائل التي كان لها تأثير إيجابي في مناقشك .. وما هي الأمور التي تجعل من مناقشك لا ينتفع من معلوماتك ..
79- تعلم من أخطائك .. لا يمنعك اعتزازك بنفسك أن ترى أخطائك وتتعلم منها .
80- تعلم التوثيق .. وكتابة المراجع بل كل مرجع إن أمكن .. أنت بذلك ستنفع القراء أكثر بكثير من أفكارك الخالية من المراجع .
81- فرق في المناقشة بين الفكرة وصاحبها .. تناقش الفكرة وقد تضرب الفكرة ولكن الشخص حاول أن تكون معه شيئا آخر .. (إلا ما كان من ناشري الشبه والفتن والذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومع هذا فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يحدث قريش بالتي هي أحسن .. وقال الله : فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )
82- تعود ألا تناقش للرد عن ذاتك .. بل ابذل الجهد في الذب عن دين الله ..
83- استخدم ظن الخير بالمسلم ولا تحسن الظن بالملحد و الكافر .. ولو أحسن العمل أمامك .. ولو أحسنت تعاملك معه فلا تترك الحذر منه ..
84- يقوم البعض بالتضخيم لبعض القضايا أكبر من الحد المطلوب وترى أن بعضها الآخر المساوي لها لا يعيره اهتماما .. تعلم كيف تقيس القضايا بميزان الشرع وميزان الحاجة في الواقع وعلم الناس كيف يمكن أن يقيسوا القضايا .. لا تقس القضايا بناء على ما تسمعه في الإعلام ولا ما يدور في المجالس التي تعيشها و لا تقيسها حسب حاجتك فقط .. اكرر قس القضايا حسب الشرع ومن الشرع حاجة الدعوة وواقعها ..
85- التأكيد على النقاط التي تتوافقان فيها .. حتى يكون قبول لما لا تتوافقان عليه أكثر .
86- الدعاء له (لمناقشك)
87- شكره إذا جاء بفكرة جيدة لا تعرفها .. أو تعرفها ولكنها جيدة فعلا وتوافقه عليها
88- اذكر اسم مناقشك بين الفينة والأخرى بشكل فيه التقدير .. ذكر الأسماء مهم في زيادة الإلفة وهنا تسقط كثير من الخلاف بسبب هذه الألفة .
89- للخلاف أسباب اعرف الأسباب وحاول ألا تقع فيها وأن تبذل السبب حتى لا يظن أنك واقع فيها .. ولعلنا نتطرق إليها لاحقا ..
90- لا تتكلم مع مخالفك من علياء أو برج عاجي .. اسأله بعض الأسئلة من خلافك معه .. اطلب منه وجهة نظره في شيء لا تعرفه .. هذا يزيل من عند مخالفتك نظرة السوء تجاهك (نظرة التعصب) ويجعله أيضا يعاملك بالمثل فلا يتكلم من برج عاجي أو من علياء ..
91- تختلف المجادلة مع النساء .. فالمرأة يجب أن تراعي فطرتها في المناقشة والرجل في نقاشه مع المرأة يجب أن يراعي فطرته وفطرتها ..
نماذج في الحوار :
هناك ثلاثة نماذج حوارية ... الأول : من القرآن .
الثاني :حديث شريف .
الثالث : قطعة أدبية نثرية.
النموذج الأول
َجُمِعَ ?لسَّحَرَةُ لِمِيقَـ?تِ يَو?مٍ? مَّع?لُومٍ? (??) .
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَل? أَنتُم مُّج?تَمِعُونَ (??) .
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ?لسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ?ل?غَـ?لِبِينَ (??) .
فَلَمَّا جَا?ءَ ?لسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِر?عَو?نَ أَ??ِنَّ لَنَا لَأَج?رًا إِن كُنَّا نَح?نُ ?ل?غَـ?لِبِينَ (??) .
قَالَ نَعَم? وَإِنَّكُم? إِذً?ا لَّمِنَ ?ل?مُقَرَّبِينَ (??) .
قَالَ لَهُم مُّوسَى?? أَل?قُواْ مَا? أَنتُم مُّل?قُونَ (??) .
فَأَل?قَو?اْ حِبَالَهُم? وَعِصِيَّهُم? وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِر?عَو?نَ إِنَّا لَنَح?نُ ?ل?غَـ?لِبُونَ (??) .
فَأَل?قَى? مُوسَى? عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ تَل?قَفُ مَا يَأ?فِكُونَ (??) .
فَأُل?قِىَ ?لسَّحَرَةُ سَـ?جِدِينَ (??) ق.
َقالُو?اْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ?ل?عَـ?لَمِينَ (??) .
رَبِّ مُوسَى? وَهَـ?رُونَ (??) .
النموذج الثاني
عن أبي أمامة الباهلي أن غلاماً أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم ،
فقال : يا نبي الله ؛ أتأذن لي في الزنا؟
فصاح الناس به ز
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قربوه ، ادنُ .
فدنا حتى جلس بين يديه ؛
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتحبه لأمك ؟
فقال : لا؛ جعلني الله فداك .
قال : كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم . أتحبه لابنتك ؟
قال : لا؛ جعلني الله فداك .
قال : كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم . أتحبه لأختك ؟
وزاد ابن عوف حتى ذكر العمة والخالة ، وهو يقول في كل واحدة : لا ؛ جعلني الله فداك .
وصلى الله عليه وسلم يقول : وكذلك الناس لا يحبونه . ...................
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره ،
وقال : اللهم طهر قلبه ، واغفر ذنبه ، وحصّن فرجه .
فلم يكن شيء أبغض إليه منه .
الحوار في هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم وشاب آمن ولكنه يستأذن في الزنا
الناس يصرخون به ويؤنبونه حين طلب السماح له أن يزني ، وكادوا يضربونه .
الرسول الكريم ذو القلب الرحيم والصدر الواسع صلى الله عليه وسلم يقرّبه منه ، ويهدّئ من روعه .
حديث منطقي هادئ ، بينهما .. متسلسل يعتمد على النقاط التي يتفق عليها الطرفان .
الرسول صلى الله عليه وسلم يكرّه إليه الزنا معتمداً على وجوب امتناع الإنسان عن أذية الناس في أعراضهم . فيما يكرهه لنفسه وعرضه ، وعلى مبدأ " أحبَّ للناس ما تحب لنفسك " . بعيداً عن التشنجات والاستفزاز . في جو يحيط الطرفين بالرغبة في الوصول إلى الحقيقة ثم اتباعها. . والدليل على ذلك اللطف النبوي في وضع اليد الشريفة على صدر الشاب ، والدعاء له .
النموذج الثالث
مسرحية " عالم وطاغية " للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في الحوار بين الشيخ سعيد بن جبير ، والحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق .
قال الحجاج لسعيد: ما اسمك؟
قال: سعيد بن جبير.
الحجاج: أنت الشقي بن كسير.
سعيد: أبي كان أعلم باسمي منك.
الحجاج: شقيت وشقي أبوك.
سعيد: الغيب يعلمه الله.
الحجاج: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظي.
سعيد: لو علمت أنك كذلك لاتخذتك إلها.
الحجاج: ما رأيك في الخلفاء؟
سعيد: لست عليهم بوكيل.
الحجاج: اختر لنفسك قتلة أقتلك بها؟
سعيد: اختر أنت يا حجاج.. فو الله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة.
الحجاج: أتحب أن أعفو عنك؟
سعيد: إن كان العفو فمن الله.
الحجاج لجنده: اذهبوا به فاقتلوه! فضحك سعيد بن جبير وهو يتأهب للخروج مع جند الحجاج.
الحجاج: لماذا تضحك؟
سعيد: لأني عجبت من جرأتك علي الله ومن حلم الله عليك.
الحجاج: اقتلوه.. اقتلوه.
سعيد: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.
الحجاج: وجهوا وجهه إلي غير القبلة.
سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله.
الحجاج: كبوه علي وجهه.
سعيد: 'منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري'
الحجاج: اذبحوه!!
سعيد: أما إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
ثم رفع رأسه إلي السماء وقال: خذها مني يا عدو الله حتي نتلاقي يوم الحساب:
'اللهم اقصم أجله، ولا تسلطه علي أحد يقتله من بعدي'.
نجد في هذا القسم من الحوار الدائر – بأسلوب الشيخ يوسف القرضاوي – بين الحجاج والتابعي سعيد بن جبير سمات الحوار التي عرفناها واضحة جلية من براهين ورؤية واضحة وحفاظ على الهدف في إجابات سعيد بن جبير رحمه الله ، ونجد الاستعلاء والسخرية والغطرسة والانتقال هنا وهناك في أسلوب الحجاج .
كما نجد في أسلوب الحجاج المباشرة والجرأة – فهو الحاكم المهاجم دون مواربة – ونجد الجواب المحكم الموحي في أسلوب سعيد– ولكنّه إيحاء أكثر ظهوراً من مباشرة الحجاج – ببراهين ساطعة واستشهادات مكينة.
الحوار إذاً من أفضل الأساليب المعبرة عن الأفكار لأنه سماع وتفاعل تشتركُ فيه كثير من الحواس المادية والروحية الفكرية . يبقى عالقاً في النفس مؤثراً فيها .
إن الاتفاق على قواعد للسلوك وتنظيم الحوار والتفاوض يساهم بشكل فعال في الوصول إلى الغايات المطلوبة، والذي يساعد على ذلك وضع قواعد ملزمة يتم الاتفاق عليها وتنفيذها وهذا يمنع من الوقوع في الحوارات العشوائية وإضاعة الوقت ويجنب التوتر والشك وأشكال سوء التفاهم.