أصـــول الحــــوار

نورة أحمد العمري

 

التعريف :

الحوار هو المناقشة بين الطرفين أو أطراف بقصد تصحيح كلام أو إظهار حجة ، وإثبات حق ، ودفع شبهة ،ورد الفاسد من القول أو الرأي على اختلاف وسائله. 

غاية الحوار :

قد سبقت في ثنايا التعريف ، قال الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحق ، وإفادة العالم الأذكى العلم لِمن دونه ، وتنبيه الأغفل الأضعف ).

وثمت غايات فرعية أو ممهدة لهذه الغاية ، منها :

- إيجاد حل وسط يرضي الأطراف.

- التعرف على وجهات النظر.

- البحث والتنقيب للاستقصاء والاستقراء.

وقوع الخلاف بين الناس :

الخلاف سنة الله في خلقه : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) لكن ليس المراد أنه سبحانه خلقهم ليختلفوا ، فاللام ليست للغاية وإنما للصيرورة أي لثمرة الاختلاف خلقهم والثمرة فريق في الجنة وفريق في السعير ، وقد تحمل على التعليل أي : كل منهم لشأن وعمل .

وضوح الحق وجلاؤه :

فإن النفوس إذا تجردت من أهوائها وجدَّت في تلمس الحق فإنها مهدية إليه ، بل إن في فطرتها ما يهديها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ).

مواطن الاتفاق :

إن بدء الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة . فدع صاحبك يوافق ويجيب بـ(نعم) وحُلْ ما استطعت بينه وبين ( لا ) فإن قال ( لا ) فقد أوجبت عليه كبرياؤه أن يظل مناصراً لنفسه.

أصول الحوار :

الأول :

سلوك الطرق العلمية والتزامها ، من تقديم الأولى المثبتة أو المرجحة للدعوى ، ومن صحة الثقل في الأمور المنقولة قال تعالى : (قل هاتوا برهانكم ). ولذا قال العلماء : إن كنت ناقلاً فالصحة ، وإن كنت مدعياً فالدليل .

الثاني :

سلامة كلام المناظر ودليله من التناقض . وهذا ما وقع فيه أهل الشرك الذين قال الله عنهم ( وإن يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر ) وهو تناقض ، فالسحر لا يكون مستمراً والمستمر لا يكون سحراً وهذا على أحد الوجهين في تفسير الآية .

الثالث :

ألا يكون الدليل هو عن الدعوى . وإلا كان إعادة للدعوى بضعة أخرى .

لرابع :

الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مسلَّمة سواء كانت عقلية أم نقلية كأوامر الشرع الصريحة كالأمر بالحجاب ونحوه ومن الخطأ غير المقصود عند بعض الكاتبين إثارة قضية حسمها الشرع كالحجاب بقصد إثباتها وصلاحيتها.

الخامس :

التجرد وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتـزام بأدب الحوار :

قال الشافعي رحمه الله : " ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه ، وما ناظرني فباليت ! أظهرت الحجة على لسانه أو لساني ".

الأصل السادس :

أهلية المحاور ، فمن الخطأ أن يتصرف للدفاع عن الحق من كان على الباطل ، أو من لا يعرف الحق ، أو من لا يجيد الدفاع عن الحق ، أو من لا يدرك مسالك الباطل ، والذي يجمع ذلك كلمة ( العلم ).

الأصل السابع :

قطعية النتائج ونسبيتها ، فليس من شرط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الآخر.

الأصل الثامن :

الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون ، والالتـزام الجاد بها ، وبما يترتب عليها ، قال الشافعي رحمه الله : " ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجة إلا عظم في عيني ولا ردها إلا سقط من عيني ".

أدب الحوار :

1/ التـزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام ( وقول للناس حسناً ) لأن كسب القلوب على كسب المواقف . ويتثنى من ذلك ما بين الله تعالى بقوله : ( لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم ).

ومن الأدب : تحاشي استخدام ضمير المتكلم إفراد أو جمعاً عند المناقشة والحوار .

ومنه : ألا يفترض في صاحبه الذكاء المفرط ، كما لا يفترض فيه الغباء والمطبق وإنما يأخذه بحسب عقله ومدراكه .

2/ الالتـزام بوقت محدد في الكلام وإلا حصل الملل وعدم القبول وأغلب أسباب الإطالة ترجع إلى ما يلي :

أ – إعجاب المرء بنفسه .

ب- حب الشهرة والثناء .

ج- ظنه أنه آت بجديد .

د- قلة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم وظرفهم .

3/ حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة : فمن الخطأ أن تحصر همك في التفكير فيما ستقوله ، فلا تلقي بالاً لمحدثك ومحاورك.

4/ تقديم الخصم واحترامه فإن ذلك يقود إلى قبول الحق والبعد عن الهوى .

5/ حصر المناظرات في مكان وعدد محدد ، فهو أجمع للفكر والهم وأقرب لصفاء الذهن وأسلم لحسن القصد ، بخلاف الأجواء الجماهيرية المحتشدة ، فإنه يصاحبها أحياناً من حمى الانتصار ووهج التجمع ما يقلل جديتها ومصداقيتها ، كما يحدث أحياناً في بعض الفضائيات وغيرها .

6 / الإخلاص :

بعدم حب الظهور والتميز عن الأقران وإظهار البراعة وعمق الثقافة ، والتعالي على النظراء والأنداد والتحقق من جدواه وثمرته لو تم ولذلك إرغام النفس على الإذعان للحق إذا تبين من خصمك .

و من الخطأ أن تظن أن الحق لا يغار عليه إلا أنت .

و من الجميل أن توقف الحوار إذا وجدت نفسك قد تغير مسارها ففقدت الإخلاص .

تعريف القصة :

سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرًا أو شعرًا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء. ويقول ( روبرت لويس ستيفنسون) - وهو من رواد القصص المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.

تعريفات حول القصة والحكاية

القصة القصيرة :

سرد قصصي قصير نسبيًا (قد يقل عن عشرة آلاف كلمة) يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها. والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات) تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي أي اصطدام قوى متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.

ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛ مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود، وسيدنا يوسف وراعوث، وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهم هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم.

ويعتبر ( إدجار ألن بو ) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب . وقد ازدهر هذا اللون من الأدب،في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي ( موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن )، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا ، ومحمد المر في دولة الإمارات.

الحكاية :

سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة ذات الحبكة المتراخية الترابط، مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر. وقد يشير التعبير دون دقة إلى رواية كما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز.

الحكاية الشعبية :

خرافة (أو سرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية. وخاصة في التراث الشفاهي. ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان. وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية.

اللغة ونوعها ومستواها في العمل القصصي:

فاللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات إيحاءات متعددة مؤثرة، كما هو الحال في اللغة الأدبية الفصحى.

عناصر القصة :

1- الفكرة والمغزى:

وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة، أو هو الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه ؛ لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرة واستبعاد الأحكام المسبقة ، والتركيز على العلاقة بين الأشخاص والأحداث والأفكار المطروحة ، وربط كل ذلك بعنوان القصة وأسماء الشخوص وطبقاتهم الاجتماعية …

2- الحــدث:

وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً ،تدور حول موضوع عام، وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي : كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث ؟ . ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراوي الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية ، فالراوي قد يكون كلي العلم ، أو محدودة ، وقد يكون بصيغة الأنا ( السردي ) . وقد لا يكون في القصة راوٍ ، وإنما يعتمد الحدث حينئذٍ على حوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث ويدفعه إلى الأمام .أو يعتمد على الحديث الداخلي …

3- العقدة أو الحبكة :

وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا ، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها ، ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية : -

- ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة ؟ أهو داخلي أم خارجي؟.

- ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة ؟ وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخي أم نفسي؟

- ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها ؟ وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟

- هل الحبكة متماسكة .

- هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرها من عرض وحدث صاعد وأزمة، وحدث نازل وخاتمة .

4- القصة والشخوص:

يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة ، ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية :

أولا : البعد الجسمي : ويتمثل في صفات الجسم من طول وقصر وبدانة ونحافة وذكر أو أنثى وعيوبها ، وسنها .

ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم به وثقافته ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته ، ودينه وجنسيته وهواياته .

ثالثا :البعد النفسي : ويكون في الاستعداد والسلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر ، ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط .

5- القصة والبيئة:

تعد البيئة الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص ضمن بيئة مكانية وزمانية تمارس وجودها .

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/147546

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك