الحوار الأسري
نوره خالد الكويران
(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله بعثه الله تعالى بشيرا للعالمين. ? يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ? الحجرات (13)
أما بعد :
يعتبر موضوع الحوار من المواضيع الحية والمثارة في كثير من الكتابات والنقاشات وعلى اختلاف الثقافات والأمم والأوطان : كما أصبحت بعض الدول ترفع شعار الحوار لتدليل على تقدمها وانفتاحها واتساع رقعت الحرية فيها .... بل هناك من الدول من لم تكتفي برفع شعار الحوار. ويمثل هذا التوجه : الغرب الذي أصبح ينعت الثقافات غير الغربية وخصوصا الإسلامية منها : بأنها : ثقافات تعصبية وتفتقد للحوار ، وذلك نتيجة معايير مرتبطة بالمصالح الخاصة والضيقة . مما يستدعي وضع الحوار في إطاره الحقيقي . من هنا جاء الاهتمام بموضوع الحوار نظرا لأهميته وحساسيته ، فكان البحث يتعلق بالحوار وحقيقته ومنابعه في الإسلام و كيف ترعرع في الثقافة الإسلامية والعربية والمجتمع الإسلامي ؟ هذا من جهة. ومن جهة أخرى ما هي منابع وواقع ونتائج الحوار في الثقافة الغربية ؟ ابتداء بالحوار الديني والمواقف اتجاه الاختلاف والتعدد الديني داخل الشعوب ومرورا بأطروحة الصدام الحضاري وكيف يتم النظر إلى ثقافة الآخر المخالف في الغرب ؟ وانتهاء بالحوار الحضاري باعتباره الحل الضروري في نظر الغرب وباعتباره كذلك تحصيل حاصل للأطروحات السابقة . والمقصود من المقارنة بين الحوار في الإسلام والحوار في الغرب هو إبراز كيف أطر الدين الإسلامي العلاقات الإنسانية وغيرها بنوع من الإنصاف والتكافؤ وكيف ينظر الغرب اعتمادا على مصالحه الخاصة الضيقة للعلاقات الإنسانية . ومن هنا تتجلى قيمة البحث في حقيقة وواقع الحوار باعتباره وسيلة من وسائل إبراز الحقائق بموضوعية وإعطاء كل ذي حق حقه وعرض وجهات النظر المتعددة في الموضوع والمقارنة بينها استنادا إلى الإنتاجات والدراسات الفكرية والتماس ما يهم الموضوع واستنتاج ما يمكن استنتاجه وذلك تبعا للخطة والمنهجية التالية : الفصل الأول: فقه الحوار الإسلامي: المبحث الأول: الحوار في اللغة والاصطلاح وتميزه عن الجدل والمناظرة والمناقشة المبحث الثاني : الدعوة إلى الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية المبحث الثالث : آداب وضوابط وعوائق الحوار المبحث الرابع: نماذج لبعض الحوارات في القرآن الكريم والسنة النبوية الفصل الثاني : واقع الحوار المعاصر المبحث الأول : وضعية الحوار بين الأديان المبحث الثاني : الصراع والتدافع من منظور الثقافتين الإسلامية والغربية المبحث الثالث : سؤال الحوار الثقافي الحضاري وماهية الثقافية مشفوعا بمقدمة وخاتمة. وهكذا: ما كان في هذا البحث من صواب فهو من الله تعالى وحده لا شريك له وله الحمد على ذلك وما كان من نقص أو خطأ فمني وأستغفر الله منه وأسأله المزيد من التوفيق لكل خير. وهو حسبي ونعم الوكيل. والحمد لله رب العالمين
المبحث الأول : الحوار في اللغة والاصطلاح :
الحوار في اللغة : بالرجوع إلى مقاييس اللغة لابن فارس نجد أن أصل كلمة حوار هو الحاء والواو والراء يقول ابن دريد :" الحوار مصدر حار يحور حوارا إذا رجع والحور الرجوع من صلاح إلى فساد أو من زيادة إلى نقصان ومثل من أمثالهم " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " يريد النقصان بعد الزيادة .
اصطلاحات الحوار : تعددت اصطلاحات وتعريفات الحوار فقد عرفه محمد حسين فضل الله بأنه " إدارة الفكرة بين طرفين مختلفين أو أطراف متنازعة " وذلك عن طريق " الأخذ والرد في الكلام وطرح الحجة والرد عليها وبيان الرأي والرأي المضاد " حسب تعريف الدكتور عبد العزيز الخياط.
وعرفه الأستاذ مبارك بن سيف بن سعيد الهاشمي بأنه " تفاعل لفضي بين اثنين أو أكثر من البشر بهدف التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملها " .
ومن هذه التعاريف والاصطلاحات يتبين أن الحوار : عملية تواصلية متكافئة بين اثنين أو أكثر بهدف الوصول إلى الحقيقة بعيدا عن الخصومة والتعصب
المبحث الثاني: الدعوة إلى الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية
الإسلام دين اتخذه الله للبشرية جمعاء ، دعا إلى حسن الخطاب وعنى عناية كبيرة بموضوع الكلام وأسلوب أدائه . لأن الكلام الصادر عن إنسان ما يشير إلى عقله . وطبيعة خلقه ونوع تربيته ولأن لغة الكلام عند المجتمعات هي في الحقيقة لغة السلوك وهي مقياس مستواها العام " حيث يحظى الحوار بعناية هامة في الشريعة الإسلامية وتمت الدعوة و التطبيق له باعتباره مسار جيد من الخطاب ويتجلى ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية
المطلب الأول : الدعوة إلى الحوار في القرآن الكريم
القرآن كلام الله تعالى المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمنقول إلينا بالتواتر والمتعبد بتلاوته ، فتح باب الحوار بين دفتيه ، وطبق له ، ويتضح ذلك على مستويين :
1- مستوى اللغة القرآنية كلغة للحوار
2- مستوى تمييز القرآن الكريم للحوار
*مستوى اللغة القرآنية كلغة للحوار
تعتبر اللغة القرآنية لغة الدعوة إلى الحوار والتطبيق له وذلك، استنادا إلى عدة أدلة من بينها:" أن مادة " القول" وما اشتق منها كقال، ويقول، وقل، وقالوا، ويقولون، وقولوا،... الخ هذه المادة التي تدل على التحاور والجدل والمناقشة والمراجعة بين الناس في أمور معينة قد تكررت في القرآن أكثر من ألف وسبعمائة مرة " ، كما أن كلمة " حوار" رغم أنها لم ترد مصدرا وإنما وردت مشتقات لها مثل يحور في قوله تعالى ? إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ? ويحاوره في قوله تعالى ? وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ? . وتحاور كما في قوله تعالى ? وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ? فإن هذه الاشتقاقات لم تخرج عن معنى المراجعة والمجاوبة عند أهل التفسير والدارسين للغة القرآنية ، واللذان هما جوهر الحوار في اللغة
*مستوى تمييز القرآن الكريم للحوار المدعو له
تم التأكيد على جدوى الحوار في القرآن الكريم والدعوة إلى ممارسته في إطار سنة الاختلاف والتنوع المقررة في قوله تعالى ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ? إذ في هذا الإطار ثم فتح باب الدعوة إلى الحوار الذي يقر الاختلاف ويدعوا إلى الحقيقة والتوحيد ? قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون? كما أن القرآن الكريم دعا إلى ممارسة الحوار في الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية المتواصلة وذلك من خلال المبادرة بالتحية والسلام وردها يقول الله عز وجل ? وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ? إذا السلام لغة حوار وقناعة وعقل وليس لغة عنف وإجبار وتعسف . والقرآن الكريم إضافة إلى هذا لم يتوقف عند الدعوة إلى الحوار كآلية من آليات التوافق والتلاقي في إطار سنة الاختلاف والتنوع. بل جعله متميزا على عدة مستويات: إذا اقترنت نشأته بنشأة الإنسان بل قيل قبل خلق الإنسان وحاور الله عز وجل به الملائكة وغيرهم في أول حوار في القرآن . كما يتم تمييزه بأنه ليس من خصوصيات فرد أو جماعة بذاتها ...وذلك لينتهجه الإنسان في حركته لكشف أسرار الكون لتطوير سبيل الحياة والارتقاء بالإنسان إلى بلوغ درجة الخلافة في الأرض . وتميز بأنه أسلوب الأنبياء والمرسلين والصالحين، حتى تميز به موسى عليه السلام لكثرة مخاطبته لله عز وجل ? وكلم الله موسى تكليما ? .
كما عرض القرآن الكريم حوارات متعددة لغير أهل الإسلام والخارجين عنه في أسلوب منصف وعادل. أضف إلى ذلك أن القرآن الكريم حوار مع الناس جميعا ويخاطبنا فردا فردا إذ تلاوته تجعلك تعيش حوار متواصل مع الخالق سبحانه، ويلمس الإنسان ذلك بالخصوص في الآيات التي تبتدئ بياء النداء : يا أيها الذين آمنوا ، يا أيها الناس ، يا أيها الإنسان ، يا عبادي .... وبالطلب والأمر والنهي الذين يجعلون حركية الحوار منتعشة في الحياة الإنسانية
المطلب الثاني : الدعوة إلى الحوار في السنة النبوية
إذا كان القرآن الكريم يدعوا إلى الحوار ويطبق لأسلوبه، فإن السنة النبوية بدورها تواصل هذه الدعوة وتمارسها، ويمكن استخلاص ذلك من خلال: اللغة في الحديث النبوي ممارسة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للحوار : { اللغة في الحديث النبوي : رغم أن كلمة حوار لم ترد مصدرا في الحديث النبوي وإنما وردت مشتقات لها فإن اللغة في الحديث النبوي لغة حوار، حيث أن أغلب الأحاديث النبوية عبارة عن أجوبة وأسئلة خاطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم الناس وأجابوه فيها، كما نجد لفظ القول كقال ويقول وقل متردد بكثرة في الأحاديث النبوية إضافة إلى أن لفظ أو مصطلح " الحديث " يعلم بوجود حوار يقتضي أطراف له مخاطب ومخاطب .{ ممارسة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للحوار : السنة النبوية مليئة بالمواقف الداعية إلى نبذ الاختلاف والتفرقة، يقول الرسول ? لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ? كما بين أن الاختلاف وكثرة الأسئلة الغير المجدية والتي هدفها الفتنة والتفرقة والتعجيز كانت سببا كافيا لهلاك كثير من الأمم السابقة يقول الرسول " إن مما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم ، واختلافهم على أنبيائهم " في حين دعا الرسول إلى التوافق والتقارب والحوار الذي تمكن به من الوصول إلى قلوب الناس بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة رافعا الشعار الوارد في الآية القرآنية ? تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ? . هذا الحوار الذي يدعوا إلى الحقيقة المتمثلة في التوحيد في أعلى مستوياته حيث أن النبي رغم أنه مبعوث ومختص بالرسالة التوحيدية فإن أسلوبه في الحوار كان واسع النطاق إلى حد دعوة الغير إلى البرهنة على ما يعتقدون إذا كان هذا الغير يعتبر التوحيد مجرد إدعاء يقول الله تعالى في كتابه العزيز على لسان رسوله الكريم ? وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ? أضف إلى هذا كله نهجه لمبدأ وأسلوب الشورى في أمور الدولة - فيما لا نص فيه – مع أصحابه وسنها من بعده حتى وصفهم القرآن الكريم بها ? وأمرهم شورى بينهم ? كما كان لها نتائج هامة وواضحة على الأمة الإسلامية كما جرى في غزوة بدر وغيرها . كما أن السنة النبوية مليئة بالحوارات: حوار الله تعالى مع ملائكته ومع عباده وحوار الرسول مع جبريل والأنبياء والأعراب والصحابة وزوجاته أمهات المؤمنين والخدم ومع الصغار والوفود والملوك ...... كما أن الصحابة رضي الله عنهم ساروا على نهج النبي في الحوار في حياته ، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى حيث تمت محاورات هامة لاختيار الخليفة الأول للنبي مما نتج عنه استقرار الأمر على الخليفة أبو بكر رضي الله عنه في قاعة التشاور والتحاور سقيفة بني ساعده وكانت كأول نتيجة للحوار والتشاور بعد وفاة النبي تبين من خلالها مدى تشبع الصحابة رضي الله عنهم بروح الحوار النبوي الذي يبني ولا يهدم. ومن الحوارات التي كان لها الأثر البارز على الأمة الإسلامية في عهد الصحابة الحوار الذي دار بين ثلاثة من كبار الصحابة رضي الله عنهم أبو بكر وعمر و زيد بن ثابت والذي أفضى بعد المراجعة وحسن الخطاب وقوة الدليل إلى جمع القرآن وتدوينه في مصحف على يد زيد بن ثابت بعد وفاة العديد من القراء في حروب الردة .
المبحث الثالث : آداب وعوائق الحوار
إن الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلمية ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين . إن بعض الحوار قد ينتهي قبل أن يبدأ ، وذلك لعدم التزام المتحاورين بآداب الحوار . والحوار الجيد لابد أن تكون له آداب عامة ، تكون مؤشرا لايجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وإن لم تتوافر فيه فلا داعي للدخول فيه ، وهذه الآداب تكون ملازمة للحوار نفسه ، فانعدامها يجعل الحوار عديم الفائدة .وعند الحوار ينبغي أن تكون هناك آداب لضمان استمرارية الحوار كي لا ينحرف عن الهدف الذي من أجله كان الحوار ، وحتى بعدانتهاء الحوار لابد من توافر آداب من أجل ضمان تنفيذ النتائج التي كانت ثمرة الحوار ، فكم من حوار كان ناجحا ولكن لعدم الالتزام بالآداب التي تكون بعد الحوار كانت النتائج سلبية على المتحاورين .
لذا ستركز هذه المقالة على ثلاثة أقسام:
*آداب عامة للحوار.
*آداب خلال الحوار.
*آداب بعد الحوار.
المطلب الأول :الآداب العامة للحوار:
يحتاج الحوار إلى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزموا بها ، لأن الحوار سينهار من قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة ، وهذه الآداب تجعل الحوار مثمرا بإذن الله عزوجل ، وتكون كالمؤشر لايجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وهذه الآداب هي من الأخلاق والأسس التي ينبغي أن تتوافر في كل مسلم وليس فقط في المتحاورين
*وهذه الآداب العامة للحوار:
1-إخلاص المحاور النية لله تعالى:
إخلاص النية لله عز وجل ، وابتغاء وجهه الكريم قبل الدخول في الحوار تجعل أطراف الحوار يحرصون على تحقيق أكبر فائدة منه .
2- توفر العلم في المحاور:
قبل أن يدخل المحاور في الحوار لا بد أن يكون لديه العلم بموضوع المحاورة، حتى في الحوار التعليمي، فأحد الطرفين لديه العلم الكافي لدخوله في المحاورة .
3-صدق المحاور:
إن توافر هذا الأدب في المتحاورين له قيمته الكبيرة في نجاح المحاور فوجود ضد هذه الصفة وهي الكذب يفقد طرفي المحاورة أمانتهم ويتطرق الشك في صدقهم
4-الصبر والحلم:
إن البعض يضيق صدره بسرعة في المحاورة حتى وإن كان الطرف الآخر لا يخالفه في الرأي ، وهذا أمر خطير لأنه لا يتمكن من شرح أو توضيح وجهة نظره، فضلا على أنه لن يستطيع الدفاع عنها عند المخالفة ، ولذا يجب أن يتصف المحاور بالصبر والحلم قبل دخوله في المحاورة.
والصبر في الحوار أنواع منها:
- الصبر على الحوار ومواصلته.
- الصبر على الخصم سيئ الخلق.
- الصبر عند سخرية الخصم واستهزائه.
- الصبر على شهوة النفس في الانتصار على الخصم.
- الصبر على النفس وضبطها.
5- الرحمة:
إن من الصفات التي يتصف بها المحاور المسلم هي الرحمة ، وهي رقة القلب وعطفه، والرحمة في الحوار لها أهمية فالمحاور حين يتصف بها تجد فيه إشفاقا على من يتحاور معه وميلا إلى إقناعه بالحسنى فهو لا يعد على خصمه الأخطاء للتشفي منه.
6- الاحترام:
إن اختلاف وجهات النظر مهما بلغت بين المتحاورين فإن ذلك لايمنعهم من الاحترام والتقدير ، إن الاحترام المتبادل يجعل الأطراف المتحاورة تتقبل الحق وتأخذ به
7- التواضع:
الإنصاف والعدل لهما معنى واحد في هذا الأدب ، وأكثر المحاورات تفقد قيمتها عند انعدام هذا الأدب ، فبعض المتحاورين يغفلون عن هذا الأمر ؛ بما يجعلهم لا يصلون إلى ما يرجون من نتائج.
*آداب خلال الحوار:
يبدأ الحوار في العادة دون مقدمات ، فتوافر آداب الحوار العامة في المتحاورين قد لا يضمن لهم نجاح الحوار ، فالحوار عندما يبدأ قد ينتهي إذا لم تكن هناك آداب يلتزم بها المتحاور ونعند حواراتهم، ومن هذه الآداب: - 1- الاتفاق على أصول ثابته يمكن الرجوع إليها:
قبل بداية الحوار على المتحاورين أن يتفقوا على أصل بينهم يمكن الرجوع إليه عند الاختلاف .
2-ضبط النفس:
خلال المحاورة ولطبيعة الموضوع المتحاور فيه ، قد يحدث أن يضعف طرف رأي الطرف الآخر ، ويقوم بتخطئته .
3- البدء بنقاط الاتفاق وتأجيل نقاط الاختلاف مع تحديدها:
عند تحديد المتحاورين لنقاط الالتقاء فإنهم بذلك قد وضعوا قاعدة مشتركة فيما بينهم تدفع الحوار للأمام.
4 - تحديد المصطلحات بدقة:
إن الحوار قد يحدث حول قضايا فيها بعض المصطلحات التي تحتاج إلى تحديد وتوضيح، خاصة إذا كان استعمال المصطلح يدل على عدد من المعاني .
5- الأمانة العلمية في توثيق المعلومات:
خلال المحاورة يسعى طرفا الحوار لتأييد رأيه بالأدلة والأقوال، وهنا تظهر الأمانة العلمية لكل طرف ، فكل دليل يذكر في المحاورة يجب توثيقه وكل قول لابد أن ينسب لصاحبه.
6 - الالتزام بالأدلة :
من حق كل متحاور أن يطلب من الطرف الآخر الدليل الذي يؤيد رأيه
7- التدرج في الحوار:
المحاور الذي يعرف ما يريد تجده في محاورته يتدرج في نقاط ، وحتى يصل إلى حقيقة يسعى إليها ، وتكون مقنعة ومفحمة لمنيحاوره.
8- التزام القول الحسن :
إن المحاور المنصف هو الذي يلتزم بالقول الحسن خلال محاوراته ، كما عليه أن يبتعد عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية ، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز .
9 - حسن الاستماع وتجنب المقاطعة :
يعد هذا الأدب من أكثر آداب الحوار أهمية ،لأنه يلحظ أن بعض الحوارات في هذه الأيام تخلو من هذا الأدب ، ويحق للمحاور أن ينهي الحوار إن لم يستمع له الطرف الآخر
10 - التركيز على الرأي لا على صاحبه :
في الحوار تكون هناك قضية معينة يحاول طرفا الحوار إثبات صحتها ، أو أن أحد الطرفين يحاول تعريف الآخر بمعلومة معينة .
11 - عدم السخرية من الخصم :
يلجأ بعض المتحاورين إلى السخرية من الطرف الآخر ؛ بغية إحراجه ، وبيان ضعفه ، إن السخرية بالطرف الآخر ستجعله يخرج من طوره .
12 - الالتزام بوقت محدد:
يدخل بعض المتحاور ينفي المحاورة وهو يرغب في أن يستأثر بالكلام وحده ، وهذا خطأ لأن في ذلك تضييع الوقت ، وظلما للطرف الآخر .
*آداب بعد الحوار:
بعد الانتهاء من الحوار فهناك آداب ينبغي الأخذ بها لضمان الاستفادة من الحوار الذي حصل ، وهذه الآداب إن لم يؤخذ بها فإن الحوار قد انتهى بغير فائدة ،ومن هذه الآداب :
1 - الرجوع إلى الحق والاعتراف بالخطأ:
خلال الحوار أو في نهايته قد تتضح لأطراف الحوار بعض الحقائق والأمور الواضحة التي يتحتم على الطرف المخالف الرجوع إلى الحق عندها .
2 - احترام الرأي المخالف :
يرى بعض الناس أن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ وأن غيره لا يمكن أن يكون على صواب وهذا الأمر غير صحيح .
3 - اجتناب الإعجاب بالنفس :
بعد انتهاء المحاورة وخروج أحد الطرفين منتصرا فيها بقوة حجته وقدرته على إقناع خصمه فإن الشعور بالسعادة لهذه النتيجة أمر طبيعي .
- تجنب الحسد :
بعد انتهاء المحاورة قد يتأثر أحد أطراف الحوار بالطرف الآخر إما لقوة حجته أو لحسن عرضه أو لبلاغته أو لسعة علمه أو لغير ذلك من الأمور ، وهذا التأثر له إحدى حالتين :
- الحسد ( وهو أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها(
- الغبطة ( وهي أن لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها ولكن تشتهي لنفسك مثلها ) وقد يطلق عليها المنافسة .
وفي الحوار قد يحدث نوع من التنافس ويرغب كل منهما في إظهار رأيه وبيان صحته وهذا غير الحسد .
5- عدم الغل والحقد :
ينتهي الحوار أحيانا بظهور أحد طرفي الحوار على الآخر وهذا الأمر طبيعي يعود إما إلى قوة حجته أو سلامة أسلوبه أو غير ذلك ، والمتوقع استفادة الطرف الثاني من هذا غير أن بعضهم قد ينتهي به الأمر إلى الحقد و الغل .
وقد يبدأ الحقد خلال الحوار ، فتجد المحاور لا يأخذ بكلام الطرف الآخر ويزداد الأمر سوءا إذا ظهر الطرف الآخر عليه فإنه بذلك يتربى الحقد في نفسه . والغل والحقد بعد انتهاء الحوار يهلك صاحبه فهو يغلي في داخل نفسه رغبه منه في الانتقام ، وهذا أمر يؤدي به إلىخطر عظيم فهو بهذا الأسلوب سيهلك نفسه ، وعلى المسلم توطين نفسه بتقبل الأمور فإن انتهى الحوار بعدم ظهوره فعليه تقبل الأمر ، والاستفادة من نتائج الحوار .
6 - الابتعاد عن الغيبة :
بعد انتهاء المحاورة ولم يقتنع أحد طرفي الحوار بوجهة نظر الآخر ، فإنك قد تجد أحدهما في هذه الحالة يلجأ إلى غيبة أخيه ويتكلم فيه في المجالس وهذا من الأمور المحرمة
المطلب الثاني : عوائق الحوار
لقد عرفت عدة حوارات التوقف والفشل وعدم الاستمرارية نتيجة عدة أسباب ، غير أن أغلب تجمد الحوارات وفشلها في بعض الأحيان ، مرجعه في المقام الأول إلى عدم التقيد بأدب الحوار ومضامينه في المخاطبة والمجادلة أسلوبا وممارسة " في حين نجد عوائق أخرى تحول دون الحوار أو استمراره نحو :
سوء الظن : وهو من العوائق التي تحول دون وقوع الحوار فإذا كان حسن الظن يسمح بتحقيق أرضية للحوار والمساواة بين المتحاورين فإذا سوء الظن مرض ينتشر في النفوس الضعيفة نهى الإسلام عنه بقوله عز وجل ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم ٌ? لما يجلبه من ويلات وحروب .
الحسد: وهو من أقبح الخصال التي تصيب الإنسان وتنكد له عيشته فإن الحسود الذي يتمنى الشقاء والتعس لغيره يشقى نفسه أيضا بهذا الحسد إذ يمنع عن نفسه فوائد الحوار والتواصل مع الغير ويجلب له الإثم وسوء العاقبة.
الكبرياء : " رذيلة من الرذائل الاجتماعية تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضي على التعاون والمحبة بينهم " وبذلك يظهر الطرف المتحاور للطرف المتكبر أنه دون مستواه ولا يستحق أن ينزل إليه إذ يعتبر ذلك نقصا وعيبا لكن الحقيقة أن عدم التواضع هو النقص والعيب وأن صاحب الكبر مآله ما أخبر به الرسول فيما رواه عنه حارثة بن وهب الخزاعي أن النبي قال " ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره آلا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر "
الغضب : وهو من العوائق التي تحول دون استمرار الحوار القائم ، وهو كذلك محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها وهو من الرذائل الخلقية التي إذا تحكمت في نفوس الناس وتمكنت من مجتمعاتهم كان لها أسوأ الأثر في حياتهم ونتائج بشعة في تمزيق روابط المودة بينهم .
استفزاز الغير : واحتقاره بأسماء وألقاب تؤدي إلى انفعاله وذلك قصد وضعه في موقف حرج وإرباكه وتحويل انتباه الغير الملاحظ من تتبع الحوار إلى الشماتة وقد نهى الإسلام عن هذا الأسلوب في قوله تعالى : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? .
المبحث الرابع : تعريف الحوار الأسري
الزواج هو العلاقة الأقدم في حياة الإنسان، وخبرة الإنسان تختزن الكثير فيما يختص هذه العلاقة ولكن يبقى الزواج محطة ينتظرها الإنسان بخليط من الأفكار والعواطف، فهناك خوف وفرح، وترقب وقلق وانتظار لسعادة وتوجس من مسئولية يصاحبها نشوة إلىالتغيير في الحياة مع حيرة وخوف من المستقبل. ولعل البعض يرى أن الزواج هو صراط هذه الدنيا فإما العبور إلى السعادة وإما السقوط حيث الفشل والتعاسة. ولعل هؤلاء أدركوا بفطرتهم أن الزواج هو ارتباط نفسي بالدرجة الأولى وان السعادة والشقاء هما تعبير نسبي لما يعتلج النفس من حالات. والآية الكريمة من سورة الروم تقول: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.هذا الزخم النفسي الذي تعطيه الآية الكريمة لموضوع الزواج: {منأنفسكم}، {لتسكنوا}، {مودة ورحمة} ، هو تأكيد على ما يتمتع به الزواج من بعد نفسي وتواصل عاطفي. ولا يعني هذا أن الزواج هو بناء عاطفي فقط، ولكنه أحد الجوانب المهمة في البيئة الإنسانية والتي تقوم بها ثلاثة عناصر، الفكر وقاعدته الذكاء الفكري منمنطقية وموضوعية وحساب للعواقب. والعنصر الثاني هو الشعور وقاعدته الذكاء العاطفي وهو العنصر الأهم في الزواج. أما العنصر الثالث فهو العمل وقاعدته الخبرة العملية بأبعادها النفسية و الزمانية والمكانية. وإذا كان النجاح في الزواج يقتضى أن نجيد الاتصال العاطفي بالطرف الآخر بما يعني الاتصال من قدرة على إيجاد حضور إيجابي لنا عند ذلك الآخر، فإن الأداة الفعالة للاتصال هي التأسيس لبيئة الحوار الجيد. والتأسيس المقصود هنا هو الذهاب بعيدًا في داخل النفس لإعادة تشكيل بعض القناعات فيما يخص الحوار وما يرتبط بعلاقة الرجل بالمرأة ومن ثم بناء جملة من المبادرات والتي تتكفل بتشكيل الواقع الخارجي. فمجموعة من هذه القواعد هي حقائق عن الحوار كموضوع، أما المجموعة الأخرى فهي متطلبات يجب الأخذ بها من أجل الوصول للحوار الناجح.
المطلب الأول : الحوار الأسري
الاتصال الذي يكون بين طرفين ( الزوجين ) أو عدة أطراف ( الوالدين و الأبناء ) والذي يتخذ عدة أشكال تواصليه كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والتوافق والاتفاق والتعاون والتوجيه والمساعدة
هو التفاعل والتواصل السلوكي واللفظي بين الأفراد الذي يرجى من ورائه تحقيق هدف وهو علامة النضج الأسري ويدل على الإيمانبثقافة الحوار
المبحث الخامس : نتائج ضعف أو غياب الحوار الأسري؟
-ضعف الثقة بين الطرفين
- زيادة الشكوك والوساوس تجاه الطرف الثاني
- ظلم طرف للطرف الأخر
- اتساع الفجوة بين الطرفين مما يسمح للتوافه بالبروز والتأثير
- بروز الخلافات مما يؤدي إلى تشتت الأسرة
- ضياع الأطفال وانحرافهم
المبحث السادس : ما أهمية الحوار الأسري؟
للحوار الأسري دور كبير جدا في تدعيم الروابط الأسرية فهو يؤدي إلى:
- زيادة التعرف على الطرف الأخر
- زيادة معرفة طبائعه وحاجياته ومتطلباته
- زيادة الثقة المتبادلة بين الطرفين
- القضاء على التوافه والخلافات فور بروزها.
- تبادل الأفكار ووجهات النظر ومن ثم التكامل
- الزيادة في استقرار الحياة الأسرية
- التصدي للفيروسات الاجتماعية الخارجية
المبحث السابع : أنــــواع الحوار الأسري
*السلوكي: والمتمثل في التآزر والتعاون وتقديم المساعد للآخر (ضم الطفل حوار(
* اللفظي:المتمثل في المخاطب وتبادل الأفكار ووجهات النظر
المبحث الثامن : أسس الحوار السري:
المعرفـة :أن معرفتنا للشيء يسهل لنا عملية التعامل معه والعكس صحيح فالمرأة التي تعرف طبائع زوجها وأسراره ورغباته وحاجياته وما يفرحه وما يقلقه ومواهبه تكون أكثر تأهيل للنجاح في التحاور مع زوجها من المرأة التي اقل معرفة لزوجها وكأنها تعيش مع غريب.
لكن كيف نعرف زوجي:
نعرف زوجي بحسب السلوكيات المتكررة لديه مع وجود نفس المنبه أو السبب كيف يدخل إلى البيت؟كيف يجلس؟ماذا يأكل ويفضل؟
ماذا يكره؟ماالكلمات التي يفضلها؟ما الكلمات والأفعال التي يطلب مني تكرارها؟ماذا يفضل أن يلبس؟كيف يتحدث عن المصروف؟ متى تكون عنده قابلية للمزاح والتعليق؟كيف يحب أن نتعامل مع والديه؟وكيف يتعامل هو مع والديه؟ماهي هواياته المفضلة؟ أين ينتقدني كثيرا؟متى يغضب على الأولاد؟ماهي سلوكياته السالبة والخاطئة؟كيف يحب التحاور فيها؟متى يقلق كثيرا؟ماهي المواضيع التي لا يريد مناقشتها؟ماهي العيوب التي يعاني منها في جسده وكيف يفضل التعامل معها؟كم من مرة يغضب في الأسبوع وماهي الأسباب؟
التقبـل: الكمال لله ولله وحده بعدما نتعرف على الطرف الثاني علي أن أتقبله كما هم مع محاولة تغيير أو تعديل مايمكن تغييره أو تعديله والتقبل لا يعني الرضى وإنما زيادة معرفة عيوب الشخص والتكيف معها حسب ما يتطلبه الوضع فهناك الشخص العصبي المتوتر والشخص الكذاب والشخص الذي يشك والشخص الذي يشعر بالنقص والشخص الذي يشعر بالاضطهاد والشخص المدمن والشخص الانطوائي والخجول والشخص المرح والشخص الذي يعاني من إعاقة جسدية
التقدير: الإنسان يحب المجاملة ويحب أن يكون شيء مذكور ولو لم يفعل مايستحق الذكر فالبحث عن التقدير هو حاجة فطرية تولد مع الإنسان وهو أن نهتم بالفرد وذالك بأن نقدره ونهتم باهتماماته وحاجياته وهواياته وتوجهاته
التعامل:هو ربط الصلة بالفرد وتجسيد تلك الأسس سلوكيا على ارض الواقع من المعرف إلى التقبل إلى التقدير
المبحث التاسع : شروط وقواعد نجاح الحوار الأسري؟
- الحالة النفسية للطرف الثاني إثناء الحوار مدى الاستعداد
- طريقة الحوار نبرة الصوت ونوع الكلمات
- نوع ووزن الموضوع الخاص بالحوار
- الزمن الذي يتم فيه الحوار الليل أو النهار
- مكان الحوار أثناء النوم الأكل السياحة ..الخ
المبحث العاشر : نتائج غياب الحوار مع الأبناء
- قلة الثقة في أفكارهم ومعلوماتهم
- عدم الثقة في الوالدين والمربين
- عدم تنمية مهارات التواصل مع الناس
- الكبت الشديد والمرضي للصراعات والمشاكل التي يتعرضون لها مع أقرانهم أو البالغين
- الشعور بالنقص وقلة الخبرات مقارنة بالأصدقاء والظهور بمظهر المتخلف
- عدم القدرات على مواجهة المشكلات
-عدم القدرة على اكتشاف المواهب والقدرات المخزنة لديهم بهدف استثمارها
- الفشل عند تحمل المسؤولية على الآخرين عند الكبر بسبب غياب ثقافة الحوار( المديرين )
- الخوف من التحاور مع المعلمين والأساتذة والمربين
المبحث الحادي عشر: فوائد الحوار مع الأبناء
-الشعور بالأهمية والتقدير الذاتي الثقة بالنفس
-القدرة على اكتشاف المواهب والقدرات المخزنة لدى الأبناء
- اكتشاف ما إن كان الطفل يعاني من خلل في اللغة بغية التشخيص والعلاج المبكر
- يستطيع التحدث ويفهم كلامه لو تعرض لمشكل ما( مرض )
- تنمية وتقوية المهارة اللغوية لدى الأبناء
-التدريب على التواصل مع الناس
-التدريب على التعامل مع المشكلات بالحوار
-القدرة التفاهم والفوز أثناء المفاوضات
-كسب محبة وثقة الناس وتقديرهم وإعجابهم
-كسب معلومات وخبرات جديدة من الناس
-القدرة على فهم كيف يفكر الناس
-تنمية القدرات المعرفية والسلوكية
-القدرة على تحمل المسؤولية والتأثير في الناس
المبحث الثاني عشر : كيف نبدأ التحاور
-تحفيظ سور من القرءان للطفل منذ الصغر عن طريق اللوح أو الكراس أو الأقراص ويطلب منه ترديدها
-التحاور مع الطفل في الأمور التي يحبها الألعاب الرسوم الأصدقاء ...الخ
- طلب من الطفل سرد مافعله من الصباح حتى المساء
- التحاور مع الطفل في الأمور التي يحبها لماذا؟ والتي يكرهها لماذا؟
- طلب وجهة نظر الطفل في وجبة الطعام أو ديكور البيت أو صورة
- سرد قصة على الطفل ثم يطلب منه إعادة مافهمه أو حفظه من القصة
-طلب من الطفل سرد قصة من خياليه
- أسئلة الطفل أسئلة مفتوحة حسب قدرات العقلية ماهو الفرق بين الدجاجة والطائرة مثلاً.
خاتمة ونتائج
هكذا وبفضل من الله ونعمة، تم الانتهاء من هذا البحث المتواضع الذي لا يدعى فيه الإحاطة والشمول، والذي من نتائجه: ¯ أن الحوار أصيل في الإسلام: نبع منه وترعرع فيه ¯ أن الحوار الإسلامي مورس في مجالات ومستويات متعددة ¯ أن الحوار بدون آداب وضوابط لا يمكن أن يستمر أو يفضي إلى نتائج إيجابية ¯ أن الحوار بالمفهوم الغربي يتوافق ونظرات الغرب للآخر ¯ أن الحوار الغربي وليد و رهين المصلحة الخاصة وليس ثابت المعنى والهدف ¯ أن العلاقة بين الأديان لا يمكن أن تصبح حوارا إلا بمناقشة العلاقة بين الأديان عن طريق ضوابط علمية في إطار الاحترام. ¯ أن الصراع بين الحضارات تحصيل حاصل لنظرة الغرب للعلاقات الحضارية ¯ أن الحوار الثقافي لا يمكن أن يستقيم إلا من خلال احترام الآخر وثقافته. ¯ أن أي حوار شعاره الغاية تبرر الوسيلة حوار فاشل ¯ أن الفرق بين الحوار الإسلامي والحوار الغربي كالفرق بين ما ينتجه الدين واللادين. كما يمكن إثارة موضوع له علاقة بالبحث وهو المرتبط بتفعيل الحوار الإسلامي الداخلي أو الحوار بين المكونات العقدية من ملل ونحل ومذاهب وتيارات وفرق على شتى المستويات وهذا النوع من الحوار الداخلي يمكن أن يزيد من توحيد الصف وتمتين تماسك الأمة الإسلامية القوية في مواجهة التحديات . ومنه أسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق وأن يهدينا صراطه المستقيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أهم المراجع :
1- الحوار وآدابه وتطبيقاته في التربية الاسلاميه د/خالد الغماسي
2- فقه الحوار الإسلامي والواقع المعاصر ( Islam )
3- الاتصال والحوار د/محمد الخوالده
المصدر: https://uqu.edu.sa/sabakyt/ar/146543