الإعلام الإلكتروني
يعرف الإعلام الإلكتروني بأنه الخدمات الإعلامية الجديدة التي تتيح تطوير محتوى وسائل الاتصال الإعلامي، آليا أو شبه آلي، في العملية الإعلامية باستخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة الناتجة عن اندماج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات كنواقل إعلامية غنية بإمكاناتها في الشكل والمضمون، ويشمل الإشارات والمعلومات والصور والأصوات المكونة لمواد إعلامية بأشكالها المختلفة.
كما يمكن القول: إن الإعلام الإلكتروني هو عبارة عن نوع جديد من الإعلام يشترك مع الإعلام التقليدي في المفهوم، والمبادئ العالمة والأهداف، ويختلف عن الإعلام التقليدي في أنه يعتمد على وسيلة جديدة من وسائل الإعلام الحديثة وهي الدمج بين كل وسائل الاتصال التقليدي، بهدف إيصال المضامين المطلوبة بأشكال متمايزة، ومؤثرة بطريقة أكبر.
ويتيح الإنترنت للإعلاميين فرصة كبيرة لتقديم موادهم الإعلامية المختلفة بطريقة إلكترونية بحتة دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية كمحطات البث والمطابع.. وغيرها، بطرق تجمع بين النص والصورة والصوت، والتي ترفع الحاجز بين المتلقي والمرسل.. ويمكن أن يناقش المضامين الإعلامية التي يستقبلها، إما مع إدارة الموقع أو مع متلقين آخرين.
خصائص الإعلام الإلكتروني
ومن أبرز الخصائص التي تميز الإعلام الإلكتروني:
1ـ خاصية التنوع :
كان الصحفي يواجه مشكلة المساحة المخصصة لإنجاز مقالة إخبارية ما على مستوى الصحافة التقليدية الورقية، وبما أن الصحافة تعيش على التوازن بين الفضاءات المخصصة للتحرير، والمساحات الأخرى كالإشهار (الإعلانات)، كذلك كانت مهمة الصحفي تتمثل في إنجاز عمل صحفي يوفق بين المساحة المخصصة للتحرير وبين تلبية حاجيات الجمهور.
وهنا جاء دور نسيج الإنترنت الذي يسمح بإنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريا، يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من الاهتمام.. وطريقة النص الفائق (hyper text ) هي المحرك لهذا التنويع في الإعلام والذي يمكن من إيجاد نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطا مختلفة من المقاربات والمصادر والوسائل الإعلامية ترتبط فيما بينها جميعا بشبكة من المراجع.
2ـ خاصية المرونة:
تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة للمتلقي "مستخدم الإنترنت "، إذ يمكن له ـ إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالإنترنت ـ أن يتجاوز عددا من المشكلات الإجرائية التي تعترضه.. ويلعب الحاسوب هنا دورا مزدوجا: فهو من جهة الوعاء المادي الذي يؤمن الاتصال بالإنترنت والتعامل معه، بالإضافة إلى وظيفته الأساسية المتمثلة في معالجة المعلومات، وتخزينها بمختلف الأشكال والطرق.
أما على المستوى الإعلامي، فتبرز خاصية المرونة من خلال قدرة المستخدم على الوصول بسهولة إلى عدد كبير من مصادر المعلومات والمواقع؛ وهذا ما يتيح له فرصة انتقاء المعلومات التي يراها جيدة وصادقة، والتمييز بينها وبين المواقع التي تقدم معطيات مزيفة.
فروق بين الإعلام الإلكتروني والتقليدي:
ومن الفروق المهمة بين الإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي:
ـ المساحة الجغرافية: يمكن للموقع الإعلام أن يصل عن طريق الإنترنت إلى مختلف أنحاء العالم على عكس عدد كبير جدا من وسائل الإعلام التقليدية التي تكون مقيدة بحدود جغرافية محددة.
ـ عامل الكلفة: يبرز هذا العامل خاصة على مستوى الصحافة المكتوبة وبشكل أكبر عندما يتم تأسيس موقع إعلامي إلكتروني من حيث إنه يوفر على صاحب جريدة ما جزءا من تكاليف طبع وتوزيع النسخة الورقية للجريدة ويضمن له في الوقت نفسه عددا أكبر من القراء.
ـ عنصر التفاعلية: إن أحد أهم الفروق التي تميز الصحفية الإلكترونية عن الصحيفة الورقية، بل وتميز الإعلام الجديد عن الإعلام التقليدي، هي ميزة التفاعل، والذي يكون في بعض الأحيان مباشرا، ويتيح عنصر التفاعلية للزائر إمكانية التحاور المباشر مع مصممي الموقع وعرض آرائه بشكل مباشر.
أشكال وإشكاليات الإعلام الإلكتروني
ومن بعض أشكال الإعلام الإلكتروني: المواقع الإلكترونية، والصحافة الإلكترونية، والإذاعة والتليفزيون الإلكتروني، وخدمات الأرشيف الإلكتروني، والإعلانات الإلكترونية، والمدونات وخدمات البث عبر الهاتف الجوال، وبث الرسائل القصيرة والأخبار العاجلة.
ومن أبرز الإشكاليات التي تواجه الإعلام الإلكتروني، صعوبة الوثوق والتحقق من صحة ما ينشر في العديد من المواقع الإلكترونية، وضعف الضوابط لضمان عدم المساس بالقيم المختلفة، وانتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية، وسهولة ارتكاب الجرائم الإلكترونية، وكذلك تفتيت الجمهور والتركيز على مخاطبة جماعات صغيرة محددة.
المصدر: http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=198907