التنشئة الأسرية السليمة

خالد سلامة

 

 

الكثيرين تحدثوا عن الأسرة أمثال رجال الدين وعلماء الأجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا ألا أن القلة منهم قد تعرضوا إلى الناحية النفسية في دراستهم للأسرة .

فالأسرة نظام إجتماعي له تقاليده وله نفعه بالنسبة للمجتمع الكلي وأيضا للفرد وذلك لأن الفرد في الأسرة له حاجاته الخاصة مثل التعبير عن نفسه وذاته .

وتعد اللحظات التي ينفصل فيها الطفل عن ملاصقة صدر الأم ليستقل فيها بالحركة والنشاط على بعد منها ضرورية لنمو الذات والأستقلالية .

 

فالأسرة تعين أفرادها على إنجاز وظائفها المتعددة بصفة خاصة ،الزواج السعيد والأنجاب ،وتحقيق المطالب المادية الضرورية لحياة أفرادها من غذاء وكساء ومأوى ورعاية صحية وبالمثل إرضاء الحاجات النفسية لأفرادها صغارا وراشدين وإعدادهم لما يجابههم على طريق الحياة من مآسي أو أزمات بسيطة أو شديدة وللأستمتاع بمباهج الحياه ومسراتها بأساليب مشروعة ولتكوين العلاقات الحسنة مع الآخرين .

 

فمن أهداف الأسرة ترشيد الدور في الألتزام بأساسيات حياتية معينة "مثل الولادة " والتنشئة الدينية والإجتماعية للطفل ، وتعلمه إلى أن يصل إلى أمور الزواج والعمل والتقاعد والوفاه

 

أيضا تكوين إتجاه المساندة لمن يكون ضعيفا ً بين أفراد الأسرة أو ناقص النضج أو مريضا ً أو مصابا ً بإعاقة جسمية أو عقلية أو متقاعدا ً ،بالأضافة إلى معاونة الزوجين على إدراك الصلة الأسرية مع معاونة أفراد الأسرة على إدراك ذواتهم وبيئتهم وتقيمها .

 

ولا ننسى أن الأسرة تعمل على ترقية أسلوب التعامل بين أفراد الأسرة الواحدة وذلك لإكتشاف المشكلات الأسرية والأمراض الإجتماعية ودراستها وتحديد أسبابها وتخطيط برامج المساعدة والعلاج ،بالإضافة إلى أن الأسرة تعمل على تنمية روح الإلتزام والمسؤولية والإستعداد للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل حماية المجتمع .

 

تعد الأسرة نظام إجتماعي وهي من أهم الجماعات التي يتكون منها المجتمع خاصة وقد أجمعت تجارب العلماء على أهمية الأسرة في رسم شخصية أطفال الغد .

فالأسرة لها بناء يتكون من تعاون بين الزوجين بعضهما مع بعض سواء في دفع المصروفات المادية أو تربية الأطفال أو في القيام بالأعباء المنزلية كما أن إنتشار روح الديموقراطية في الأسرة ومصارحة الزوجين بعضهما البعض وإشتراكهما معا ً في تناول مايتعرضون له من مشكلات أو قضايا تهم الأسرة ككل ، وخاصة عندما تكون الزوجة عاملة وتشارك زوجها في ميزانية الأسرة.

 

ولا ننسى أن أقارب الزوجين وتنشئة علاقات بين الأسرتين تقلل من التعرض للتفكك بل تزداد قوة.

إن ظاهرة الأنجاب والتكاثر وحفظ النوع من الصفات الأساسية في الشخصية الأنسانية فكل إنسان يريد أن يكون أبا أو أما للأسرته – لذا لاتكتمل السعادة الزوجية إلا بإنجاب الأبناء ، ومنذ لحظة الأخصاب وبعد ولادة الطفل ثم إنتقاله إلى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة ومرحلة المراهقة تظهر مسؤوليات جديدة للوالدين لابد من القيام بها على أحسن وجهه حتى ينمو أبناءهم ويرتقوا بالدرجة والإتجاه المناسبين .

ولكي تقوم الأسرة بتلك المسؤوليات والواجبات فإنه من واجب علماء التربية وعلماء النفس أن يوضحوا للأباء والأمهات مظاهر النمو في كل مرحلة من مراحل نمو أبنائهم ومطالب النمو في تلك المراحل .

 

فالهدف من التنشئة الأجتماعية هو تكوين الشخصية الأنسانية، ودفع الفرد إلى الأعتماد على نفسه وأن يكون له رؤيته الخاصة في الأمور وإعتماده على نفسه في حل مشكلاته بنفسه بالإضافة إلى تحقيق الأمن النفسي والصحي للأفراد .

 

فلقد بذل كثير من الباحثين عددا ً كبيرا ً من المحاولات لدراسة العوامل التي تؤدي إلى التوافق الأسري بين الأفراد ومن عوامل التوافق الأسري أن يكون هناك إستقرار في العلاقات الأسرية والتفاهم والحب المتبادل بين أفراد الأسرة .

 

فالحياه الزوجية رباط مقدس بحيث يشارك الطرفان بالتفاهم في أمور الحياه فيما بينهما .

ولعل من أهم العوامل التي تؤدي إلى التوافق والتكيف الأسري هو وجود أهداف مشتركة للأسرة وقدرة على الأسهام في خدمة المجتمع والنهوض به والأرتباط بأخلاقيات هذا المجتمع وقيمه الأجتماعية السليمة ، بالأضافة إلى تفاهم وإتفاق بين الوالدين حول علاقتهمامع الأبناء والأهتمام بتوفير الرعاية والإهتمام لهم دون التفرقة بينهم .

 

والأسرة المثالية ينبغي أن تُبنَى على أساس من التوافق. وكما يقول البعض إن الزواج عبارة عن نصف يبحث عن نصفه الآخر. فالزوجان وهما يعيشان معاً في بيت واحد، وفي حياة مشتركة طول العمر، ينبغي أن يكون التوافق بينهما تاماً. إنهما مثل جواديْن يجران عربة واحدة، ولا يمكنهما ذلك إلاَّ إذا كان سيرهما في اتجاه واحد، وبسرعة واحدة، وبقوة متكافئة. يسيران معاً، ويقفان معاً، ويتجهان نحو هدف واحد، ولا يضغط أحدهما على غيره. وقديماً قال المثل: " من شروط المرافقة الموافقة ".

ينبغي أن يوجد بينهما توافق في الفهم الديني، وفي الفكر وفي المبادئ والتقاليد، وفي طريقة الحياة ... لأنه كيف يمكن أن يرتبط الاثنان بحياة واحدة إن لم يوجد هذا التوافق؟! وكيف يسلك الاثنان في المجتمع، وبل وفي محيط الأسرة، إن كان كل منهما له طريقه وله طريقته؟! كما أن الاختلاف بين الزوجين يكون له تأثيره على الأولاد. إذ يحتار الابن في أي طريق يسلك، وبأيَّة مثالية يقتضي، وأمامه متناقضات في حياة أبويه!!
وينبغي أن يوجد توافق في الطباع أيضاً، إذ كيف يمكن أن يعيش طرف جاد جداً، مع طرف مرح جداً؟! أو كيف يعيش شخص مُدقِّق جداً، مع آخر في منتهى التساهل والتسامح والتهاون؟! وكيف يعيشان معاً إن كان أحدهما يميل إلى الهدوء الشديد، والآخر يميل إلى اللهو والصخب وكثرة الكلام؟! والمفروض أن يكون الاثنان واحداً على قدر الإمكان.
وهنا نعرض لموقف الوالدين في خطبة ابنتهما أو ابنهما ... إن وظيفة الوالدين تكمن في العرض وفي الإرشاد. ولا يمكن أن تصل إلى الفرض أو الإرغام. من حقهما أن يرفضا زوجاً لا يجدانه مناسباً. ولكن ليس من حقهما أن يفرضا آخر. وحتى في الرفض، ينبغي أن يكون ذلك سبباً على أسس سليمة وأسباب تستحق ذلك. وليس لهما أن يغيظوا أولادهم لئلا يفشلوا...

 

بعض الآباء يفرضون خطيباً عن طريق العنف والسيطرة، أو عن طريق الحزن والغضب والمرض، وإرغام الابن أو الابنة على القبول حرصاً على صحة أحد الوالدين أو قد يفرض الأبوان خطيباً على إبنتهما عن طريق الشك في أخلاقها إذ يقولان لها: إن رفضك للخطيب الحالي يدل على علاقتك بشخص آخر! ... أو قد يفرضان شخصاً عن طريق الإلحاح المستمر، ورفض باقي العروض. أو قد يفرض الأبوان أحد أقربائهما أو أصدقائهما أو شخصاً ثرياً أو له وظيفة مرموقة.

ولكن فليتذكَّر الأبوان أنهما لا يختاران ما يناسبهما هما، وإنما ما يناسب الابن أو الابنة. فالزواج هو حياة الذي سيتزوج، وليس حياة أحد الأبوين الذي يختار. وكل أنواع الفرض لا يمكن أن تُنتج زواجاً ناجحاً. فالزواج الناجح هو الذي يُبنَى على التوافق والرضا والحُب.

على أنه على الخطيبين أن يعرفا أن فترة الخطبة هى فترة تعارف، وفترة ود وصداقة، وفترة إعداد للزواج، ومن الخطأ أن يفهم البعض أن الإعداد للزواج هو مُجرَّد الإعداد المادي، من حيث تجهيز الأثاثات، والبيت المناسب، والملابس. أو يدخل في هذا الإعداد إتفاقات مالية وإنشغالات تلهيهم عن عنصر التوافق. بينما الإعداد السليم للزواج في فترة الخطبة هو إعداد الخطيبين لكي يصيرا فكراً واحداً، وقلباً واحداً وإتجاهاً واحداً. ولا يمكن أن يتم ذلك إلاَّ إذا كانت فترة الخطبة يتعارف فيها كل من الخطيبين على الآخر، ويفهمه ويتفاهم معه، ويتأكد من توافق طبعيهما. فيجب على كل من الخطيبين أن يكون مفتوح العينين، ذكياً، مدركاً لأهمية معرفة مَن سيشاركه الحياة كلها.
 

فالأسرةهي الخلية الحية فى كيان المجتمع البشرى يحيط بها تيارات مختلفة من فساد وإنحلال وإنهيار وهذا يهدد المجتمع كله. وهى تتكون من الأب والأم والأولاد أو الزوج والزوجة فقط. وكل فرد فى الأسرة له دور فعال فى كيان الأسرة حيث يؤثر فيها ويتأثر بها... والأبوة اليقظة والقلب المفتوح حماية للأبناء وبناء لمستقبلهم فاحساس الأبناء بالحب يحميهم من أى انفعال عاطفى طائش ربما يعرضهم للهلاك. فالأبناء دوماً فى حاجة للالتزام والانضباط ولا تتسيب الأمور.
فالأسرة لها تأثير فعال على الأبناء فدائما مايتتبع الأبناء خطوات الآباء وملامح سلوكهم فهم المثل والقدوة بالنسبة لهم يتبعون الخطوط الظاهرة والواضحة كما يقلدون التصرفات والصفات الضمنية التي تحملها كلماتهم ومعاملاتهم ويؤثر ذلك تأثيرا مباشرا على حياة الأبناء ويحددوا أساليب سلوكهم .
ويبدأ تأثير الأسرة فى الأبناء منذ بداية حمل الأم فيتأثر الجنين بما يحيط بالأم من انفعالات غضب أو فرح، استقرار أو قلق.
 أن كل موقف يمر به الإبن فى طفولته يؤثر فيه ويترك آثار فى ملامح الشخصية تظهر فى معاملاته وسلوكه وتساعده على النجاح أو تؤدى به إلى الفشل.
 الجو العام الذى يعيش فيه الإبن من تقبل أو رفض ومن مشاعر محبة أو جحود وفتور فى المشاعر كل هذا يطبع علامات على شخصيته.
المسئولية الأسرية (الوالدين) : توجد بيوت تعرف مسئوليتها وتتحملها، وأخرى لا تعى شيئاً فهذا الإختلاف يؤدى إلى إختلاف شخصية الأبناء يؤثر فى نجاحهم ومستقبلهم (
فالوالدين (حب واعي + رعاية مستمرة + إحساس بالمسئولية  (تظهر مسئولية الوالدين مثلاً لو الطفل كان متقدماً ثم تأخر فجأة لابد أن هناك أشياء مرت بحياته أثرت في شخصيته وأوصلته لما هو فيه الآن فيجب على الوالدين أن:
يكونوا على وعى كامل بالمسئولية.
على وفاق في الحياة الزوجية

 

أتسمت الأسرة قديما بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة ، وأتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذى يلائم العصر الذى تنتمى إليه ، حيث أختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور التى أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية ووسائل قيام الأسرة بها ،ولكن لم يتختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذى يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة إنفعاليا القادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الإجتماعية

الوظيفة البيولوجية

وتتمثل في توفير الرعاية الصحية والجسدية للاطفال في اسرة وتوفير الغذاء الصحي والمسكن الصحي للافراد في العائلة لينعم الابناء والاباء بجسم سليم وعقل سليم

الوظيفة الأقتصادية

عرف عن الأسرة قديما بالأكتفاء الذاتى وإنتاج ما تحتاجه ،وما تزال الأسرة حاليا تشارك في عمليات الإنتاج من خلال أفراد الأسرة ، فتمد الأسرة مجالات العمل والمصانع بالأيدى العاملة

الوظيفة الإجتماعية

الوظيفة الثقافية

الوظيفة النفسية هي ان توفر الاسرة للابناء الراحة النفسية بتوفير الحب والحنان والامن والسلام بحيث يعيش الابناء في جو من الهدوء دون توتر او قلق من اي خطر قد يحيط بهم

الوظيفة الدينية والأخلاقية ان يقدم الاباء لابنائهم الخبرات الكافية عن دينهم وعنتعاليمه وعن كل ما يؤدي بهم الى ان يكونو ابناء صالحين يتحلون بالاخلاق الدينيه دون اغفال حقهم بعيشة كريمة في هذه الحياة

المصدر: http://www.almurabbi.com/DisplayItem.asp?ObjectID=1260&MenuID=2&TempID=1

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك