الإسلام دين تسامح وليس دين تعصب

إعداد : فاطمة داوود

نتحدث هنا عن التسامح في الإسلام إيمانا منا بأهمية تربية النشء على القيم و المبادئ الدينية وبأن رسالة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عالمية ، صالحة لكل زمان و مكان ، لما تحتوي عليه من

القوانين المعتقدات والعبادات ما من شأنه إذا طبق خير تطبيق كما تنص عليه الشريعة الإسلامية أن يرفع من شأن هذه الأمة الإسلامية ، و إنه ليحز في أنفسنا أن ينعت الإسلام بدين العنف والإرهاب وهو دين التسامح والسلام.

كما يحز فينا أكثر أن ينعت العرب بعضهم البهض بالإرهاب والعنف ، فكيف بالله عليكم كيف تتحول أداة يفترض أنها تساعد على تعزيز الروابط والتعاون بين الشعوب إلى أداة للتعصب والعنف والكراهية؟؟؟؟!!!! أقصد

بذلك كرة القدم وتداعيات ما حدث بين مصر والجزائر بعد المباراة الأخيرة بينهم، وكيف نطلب من العالم الغربي تغيير صورته النمطية عن العالم العربي والإسلامي وأن ديننا الإسلامي يدعو إلى التسامح ونتحدث عن لصفحات المضيئة في تاريخنا وحضارتنا ونظهر أمامهم بهذه الصورة شديدة التعصب وعدم القدرة على التسامح بيننا و بين أنفسنا، إذا كنا نحن العرب نقول الأقربون اولى بالمعروف فكيف إذا ما جاءتنا هذة الفرصة

 نعجز عن استغلالها كما يجب .. هل يعقل هذا التصرف ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

هل يعقل أن تتدخل نيات دنيئة للتفرقة بين شعبين لهما باعا طويلا من العلاقات الطبية وتستطيع أن تفسدها بإشعال نار الفتنة والتعصب بين الشعبين؟؟؟ ، ألهذا الحد فقدنا السيطرة على أنفسنا؟؟ ألهذا الحد أصبحنا لعبة فى أيدى

 نفوس دنيئة كل ما تمكله هو اللعب على مبدأ فرق تسد؟؟؟ ألم نتسائل مرة لمصلحة من هذة الفتنة؟؟؟ ما الفائدة من وراء تصارع الشعبين؟؟

أنا لا أقول هنا أن نتنازل عن حق المصريين ونفس الأمر بالنسبة للطرف الجزائري  و لكن ألا يوجد طرق حضارية لفعل هذا؟ هل سيحمى حقوق الطرفين السباب و العصبية و إلغاء العقل كما فعل العديد من الإعلاميين

والمسؤولين ؟؟ لا أعتقد هذا ولكن إعمال العقل و التمسك بالدين هو ما يحفظ كرامتنا كمسلمين وعرب ويجعلنا يدا بيدا فى مواجهة عدو لا يهدء ولا ينام.

و لنرَ الآن سويا ماهو التسامح ؟؟؟ هل هو ضعف؟؟؟ أم قوة؟؟؟

 

الإسلام دين التسامح

 الإسلام دين التسامح والسلام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعثت بالحنفية  السمحة"  وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام  فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية ومن مساواة في غير تفوق جنسي  أو

 تمييز عنصري ، بحيث حثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الدينات فقال الله تعالى في سورة البقرة "..آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المومنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله"

ولا يقصد بالتسامح السلبية أو ترك الحقوق وإنما هو الاحترام المتبادل و الاعتراف بالحقوق العالمية للشخص وبالحريات الأساسية للآخرين، وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب مختلفة ومتنوعة، يقول

 رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "الدين المعاملة"

 وروي عن عبادة بن الصامت أنه قال " يا نبي الله أي العمل أفضل، قالالإيمان بالله والتصديق به  الجهاد في سبيله ، قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال السماحة و الصبر"

 

أنواع التسامح     

 *التسامح الديني وهو التعايش بين الأديان، بمعنى حرية ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والتمييزالعنصري

                   *التسامح الفكري:  وهو آداب الحوار والتخاطب وعدم التعصب للأفكار الشخصية والحق في الإبداع  والاجتهاد.

*                   التسامح الديني وهو إيمان المسلم بجميع ما بعث الله من رسل وأنزل من كتب وأنها كلام الله أوحاه إلى رسله ليبلغوا عنه شرعه ودينه.

ويشهد التاريخ بالنزعة الإنسانية للإسلام، وبالتسامح الذي ربط علاقات المسلمين بباقي أهل الديانات الأخرى، حيث دعا القرآن إلى مجادلة كل هؤلاء بالتي هي أحسن ومحاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة

يقول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسنإن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". سورة النحل الآية .125

وبهذا المنهج الرباني قام الإسلام على مبدأ عدم الإكراه قال تعالى " لا إكراه في الدين "سورة البقرة الآية 256  ، وهذا عمر بن الخطاب يطبق ما رسمه الله تعالى للدعاة حين دخل بيت المقدس فأعطى الأمان

 لسكانها من النصارى  " أن لا تُسكن مساكنهم ولا تُهدم ولا يُنقص من أموالهم شيء ولا يكرهون على دينهم "

 

شهادة بعض علماء الغرب عن التسامح في الاسلام

 وقد شهد كثير من المسيحيين واليهود بتسامح الإسلام قال السيد توماس أرنولد في كتابه الدعوة إلى الإسلام" : " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم مند القرن الأول للهجرة، واستمر

هدا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة وحرية، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة

لشاهد عل هذا التسامح، وهذا درس عملي لما ينبغي أن يكون عليه التسامح الديني الذي يجب أن ينبع بنفس النهج الذي سلكه السلف الصالح، وأن ينطلق من موقف القوة والاعتزاز لا من موقف الضعف

والاستسلام.

المصدر: http://www.factofarabs.net/RA.aspx?Id=457&TId=11

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك