عشق الأماكن

فالح الشراخ

    ارتبط الإنسان منذ القدم بالمكان الذي يعيش فيه أو المكان الذي ولد فيه وهذه فطرة في الإنسان يصاحبها حنين عند الفراق وشوق عند العودة ومن المؤكد أن عشق المكان وعناصره يأتي من عشق من سكن فيه لذا يكون لدى الشاعر أو المفارق نوع من الاقتران المشروط بين المكان والإنسان كما أن هذا المكان سيصبح بعد فراق ساكنه مثيراً طبيعياً لوجدانيات الإنسان ولحظات فراق الإنسان قديماً أشبه ما تكون بالفراق الأبدي.. لذا لا يأمل المفارق غالباً في رؤية من فارق المكان مرة أخرى وبذلك تكون لحظات ذلك مؤلمة.. ولقد سجل الشاعر الشعبي امتداداً لملحمة ذلك المتألم من الفراق منذ القدم:

أمر على الديار ديار ليلى

أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

واستوقفت الأماكن وأطلالها الشعراء فكان البكاء عليها في مقدمة قصائدهم وكأنها تاج القصيدة:

قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

ولم يكن الشاعر الشعبي بعيداً عن مواكب هذه الملحمة الفراقية المتأثرة بوجدان الشاعر الصادق الذي عشق المكان وارتبطت وجدانياته وذاكرته بالمكان..

قلبي يحب المردمة والينوفي

يحبها من حب حي سكنها

وقد تضمنت القصائد التي ورد فيها عشق المكان أن حب المكان من صاحبه وساكنه أو انه عشق من ذاكرة الطفولة ومسقط الرأس فأقدام الطفولة عندما تدرج على تراب ما تسجل ذكريات مفعمة بالعشق لا تنسى.

ياعين شوفي زرع خلك وراعيه

هذي معاويده وهذي قليبه

http://www.alriyadh.com/959539

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك