سيكولوجية البطل!!

د. حنان حسن عطاالله

    تكثر هذه الأيام التفسيرات النفسية لأي سلوك من مثل سيكولوجية المغامر وسيكولوجية المؤجل لعمله وغيرها من السلوكيات. مؤخرا قرأت موضوع جميل عن سيكولوجية البطل والمقصود به هنا الشخص الذي يضحي بحياته من أجل إنقاذ الأخرين وهذه سمة عالمية تمجد وتقدر في كل الثقافات.

وقبل أن ابدأ بالحديث عن سيكولوجية البطل دعوني أسألكم هذا السؤال كم منكم مستعد للتضحية بحياته فى سبيل إنقاذ الآخرين؟

مثلاُ هل يقدم احدكم على إنقاذ شخص تحترق سيارته أو آخر يكاد أن يغرق ؟ أو تنقذ فرداً سقط على سكة حديد القطار كما فعل Wesley Autry ويزلي أوتري في عام 2007 عندما تعرض شخص لنوبة تشنج وسقط على قدوم القطار. وفعلاً أنقذه ويزلي ورغم ذلك قال إنه لا يشعر بأنه قام بعمل عظيم، وعلق قائلاً لقد شاهدت شخصاً يحتاج للمساعدة وعملت الواجب فقط!

قد لا تكون الإجابة سهلة فعدم مرورنا بموقف كهذا لا يعطينا صورة كاملة عما إذا إذا كنا سنضحي بحياتنا فعلا من أجل إنقاذ الآخرين في مغامرة غير مأمونة.

خذوا على سبيل المثال البطل الباكستاني الذي فقد حياته فى سيول جدة لإنقاذ الآخرين . وفي المذبحة التي شهدتها مدينة فى ولاية كولورادو لشخص أطلق الرصاص بالقرب من دار سينما اعترفت ثلاثة نساء ممن لم يصبن بأذى بأن السبب أن الرجال الذين كانوا معهن قاموا بتغطيتهن بأجسادهم وقد فقدوا حياتهم نتيجة لذلك.

والسؤال المهم هنا ما الذي يدفع بعض الناس لإتخاذ موقف شجاع ومواجهة الخطر لإنقاذ الآخرين؟ في حين لا يفعل آخرون؟ أو حتى يترددون طويلا قبل أن يتصرفوا هكذا تصرف.

نحن نعرف الكثير عمن يرتكب جريمة ولكن لا نعرف شيئأ عن الأبطال الذين يضحون بحياتهم من أجل إنقاذ الآخر!

حتى الآن ليست هناك دراسات وافية عن الموضوع. ولكن من المؤكد أن هذه الفئة لديها حس إنساني قوي بالآخرين! ولا تهمها الخسارة المادية أو الاجتماعية أو تغير نمط حياتهم في مقابل إنقاذ الآخر! ويرى علماء النفس أن البطل له العديد من السمات ليس من الضروري اجتماعها كلها في شخص واحد. فالبطل شخص يواجه الخطر ولا يفكر في حياته بقدر ما يفكر في إنقاذ شخص آخر ويحب التضحية ويعطي قيمة كبيرة لحياة الآخرين متعاطف ولديه حب للعطاء.

والبطل لا ينتظر أي مقابل مادي لما يقوم به!

وفي النهاية يؤكد لنا الباحث Zimbardo زيمباردو أنه من الممكن أن يتعلم الإنسان أن يكون بطلا.. خاصة أن الناس يتأثرون كثيراً بالضغوط والمواقف الإجتماعية. والسؤال هنا متى وكيف يمكن أن نعلم البطولة؟!

 

* إضاءة

عالمنا عالم خطير، ليس بسبب هؤلاء الذين يقومون بأعمال خطرة، ولكن بسبب الذين يتفرجون ولا يفعلون شيئاً. (ألبرت إنيشتاين).

http://www.alriyadh.com/956872

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك