«.. ويُعجبني الفأل..»!
ثمة هاجس بخطر الإصابة بمرض متلازمة عدوى الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) يُقلق ويقض مضجع الكثير منا.. وبالذات من يتعاملون مع المرضى والأمراض كالأطباء.. والعنوان أعلاه (ويعجبني الفأل) جزء من حديث نبوي شريف.. رواه أنس -رضي الله عنه - قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا عدوى ولا طيَرَة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل قال: كلمة طيبة.. متفق عليه.. وحول العدوى والطيرة والتفاؤل تدور سانحة اليوم.. فمن الكلمة الطيبة (الفأل) ينطلق الطبيب المسلم وهو يعالج مرضاه متوخيا الحرص على سلامة المريض وسلامته هو بأخذ كل الأسباب والحيطة لذلك.. وعلى النقيض من أخذ الحيطة.. وليس التطير والتشاؤم فقط.. تجد أطباء (وهم قلة ولله الحمد) لا يتوخون الحيطة اللازمة لمنع انتقال العدوى إليهم أو لغيرهم من الأصحاء من مريض يعالجونه.. مع ان مستشفياتنا الرائدة تحرص كل الحرص على منع انتقال العدوى.. في العيادات وأقسام التنويم وغرف العمليات الجراحية.. في المستشفيات الحكومية والخاصة.. فتجد الجهد والحث لا يتوقفان للأطباء ومن يعمل في تلك المستشفيات على الأخذ بكل الأسباب التي تمنع انتقال العدوى.. ومنها الاستعانة بوسائل حديثة برسمات في مطويات وملصقات.. على وجوب الاكثار من غسل اليدين مثلا.. بعد فحص كل مريض.. وأذكر رسمة عن سلسلة البكتيريا أو الجراثيم.. كانت معلقة في غرف وممرات مستشفى قوى الأمن.. وقد كتب في وسطها بالانجليزي:
break the infection by frequent hand washing
إضافة إلى إقامة الندوات الخاصة بذلك من آن لآخر.. وتحضرني الآن النقلة
النوعية في العمليات الجراحية التي كانت في الماضي (العمليات الجراحية) من الأسباب الرئيسة لانتقال العدوى.. نقلة نوعية تعلمناها من أساتذتنا قبل ثلاثة عقود من الزمان أو تزيد.. وهي تحول العمليات الجراحية من (أنتي سيبتك بروسيجر) إلى (إيسيبتك بروسيجر) وهناك أطباء غير مسلمين قد يتطيرون.. وأذكر بالمناسبة ومنذ ثلاثة عقود أو تزيد.. كيف كان طبيب غربي عندما نمر على المرضى (المرور الصباحي) في المستشفى المركزي.. وكان بين المرضى مريض بالإيدز.. لايدخل معنا على المريض.. ليس بسبب خوفه من انتقال العدوى.. ولكن بسبب طبيعة ذلك الطبيب المتشائمة والمتطيرة.. وفي الختام أقول: إن الطبيب المسلم قادر بإذن الله على الجمع بين الحيطة والأخذ بالأسباب وعدم التطير.. بالإتكال على الله فهو حَسبُه.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
*مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية