( رمضانيات): روح وريحان
ابتهجوا إلى الأبد،
أدعوا بلا توقف.
(مجهول).
حدق إلى السماء، او إلى البحر، أو الصحراء، وتخيلها تعبيرا رائعا للسكينة والهدوء والراحة، حاول ان يذوب عقلك مع هذة الصورة، وأن يمتزج كل ما فيك مع المحيط حولك، وانتظر حتى يندمج عقلك وروحك سوف تحس بهدوء مبالغ فيه، إن البهجة التي نُحِسّ بها عندما نشعر بالسكينة لا يمكن اصطناعها، فهي تنشأ من ارتباط العقل بمستوى أعمق في الروح كيف نستطيع أن نغوص في أعماق الروح، ونتصل بها؟ التأمل هو الذي يقودنا للهدوء العقلي الذي يسمح لنا برؤية الاشياء الغائبة عنا، والاستغراق في كل ما تفعل سيجعل عقلك راضيا وهادئاً. فالعقل دائماً جائع ويبحث عن الروح ليتوازن معها، وهناك العديد من الاساليب التي لو تعلمناها سوف تقودنا نحو مسالك الهدوء والسكينة الروحية. والدعاء أحد هذه الاساليب، حيث يمثل الدعاء الكثير في حياة البشر، وفي جميع الأديان، هو نوع من الطاقة الكامنة تنفجر بمجرد توجهك نحوها، وهو مصدر قوة، ومعرفة، وابداع، فعندما تلجأ الى الله بالدعاء ينتابك ثقة مطلقة، واندماج عميق مع كل ذرات الكون حولك، حيث انك تصل الى اعمق مستويات الروح، ففي 6 يناير 1992 تصدر مقال عن الطريقة التي يلجأ بها الامريكيون للدعاء غلاف مجلة نيوزويك. وكشف التقرير ان 91% من النساء يلجأن للدعاء، وكذلك 85% من الرجال، وأكثر من 78% من مجموع الامريكيين يلجأون للدعاء مرة واحدة اسبوعيا على الأقل، وأكثر من 57% يلجأون للدعاء مرة على الأقل يومياً. ويتفق جميع الأمريكيين تقريباً على أن مصدر كل القوة، والمعرفة، والابداع، والثروة، يكمن في اللجوء إلى الله والاتصال به. فهو يدفع البشر للتأمل ويصقل الروح لتتسق مع معطيات الحياة، ويشحن العقل لتحقيق أهدافه، ويحسن القدرة على التركيز، ويحفز رغبتنا الاساسية في الاحساس بشعور جيد، لارتباطنا بمصدر الدعاء. فهو يطلق الرؤية الداخلية ويضيء النفس، فتنساب انفاس الحياة من الروح كما الماء الزلال العذب، إن أول كلمة ننطقها عند تعرضنا لموقف مخيف او كارثي هي كلمة (يا الله) هي نوع من الرجاء والتطمين للنفس بأنك لست لوحدك وان هناك من هو بجانبك لينقذك ويحميك، وعندما تخلو الحياة من شذرات الدعاء تصدأ الروح وتكون معرضة للعطب بشكل اسرع، حيث إن الدعاء هو وسيلة لإبقاء ارواحنا نابضة ومليئة بالسكينة ومفعمة بالحياة.
*رَوَحُ وَرَيَحَانٌ :
مُت شَوَقاً للحُب، وَتعَلم أنْ تُحَب فأبجَديِة السَعادة واسِعة.
كَانَ حَرفُ العَطفِ هُو الحَاضِر بِينَ كسرِ قلبها، وَضَمّةِ يَدِ الشّوقْ.
إنْ أبَصَرنَا الحَياَةِ بعِيَن الرِضَى تلَاشَت كُل مَصَاعِب تَمُر بِنَا .
طُوبَيَ لِمنَ أبتعَدَ عَنْ التَصَنيَفِ، وَالتَطفَيَف، وَكظَم َغيَظُهُ، وَعَفَى عَمَن حَولَه.
استمَتِعوا بِالصَمَت فَهَو المُوسِيقَى الخَالدِة للرُوحِ.
أولئِكَ الذِينَ هُم أكثَرُ تَمَرسُاً فِي الدُعَاءِ، هُم الذِينَ يَهزِمُونَ المَرض وَالألمَ دُونَ اسَلِحَة.
تَفِقدُ الرُوحُ رَشاَقتِهاَ عِندمَا تفَتقدُ للروَحَانياِت مِن تَأمُل وَدُعاَء.