رمضان والغفران

    شهر رمضان فرصة مناسبة للعودة ومحاسبة النفس على ما مضى من أخطاء والإنسان في حياته خلق في كبد مع نفسه ومع متغيرات حياته ولكن هل يستمر في كبده دون وقفة يراجع فيها حساباته ويتأكد من نوعية الطريق الذي يسير عليه هذه الوقفة بالتأكيد سيكتشف فيها الكثير من الأخطاء والتقصير وأن غفلته ترتب عليها تحمل الذنوب ولن تتم معالجة هذه الأخطاء وملاحظة هذا التقصير إلا بالمصداقية مع النفس وهنا يكون معمل معالجة الأخطاء والصدق مع النفس أهم من الصدق مع الآخرين:

من كان صادق كان همه منجلي

فالصدق قد حاز المراتب والجمال

ومن محطات الحياة التي يتوقف فيها ركب الحياة وتتم فيها عملية المراجعة والمحاسبة والعزم على التوبة شهر الخير والبركة شهر رمضان هذا الشهر لو أن المسلم استغل أيامه في المحاسبة والمعالجة في نفس الوقت لكسب رحمة الله ونبذ كل الخلافات مع الآخرين وأصلح أمره وعندما يكون في نهاية الشهر سيجد نفسه سعيدا وكأنه شق طريقا في الحياة محفوفا بالمحبة والتسامح ومن هنا تأتي فرحة المسلم بشهر رمضان يقول الشاعر سالم بن سحمان:

مرحبا يا موسم الخير والشهر الكريم

من كرم ربي على المسلمين ورحمته

ومن المهم جدا أيضا إن يستغل الشهر الكريم في أداء العبادات وتلاوة القرآن وصلة الأرحام والبذل والعطاء للآخرين والمسلم بحاجة للتزود بالتقوى مع كثرة تحمله للذنوب والله غفور رحيم لمن صدق في توبته ورجعته إلى الله قبل فوات الأوان يقول الشاعر فلاح الحنان:

يارب عفوك من مغبة خطائي

وانت اللطيف وكل شيء محسوبي

يا كثر خوفي منك ساعة لقائي

لا جيت لك وأنا محمل ذنوبي

ويبقى الأمل معلقا بالله في العفو والغفران من الذنوب في شهر الخير والبركة.