عن اللغة الإنجليزية!
بدأ الصيف وبدأت معه إعلانات معاهد تعليم اللغة الإنجليزية تزداد! ناهيك عن إعلانات برامج تعليم اللغة الإنجليزية في الخارج. وبالرغم مما كُتب ويُكتب في أهمية تعليم اللغة الإنجليزية وضرورتها أعرف أن هناك فئة كانت ولا زالت خائفة من أن اللغة تنقل الثقافة التي تنتمي لها. وهذه مخاوف أعتقد أنها لا منطقية خاصة أننا في عصر وجدت فيه وسائل متعددة تنقل الثقافة لنا ولأطفالنا وبطرق أكثر سهولة ومتاحة وبطرق ممتعة ومسلية كما هو الحال بالذات مع الأفلام الأمريكية باعتبارها الأكثر رواجاً في العالم! فلماذا نقف مترددين وحائرين أمام تعليم اللغة الانجليزية ومنذ الصغر، وأعني هنا منذ المراحل الدراسية الأولى.
لن أقول كما قال د. غازي القصيبي رحمه الله إن من لا يجيد ثلاث لغات في المستقبل يعتبر أمياً! لكن أقول إن عدم إجادة اللغة الإنجليزية هذه الأيام على الأقل يعتبر نوعاً من الأمية والإعاقة! إعاقة للتواصل والانفتاح على العالم وأيضاً عقبة في الحصول على وظيفة!.
لذلك ليس من العدل أن نهمل تعليمها منذ مرحلة الطفولة المبكرة فى مدارسنا وعلى أيدي مدرسين ومدرسات أكفاء. فحتماً لا نريد أن يتعلم أبناؤنا اللغة بطريقة خاطئة أو ينطقوها بطريقة تبتعد عن النطق السليم بدرجة كبيرة! كما أن مناهج اللغة الإنجليزية في المراحل العليا فقيرة وضعيفة في بنائها! حقيقة يبدو أن أمامنا مشكلة منهج ومعلم وطريقة تدريس مادة اللغة الإنجليزية! وكلها عناصر مهمة ومتداخلة ولا يمكن إغفالها!
والنتيجة أننا ندفع ولا زلنا ثمن ضعف مخرجات تعليم اللغة الانجليزية! نشاهد آثار الضعف في إحباط أبنائنا وبناتنا في الحصول على وظيفة وأحد الأسباب هو ضعف اللغة الإنجليزية! نرى الآباء يدفعون أموالاً طائلة لتعويض ضعف أبنائهم في اللغة الإنجليزية في معاهد ربما لا تكون مناهج اللغة فيها أفضل حالاً من مدارسنا!. وقد كان بالإمكان توفير كل هذه الأموال لو تم تأسيس الطالب والطالبات في مراحل مبكرة في حياتهم في اللغة الإنجليزية. أيضاً كثير من مبتعثينا الآن للخارج يقضي أكثر من سنة وسنتين في تعلم اللغة الإنجليزية والبعض لم يستطع أن يكمل ابتعاثه لفشله في الحصول على درجة اختبار اللغة الإنجليزية لتخصصه. مما يكلف الدولة الكثير من الأموال الطائلة ناهيك عن تأثير هذه التجربة على المبتعث العائد وعلى تكيفه النفسي. بالتأكيد وراء التأخر أو الفشل في تعلم اللغة عوامل متعددة. ولكن من ضمنها عدم تعلمها وبطريقة صحيحة منذ الصغر!
لذلك ومع فتح أبواب الابتعاث، لماذا لا يتم تخصيص مقاعد لنيل شهادة البكالوريوس في تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها Teaching English as a Second Language (TESL). لماذا لا نفكر في فتح هكذا تخصص في جامعاتنا في الداخل!
ليس هذا انحيازاً للغة أجنبية على حساب لغتنا الأصلية ولغتنا الأم اللغة العربية. ولكن لابد أن نتعلم لغة العلم ولغة المجتمع الأقوى سواء رضينا أو أبينا! فعندما كانت الحضارة العربية في قمتها اضطرت الأمم الأخرى لتعلمها. والحال الآن للأسف اختلف وغدت الإنجليزية هي المهيمنة!. الملاحظ لدينا الآن أن من يجيد هذه اللغة، هم فئتان؛ إما من منحه الله أسرة واعية وحرصت على تعليمه هذه اللغة منذ الصغر أو ممن سافر منذ الصغر ودرس في الخارج! وتبقى تلك الفئة الأقل حظاً والتي تحرم من فرص وظيفية تستحقها بل وحتى من نعمة التواصل والترفيه والسبب مجرد ضربة حظ وإهمال وجهل!.