تاملات في القران الكريم
سورة الاسراء الشريفة ,بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً{83}
تبين الاية الكريمة الظروف الاجتماعية التي يمر بها الانسان قد تطغى عليها حالتين :
1- ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ) : هذه النعمة لا تحصر , بل لا تعد { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل18 , لكن اعمها واشملها نعمة الصحة والعافية وسعة الرزق وكثرة مصادره , اما المعنى بـ ( الإِنسَانِ ) ففيها عدة اراء :
أ) عموم البشر : حيث ان من الطبائع الانسان :
أ)1- ان يلهو ويعلب في ساعات الرخاء , وغالبا ما ينصرف ذهنه عن المنعم جل وعلا .
أ)2- الانسان مهما كان مؤمنا , لا يمكنه اداء شكر النعمة لكثرتها و حتى لخفاء
مواردها .
ب) عموم المخلوقات العاقلة : لا يتفرد البشر بهذه الصفة وحدهم , بل هي كامنة ايضا في المخلوقات العاقلة كالجن مثلا .
ت) ان يكون المعنى بـ ( الإِنسَانِ) هو الكافر , وهذا ما ذهب اليه السيوطي في تفسيره الجلالين .
في حالة الرخاء "دوام النعمة ووفرتها" التي تمر على الانسان ينشغل فيها عن ذكر الله تعالى , وفي احيان كثيرة يبتعد او يغفل عن الشكر , وهو مصداق الاعراض( أَعْرَضَ ) , لكن ليس الاعراض وحده بل ( وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) , ابتعد عن حمد وشكر نعمة المنعم جل وعلا , وابتعد عن حول الله تعالى وقوته , ولجأ ومال الى نفسه وحوله وقوته متبخترا , وكأنه أستغني عن صاحب النعم المتفضل بها جل وعلا .
2- ( وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً ) : الحالة الثانية ( مَسَّهُ الشَّرُّ) , الشر هنا يجمع الكثير من المعاني منها ( الفقر - المرض - الشدائد - الخوف ... الخ ) , في مثل هذه الحالة يكون قنوطا من رحمة الله عز وجل ( كَانَ يَؤُوساً) .
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً{84}
تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) موجه اياه ان يقول للكفار من جهة , وللمؤمنين من جهة اخرى ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ) , اي كل يعمل ويلتزم بحالته , المؤمنون يعملون على حالتهم من الهدى والايمان , والكفار يعملون على حالتهم في الكفر والضلال , ( فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ) , كفى به جل وعلا عالما بأي الفريقين اهدى وارشد , فيثيب اصحاب الطريق الامثل .
بهذا الخصوص اورد الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج3 وكذلك السيد هاشم الحسيني البحراني في تفسيره البرهان ج3 جملة من الروايات ذات الصلة بالموضوع , نقتبس منها للاطلاع ( في الكافي عن الصادق عليه السلام النية أفضل من العمل ألا وإن النعمة هي العمل ثم تلا قل كل يعمل على شاكلته يعني على نيته .
عنه عليه السلام إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قل كل يعمل على شاكلته ) .
وفي الفقيه والتهذيب والعياشي ( عنه عليه السلام إنه سئل عن الصلاة في البيع والكنايس فقال صل فيها قلت أصلي فيها وإن كانوا يصلون فيها قال نعم أما تقرأ القرآن قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا صل إلى القبلة ودعهم ) .
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً{85}
تكشف الاية الكريمة ان هناك من سأل النبي الكريم محمد (ص واله) عن الروح ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) , وكان الجواب منه جل وعلا ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) , علمها خاصا به جل وعلا , قد يتفاخر الانسان ويتبجح بما اكتسب من العلوم , فيضيف الجواب ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) , نسبة الى امرين :
1- نسبة الى علمه عز وجل .
2- نسبة الى كثرة العلوم وتعددها وتفرعها, فيمكن للمرء ان يتعلم ويتقن علما واحده او عدة علوم , اما جمعيها فمحال , وبذا تكون نسبة علمه الى باقي العلوم ... ( إِلاَّ قَلِيلاً) .
بخصوص نزول الاية الكريمة روى القمي في تفسيره ( إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الروح فقال الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا قالوا نحن خاصة قال بل الناس عامة قالوا فكيف يجتمع هذان يا محمد تزعم إنك لم تؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتيت القرآن وأوتينا التوراة وقد قرأت ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فأنزل الله ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله يقول علم الله أكثر من ذلك وما أوتيتم كثير فيكم قليل عند الله ) .
اما بخصوص ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) فروى العياشي في تفسيره ( عن الباقر عليه السلام في قول الله وما أوتيتم من العلم إلا قليلا قال تفسيرها في الباطن أنه لم يؤت العلم إلا اناس يسير فقال وما أوتيتم من العلم إلا قليلا منكم ) .
وكذلك نقل الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج3 ( وفي التوحيد عن الصادق عليه السلام في حديث قال ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فليس له شبه ولا مثل ولا عدل ) .
اما بخصوص الروح والتي هي المحور الذي تدور الاية الكريمة حوله , ففيها عدة اراء نذكر منها :
1- ذهب السيوطي في تفسير الجلالين ان( الروحالذي يحيا به البدن ) , وذهب علي عاشور العاملي في مصحف الخيرة الى ما يماثل هذا الرأي فخرص به القول ( مبدأ الحياة الذي يقوى به الحيوان والانسان على الوظائف الحيوية ) .
جملة من المفسرين يسندون رأيهم وفقا الى ما جاء في رواية ابي بصير , فيرويها العياشي في تفسيره والسيد هاشم الحسيني البحراني في تفسيره البرهان ج3 والفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج3 , ومضمونها ( عن ابي بصير عن احدهما (ع) قال سئلته ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ما الروح ؟ , قال : التي في الدواب والناس , قلت : وما هي ؟ , قال من الملكوت من القدرة ) .
2- ان الروح خلق اعظم من جبرائيل وميكائيل(ع) : يذهب الى هذا الرأي جملة من المفسرين , معتمدين على عدة روايات بهذا الشأن , ومنها ( عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية فقال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الأئمة عليهم السلام وهو من الملكوت ) . "تفسير القمي - اصول الكافي - تفسير البرهان ج3 /السيد هاشم الحسيني البحراني" .
وايضا رواية العياشي ( عنهما عليهما السلام في هذه الآية إنما الروح خلق من خلقه له بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل ) .
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً{86}
تبين الاية الكريمة ( وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) , ذهبنا بالقرآن , فيمحى من المصاحف والقلوب , عندئذ ( ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ) ,لن تجد شخصا يتوكل على الله تعالى فيسترده ويعيده اليك .
إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً{87}
تستمر الاية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ( إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) , الا رحمة من ربك عز وجل فيعيده اليك او يبقيه عندك , ( إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً ) , حيث بعثك رسولا نبيا وانزله عليك الى غير ذلك من فضائله (ص واله) .
قال ابن عباس يريد حيث جعلك سيد ولد آدم وختم بك النبيين واعطاك المقام المحمود . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني , تفسير البرهان ج3 السيد هاشم الحسيني البحراني".
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً{88}
تبين الاية الكريمة مؤكدة على اعجاز القرآن الكريم ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ ) , من حيث الفصاحة والبلاغة وجزالة ووفرة المعاني ... الخ , ( لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ) , لا يمكنهم ذلك , بالرغم ان فيهم ارباب الشعر والادب وقد عرفوا بالفصاحة والبلاغة وحسن البيان , ( وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) , وان تعاونوا على ذلك .
مما يروى في سبب نزول الاية الكريمة , يذهب السيوطي في تفسير الجلالين انها نزلت ردا على قولهم ( لو نشاء لقلنا مثل هذا ) .
( في العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تعالى نزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال قل لئن اجتمعت الآية .
وفي الخرايج في اعلام الصادق عليه السلام إن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية إتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم عليه السلام قال أحدهم إني لما رأيت قوله يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء كففت عن المعارضة وقال الاخر وكذا أنا لما وجدت قوله فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا أيست عن المعارضة وكانوا يسترون ذلك إذ مر عليهم الصادق عليه السلام فإلتفت إليهم وقرأ عليهم قل لئن اجتمعت الانس والجن الآية فبهتوا) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً{89}
تستمر الاية الكريمة في موضوع سابقاتها ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا) , بينّا , كررنا بنواحي متعددة لمزيد من التقرير والبيان والايضاح , ( فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ) , من جهة المعنى , حيث ان الامثال تضرب لتقريب المعاني الى الاذهان , وايضا تأثيرها اوقر في القلوب , ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) , جحودا وانكارا لبراهينه .
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90}
تبين الاية الكريمة وتكشف عن فشل المشركين امام اعجاز القرآن الكريم , فالتزموا جانب التعنت , ولجئوا الى اسلوب الاقتراح , حيث يعتقدون ان الغلبة ستكون لهم به , ( وَقَالُواْ ) , بعد ما شاهدوا اعجاز القرآن الكريم لهم , وتبين لهم عجزهم من الاتيان بمثله , ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً ) , لن نؤمن لك حتى تفجر لنا عينا جارية .
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91}
تضمنت الاية الكريمة السابقة الاقتراح الاول , بينما تضمنت الاية الكريمة الحالية الاقتراح الثاني ( أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ ) , بستان , ( مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً) , فيه نخيل وعنب , وتجري فيها قنوات الماء للشرب والسقي .
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92}
تضمنت الاية الكريمة اقتراحين للمشركين :
1- ( أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ) : قطعا , وعنوا به { وَإِن يَرَوْا كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ }الطور44 , وهذا يعد الاقتراح الثالث .
2- ( أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) : او تأتي بالله تعالى والملائكة , فنشاهدهم ونعاينهم , وهذا الاقتراح الرابع من جملة مقترحاتهم .
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}
تضمنت الاية الكريمة ثلاثة مقترحات اخرى تضاف الى جملة المقترحات السابقة :
1- ( أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ ) : من ذهب وكامل الزينة , وهذا الاقتراح الخامس .
2- ( أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء ) : تصعد في السماء بأي واسطة , وهذا الاقتراح السادس .
3- ( وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ ) : لن نؤمن بصعودك الى السماء ما لم تأتينا بكتاب مقروء من الله تعالى مكتوب فيه انك رسوله , وهذا الاقتراح السابع .
فكان الرد على جميع مقترحاتهم ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي) , فيها موردين :
1- ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي ) : تعجب , وهذا ما يذهب اليه جملة من المفسرين ومنهم السيوطي في تفسير الجلالين .
2- ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي ) : تنزيها لله من أن يتحكم عليه أحد ويأتي بما يقترحه الجهال وقرء قال أي الرسول. "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .
( هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً) , رسولا كسائر الرسل والانبياء (ع) , حيث كانوا (ع) يأتون قومهم بالمعاجز وفقا الى مشيئته واذنه جل وعلا , ولم يكن لهم ان يأتوا بمعجزة من تلقاء انفسهم , او ان يسايروا ويماشوا قومهم في ما يقترحونه عليهم , فالايات والمعاجز بيده جل وعلا وهو اعلم بالمصلحة المقتضية لها .
مما يروى في سبب نزول الايات الكريمة ( 90 - 93 ) , ان جماعة من وجهاء قريش اجتمعوا عند الكعبة , وقال بعضهم لبعض : ابعثوا الى محمد فلكموه وخاصموه "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي , تفسير مجمع البيان , الدر المنثور للسيوطي" .
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=242557#sthash.S3aZPgHo.dpuf