قل لف حول الدستور ولاتقل ألتف عليه!؟

لطفي شفيق سعيد

التف  يلتف  فهو ملتف التفافا  والمفعول به ملتف به
التف على : أحاط به  التف بثوبه: أحاط جسمه به
التف عليه القوم : تجمعوا عليه  التفوا على العدو: حاصروه
التف الغلام : طالت لحيته وأصبح رجلا . التفت الساق بالساق
لف  يلف  لفا و لوفا فهو لائف والمفعول به ملوف وبذلك يكون الدستورملوفا كما هو القانون والعملية السياسية والبرلمان ومصلحة الشعب العليا والحصة التموينية ملوفين والفاعل لائف مرفوع وعلامة رفعه الصبغة الظاهرة على سمعته!
لف : تعني دار حول وتعني أيضا عكس الشيء ويقال لف البضاعة ولف الأمتيازات والرواتب الضخمة مثل لف السيكارة! ولف في الأكل والشرب والنهب تعني أكثر فيها.
وتعني كلمة من لف لفهم أنظم اليهم وكما يجري حاليا بخصوص القاعدة والأرهابين وداعش ومن لف لفهم. ويقال بهذا الصدد صاروا لفا أي خليط غير متجانس ولكثرة هرائهم قيل عنهم لفوا لفا أي بطأ وثقل لسانهم في حلوقهم من كثرة الحوارات.
وقيل أيضا لف الرجل لفا أي تدانت فخذاه من السمن ولفت المرأة لفا أي تدانت فخذاها من السمن وهم لفيف كثر تراهم يرتعون في الحقل السياسي العراقي الحالي .وفي العامية يقال عنهم ( موت اللفهم ) ولفهم الكفن .
ومن أجل تجنب استخدام كلمة ألتف هناك كلمة مقاربة لها وهي تف
والفعل منها تف يتف وهو تفا وبمعنى بصق  والفرق بينهما هو الألف واللام وتف بكسر التاء وتنوين الضم للفاء تعني البصاق ووسخ الظفر فتف وألف تف على أناس باعوا ضمائرهم الى الشيطان .
وبهذه المناسبة تذكرت أهزوجة يرددها الأطفال وهي ( الثعلب فات فات وبذيله سبع لفات) وبعد التحري عن سبب وجود سبع لفات تبين بأن طول ذيله يمكنه من أخفاء كل ما يسرقه من دجاج. ويحكى أن ثعلبا أراد الدخول الى حقل مسور ومغلق الأبواب فوجد فتحة صغيرة في جدار الحقل فصام لعدة أيام حتى هزل جسمه وتمكن من دخول الحقل وراح يأكل بالدجاح وأفراخها وبيضها حتى أصبح سمينا لايقوى على الخروج من الفتحة الصغيرة التي دخل منها حتى شعر به أصحاب الحقل واشبعوه ضربا حتى هلك فحبذا لو ينتبه الناس الى ثعالب اليوم والتي شبعت لينهوا وجودها من على أرضهم وهذه الثعالب ما أنفكت تبول على الناس طول الوقت ونذكر بقصة الأعرابي الجاهلي الذي نحت لنفسه إلها من الحجر ليتعبده وفوجيء ذات يوم بثعلب يبول على رأس إلهه فكفر به وحطمه وأنشد بيت الشعر المشهور:
أي رب يبول الثعلبان على رأسه     لقد ذل من بالت عليه الثعالب.
لقد عرف للثعلب مايقارب ثلاثين أسما ومنها أبو الحصين وأبو خالد وأبو النجم وأبو نوفل وابن آوى وجمعه بنات آوى وذلك إذا أضيف ابن لغير العاقل يكون جمعها مؤنث.أما الأسم المشهور للثعلب لدى عامة العراقيين فهو واوي أبو الويو ولكثرة ما خوف  العراقيين من أمور فقد وردت على لسانهم دائما عبارة ( جاك الواوي وجاك الذيب )وعلى ذكر كلمة ( جاك ) هناك أسما ء لأشخاص مشهورين تبدأ بجاك ومنهاعلى سبيل المثال:
جاك دمبسي بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل
جاك بلانص الممثل الأمريكي المشهور في الستينيات من القرن المنصرم والذي اشتهر في أفلام الرعب والجرائم بسبب وجهه الذي ساعده على مثل هذه الأدوار.
جاك السفاح في لندن في القرن الثامن عشر والذي أشتهر بقتل المومسات بعد أن يقطع حناجرهن
جاك لندن : كاتب وروائي أمريكي أطلق تسمية الرجل الحديدية على الرأسيمالية الأحتكارية ومن أفضل كتاباته ( أهالي قعر المجتمع ) يصور فيها حالة أحياء الصفيح التي انتشرت في زمنه في امريكا كما هي الآن تنتشر في مناطق عديدة من بلادنا فيا ليت أن يظهر كاتب فينا ينقل معاناتهم هذه  الى العالم. لقد أعتقد جاك لندن بحتمية الأشتراكية وزوال الرأسمالية وأنه أكثر الكتاب شعبية عند العمال والكادحين توفي عن عمر لم يتعد الأربعين عاما .
وبالعودة الى الواوي فإن جمعها هو واويه ولا أعني هنا القصائد التي تبدأ بالواو ويطلق عليها أيضا بالواوية ومنها هذان البيتين من الشعر:
وزنود أبناء العراق عتية       أعتى من الطوفان تلك الزنود
ولترتدي حلل السواد نساؤهم      تتذوق من كأس المرارة كل عيد
والواوي كما أسلفنا هو ابن آوى وصوته كما ذكر الجوهري يطلق عليه
( الواوا ) وليست هي التي ترددها المغنية هيفاء وهبي ( جيب الواوا ودي الواوا ).؟؟
وإن ما تطلقه الواويه من أصوات تسمى الوعوعة والوعواع وإن كلمة الوعواع تطلق على جماعة الناس إذا وعوعوا أي هذروا وليس من الصعب على العراقي أن يتعرف على الوعواعين حيث أنهم يملأون شاشات الفضائيات العديدة في كل وقت حتى مل الناس من وعوعتهم الجوفاء والمدمرة.
وليس لدي ما أقوله سوى هذه العبارات التي تثير في نفسي الأسى والحزن لما ما يجري وجرى على وطننا الجريح:
يا أخي تستفزني تلك الوعوعات
أفتح عيون الصباح
من أجل أن أرتاح
من لوعة الفراق
أصيخ السمع
لأسمع أخبار العراق
وأجيل الطرف
أقرأ (التايتلات )
هنا عبوة ناسفة
وهناك مفخخات
وفي أحياء عديدة
دارت اشتباكات
ما لنفسي كرهت
صورة البرلمانيين
والبرلمانيات
والحديث يدور
حول الأوليات والآليات
ولوف فلانة
ولوف علان
على الدستور والبرلمان

- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=242379#sthash.MGrjjmDH.dpuf