هل تستغل الحركات الإسلامية وجع الشعوب؟!
كتبه: حسين بزبوز
إن القراءة الحيادية الواقعية والعقلانية لواقع الحركات الإسلامية، تقود حتماً لوعيٍ وفهمٍ متنورٍ مختلفٍ كثيراً عن ذلك السائد عند أبناء الأمة، وهو بالطبع ما يجب نشره، وقد غاب لدهورٍ ولازال يغيب كثيراً حتى اليوم عن جماهير الشعوب الإسلامية المأزومة في بناها الفكرية النمطية المتوارثة التي أورثتها ولازالت تورثها عماً وحولاً فكرياً.
ينتزع من بعض الأحزاب والتيارات والحركات السياسية بشريتها بسبب طبيعتها الدينية، ومقتضاه - أي ذلك الفهم العقلاني - أنه لا شك أن تلك الحركات الإسلامية التي كانت ولازالت، أو لازال بعضها على الأقل حتى هذه اللحظة التاريخية الحرجة، يحظى بهالات قداسة تبهر الجماهير المؤدلجة والمؤمنة بصنمية بمقتضى التفسيرات البشرية للدين التي تضفى عليها القداسة، حيث لم تسقطها أو لم تسقط بعضها بعد تلك الصراعات السياسية الحياتية الواقعية، التي أسقطت كثيراً غيرها من الحركات السياسية المؤدلجة عبر مسيرة التاريخ في أتونها اللا أخلاقي والمصلحي الفردي أو الفئوي أو الطائفي... الخ.
وذلك هنا طبعاً نتيجة بعد تلك الحركات عن واقع الممارسة السياسية الفعلية التي تكشف حقيقتها الشعاراتية - وهي الحالة التي أسهمت في خلقها وتعميقها الحكومات المستبدة، عبر نزعة الإقصاء -، وتسنم تلك الحركات لمنابر التنظير فقط والتحريض والشعارات التي ترسم للمستضعفين الجنة في الأرض ودولة طوبى في السماء، هي في الحقيقة جوهرياً كغيرها من الحركات السياسية قومية كانت أو ليبرالية أو غيرها، دون فرقٍ سوى في الخطابات والشعارات وبنى التفكير.
فهي في الأخير تنشد الدور والتمكين في التأثير على القرارات السياسية في بلادها بطريقة «ما»، لها أسبابها وتفسيراتها الأرضية الواقعية المتعددة البعيدة حقيقةً أو غالباً عن المثالية التي تحتكرها والتي تعتقدها الجماهير، والتي يمكن تحليلها وتتبعها وفهمها، حيث يمكن هنا القول عن تلك الحركات الإسلامية أنها: تدعي تارةً بالتبسيط والغباء أو الإستغباء أنها يمكن أن توصل المجتمع لواقعٍ أفضل يصلح ما هو موجود من فساد في الواقع رغم تعقيداته - بطرق واقعية أحياناً، ومثالية شعاراتية في الغالب -، بل وتطمح أيضاً غالباً - بدعوى أن تلك الأنظمة القائمة في الواقع السياسي والإقتصادي فاسدة كلياً - لتغيير أنظمة الحكم بالكامل عبر السيطرة على تلك الأنظمة وإعادة برمجة القانون والمجتمع والإقتصاد وغير ذلك، بعصاها السحرية وفق رؤاها الخاصة المأزومة غالباً بالتصنيم والمصالح الخاصة والخطط غير الجاهزة أو غير الواقعية غالباً.
من منطلقات تندفع لها أحياناً بفعل رؤاها الفكرية الأيديولوجية فقط المعزولة عن فكر الواقع، والتي لا تسمن ولا تغني ببلادتها وتخبطاتها من جوع في الغالب، أو أحياناً بفعل ضغوط الواقع وإشكالاته وحاجات الإصلاح التي تدفع المجتمع أو بعض أفراده بتلقائية سيكلوجية وعاطفية للبحث عن مخرج ما مهما كلف الأمر، ومهما كان حجم الوعي لدى الجمهور ومهما تضاءل ذلك الوعي وتضاءلت معه فرص التغيير والإصلاح، فيكون الفعل هنا بشكلٍ طبيعيٍ مرتبطاً بديناميات الحياة الواقعية وردات الفعل المحجرة للعقول، وإن كان الفعل هنا بسبب ذلك التحجر وتلك الصنمية مضراً وسلبياً ولا يتعدى كونه حالات انفجار طبيعية تولدها الأزمات والإحتقانات لا الخطط الواقعية والحكمة وبصيرة الحلول والمستقبل، أو بفعل الوعي والتخطيط أحياناً أخرى لتحقيق استهدافات معينة خاصة، قد لا ترتبط قليلاً أو كثيراً بقيمة ولا بآلام الإنسان الفرد والمجتمع.
وبما قد لا يتناسب واقعاً وحاجات الشارع واحتياجات الأمة، بفعل انطلاق تلك الحركات ربما حقيقةً في تحشيدها للجماهير ودون استثناء في فترات الأزمات والمنعطفات التاريخية المهمة خصوصاً بشكلٍ مرضي مفرط من منطلقات المصلحة الفردية أو الفئوية الخاصة، المرتبطة بتلك الحركات وقياداتها فقط، والتي تغذي بأدبياتها الشعوب عبر شعاراتها في مراحل التأسيس أو فيما يليها بأهداف مثالية غاية في الإدهاش والتشويق بصور مضللة تعبر عن طبيعة تلك الحركات البشرية التي تنتهك دائماً حدود النزاهة والعصمة وتؤكد ذلك الجوهر النفعي الإنتهازي لدى عموم البشر - وإن بنسب متفاوتة -، فتحرض الشعوب على التحرك الإنفعالي العاطفي وفق خطط تلك الحركات والجماعات وتوجهاتها وبرامجها المصلحية الخاصة.
التي تلبس ثوب المصالح والبرامج العامة... الخ، وهنا تغيب العقول وتقع الشعوب في كمين الحراك الديني الشعاراتي المغشوش بالنفعية الفردية والفئوية المستورة التي تحول الشعوب وشباب المجتمع المسلم لـ «وقود فقط» لمحرقة ولمحارق، يراد لها أن تكون رافعة ورافعات فقط للحزب أو لبعض أفراده ورموزه، وتحقيقاً لمصالحهم الخاصة فقط لا غير، بشكلٍ قد يغيب تماماً وعي الجمهور وقد يضر الأفراد وينتهك إراداتهم وحرياتهم وإن نفع أحياناً مسارات السياسة والقانون، وربما غاب كذلك أحياناً أيضاً عن وعي القيادات والرموز.
ونظرة عابرة هنا لما بعد ثورات الربيع العربي وللواقع السوري المضرج بجراح الثورة، كفيلةٌ بأن تكشف لنا عن بعض إشكالات ذلك النضال المصطنع والواقع الحركي السياسي المرتبط دائماً بالمصالح الشخصية المتصورة بشكلٍ واعٍ أو بشكلٍ غائرٍ بعمق في اللا وعي واللاشعور البشري لدى أفراد تلك الحركات والجماعات السياسية الدينية ورموزها.
وهنا تبرز أهمية التأكيد على أنه بحكم إلتصاق تلك الحركات الإسلامية الموجودة في العالم العربي والإسلامي بالدين ولاعتبارات انطلاق تنظيراتها من الكتاب والسنة والسيرة النبوية المطهرة ومن خلال شخصيات دينية مقدسة كما هو معروف أو ملتصقة بقداسات دينية مزيفة، فمن الطبيعي هنا أن تخرج تلك الحركات من دوائر النقد في أوساط أتباعها، فتحترم هنا تلك الحركات بشكل مفرط، متسم بالتزكية والتوصيفات المثالية بالنزاهة التامة ومثيلاتها، بما قد يتجاوز غالباً حدود معارفها وخبراتها وأخلاقياتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية الواقعية والحقيقية كثيراً.
فتنتج لنا تلك التبعية الدوغماتية التي يجب فضحها دائماً وتعريتها والتحذير منها والتي شاهدناها تخترق الحشود في زخم الثورات في أوج الربيع العربي، والتي تعيق في الحقيقة الترشيد والتطوير والمحاسبة الواعية الإيجابية المبنية على بناء ورؤية دوائر مصالح حقيقية، والتي تنتج لنا حالات ممانعة لذلك الترشيد خصوصاً في أوساط البسطاء والعامة من أبناء الأمة، وخاصة طالبي الخلاص من الفقر الناتج من الإستبداد السياسي وأولئك الهاربين من محن ومآزق الحياة وتعقيداتها وآلامها وويلاتها.
وهي بالطبع حالة سلبية تهدد ثورات الربيع العربي وتهدد مجتمعاتنا على طول خط الزمن الممتد مع تطور مجتمعاتنا سياسياً وقانونياً وأخلاقياً داخل بؤرة اللحظات الراهنة وخارجها بخطرٍ قاتلٍ - يدمر ما هو موجود، ولا يبني ما هو موعود - قد يئد حتى أفضل ذلك الحراك السياسي الديني وأرشده، خصوصاً عندما تمر الأمة في منعطفاتها السياسية الحرجة المشحونة في الذهنية الجماهيرية بالكثير من الأوهام والمثاليات والعاطفة، في ظروف تلك الأزمات وتلك الأوقات الحساسة والصعبة التي تلقي بظلالها وتبعاتها على المستقبل والتاريخ الإنساني، والتي تدفع باتجاه الغليان والإنفجار الإجتماعي والسياسي المدوي، الذي قد يربك فقط الترقي الطبيعي الممكن والمحتمل بفعل سير عجلة الحضارة بعوامل الصناعة والمعرفة والتقنية أممياً وعالمياً.
لكن، أيضاً من باب الإعتدال والموضوعية والإنصاف هنا، في النقد لتلك الحركات الدينية ولجماهير الشارع المسلم المحيط بها، فذلك التقدير والإحترام المتوقع والمتصور الذي يتم الحديث عنه والذي ينم عن حالة تبعية واتكالية مفرطة وعمى بصري تعيشه الأمة المسلمة بشكل مقلق تجاه عيوب الحركات الإسلامية، والذي يمكن أن يعطي انطباعات مضللة أو مبالغاً فيها أحياناً يكون فيها التعميم السلبي هو سيد الموقف، ليس هو الموجود حقيقةً دائماً بذلك الشكل المتغول المتوهم أحياناً على أرض الواقع، فيمكن أن نجد أحياناً وبشكلٍ ملحوظ ما هو خلاف ذلك في بعض تجليات واقع هذا العالم الإسلامي المعاصر، وبشكل ينم عن نوع من الإستياء الصحي الذي يجب تشجيعه ونشره، بل ربما يكون بعض ذلك النقد أيضاً من النقد المبالغ فيه الفاقع في محتواه وطبيعته الذي يستوجب التصحيح والضبط، والذي قد تكون لنشوئه وتطوره عموماً وغالباً مبرراته المنطقية طبعاً المتوافرة فوق أرض الواقع.
فحركة كحركة الإخوان المسلمين في الشارع المصري - كنموذج من نماذج الحركات الإسلامية الرائدة في العالم الإسلامي -، والتي يمكن أن ننظر لها من بعد على أنها حركة ذات رؤية إصلاحية جيدة ومنطق أخلاقي وسياسي براجماتي محترم ولو بقدرٍ ما، يمكن أن يجعلها بعيدة عن النقد الموجه لبعض تلك الحركات السياسية المتطرفة في العالم الإسلامي، التي لا تعيش إلا ضمن أسوار الأوهام والتخبطات الراديكالية السياسية والفكرية أو الأخلاقية والقيمية، والتي يمكن أن تكتسب حالات من التقديس المبالغ فيها كثيراً في بيئاتها، ينظر لها واقعاً بشكل سلبي واضح من قبل بعض أبناء الشارع المصري، بسبب انكشاف هؤلاء ربما على عيوب وعورات تلك الحركة الإسلامية في مجتمعاتها وبيئاتها الخاصة، التي غابت فيها ربما الكثير من إشكالاتها السياسية والأخلاقية عن البعض أقلاً منا.
وهذا ما لمسته خلال الفترة الفائتة في أوج التحولات المصرية التي حجبت الرؤية والبصيرة لدى الكثيرين، وتحديداً قبل الإنتخابات المصرية أو مع بداياتها، وذلك من خلال سؤال بعض الإخوة المصريين. ولا شك بل من المعلوم أن الإعلام العربي قد سلط الضوء الكافي منذ مدة طويلة على هذا الجانب من النقد لحركات التغيير والثورة في زمن الربيع والثورات العربية، والمفاجيء هنا هو أن هالات النصر على الطاغية وفرحة التغيير وهيبة الشعارات وجمالياتها ولذة الآمال التي تداعب بها أحلام المستضعفين، لم تستطع في أوجها رغم فرحة الخلاص من الطاغية أن تضع غشاوتها جماهيرياً على أعين جميع المصريين من أبناء المسلمين خصوصاً في الشارع المصري كي لا ينظر هنا لجماعة الإخوان المسلمين وأفرادها نظرة سلبية لها قتامة مفرطة بفعل حس النقد الذي يعتبر الجماعة فئة متمصلحة، وأن أفرادها أو ربما قياداتها أقلاً هم ممن «يبحثون عن مصالحهم الخاصة فقط» لا غير.
فإذا كان هذا هو حال حركة الإخوان المسلمين أو التوجس منها رغم تطور فكرها وخطابها بالنسبة لحركات إسلامية أخرى، والتساؤل الذي يجب أن يوضع أمام بوصلة الشعوب في تحديدها لخياراتها وارتباطاتها ومصيرها، فهل هذا هو الواقع أيضاً نفسه بالنسبة لبقية الحركات الإسلامية الأخرى، أو لمعظمها في العالم الإسلامي؟ أم لا؟!.
إن تلك الحركات السياسية في العالم الإسلامي واقعاً، خصوصاً تلك القيمية والدينية، تذكر بلا شك كل قاريء للتاريخ مرة بعد أخرى وفي مثل هذا الموقف من النقاش هنا، بحركة بني العباس واستغلالها لأتباع أهل البيت ورفعها لشعارات الدعوة «للرضا من آل محمد»، في واقعٍ يستبطن حقيقة أخرى في الواقع هي الإنتفاع من الشعارات والتغذي عليها. فالشعارات ليست هي الواقع غالباً بلا شك. وهذا هو ما يجب على شعوبنا أن تتنبه له وأن تدرك أنه ليس غريباً ولا شذوذاً في عالم السياسة، وليس غريباً ولا عجائبياً مهما كانت هالة القداسة المحيطة بالحركات السياسية أو الإجتماعية... الخ، أو بقياداتها ورموزها وأفرادها.
لذا فإن المهم بالنسبة لنا هنا، وما نستهدفه من حديثنا في هذا الموضوع، هو ذلك السؤال الذي يطرح نفسه اليوم مجدداً هنا عبر هذه المقالة وبشكلٍ مكرر، وذلك بعيداً طبعاً عن موقفنا الحقيقي من بعض تلك الحركات الإسلامية الرائدة والرائعة الموجودة اليوم في الساحة السياسية، والتي قد يحمل بعضها أملاً حقيقياً في خلاص الشعوب من الديكتاتوريات والإستبداد، القائمة في هذا العالم العربي والإسلامي المخنوق في إشكالات 1400 عام، وهو: هل تستغل تلك الحركات الإسلامية - قياداتها ورموزها، وربما بعض أفرادها أيضاً - اليوم كما حصل فعلاً عبر التاريخ وفي ماضي الشعوب وشعوب المنطقة هنا خصوصاً، الشعارات الدينية من جهة ووجع تلك الشعوب أيضاً من جهة أخرى، في سعيها - أي تلك الجهات الدينية - لتحقيق مصالحها ومآربها الفردية والخاصة بشكلٍ مضر بالشعوب وبواقعها، ما يجعل الشعوب بين فكي كماشة - أي المستبد أو السياسي التقليدي من جهة، والمتسلق أو المتمصلح المؤدلج والديني من الجهة الأخرى -؟!.
إنني أتمنى أن نضع - كأفراد من تلك الشعوب الإسلامية، الطالبة للتغيير في واقعها، بما لا يضر بالطبع بواقعها - من باب الحرص على الوعي والنضج، الذي هو أهم بوابات النصر في واقع الأمم، هذا السؤال دائماً أمام أنظارنا، لنحذر من موجات إرباك الواقع وتدميره، ولنميز مصالحنا وقياداتنا جيداً، ولنعرف المصلح من المفسد والراشد من المتوهم، فلعبة السياسة أخطر من أن نغفل تلك الخدع والحيل والأكاذيب والأوهام المنتشرة والممكنة فيها والتي قد تستهدف تشويه الواقع بشكلٍ مفرطٍ وربما متعمد أيضاً، والتي قد تسحق وتدمر إرادات الشعوب وسعيها لتحقيق مصالحها الحقيقية والجوهرية وتؤخر الشعوب والدول والأمم لأجيال، والتي لن يتم الوعي بها إلا من خلال الوعي بالذات والواقع معاً.
وفي النهاية من باب التأكيد والمزيد من الإيضاح، فإن غرضنا هنا ليس هو ذم الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ولا غيرها كما هو واضحٌ، بل الغرض الحقيقي هو محاولة الوصول بالأفراد لحالة من الإستقلال الفكري الفردي المعقول الذي يفشل خطط الهيمنة على العقول فيضع الشعوب في الموقع المستقل المناسب لتمكينها من تحديد خياراتها والأهداف والمصالح المرتبطة بواقعها بشكلٍ جيد بعيداً عن إستغلال وإيهام الطامعين والمتمصلحين وغيرهم أياً كانت فئاتهم ومشاربهم، فالثورات ليست هي الخيار السياسي الوحيد كما تم تصويره في الربيع العربي، كما أن غيرها من الخيارات أيضاً هو بالمثل كذلك، وما يحدد واقعاً الخيار الأمثل والحل، هو فقط الواقع وظروف الحياة وملابساتها واحتياجات الأمة وأفرادها معاً ودون استثناءات مجحفة وظالمة لأفراد الأمة.
لذا فإن التوجيه الحقيقي هنا، هو ضرورة الإستقلال عن تلك الحركات الإسلامية وغيرها من قبل أتباعها بحثاً عن الإيجابية، عبر امتلاك القدرة على بناء النقد «العقلاني والإنساني» وتوجيهه مهما كانت مكانة وسطوة الحركات الدينية والإجتماعية والسياسية الإصلاحية الروحية والمعنوية أو غيرها، التي تكبل وتقيد أو تلغي حالة النقد وقدراتها، وتلغي أو تهمش دور الأفراد وقيمة مصالحهم الحقيقية في صناعة واقع الأمة السياسي والإجتماعي، الذي يجب أن يبنى وأن يرشد على/ ومن خلال مصالح وإرادة الجميع... والسلام.