مـن حـكـايـات بُهـلـول
حسن ستان
في ارض يضربها الاعصار من كل جانب كان يقطن بعض القبائل . والعجب ان كل قبيله منها كانت تدعوا لبناء سد في وجه ذاك الاعصار ..اوالتحرر منه والعيش بحريه وسلام جلست حليمه تحكي لابنها الامثال عن ارض صغيره مليانه بالابطال.قالت القصه واضحه والشمس ما بتتغطى بغربال والدليل شو وصل اله الحال. بحكيلك يا بني شوي وكتير من الحكي ما بينقال . هذي القصه صارت من زمان . في ارض مليانه بالاحزان واول الحكي كان ياما كان - يا شيخ حسن بيرالمي اللي في المضرب جف والحلال عطشانه.انريد الحل يا شيخ . قالها رعيان الشيخ حسن - الحل موجود . تعرفون البير الجنوبي الي بيننا وبين الشيخ فواز. هذا البير صار شراكه معاهم.او من حقكم تاخذوا الطرش تشربوا وتملوا وترتعوا بكيفكم -لكن رعيان الشيخ فواز موجودين بحد البير ونخاف ما يسمحولنا . - يا حيفكم وين لرجال اي والله نغزوهم ونسلب حلالهم ونيتم طفالهم - تكفى يا شيخ .. وحنا جاهزين وناطرين اشاره قال احدهم لكن يا جماعه هذوله ولاد عمنا وقرايبنا وبينا وبينهم شراكه ونسب . - لا عمنا ولا خالنا .. ولا حسب ولا نسب .. احنا النا اكثر منهم في البير واذا رايدين يمنعونا هم الخسرانين .. والبير من حقنا ! ومرت الايام وكان الرعيان من كلا الطرفين يتهاوشون على بئر الماء .. وذاع خبرهم في كل الارجاء . وتدخل البعيد والقريب حتى العدو والحبيب .وتنادى بالصلح العربان. حتى المسكوب وبعض الطليان.والملالي في طهران.وبعد الوساطات تم عقد الاتفاقات لكن المثل بيقول يا بني كلام الليل بيمحوه النهار .. واخذ الوضع بالانحدار. وكان ذاك اليوم حتى استيقظت في النفوس غريزة وتراث الغزو.وهب ربع الشيخ حسن بأحتلال البئر وكان لهم ذلك … ! - لا لا تبكين يما هذي ما هي بلادنا.. الشر بره وبعيد.. ويجعل كل يوم عنا عيد . ويعودوا الغايبين ونلبس جديد بجديد . ونعمل دبكات في المواسم والحصيد . تعجب العربان مما حصل واخذت كل قبيله تحسن مواقعها وصاح قائل ما العمل ؟ هاظه زلزال ومصيبه وتوابعها.واخذ كل شيخ يدلي بدلوه بين مؤيد ومعارض ومتفرج ومساند.وأستيقظ سوق عكاظ من جديد.وتوالت الخطابات والادانات والشجب والتاييد .والردح وتصفية الحسابات واخذ شعراء القبائل بنظم القصيد . من الهجاء والتجريح والوعيد. وبعد شد ومد وجهد جهيد قبل شيوخ القبائل بالحوار والتحكيم بعيدا عن العاطفه والتنجيم ممهوربالهبات من المحسن الكريم وخاصه بعد ان اغلقت كل المعابر والمخارج وجاء الايعاز من الخارج . صاح من بين الجمع قائل . - خير الكلام ما قل ودل. نذهب الى بهلول ليضع لنا الحل . وهذا البهلول درويش يجوب كافة المضارب .يكون دوما الحاضر الغائب وتنسب اليه كل العجائب . يقال انه مرفوع عنه الحجاب ودعائه دوما مستجاب… ! وافق الجميع على الاقتراح واستعدوا للذهاب اليه في الصباح. التف الجمع حول بهلول في مغارته الفسيحه وكل قوم اخذوا معهم للشواء اكثر من ذبيحه .. ! منهم من جلس على اليميين ومنهم على اليسار ومنهم من استحسن الوسط بالدار .والبعض جلس ناحية القبله ومنهم من فضل الجلوس على الجدار. واخرون اهتموا بالزعيق ودق الطبله .. والبعض اثر الانتظار .. ! بعد السلام والترحاب نظر اليهم بهلول وانشد يقول -صلوا على جمال الرسول .. يا جماعة الخير يا كل العربان .. يا بني عدنان وبني قحطان . يا كل القبائل والحمائل . يا كل التيارات. من الدشاديش والبنطلونات والعبائات .يا اخواني وعرق عيني .. الخير كتير بس بدها شويه تدبير والمثل بيقول ( بيت الضيق بيسع ميت صديق ) واللقمه الهنيه بتكفي ميه واللي خلفه ابوك الك ولاخوك . وصدقوني الكل منكم رايح يكون راضي ما دام قبلتوني حكم وقاضي. الحل انه نقسم بيار المي على كل القبائل يعني كل قبيله بيكونلها ارض وبير ويكون الها بيارق وعسس ونواطير . حسب حجمها بتاخد من الكبير للصغير . الشيخ حسن اخذ البير الجنوبي مبروك عليه وبينسمي مشيخته ارض حسن ستان والشيخ فواز بياخذ البير الشمالي . وبينسمي مشيخته فواز ستان والشيخ جميل بياخذ شويه من الوسط وبتكون مشيخته جميل ستان . والشيخ جهاد بياخذ حصه وبيتكون جهاد ستان.يعني كل المشايخ كبير وصغير ومقمط بالسرير بيكونلهم بير ومشيخه وكل واحد عارف حدوده وبيقبض معدوده . يعني بنقسم هالارض بيار ستان على شان نرضي كل العربان …! قال بهلول وهو يودعهم يا حيف على الرجال مكتوب عليكوا الغربه في الوطن على شان ماتعلمتو من المحن. يا عيب الشوم عليكوا كل واحد لنفسه خصم اي هيك قضيه بدها هيك ختم …..حلوا عني لا انا منكوا ولا انتوا مني.