فسحة ثقافية

مها محمد الشريف

    يذكر بعض المؤرخين أن اللغة التي تكلم بها رسول الله عيسى عليه السلام هي»الآرامية» وهو تاريخ استمر خمس مراحل من عمر الزمن، وكانت لغتهم هي اللغة التي نزل بها الإنجيل، حسب نقل «د. طه عبدالرحمن» عبر فقه الفلسفة، مما يجعلنا نتساءل، في حين أن نصوص الإنجيل الأربعة المشهورة والمنسوبة إلى «متى «و»يوحنا» و «مرقس» و «لوقا» وردت باللغة اليونانية، واعتمدت هذه النقول الأربعة أصولاً حقيقية نسبة لهؤلاء القديسين.

وبناء على هذه الترجمة للإنجيل والافتراضات التي بنيت عليها، كان من أهمها التعارض بين شمولية الفلسفة، وخصائص اللغة الخالصة، وسأقدم افتراضاً أكثر بساطة بحيث يجد المتلقي مفهوماً واضحاً ومختصراً من. «طه عبدالرحمن».

لقد كانت مشكلة الترجمة في فهم العلاقة بين المضمون واللفظ الظاهر مبهمة، مما جعل الترجمة ترتكز على فعالية التاريخ والأحداث التي وقعت بها وشكلت المعنى الظاهر على الأسباب، وليس على النصوص مما جعلها أربعة نصوص لكل نص نمط معين يقوم به هؤلاء، فمنهم مبلغون ووسطاء وناقلون ومترجمون يناقض كل منهم الآخر.

ويظهر لنا أن الجدل الذي دار حول الفلسفة والترجمة جدل مجالاته متسعة تخضع لقواعد عامة، تلغي أحياناً خصوصية النصوص ويطول فيها طرفا الجدل، ومن جهة أخرى نريد بهذا البحث المختصر تكوين معلومة واضحة لا عقد بها، لكي لا ينصرف الفهم عن ذهن القارئ ويسهل تفسيرها واستيعابها.

ومن هنا نأخذ بعض أقوال الفلاسفة وبالتحديد من «الفلسفة والترجمة» التي توقظ جوهر القضايا القديمة والمحيرة في آن واحد، وتفيد بأن الترجمة قبل أن تكون كتابة نص، ما هي إلا قراءة له، والقراءة هذه على حد قول طه عبدالرحمن تأويل أصلاً، والتأويل لا يجتمع مع الأمانة متى كان مقتضاها هو تمام حفظ الشيء.

ويؤدي هذا القول إلى أن الترجمة التي نقلت الإنجيل من الآرامية إلى اليونانية، خلط عن غير قصد وغير تطابق المعنى والقول مما أوجد اختلالاً صنع تضاداً بين المعنيين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب ومؤلفه بيّن استيفاء الشروط الموضوعة وما تكون منه، واستنبط الحقيقة من الاعتراضات بين النصوص الأربعة المكونة من القديسين الذين حملوا هذه الرسالة.

وباعتباري فرداً له علاقة بالثقافة وكتب العلماء وليس بالكنيسة، يترتب عليّ عرض بعض القناعات الفكرية والتوقف عندها بغية الإيضاح والتفسير، وإعادة صياغتها لكشف المختصر المفيد بها، لكي تكون سنداً قوياً في انتشار المعلومة بسياق بسيط ومقبول، أما لو خضنا في تفاصيل الكتب، لوجد معظمنا أن رفع التعارض بين الفلسفة والترجمة حسب، د.طه عبدالرحمن كانت عدة أقسام لها قسم من الشمولية والنموذجية وفقراتها تتسلسل حسب: المعنوية في الموضوع، والعقلانية في المنهج، والتبعية في المصدر.

فعمليات التواصل تظل شائكة بين العلاقة والخصوصية الفلسفية، ولا عجب أن ينبري المتلقي أو القارئ مدافعاً عن الوصول إلى نقطة إستراتيجية للمعلومة، بل تتجدد ثقته بنا

لنقول: إن التي تمت ترجمتها مخالفة للأصول مما جعل فيلسوفنا العربي يقول: «النقل يخطئ والأصل يصيب»، وقد ينافس المترجم المؤلف».

وهذه المختصرات قد تبقى قيوداً في قناعات الباحثين، وتحد من قدرتهم على التبليغ والتعبير، فهناك علاقة وثيقة بين الوقت والمسافة وقبول المعلومة والفكرة والآلات والأدوات وشروطها الانعكاسية.

http://www.alriyadh.com/926283

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك