السر في تفوق الأمم
ما الذي يجعل دولة ما تتفوق على غيرها، بل على جميع الأمم؟ إنه البحث العلمي وهو الذي آذن بالعصر الحديث والحداثة بعامة، وإنجلترا كانت مع نهاية العصور الوسطى جزيرة معزولة ومنطوية على نفسها ولم تملك غير البطاطس والفحم، ولكن الفحم مكنهم من اكتشاف قوة البخار واستخدامه في إنتاج الطاقة التي نقلت العالم من القرون الوسطى إلى القرن الحديث، وفي زمن قصير استطاع الأسطول الإنجليزي أن يهزم الأرمادا الأسبانية، وسيطرت إنجلترا على البحار وتحولت إلى إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس، ولم يقتصر تفوق إنجلترا على التفوق الاستعماري والعسكري، بل كان لها الكثير من الفضل في الإنجازات العلمية والطبية، ويكفي أنهم اكتشفوا البنسلين والمضادات الحيوية، ثم جاءت الولايات المتحدة وتجاوز إنفاقها على البحث العلمي ما تنفقه إنجلترا، وأصبحت بالتالي الدولة الأعظم في العالم وظلت متماسكة رغم الهزائم العسكرية والأزمات الاقتصادية، والآن يبدو أنّ الصين أصبحت تحقق قفزات هائلة في مجال الإنفاق على الأبحاث والتطوير، وهي تنفق حالياً٣٠٠ مليار دولار
عليه، ومن المتوقع أن يتجاوز إنفاق الصين في هذا المجال أوروبا بحلول عام ٢٠١٨ والولايات المتحدة بحلول عام ٢٠٢٢، إذن فطريقنا نحو المستقبل يمر عبر الإنفاق على البحث العلمي.