أمن الفكر وأمن المكان
كلاهما على درجة كبيرة من الاهتمام، وكلاهما يقومان بدور كبير في الاستقرار والهدوء الذي ينشده المرء أينما كان. لا يمكن لنا أن نتصور توفير الأمان لعقولنا وفكرنا وهناك من يحاول أن يهدد المكان أو البيت أو البلد الذي نعيش فيه. وفي المقابل لا يمكن لنا أن نعيش بهدوء في دارنا وهناك من يلوث أفكارنا ويهدد فكر أجيالنا ومعتقداتهم، ومستقبل تحصيلهم العلمي والأدبي.
المملكة بحمد الله تسير في اتجاهين مستقيمين لتحقيق كل أنواع الأمن الذي ننشده. ففكريا، تم سن التشريعات وإصدار التوجيهات والتحذيرات بأن من يمارس أي نوع من أنواع الفكر الشاذ سيكون مصيره المتابعة والعقاب، أياً كانت الوسيلة التي استخدمها، أو الجمهور الذي استهدفه. والبيان الأخير الصادر من وزارة الداخلية وضع النقط على الحروف، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وعمل لها ألف حساب، ومن هنا تغيرت الصورة في وسائل الإعلام وبدأ من يمارس، أو يفكر أن يمارس أي فكر ضال بالتراجع والانهزام.
في الاتجاه الآخر، نجد أن كافة القطاعات الأمنية تقوم بدور لا ينكره إلا جاحد في التصدي لكل الحوادث والخطط الإرهابية التي تستهدف أمن وسلامة هذا الوطن. وها نحن نرى في كل الأوقات كيف تتم العمليات الاستباقية، وكيف يتم إخماد كل فتنة أو عملية يقصد بها إخلال الأمن وتخويف المواطن.
يوم الخميس الماضي تشرفت بحضور حفل تخريج عدد من الدورات في مركز التدريب التابع للأمن العام، وبرعاية سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وقد لفت انتباهي في ذلك الحفل ما رأيته من نظرة استعداد واصرار لدى الخريجين الشباب في أن يسهموا في تحقيق الأمن الشامل للوطن، وتمثل ذلك جلياً فيما شاهده الحضور من عروض عسكرية وأمنية وتجارب حية في التصدي لعمليات عدوانية وإرهابية. رأى الجميع شباب الوطن واستشعروا ما لديهم من طموح وتطلع في الوقوف مع إخوانهم في حمل الرسالة وأداء الأمانة، وإحساسهم بأهمية الأمن الشامل، وهنا نستذكر ما قاله قائدهم اللواء عثمان المحرج في كلمته بأن" الأمن في أي مجتمع، وفي أي دولة هو أساس التطور والتقدم ولا يمكن أن تستقيم حياة أي مجتمع من غير الأمن".
مركز التدريب في الأمن العام عندما قام بزف 3873 خريجاً، وهو واحد من عدة مراكز في المملكة، لاشك في أنه يجسد أحد المدلولات الواضحة لدى قيادتنا بأن الدولة لن تسترخص شيئاً في سبيل أمن البلاد ومن يعيش على ترابها، وهذا ترجمة واقعية لعبارات نرددها دائما بصدق وإيمان وهي: (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).
المصدر: http://riy.cc/920525