المرض البيروفي
في 15سبتمبر 2007 سقط نيزك غريب في البيرو تسبب بمرض مايزال لغزاً حتى اليوم.. في البداية شاهده أحد الصيادين من بحيرة تايتيكاكا وحين وصل إليه كان ساخناً وتخرج منه روائح نفاذه فلم يقترب منه كثيراً.. وفي الأيام التالية بدأ أهالي قرية كارانكاس المجاورة في التوافد لمشاهدة ولمس النيزك الذي كان قد برد قليلاً.. غير أن كل من لمس النيزك أصيب لاحقاً بمرض غريب يتسبب في تعرق المصاب وإصابته بالحمى والاستفراغ الدائم في حين نجا الصياد الذي رآه لأول مرة بفضل عدم اقترابه منه كثيراً.. وفي نهاية الشهر أكدت حكومة البيرو صحة الحادثة وقالت إن الأطباء عجزوا عن فهم طبيعة المرض ويعتقدون أنه بسبب جراثيم فضائية غريبة في حين افترض بعض الجيولوجيين أن النيزك كان يحمل ضمن مكوناته مادة النيزك السامة التي استمرت في التبخر خلال الأيام التالية (ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع يمكنك وضع Carancas impact في محرك جوجل)!!
… على أي حال؛ هذه الحادثة تثبت إمكانية قدوم (أشياء غريبة) من الفضاء يمكنها التأثير على بيئة الأرض.. أشياء مثل الجراثيم والميكروبات والمواد المشعة وبذور حياة ازدهرت على كوكب غريب (وأذكر أنني كتبت مقالاً يدور حول فرضية قدوم أنواع من الحياة الفضائية إلى كوكب الأرض من خلال ميكروبات مجهرية أو بذور بدائية حملتها النيازك والشهب)!!
فقبل بضع سنوات مثلاً انتشر فيروس الالتهاب الرئوي "السارس" بشكل سريع وغير متوقع.. وحينها خرجت عدة فرضيات لتفسير سبب ظهوره المفاجئ ودون سابقة تاريخية كان أغربها افتراض قدومه من الفضاء الخارجي ودخوله الغلاف الجوي للأرض (وتحديداً)من شرق جبال الهملايا حسب دراسة ظهرت حينها في مجلة لانسيت الطبية)!
وهذه الفرضية قد تبدو لك غريبة ولكنها ليست شاذة أو
مستبعدة على علماء الطب الفضائي وتؤخذ بجدية كبيرة من قبل وكالات الفضاء العالمية.. فوجود جراثيم فضائية غريبة على بيئة الأرض أمر أصبح مؤكداً منذ خمسينات القرن الماضي وتم اكتشافها فعلاً على بعض النيازك الصلبة.. لهذا السبب يتم بعد كل رحلة فضائية حجز الرواد في كبسولات خاصة حتى يتم تعقيمهم وتعقيم المركبة بأكملها مما يكون قد علق بها من جراثيم فضائية (وهذا في الحقيقة سر الملابس البيضاء والمعقمة التي يرتديها المهندسون والعاملون في مختبرات ناسا والوكالة الأوروبية)...
وطالما ثبت فعلاً وجود جراثيم فضائية غريبة على بيئة الأرض فما الذي يمنع دخول الميكروبات الخطيرة من خلال نيزك قادم من كواكب أقدم عمراً!؟
.. من يمكنه إثبات أن الأرض لم تتعرض خلال تاريخها الطويل لكارثة من هذا النوع؟.. من يمكنه إثبات أن انتشار الطاعون الأسود خلال القرن الرابع عشر وإبادته لثلث سكان الأرض لم يكن سببه جراثيم غريبة قدمت من الفضاء الخارجي(!؟) أو أن مرور الأرض خلال مذنب هالي عام 1910 لم يكن سبباً في انتشار الأنفلونزا الأسبانية التي قتلت ثلاثين مليون إنسان في ذلك الوقت(!!) أو أن الماء الذي يدخل الأرض مع الشهب الجليدية لا يحمل بداخله ميكروبات وطحالب وبذوراً نباتية تنتشر في الهواء فور تبخر الشهب في الغلاف الجوي خصوصاً أن الماء أصل كل حي!!!
… أعتقد شخصياً أن ما حدث في قرية كارانكاس في البيرو مجرد حالة تكررت في مناطق كثيرة حول العالم دون أن تلفت انتباه أحد!!
المصدر: http://riy.cc/918268