جمال البشر في تنوّعهم

شريفة الشملان

    خلق الله لنا الألوان كي نرى الجمال في تناسبها وتمازجها، من الابيض اشتق لنا الألوان الجميلة.

فجعل الورود نضرة ألواناً مع تدرجاتها، ولولا اللون الأسود لما برزت الألوان، ولو جعل الله الحياة لونا واحدا لكنا سئمنا هذه الحياة وبحثنا ونقبنا عن شيء يجعلها زاهية ويحرك مشاعر الجمال فينا.

تعلم الانسان مزج الألوان لتخلق ألوانا جديدة تتدرج، تعمق وتفتح، فمن لون واحد يمكن ان يشتق الى مالا نهاية ألوان أخرى.

عندما جعل لنا من الأرض جمالا في كل بيئة، ومن سماء زرقاء الى نتف غيم تفتح في زرقتها، تأتي الشمس صباحا لتشرقها بالألوان الجميلة ما بين الوردي والبرتقالي واللازوردي.

هكذا وضع الله الألوان وجملها، وخلق منها تمازجا يصنعه البشر فيعيد خلق ألوان جديدة ما بين اصفر وبرتقالي وبنفسجي وارزق.

خلق الله ألوان الهضاب والجبال والصحارى، كما خلق ألوان الشجر وغيره حسب فصول السنة

فترى في بعض البلدان الوانا مختلفة من ورق الاشجار تزهو، العشب يتماوج اخضراره ودرجاته خاصة عندما تلفح الريح وجهه ويتحرك يمنة ويسرة.

كذلك عظم قدره وجل جلاله خلق البشر ألوانا، وطبائع كما جعل من عقولهم وأفكارهم ولغاتهم مختلفين، ولو شاء لوحدهم شكلا وقلبا وعقلا، لكنه جعلهم مختلفين ليشكلوا هم الأُخر عنوانا آخر للاختلاف الذي يثري (.. وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)

من هذا المنطلق كان اختلاف الآراء والأذواق والفكر، ومن هذا المنطلق يكون التكامل البشري والبيئي.

هذا الاختلاف يؤجج الفكر نحو الأفضل، ونحو خلق حياة للبشر تتطور وتكبر وتتشعب، حياة ضد الفناء فتوالدت الكائنات لتعوض المفقود.

شدد الله على عقوبة جرائم القتل والتدمير، وبعث الرسل حاملي رسالته المقدسة في الحفاظ على النفس والبيئة والمنتجات الإنسانية، فكان اجر الحسنة عشرة أمثالها.

(إن الانسان ليطغى).

خلق الله البشر ليعمروا الأرض، وهبهم عقولا ليحافظوا من خلالها على هذا العطاء، وان يتفكروا ويتدبروا في خلق الله ومن هذا التدبر والتعقل يخلقون إنتاجا جديدا.

المشكلة كانت ان التفكر والتدبر، فهمهما بعض البشر انهما بقاء اللون الواحد والصوت الواحد والفكر الواحد. لذا حاول الحكماء ان يعيدوا الوضع لاحترام الانسان الفرد، ومنه تصلح الأمة وما الأمة الا جمع من البشر تؤثر وتتأثر.. فكانت المنظمات الحقوقية.

رغم ما فعله الحكماء والمفكرون من إنشاء قوانين وأنظمة تحد من طغيان فرد على آخر، الا ان الرغبة تزداد لدى البشر بالبحث عن أفضلية جنس أو فكر دون آخر، رغم انه في الاختلاف جمال وتدفق للمعارف والهمم نحو الإنتاج والتنوع.

البشر فسيفساء جميلة كما حقل للزهور مختلف ألوانه ورائحته، فلمَ الانسان يطغى ضد الفطرة الإلهية، ليكون الجميع لونا واحدا وفكرا واحدا ونسخا متكررة لم يردها الله عز وجل؟

العجب انه رغم التطور العلمي الآني الذي كان يجعل من العالم قرية واحدة، نجد ان الحرب والتصفيات، تدور حول العالم كريح تقلع الكثير من الفكر والمبادئ.

المصدر: http://riy.cc/909708

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك