الله وموقف أهل الكتاب من هذا اللفظ

الله وموقف أهل الكتاب من هذا اللفظ

دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل
عقب قراءتي لمقالـة نيافة الأنبا يوحنا قلته ، رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط للكاثوليك، في جريدة : " عقيدتي " ( المصرية ) .. في عددها الصادر رقم ( 433 ) تحت عنوان : " الحوار الديني .. أسمى حوار " .. قمت بالاتصال برئيس تحرير الجريدة .. لأسأله : هل بهذا المقال تكون " جريدة عقيدتي " قد فتحت باب الحوار الفكري مع الديانة المسيحية أم أنه مجرد مقال استهلاكي نتظاهر به ـ أمام الآخرين ـ بوجود حوار ديني بين المسيحية والإسلام .. بينما في حقيقة الأمر لا يوجد حوار ديني أو خلافه ؟!
 
وقد أجاب رئيس التحرير .. بأن الجريدة قد تقبل بالحوار الديني ـ من حيث المبدأ ـ ولكن في إطار عدم المساس بأسس وجوهر العقيدة المسيحية مثل : طبيعة السيد المسيح .. وماهية الديانة المسيحية .. و .. وهنا كان عليّ أن أقاطعه لأجنبه الاسترسال .. وقلت له إني أعلم هذا جيدا .. لأن مثل هذه الأمور قد تؤدي إلى نوع من الخلاف التعصبي .. وهو ما يحسب له ألف حساب .. حتى لا يستغل الغرب وعملاؤه مثل هذا الخلاف في الحوار لإشعال نار فتنة طائفية بين أفراد الشعب الواحد .. خصوصا في مثل هذه الظروف الراهنة .. وفي هذا الوقت بالذات . وأضفت بأنه ليس هناك ما يدعو للقلق .. لأن الحوار لن يحتوي على مثل هذه الأمور .. ولكنه سوف يعرض فقط لما جاء في مقال نيافة الأنبا" يوحنا قلته " من أفكار مشجعة .. وقابلة للمناقشة فحسب .. وهنا قبل سيادته بمبدأ الرد .. ولكنه شدد على ضرورة دراسة الحوار أو هذا الرد ـ بدقة متناهية ـ قبل نشره ..
 
وقبل البدء في عرض سياق الحوار ؛ كان لابد لي ـ أولا ـ من أن أسجل تقديري لنيافة الأنبا " يوحنا قلته " لما تم عرضه من أفكار إيجابية وراقية .. أوجزها هنا ـ لضمان اتصالية فكر القارئ معي ـ في الآتي بعد :
 

  1. عنوان المقال كما جاء بجريدة عقيدتي : " الحوار الديني .. أسمى حوار " .. هو عنوان موفق .. يحسب لنيافة الأنبا يوحنا قلته بالإيجابية الشديدة .. والرشد الديني .

  2. أن مسيرة التاريخ كله ليست سوى تعبير الإنسان .. عن البحث عن : " الله " بالمادة .

  3. أن الحوار الديني سبيل من سبل البحث عن " الحق " .

  4. الحوار الديني ينبغي أن يبنى على : " الحرية " .. ولا يمكن أن يمارس تحت أي ضغط أو إكراه .

  5. أن تجربة الإيمان أو " الخبرة الروحية " .. أو قل ممارسة حياة الإيمان هي التي تقرر قيمة الإنسان .. وهي التي تمنحه السيادة على نفسه .. ومن ثم السيادة على العالم .

  6. أن " الإيمان " ليس ترفا فكريا أو أمرا ثانويا يمكن الاستغناء عنه .. بل هو " جوهر " قضية وجود الإنسان ومصيره .

  7. أن الحوار الديني هو حوار المتواضعين أمام سر : " الله " .

 
ولي أن أؤكد لنيافة الأنبا : يوحنا قلته " أن جميع ما قام بذكره من أفكار في البنود السابقة يتفق تماما مع بعض ما ورد ذكره في القرآن المجيد .. حول معني الإيمان والحوار الديني .. كما أؤكد لنيافته أنني أستطيع ببساطة شديدة أن أذكر أكثر من آية أمام كل نقطة من النقاط السابقة ـ ولكن الرغبة في عدم الاسترسال تحدني ـ حتى يتأكد نيافته من أننا نسير معا على نفس الدرب .. ونفس المنهاج .. بأمر إلهي قطعي لا ينبغي لنا ـ نحن المسلمين ـ أن نحيد عنه قيد شعرة .
 
 
·       الحقيقة المطلقة
 
كما أستطيع أن أؤكد ـ أيضا ـ أن جميع ما ورد ذكره هي أفكار إيجابية للغاية .. تجعل من نيافة الأنبا يوحنا قلته .. على قاب قوسين أو أدنى من إدراك معنى : " الحقيقة المطلقة " .. أو .. " الحق المطلق " .. على الرغم من أن نيافته قد صرح بأنه لا يتصور أن يوجد إنسان يملك هذا " الحق المطلق " .. كما يعترف هو بهذا صراحة حين يقول : " ليس في إمكان أي إنسان أن يمتلك الحق المطلق .. " .  ولهذا ربما يعتبر ـ نيافته ـ أن الحوار الديني هو السبيل لمعرفة هذا الحق كما جاء في بند 3 السابق .  ولي الآن وقفة تأمل ـ مع نيافته ـ حول هذا المعنى .. أي حول معنى : " غياب الحق المطلق من القضية الدينية " .. وألخص هذه الوقفة الفكرية في الآتي بعد :
 
 أولا :أعتقد ـ وهذا بديهيا ـ بأننا نتفق على أن : " الدين مصدره الله ( عز وجل )  وليس مصدره الإنسان " . وبهذا المعنى تصبح " الحقيقة المطلقة " .. هي ملكية مطلقة لله ( عز وجل ) الخالق المطلق لهذا الوجود .. وليس ملكية للإنسان . وهذه " الحقيقة ـ بديهي ـ المطلقة " يعلنها المولى ( عز وجل )  لعباده على لسان أنبيائه ورسله ليأخذوا بها .  وبناء على هذا ؛ فإن نفي الحقيقة المطلقة .. إنما تعني نفيا لقدرة الله ( عز وجل ) على ملكيتها .  أو تعني ـ في حالة ملكيته لها ـ نفيا لقدرة الله ( عز وجل)  على توصيلها لعباده ليأخذوا بها . فكيف يملك الله ( عز وجل )  الحقيقة المطلقة ولا يستطيع أن يوصلها لعباده ..؟!!! . وبديهي ؛ في هذا تناقض واضح مع فكر الكمال الإلهي ..لأنه يمثل نقصا في القدرة .. أي نقص في قدرة الخالق على ملكيتها من جانب .. أو نقص في القدرة التي خلق عليها المخلوق لاستيعابها من جانب آخر .. أو كلاهما معا ..!!!
 
ثانيا :إن خلو الدين من " الحقيقة المطلقة " يكون معناه أن الخالق قد أنزل للإنسان " قضية دينية " لا يمكن للإنسان القطع بصحتها .. ثم يجعل من هذه القضية ـ في نفس الوقت ـ جوهر قضايا وجود الإنسان ومصيره ( كما جاء هذا في بند 6 السابق ) . ثم ينتهي المولى ( عز وجل )  من هذه القضية إلى أن الإنسان لا يمكن أن ينال الخلاص المأمول إلا من خلال الدين الحق . وهنا نقع في " متناقضة ذاتية " تتلخص في : جعل محور خلاص الإنسان في الدين الحق .. بينما لا يحوي الدين الحق ما يؤكد أنه : الحق ..!!!  وبديهي ؛ هذا الفكر ينقل الحجة إلى يد الإنسان لكي يقيمها على الله ( وحاشا لله ذلك .. فـ " لله " الحجة البالغة ) بأنه قد كلف الإنسان بقضية لا يمكن القطع بصحتها ..!!! وبديهي في هذا تناقض مع فكر الكمال الإلهي .. ( لاحظ أن المنطق البشري هو منطق الله ـ عز وجل ـ .. فبديهي لا يمكن أن يحاسب الإنسان من منظور منطق آخر ..!!! ) .
ثالثا :ليس هناك ما يمكن أن يسمى بـ " الحقيقة النسبية " .. لأن هذا يؤدي إلى : " هوى النفس " . فقد يقول فرد ما بحقيقة ما .. ويقول آخر بنقيضها .. ويطلق عليها صفة الحق أيضا .. وهنا نصل إلى التناقض الذاتي .. وهو ما يؤدي إلى سقوط الحق عن " الحقيقة النسبية " لوجود التناقض .
رابعا :غياب الحق من " القضية الدينية " يجعل منها " قضية نسبية " .. أي " قضية اعتقاديه " فحسب .. لا برهان لها ..!!!  وبديهي يتبع هذا فقدان الخالق لصفاته لوجود المنظور النسبي .. كما تفتقر " النسبية الدينية " إلى وجود الغايات من الخلق .. وتوابعها الأخلاقية .
خامسا :أن تكليف الإنسان بقضية لا يمكن القطع بصحتها يجعل من قضايا البعث والحساب والجزاء .. والخلاص جميعها قضايا عبثية .. وهو ما يؤدي إلى نقل الحجة إلى يد الإنسان ..!!!  كما يخضع خلاص الإنسان المأمول للصدفة البحتة .. في تواجده داخل الدين الحق ( أو الحقيقة المطلقة ) منذ ميلاده فحسب .. وهو ما يعني سقوط التكليف عن الإنسان . وننتهي من هذا بعبثية الوجود .. وهو فكر فلسفي قال به .. ويقول به .. فلاسفة كثيرون . وأترك التفاصيل جانبا .. كما أكتفي بهذا حول هذه الفقرة .
·       التجربة الإيمانية
ثم أنتقل إلى التجربة الإيمانية .. أو الخبرة الروحية .. التي يشير إليها نيافة الأنبا يوحنا قلته .. في مقاله ( أنظر : بند 5 السابق )  .. حيث كنت أتمنى أن يعرض لها نيافته بشيء من التفصيل . فمن المنظور الصوفي  .. نجد أن هذه التجربة الإيمانية تتلخص في جوهرها : في استنفار الإنسان للانفعالات الكامنة والعميقة في داخل النفس البشرية .. والخاصة بـ : " الوعي الفطري بوجود  الله " .. لكي يطفو مثل هذا الإدراك وهذه المشاعر الدفينة إلى سطح الانفعالات الحسية المباشرة .. أو إلى سطح العقل الواعي للإنسان . وهنا ؛ قد تصل حدة الانفعالات بإدراك هذه الحضرة الإلهية إلى حد فقدان الوعي .. أو حتى تدمير العقل والجسد معا ( الجذب الإلهي ) ..!!!  هذا إن لم يتدارك الإنسان نفسه وأن ينسحب من هذه التجربة الفريدة في الوقت المناسب جدا . فالإنسان بكيانه الضعيف لا يحتمل إدراك مثل هذا التجلي الإلهي عليه ..!!!
فربما كانت هذه هي التجربة الإيمانية ـ باختصار شديد ـ التي يقصدها نيافة الأنبا يوحنا والتي أشار إليها في مقاله .. ( واعتقد أن هذا المنظور ليس ببعيد عن فكر نيافة الأنبا يوحنا قلته .. هذا إن لم يكن هو نفسه قد مر بمثل هذه التجربة الإيمانية وهذه الانفعالات الفريدة .. فعلا ) .
 ولكن تبقي نقطة في غاية الأهمية .. وهي : أن مثل هذه الانفعالات الخاصة بإدراك وجود " الله " لا يصح أن تؤخذ دليل صدق على صحة الديانة نفسها . فصحة الدين هو أمر أبعد ما يمكن عن مثل هذه الانفعالات العاطفية . فخطأ الإنسان قديما وحديثا .. ينحصر في اتخاذ مثل هذه الانفعالات ـ العاطفية الدالة على وجود : " الله " ( عز وجل ) ـ دليل صدق على صحة الدين نفسه .. بينما حقيقة الأمر أنه لا تـوجد علاقة بين صحة الدين والانفعالات الخاصة بوجود هـذه الحضرة الإلهية ..!!! وبهذا الخطأ تعددت الأديان ..!!! او بمعنى أكثر تحديدا .. هناك فرق جوهري بين :
·        أولا : الفطرة الدينية .. وتمثل الدوافع الموجودة ـ لدى الإنسان ـ في ممارسة عبادة ما .. في أي صورة .
·        ثانيا : الفطرة الخاصة بإدراك وجود الله ( سبحانه وتعالى ) . وهي تمثل إدراك الإنسان لوجود إله خالق له . وينبغي ملاحظة أن الوعي بالوجود يلعب الدور الحاسم في مثل هذا الإدراك . فحقيقة الأمر ؛ أن الإنسان ليس في حاجة إلى دين محدد لإدراك وجود " الله " سبحانه وتعالى . فمثل هذه الانفعالات الصوفية بـ " الحضرة الإلهية " تمثل الجانب الفطري لدى الإنسان .. شأنها في ذلك شأن الغرائز الإنسانية الأخرى تماما .. وهي الأمور التي تشترك فيها البشرية جمعاء .
ولابد لي ؛ أن أؤكد على أن القوانين التي تحكم وجود الفطرات لدى البشر ـ بصفة عامة ـ هي : " قوانين إحصائية " . بمعنى قد تضعف جدا مثل هذه الفطرات لدى البعض لتنتج : " فئة الملحدين " ( وهي فئة قليلة ) ..  أو قد تشتد جدا هذه الفطرات لتنتج " فئة المتطرفين دينيا " ( وهي فئة قليلة أيضا ) .. ولكنها توجد بقدر معتدل لتنتج التدين المعتدل لدى باقي أو سواد البشر . ويعرف هذا التوزيع في مناهج الإحصاء باسم : " التوزيع العادي : The Normal Distribution" .. وهو توزيع يشبه شكل الجرس ( the bell shape) بصفة عامة .فهذا هو ما خلقنا الله عليه .
ولكن تبقى " القضية الخاصة بالحكم على صحة الدين " خارج نطاق هذه الفطرات .. فالأمور الفطرية تمثل الاعتقاد ـ بلا برهان ـ فحسب . بينما " القضية الخاصة بالحكم على صحة الدين " تعتبر ـ في حقيقة الأمر ـ " قضية علمية كلية " قابلة للبرهنة وغير البرهنة .. وهي محور اختبار وابتلاء الإنسان في هذه الحياة الدنيا . فلابد من العلم بأن " القضية الخاصة بالحكم على صحة الدين "  هي قضية لها براهينها الراسخة .. بل أن براهينها أشد رسوخا من براهين النظريات العلمية الكبرى المعاصرة .. ولها مقالات أخرى .. هذا إن قدر لهذا الحوار أن يستمر ..!!!
·       لفظ الجلالة : الله ( عز وجل )
ثم تبقى نقطة أخيرة أريد أن أختم بها هذا المقـال .. وهي نقطة خاصة بلفظ أو اسم الجلالة : " الله " ( سبحانه وتعالى ) . فقد أفاض نيافة " الأنبا يوحنا قلته " في استخدام هذا  اللفظ متفقا في ذلك مع ما ورد ذكره في الكتاب المقدس الصادر بالعربية .. من استخدام لهذا اللفظ . فكما نعلم أن لفظ أو اسم الجلالة : " الله " هو اسم علم لا ينبغي أن يترجم معناه في اللغات المختلفة .. بل يجب أن يظل كما هو : " الله : Allah " ( سبحانه وتعالى ) .  فإذا ذهبنا إلى الكتاب المقدس المترجم إلى اللغة الإنجليزية ( وهو الترجمة المأخوذة عن نفس الأصول العبرانية والكلدانية واليونانية .. التي أخذت عنها الترجمة العربية [1] ) .. نجد أن هذا الكتاب يستخدم كلمة GOD " " ( وأحيانا قليلة يستخدم كلمة : Lord ) في مقابل لفظ الجـلالة : " الله : Allah " في الترجمة العربية . ومـن منظور آخر ؛ نجد أن الكتاب المقدس الصادر باللغة العربية والإنجليزية .. يقول بأن لفظ الجلالة هو : " يهوه : Jehovah  " .. وليس " الله : Allah " .. كما يأتي ذكر هذا صراحة ـ على سبيل المثال ـ في النصوص المقدسة التالية ..
[ (15) .. هكذا تقول لبني إسرائيل يَـهْوَهُ إله آبائكم .. أرسلني إليكم .. هذا اسمي إلى الأبد ..]
( الكتاب المقدس : خروج {3} : 15 )
[ (18) ويعلموا أنك اسْمُكَ يَـهْوَهُ وحْدَكَ العَلِىُّ على كُلِّ الأرْضِ ]
( الكتاب المقدس : مزامير {83} : 18 )
ولن أخوض هنا في تفاصيل كيفية نطق هذا الاسم العبراني .. حيث يوجد له موقع خاص على الإنترنت هو :
http://www.watchtower.org/library/na/article_02.htm
ويوضح هذا الموقع .. أنه لا يعرف أحد كيفية نطق هذا الاسم بالضبط ( لأنه وجد مكتوبا باللغة العبرانية من أربعة حروف ساكنة ) .. وأوضح هذا الموقع وجود 37 احتمالا لنطق هذا اللفظ عن اللغة العبرانية ( وهو ما يعني أن المسيحية لا تعرف لإلهها اسما [2] ) ليس من بينها اسم : الله : Allah " .. كما أعطى الموقع شكل هذا اللفظ كما وجد مكتوبا في الفاتيكان .. وفي بعض الكنائس الغربية .. ومنها الشكل التالي الموجود في كنيسة : " داين :  Digne " في جنوب فرنسا ( وهو شكل قريب الشبه جدا ـ كما نرى ـ من الرسم الإملائي للفظ العربي ولكنه مقلوب ) .
         
 
ولما كانت تجربتي الشخصية مع مدارس التبشير المختلفة ـ في أثناء إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية ـ قد بينت أن هذه المدارس لا تحتمل سماع لفظ الجلالة : " الله " .. كما وأن له وقعه السيئ جدا عليهم .. بينما ـ في المقابل ـ نجد أن الكنائس الشرقية الناطقة بالعربية قد استقر الرأي بها على أن يكون اسم أو لفظ الجلالة " الله " هو الاسم المستخدم في الكتاب المقدس المترجم إلى العربية ( أنظر : فهرس الكتاب المقدس ص : 29 ) .. لذا فإني أتوجه بالنداء إلى نيافة الأنبا يوحنا قلته  أو إلى الكنائس الشرقية بصفة عامة .. بأن تخبر الكنائس الغربية (كاثوليك ، بروتستانت ، شهود يهوه .. إلى آخره ) .. بنشرة مستقلة .. بأن الكنائس الشرقية قد اعترفت بأن اسم الجلالة هو : " الله : Allah  " .. وقامت باستخدامه فى كتابها المقدس بدلا من : " يهوه : Jehovah  " .. وذلك حتى لا يصبح وقع هذا الاسم ـ أى اسم " الله " ـ غريبا على أذن العالم  الغربي المسيحي . فيجب أن  تعرف الكنائس الغربية بأن اسم " الله "  هو اسم مألوف لديها تماما ، ومستخدم فى الكتاب المقدس .. والكنائس المختلفة الناطقة باللغة العربية . وبذلك لا يخطئ الفهم ـ كما هو حادث الآن ـ بأن اسم الجلالة " الله " هو اسم قاصر معناه على العالم الإسلامي فقط ، كما يأتى ذكر هذا فى المعاجم والموسوعات العلمية المختلفة بأنه :
Allah: the Moslem name for the one Supreme Being, or God.
وهو المعنى الوارد ـ تقريبا ـ عن " الله " .. فى جميع المعاجم والموسوعات العلمية الإنجليزية . حيث يجب على الفكر الغربي إعادة تصحيح موقفه من هذا الاسم ، وإعادة تعريفه فى المعاجم والموسوعات العلمية إلى :
Allah: the Moslem, as well as the Eastern Churches name (of Arabic Tongue) for the one Supreme Being, or God.
أي أن الله ( سبحانه وتعالى ) هو اسم الجلالة الخاص بالعالم الإسلامي .. والعالم المسيحي الشرقي أيضا .. والكنائس الخاصة بهم ( أرثوذكس .. كاثوليك .. بروتستانت .. وخلافه ) .. الناطقة باللغة العربية ..
وأخيرا لا يسعني سوى شكر نيافة الأنبا يوحنا قلته الذي أتاح لنا ـ بمقاله القيم ـ مثل هذا الحوار الفكري المثمر .. وتحية من الأعماق لكل باحث عن الحقيقة المطلقة .. لأن : القضية الإيمانية ـ متفقين في هذا مع نيافة الأنبا يوحنا قلته ـ ليست ترفا فكريا قد يؤخذ به وقد لا يؤخذ به .. بل هي في حقيقة الأمر قضية وجود الإنسان ومصيره .. كما وأنهـا قضية وجود الغايات من الخلق .. وحتمية تحقيق الإنسان لهذه الغايات ..!!!  والموت مترصد بالكل .. حيث ينتهي بنا جميعا .. بالمواجهة النهائية مع الحق المطلق ..!!!
****************
هوامش المقالة :
[1]  فى 23 أغسطس سنة 1864 تم إنجاز الترجمة العربية للكتاب المقدس بكامله . واشترك فى هذا العمل : الدكتور عالى سمث ، والمعلم البستانى ، والشيخ ناصيف اليازجى ، والدكتور كرنيليوس فان ديك ، والشيخ يوسف الأسير الأزهرى . وفى 29 مارس سنة 1865 تم الإحتفال بإنجاز الطبعة الأولى الكاملة من الكتاب المقدس باللغة العربية .  [ من مقدمة : فهرس الكتاب المقدس ، الدكتور جورج بوست ، دار الثقافة ـ الطبعة الثامنة ]
[2] تأكيدا لهذا المعنى يقول إرنست كيللت : " لقد أظهرت الديانة المسيحية قدرة ملحوظة فى جميع العصور على الأخذ لنفسها ما يناسبها من الديانات الأخرى " .  أنظر بند : " 9. ملاءة فوق الأديان ، من الفصل الثالث " من كتاب " الحقيقة المطلقة : الله والدين والإنسان " ؛ لنفس المؤلف .
 
المصدر: http://truth-2u.com/article/-4--%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8...

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك