التعايش بين الأديان

انتشرت الجريمة في هذا العصر وكذلك الإلحاد والانحلال الخلقي، وتفكك الأسرة ومع وجود ديانات تنظم حياة هذا الانسان لتقومه وترفع من شأنه الا ان هذه الديانات لم تستطع الوصول الى اتفاق تتعايش به مع بعضها البعض
يقول الله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) القران الكريم (31 لقمان)
التعايش هو نوع من التعاون الذي يبنى بالثقة والاحترام ويهدف إلى ايجاد ارضيه يتفق عليها الاطراف المختلفة وتتم باقتناع الداخلي والرضا وبالاختيار الكامل فما هوه تعريف التعايش بين الاديان ؟ وما هي مبادئه ؟ ما أهدافه وغاياته ؟

تعريف التعايش بين الأديان

التعايش بين الأديان الحوار بين الأديان يقتصر على التعريف بمبادئ كل ديانة والدفاع عنها ومكافحة الفوارق الاجتماعية وصيانة كرامة وحقوق الأطراف
والتحاور بين الأديان يعني إيجاد النقاط المشتركة بينهم وإبراز منظومة القيم الإنسانيةالمشتركة كالتسامح والمحبة وضمان حقوق الإنسان وسلامته

مبادئ التعايش بين الأديان

أولاً الاتفاق على استبعاد كل كلمة تمس عظمة الله ولا يسمح بتلقيبه او السخرية منه جل جلاله وتنزه عن كل شيء، فأنه ليس متصفاً بالنقائص والعيوب التي تشيع بين البشر

ثانياًالتفاهم حول الأهداف والغايات والتعاون على العمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف المتفق عليها

ثالثاً ما وجدناه متوافقاً في تراثنا نرُدُّ إليه ما اختُلِفَ فيه، وبذلك يمكن وضع قاعدةٍ مشتركةٍ بين الأديان

رابعاً صيانة هذا التعايش بسياج من الاحترام المتبادل،ومن الثقة المتبادلة أيضاً

 

أهداف التعايش

إن التعايش بين الأديان، الذي هو في الوقت نفسه تعايُشٌ بين الثقافات والحضارات، إن لم يكن الهدف منه خدمة الأهداف السامية التي يسعى إليها الإنسان، ضاع المعنى الإيجابي منه، وصار إلى الدعاية واللجاجة، أقرب منه إلى الصدق والتأثير في حياة الإنسان المعاصر

وفي قوله تعالى { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلاَّ اللَّه، ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللَّه، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون }

ويمكن لنا أن نستنبط من هذه الآية الكريمة القاعدة الشرعية التي تحدّد موقف الإسلام من التعايش بين الأديان
إن (كلمة سواء) التي أمر اللَّه سبحانه وتعالى نبيّه محمداً صلى اللَّه عليه وسلم، بأن يدعو أهل الكتاب إليها، يأتي بيانُها المفصَّلُ في ثلاثة أمور رئيسَة، هي إن كانت تدور حول التوحيد والإقرار بالربوبية والألوهية للَّه عزَّ وجل، فإن الحسّ المؤمن يستمدّ منها معاني وإشارات ذات علاقة بواقع الناس في معاشهم وحياتهم، وهي :
أولاً : ألاَّ نعبد إلاَّ اللَّه
ثانياً : ولا نشرك به شيئاً
ثالثاً : ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللَّه

فهذه الآية هي القاعدة الذهبية للتعايش بين الأديان، لأنها تدعو إلى إفراد اللَّه بالعبودية، وإلى عدم الإشراك به، وإلى رفض الطغيان والجبروت والكبرياء وفرض الهيمنة

وذلك بأن يتخذ الناس بعضهم بعضاً أرباباً من دون اللَّه، يستوحون منهم التعاليم والمبادئ، أو يخشونهم، أو يخضعون لما يملكونه من قوّة باطشة، مما يؤدي إلى خلل في الكيان الإنساني، وإلى الفوضى في العالم. فليكن التعايش بين الأديان إذن، من أجل اللَّه وحده لا شريك له، ومن أجل الحياة الإنسانية الحرّة الكريمة، في ظلّ الإيمان والخير والفضيلة وما فيه مصلحةُ الإنسان في كلّ الأحوال
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك