غيابة الجب
يقول تعالى في ذكر أحداث قصة يوسف: (قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) يوسف- 10.
وكانت الآبار في الماضي تُحفر في القفر ليرتوي منها العابرون. ويجري العمل على أخذ حسبان السعة كي يخرج منها من صادف أن وقع فيها. وكلمة " يلتقطهُ " في الآية الكريمة تدل على الأخذ بسرعة، لا يحتاج الأمر إلى حفر وتوسعة ودفاع مدني. فهل كانت عقولنا في الماضي أرحم من عقول التقنية المعاصرة، حتى صرنا نحفر آباراً تكفي لغرضنا وحاجتنا الآنية ونتركها تبتلع الناس، ونعجز أن "نلتقطتهم ؟"
وأذكر أن الدلو إذا حدث أن وقع في البئر يدلون بخطّاف حديدي له أكثر من رأس يسمونه "عوقدة" لا يلبث أن يشتبك مع حبل الدلو فيسحبونه إلى الأعلى بكل سهولة. وإذا حدث وسقط في البئر آدمي أرسلوا زنبيلاً "يقولون عنه" زبيل " قويّ القاع، مشدود إلى حبل متين، فيوضع المصاب في تلك السلة الخوصية، ويتعاون الرجال على سحب الآدمي إلى الأعلى. قصدي أقول أن وسائل الإنقاذ تلقائية، وعملية حفر الآبار كانت لا تتعارض(هندسيا) مع تلبية عملية الإنقاذ.
في مسألة الطفلة "لمى" التى عجزوا عن إخراجها من بئر فقد علمتُ أن الواقعة الأخيرة ليست الوحيدة، فهي تماثلت مع حالات مرّت علينا، وتمرّ.
من باب المبالغة أدعو من يحفر بئراً أن يدعو جمعية من جمعيات الخير أو الرفق بالإنسان كي تُنفق مالاً في حفر بئر موازية لاستعمالها عند الضرورة في الوصول إلى المحتجز، محاكاة لما يقترحه الدفاع المدني..!
المصدر: http://www.alriyadh.com/2014/01/06/article898610.html