الحوار بين الأديان

 

  د.أحمد فواقة

 

المحتويات

�   إهداء

�        المقدمة

�        التمهيد

 

  الحوار بين الأديان

 

 وقد قسمته إلى فصول

 

�        الفصل الأول : صاحب هذه الدعوة و منشأها .

 

�        الفصل الثاني : الهدف من هذه الدعوة.

 

�        الفصل الثالث : نظرة الغرب الحقيقية للإسلام و المسلمين

 

�        الفصل الرابع :مقولة أبناء إبراهيم و الرد على هذه الشبهة .

 

�        الفصل الخامس : حكم الشرع في دعوة حوار الأديان .

 

 

 

 

 

�        الخاتمة

 

�        المراجع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيدنا محمد الهادي الأمين و على آله و صحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد :

 

قال تعالى :

 

" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون "

 

صدق الله العظيم

 

إن الصراع بين الخير و الشر و الحق و الباطل سنة من سنن الحياة  إذ اقتضت حكمة الله عز وجل أن يجعل الصراع و التدافع بين الناس من عوامل ظهور الحق و الخير و إزهاق الباطل و إنهدام الشر ... .

 

قال تعالى :

 

" ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"

 

وقال :

 

 "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع وصلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله "

 

صدق الله العظيم

 

 فهذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يعلمها كل مسلم ؛ و لنعلم جميعاً أن النصر و التمكين و العاقبة الطيبة للصالحين و للمتقين ، فانظروا كيف نصر الله المؤمنين ببدر و هم قلة و كيف نصر أنبيائه و جنده المتقين ... .

 

و إذا ما تتبعنا التاريخ نجد الأدلة الكثيرة على أن الله ناصر المتقين و مذل الكافرين ؛و كيف استخلف الله عز وجل المؤمنين و مكنهم في الأرض في خلافة ودولة إسلامية كان وما زال يضرب فيها المثل ، تمتد من غانة إلى فرغانة ؛ إلى أن حصل ما حصل الله ، و كيف جزأت البلاد أكثر من خمسين قطراً وكل دويلة عليها ناطورها التابع فاستحلت الحرمات و ضاعت الحقوق و نطق الرويبضة و شربت الخمور وانتشرت المعازف و الراقصات وكثر الخبث وهذا لا يخفى على أحد ... .

 

 

 

التمهيد :

 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين و بعد :

 

لما تقرر أن الصراع بين الحق و الباطل سنة من سن  الحياة و حكمة إقتضتها قدرة الله عز وجل و لما عرفنا هذا فلابد لنا أن نعلم أن النصر الأكيد و العاقبة للمتقين .

 

الصراع واحد تعددت أشكاله و ألوانه فخاض الباطل معارك و غزوات ضد الحق كثيرة منها عسكرية و منها اقتصادية و لكن أخطرها و أشدها على الناس ما تمثل بالغزو الفكري و الذي تمثل بنشر الأفكار الهادمة و بث المبادئ و المصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان و اختلفت مسمياتها و هدفها واحد ... .

 

فها هي القومية و الديموقراطية و الوطنية و الحرية المطلقة و العلمانية و الوسطية و الأصولية و العولمة و غيرها الكثير ... ؛ و أخيراً حوار الأديان .

 

وهذا الذي أنا بصدد الحديث عنه في هذه الصفحات  " حوار الأديان " محذراً منه و مبيناً حرمته .

 

و إذا علمنا أن الكافر المستعمر هو صاحب هذه الفكرة ؛ نعلم  لصالح من يكون هذا الحوار " حوار الأديان لصالح من "؟؟!!

 

و هذا ما سنجيب عنه إن شاء الله تعالى ...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حوار الأديان

 

 دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أمر فرضه الله جل في علاه فقال تقدست أسماؤه :

 

" ادع إلى سبيل ربك بالحكمةو الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"

 

وقال صلى الله عليه و سلم في رسالته إلى هرقل عظيم الروم :" ... فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك اثم الأريسيين..."

 

دعوة الإسلام لغير المسلمين هي دعوة إعتناق الإسلام و ترك الكفر فهكذا كانت دعوة أنبياء الله كلهم و دعوة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم كذلك ...

 

إن فكرة حوار الأديان التي ظهرت لنا مؤخراً ليست من الإسلام في شيء فقد أوضحنا أن الدعوة هي دعوة الإعتناق للدين الحق لا الحوار بين الأديان...

 

عرفنا إذن من صاحب هذه الدعوة إذا لمنا أن الإسلام منها براء و ليست هي منه في شيء ... .

 

فما الهدف من هذه الدعوة ؟ و ما حكم الشرع فيها ؟

 

 للإجابة على هذه التساؤلات لابد لي من تقسيم الموضوع إلى العناوين التي بينتها في صفحة المحتويات و إليك عزيزي القارئ بيان ذلك بإيجاز ...

 

الفصل الأول :

 

صاحب هذه الدعوة و منشأها:

 

" فكرة الحوار بين الأديان التي يروج لها اليوم هي فكرة غربية خبيثة دخيلة و هذه الفكرة ليس لها أصل في الإسلام لأنها تدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأديان بل تدعو إلى إيجاد دين جديد ملفق يعتنقه المسلمون بدلاً من الإسلام لأن أصحاب الفكرة و الداعين لها هم الكفار الغربيون و قد بدأت هذه الفكرة بشكل دولي عام 1932م عندما بعثت فرنسا ممثلين عنها لمفاوضة رجال الأزهر في فكرة نوحيد الأديان الثلاثة " الإسلام � النصرانية � و اليهودية " ثم تبع ذلك مؤتمر باريس سنة 1933م الذي حضره مستشرقون ومبشرون عن كل من جامعات فرنسا و إنجلترا و سويسرا و أمريكا و إيطاليا و بولينا و إسبانيا و تركيا و غيرها و كان مؤتمر الأديان العالمي سنة 1936م آخر مؤتمر للأديان قبل الحرب العالمية الثانية التي أشغلت الأوروبيين عن تلك المؤتمرات .

 

و في سنة 1964م و جه البابا بوليس السادس رسالة يدعو فيها إلى الحوار بين الأديان ، ثم أصدر الفاتيكان سنة1969م كتاباً عنوانه " دليل الحوار بين المسلمين و المسيحيي "

 

و خلال العقدين الثامن و التاسع من القرن العشرين عقد أكثر من ثلاثة عشر لقاء و مؤتمر للحوار بين الأديان و الحضارات كان أبرزها المؤتمر العالمي الثاني للدين و السلام في بلجيكا الذي حضره 400 مندوب من ديانات العالم المختلفة ، و مؤتمر قرطبة في اسبانيا الذي حضره ممثلون من المسلمين و النصارى من 23 دولة و عقد المؤتمران السابقان سنة 1974م ثم الملتقى الإسلامي المسيحي في قرطاج في تونس سنة 1979م .

 

و في العقد الأخير من القرن العشرين نشط الداعون إلى الحوار بين الأديان فعقدوا مؤتمر الحوار الأوروبي العرب سنة 1993م في الأردن و تلاه سنة 1994م مؤتمر الخرطوم للحوار بين الأديان و في عام 1995م عقد مؤتمران للحوار أحدهما في ستوكهولم و آخر في عمان  في الأردن ، تلاهما مؤتمر الإسلام و أوروبا في جامعة آل البيت في الأردين عام 1996 م  [1]  و تلا ذلك مؤتمرات كثيرة آخرها دعوة بلاد الحرمين .

 

الفصل الثاني : الهدف من هذه الدعوة .

 

هناك أهداف كثيرة يهدف لها الغرب من خلال الدعوة لهذه الحوارات أهمها :

 

الوقوف أمام عودة الإسلام إلى الحياة كنظام و يهدفون إلى صبغ العالم بصبغة الرأس مالية المنحلة و صياغة شخصية المسلم بعيداً عن الإسلام كأن يلجأ المسلم إلى الفجور و الإنحلال و إفساد الذوق الاسلامي لديه وقتل الحمية لديه ولا يامر بمعروف ولا ينهى عن منكر وبذلك يزيلون المناعة الثقافية لدى المسلمين في الامة الاسلاميه.

 

وهذا الحوار الذي يرعاه الكفار و الحكام العملاء لهم في بلاد المسلمين و معهم بطانتهم من العلماء و المفكرين .

 

المقصود منه إيجاد دين جديد للمسلمين مبني على عقيدة فصل الدين عن الحياة .

 

إنهم كما يقول الله فيهم : " و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا "و قوله جل و علا :" و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ".

 

الحوار الذي يدعون إيه هو حوار من جهة و احدة تتمثل بأعداء الإسلام مستهدفين به القضاء على الإسلام و على الحضارة الإسلامية و على الأمة الإسلامية ؛ فلا بد للمسلمين من استكمال أدوات الصراع المكافئ و التي تتمثل بإعادة دولة الخلافة التي ستخوض بجانب الصراع الفكري و  المادي لنشر الحضارة الإسلامية السامية لتحل محل الحضارات الزائفة الفاسدة [2] .

 

الفصل الثالث  : نظرة الغرب الحقيقة للمسلمين و الإسلام .

 

فإن الغرب إذا شعر بظلمه للمسلمين , وبخوفه من انتقامهم , أو ارتبطت بهم بعض مصالحه فخاف عليها , رفع مباشرة شعار التعايش السلمي , والتسامح ونسيان الماضي , والتقارب , والتحاور , ونحو ذلك من الشعارات , ليأمن على نفسه ومصالحه بذلك ,  وينشر دينه وثقافته كذلك .

ومما يؤسف له أن تجد بعض من ينتسب للفقه الشرعي- فضلاً عن غيرهم من العصرانيين يسارع في الإجابة , ويتهم غيره بالتقوقع والانغلاق وضيق الأفق , ثم قد تنكشف لبعضهم الحقيقة , فيعود محذراً , وكثيراً منهم يستمر في عماه , بل ويؤول النصوص الشرعية لتوافق مراد الغرب الكافر , والله المستعان .[3]

 

لا يخفى على أحد فينا أن نظرة الغرب الحقيقية للإسلام هي نظرة حقد و صراع عقائدي لا مصالح كما يدعون و هذا الغرب الذي ينظر إلينا هذه النظرة يدعو إلى الحوار مع المسلمين و يجب العلم أن هذه النظرة هي ما تقدم في مقدمة هذا الفصل و هي تتحكم به و تديره .

 

فالموسوعة الفرنسية الثقافية التي هي مرجع لكل باحث تنص على أن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم قاتل و دجال و خاطف نساء و أكبر عدو للعقل البشري  و حاشا أن يكون كذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون [4].

 

وقال الأمين العام لحلف شال الأطلسي " ويلي كلايس " : يعتبر الإسلام الأصولي هو الخطر الذي يهدد الجغرافيا السياسية في المستقبل و يقول المستشرق " برناد لويس " عن الإسلام و الرأس مالية أنهما نقيضان لا مجال للحوار بينهما [5].

 

و إذا قورنت هذه الأقوال بالأعمال العدائية التي صدرت عن الغرب ضد الإسلام و المسلمين مثل الحروب الصليبية و القضاء على المسلمين في إسبانيا و هدم دولة الخلافة ، ثم تأسيس دولة اليهود في فلسطين و إلصاق الإرهاب و التطرف بالإسلام و الحركات الإسلامية يدرك معنى و أهداف الحوار الكافر بين المسلمين و غيرهم [6].

 

الحوار بين الأديان في المنظور الغربي بكل أنواعه وسيلة تنصيرية , واستعمارية , ومناورة سياسية لوقف القتال بعد تحقيقهم لبعض المكاسب .

ذكر دانيال آر بروستر , في محاضرة له بعنوان " الحوار بين النصارى والمسلمين " عدة حقائق توضح حقيقة الحوار عند النصارى منها :

1-في عام 196 م , رفع مجلس الكنائس العالمي الحوار مع المسلمين , وكان يعتبر هذا الحوار وسيلة مفيدة للتنصير , فإن الحوار الذي هو وسيلة لكشف معتقدات وحاجيات شخص آخر هي نقطة بداية شرعية للتنصير .

2-وفي عام 1968 م , نقل الحوار خارج محيط التنصير ,واكتفى بالإقرار بصحة الديانة النصرانية , وفتح أبواب الصداقات , والمشاركة في الحياة على وفق ما يراه النصراني .

3-إن الهدف من الحوار هو إقناع الآخرين باتخاذ قرارات معينة , فإن بدر منهم ذلك فدعهم يسمونه ما يشاءون.

وذكر هيوكيتسكل � زعيم حزب العمال البريطاني � في كتابه " التعايش السلمي والخطر الذي ينتابه " تعريف التعايش بأنه : " مناورة خالصة , وهي ظاهرة مؤقتة , قد تقتضي تحوير السياسة بوقف القتال , وتخفيف الضغط "[7].

ومما جاء في الكتاب الصادر عن الفاتيكان عام 1969 م :

1-هناك موقفان لا بد منهما أثناء الحوار : أن نكون صرحاء , وأن نؤكد مسيحيتنا وفقاً لمطلب الكنيسة .

2-سيفقد الحوار كل معناه إذا قام المسيحي بإخفاء أو بتقليل قيمة معتقداته التي تختلف مع القرآن.

3-لا يكفي أن نتقرب من المسلمين , بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية .

4-إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة ,وبالتحديد:عبارة عن طريقه للقيام بعملها في عالم اليوم[8].

ولذلك صرح أهل العلم ممَّن درس مفهوم الحوار عند الغرب , سواء بمسمى الزمالة أو الصداقة أو التقارب أو نحو ذلك من المسميات بأن هذه الدعوى جوهرها وهدفها في الحقيقة هو أن يكسب اليهود والنصارى اعترافاً من المسلمين بصحة دينهم , وهذا له دور كبير في صد النصارى واليهود عن الدخول في الإسلام.

 

 

 

الدعوة لحوار الأديان من بلاد الحرمين

 

 فهذه الدعوة ستكون بمثابة الجزاء الحسن على هذه الحرب الإعلامية الخبيثة على دين الإسلام وهم مستمرون فيها غير معتذرين عنها .[9]

 

و أقول عن الداعين لها ممن زين لهم الشيطان سوء أعمالهم من المسلمين أن يتقوا الله و يتوبوا إليه و يعودوا لرشهم فما يفعلوه و الله خيانة لله و رسوله و المسلمين .

 

الفصل الرابع : مقولة أبناء إبراهيم والرد على هذه المقولة .

 

إن هذه المقولة جائت لتعزيز الحوار بين الأديان الثلاثة على اعتبار أن الأديان السماوية الثلاثة قد جاء بها الأنبياء محمد و عيسى و موسى عليهم السلام و هم ينتسون إلى أب واحد وهو إبراهيم فعلى أصحاب هذه الأديان التعايش بسلام ، و من جهة أخرى فهذه المقالة تدعم السلام و التطبيع من اليهود .

 

و نرد على هذه المقولة بما يلي :

 

نحن نعرف أننا لسنا مختلفين في تحريف الأديان السابقة فمن المعروف أن النصارى و اليهون حرفوا و بدلوا ، أما الأنبياء فكانوا يدعون إلى دين الله الصحيح و هو التوحيد فقال الله تعالى على لسان إبراهيم و إسماعيل :" و إن أجري إلا على الله و أمرت أن أكون من المسلمين " . و الله تبارك و تعالى أرسل محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و الرسل إلى الناس كافة طالباً منهم ترك ما هم عليه من الأديان السماوية أو غيرها و داعياً لهم أن يتخذوا الإسلام دينا فمن استجاب فقد أسلم و من لم يستجب فقد كفر ، قال تعالى :" إن الدين عند الله الإسلام " و قال :" و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " و قال صلى الله عليه و سلم :< و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " و مقولة أبناء إبراهيم دعوة إلى الرابطة القومية و هي رابطة منحطة و غير إنسانية ناتجة من غريزة حب البقاء ، و رابطة أبناء إبراهيم قد عفا عليها الزمن فلم تعد موجودة في واقع الحياة لأن الذين ينتسبون إلى إبراهيم عليه السلام قد اختلطوا بغيرهم من الأقوام الأخرى بسبب المصاهرة و المخالطةو الهجرة و الحروب فيصعب بل ومن المستحيل فرزهم عن بقية الناس ، و لأن أتباع الديانات الثلاثة هم من جميع شعوب و قبائل العالم قد تم الامتزاج بينهم على أساس ديني  لا على أساس عرقي ؛ فيكون إطلاق " أبناء إبراهيم " على المسلمين و اليهود و النصارى لى الذين يعيشون حول المسجد الأقصى المبارك أو على غيرهم إطلاقاً عشوائياً غير صحيح المقصود منه محاربة الاسلام ثم تبرير عمليات السلام المزعومة ...

 

الفصل الخامس : حكم الشرع في دعوة حوار الأديان .

 

أجمع علماء الأمة على أن من يشك في بعثة و نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و في عدم بطلان كل الأديان خلا الإسلام و في كفر الدائنين بها فهو مرتد عن دين الإسلام مكذب لرسالة محمد صلى الله عليه و سلم ، هذا مع أن الداعين لهذه الدعوة هم الصهاينةو الصليبيون [10]

 

و قال تعالى :" قل يا أيها الكافرون لا أعد ما تعبدون ..."

 

والحكم على هذا النوع من الحوار واضح فهو دين آخر غير دين الإسلام، وهو كفر أكيد و ردة لمن اعتقده من المسلمين. وحيثيات ذلك واضحة، حيث أنه مناقض لأصل الدين وأساسه والإقرار لله تعالى بالتوحيد ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ولدين الإسلام بالانقياد و الخضـوع. وكل ما سبق في الكلام على ذكره هنا مع وضوح الكفر.

 

 

 

الخاتمة والتوصيات:

 

الحمد لله تعالى الذي بنعمته وفضله تتم الصالحات وبعد:

 

فما تقدم من العرض السابق هو رؤيتي حول هذا الموضوع، وفي ختامه لابد من الإشارة إلى أهم النتائج والتوصيات وهي على النحو التالي:

 

أولاً: النتائج:

 

-   أن عبارة (الحوار بين الأديان) عامة تتضمن صوراً وأشكالاً متعددة تختلف في مدلولها من معنى لآخر، ولهذا فإن أحكامها تختلف تبعا لذلك.

 

-   أن (الحوار بين الأديان) بمعنى التداول للحديث والمناقشة والمجادلة فإنه يشمل ما دار بين الأنبياء و أهل الأديان من حوارات تدور حول الدعوة والمجادلة والمباهلة والبراءة.

 

-       أن المعنى الاصطلاحي للحوار الآن مخالف لمناهج الأنبياء في حواراتهم لأقوامهم.

 

-   أن الحوار بين الأديان الموجود متنوع منه حوار الدعوة والتعايش والتقارب والوحدة والتوحيد ولكل واحد خصائصه وأحكامه.

 

-   أن حوار التعايش منه الحق والصواب وهو الموافق لمعنى البر والإحسان بضوابطه الشرعية ومنه الباطل الذي يتضمن موالاتهم وإنكار بعض الأحكام الشرعية مثل الجهاد وحد الردة وبغض الكافرين ونحوه.

 

-   أن حوار التقارب يتضمن أمورا مخالفة ومناقضة لمنهج الأنبياء في الدعوة والحوار مثل اعتقاد إيمان الطرف الأخر و غيرها مما تقدم.

 

-       أن حوار التوحيد والوحدة يتضمن أمور منافية لأصل الدين وهادمة له.

 

 

 

ثانياً: التوصيات:

 

-   كشف أشكال الحوارات الباطلة وبيان عدم انسجامها مع العقيدة الصحيحة في دراسات وأبحاث متنوعة، وهنا أشيد بالدراسة القيمة للدكتور أحمد القاضي بعنوان ((دعوة التقارب بين الأديان)).

 

-   إيضاح الأبعاد والأهداف السياسية للحوار، واستعمال الأديان وسائل لتحقيق مآرب سياسية معينة.

 

-   إنشاء مراكز لحوار الأديان والحضارات تظهر المفهوم الصحيح وتبطل المفاهيم الباطلة في هذا الصدد.

 

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع :

 

القرآن الكريم

 

1- مفاهيم خطرة لضرب الإسلام و تركيز الحضارة العربية \ط11 1998

 

2- مقالة لـ أبوزيد بن محمد مكي بخصوص الحوار بين الأديان و في مقدمة بحثه  

 

  3-التنصير , خطة لغزو العالم الإسلامي , الترجمة الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري الذي عقد في مدينة جلين آيري بالولايات الأمريكية عام 1978( 767 - 783 ).

 

4- كتاب الفاتيكان : توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين , نقلاً عن كتاب " التنصير " لعبد الرحمن الصالح ( 62 � 66)

 

 

 

مواقع على الشبكة العنكبوتية :

 

www.muslm.net

 

www.alsaha.com

 

الحوار بين الأديان ...حقيقته وأنواعه مقالة على موقع الساحة العربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al-Quds University

 

جامعة القدس

 

 

 كلية الدعوة واصول الدين

 

 

 

اعداد الطالب : يوسف شاهر احمد حماد

 

 

 

20520228  الرقم الجامعي:

 

 

 

موضوع البحث: حوارات الاديان

 

 

 

قدم هذا البحث استكمالا لمساق مقارنة الاديان

 

 

 

باشراف د. احمد فواقة

 

2009م

 

 

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 [1]  من كتيبات حزب التحرير � مفاهيم خطرة لضرب الإسلام و تركيز الحضارة العربية \ط11 1998 ص 17 .

 

 

 [2] السابق نفسه ص29 .

 

 

 [3]  من مقالة لـ أبوزيد بن محمد مكي بخصوص الحوار بين الأديان و في مقدمة بحثه  .

 

 

 [4] مفاهيم خطرة مصدر سابق ص 25 .

 

 

 [5] السابق نفسه ص25

 

 

 [6] السابق نفسه 26

 

 

 [7] انظر : التنصير , خطة لغزو العالم الإسلامي , الترجمة الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري الذي عقد في مدينة جلين آيري بالولايات الأمريكية عام 1978( 767 - 783 ).

 

 

 [8] انظر : كتاب الفاتيكان : توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين , نقلاً عن كتاب " التنصير " لعبد الرحمن الصالح ( 62 - 66

 

 

 [9] مفاهيم " مرجع سابق " ص 26

 

 

 [10] عن مقالة في شبكة الإنتر نت  www.muslm.net

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك