استعمار التاريخ.. والحوار بين الحضارات!

 

محمد حسنين هيكل

(عندما هزم شارل مارتل الفرسان العرب في بواتييه سنة 732م، بدأ تراجع الحضارة العربية أمام الهمجية الأوربية).

أناتول فرانس

في كتاب (الحياة بالزهور)

يبدو أنه لا يوجد في عالم اليوم مفكر واحد راض، أو متفائل، ولا نتحدث - طبعاً - عن أولئك (الكتبة) لا (الكتّاب) الذين يملأون الصحائف كل يوم إما بتملق حكامهم أو بتملق قرائهم أو بتملق أنفسهم، هؤلاء الذين يعيشون بالغرائز لا بالمشاعر، بالنقل لا بالعقل، ربما كانوا أحد أوبئة الحضارة التي جعلت النشر سهلاً واسعاً ميسّراً، ولم يعد (بابا ضيقاً) كما كان الأمر في الماضي عندما كان لا يظهر إلا الجديرون، الذين يشقون ويتعبون ويرهقون الناس معهم، عملاً بكلمة الانجيل (اجهدوا للدخول من الباب الضيق).

وليست هذه الظاهرة ولا هؤلاء (الكتبة) هم موضوع حديثنا هذا، ولكن العذر هو أن المرء يضطر أحياناً وهو يتحدث إلى أن (يهش الذباب)!

ومن هذه الأرواح القلقة، التي يفيدنا قلقها خصباً ومعرفة وتأملاً، مفكر فرنسي لأعماله صلة وثيقة بالعصر كله من جهة، وبعالمنا العربي بالذات من جهة أخرى، وهو روجيه جارودي.

كان روجيه جارودي معظم حياته عضواً في الحزب الشيوعي الفرنسي، حتى صار أهم مفكريه، وأشهر أعضاء قيادته المتمثلة في المكتب السياسي، ولكنه بدأ تحت وطأة صدمات العصر الحديث ومطارق العلم ودوار التغيير السريع، بدأ يعيد النظر، ويقلب الفكر، ولم يكن هذا مما يتسق مع وضعه القيادي في حزب حديدي، ففصل من الحزب الشيوعي الفرنسي، بعد محاكمة (فكرية) شهيرة.

وقد أصدر بعدها كتاباً أحدث ضجة واسعة، إذ سجل نقطة خلافه الأساسية مع الفكر الماركسي التقليدي، ولكن قضايا هذا الكتاب ليست موضوع هذا الحديث.

ولكن موضوعنا هو ثلاثة كتب أخرى له، متكاملة أو متداخلة: أولها: كلمات إنسان، وثانيها:من أجل حوار بين الحضارات، وثالثها (وقد صدر أخيراً): كيف يصبح الإنسان إنسانياً؟

والكتاب الثالث لم يصلنا بعد، ولكن بين أيدينا أجزاء كثيرة نشرت منه، ومناقشات دارت حوله إلى جانب الكتابين الأولين.

ببساطة شديدة، يقول الكاتب المفكر الفرنسي لجمهوره الغربي: إن كل مصائب الدنيا مصدرها أن العالم الغربي يظن أنه صاحب الحضارة العظمى ومصدر كل التقدم في هذه الدنيا لمجرد أنه - اليوم - هو الأقوى، وهو المصدر.

ويطلق جارودي صيحة أذهلت مواطنيه: أن الغرب مجرد صدفة، فالغرب ليس تعريفاً جغرافياً، ولكنه تلك المجموعة من القيم والقوى والثقافات والماديات التي تميزه كحضارة متقدمة في عصرنا الراهن.

ولكن حضارة الغرب لم تولد من العدم، ولكنها كأي شيء له أصل وله جذور، ولو نظرنا نظرة صحيحة فاحصة إلى كل ما لدى الغرب اليوم، وما يشعه على العالم، من أفكار ومبادئ ونظم وفنون وماديات، فسنجد له جذوراً في حضارات أخرى.

ثم إن الغرب - كحضارة حديثة - عمره لا يزيد عن مائتي سنة! ومع ذلك، فهو يبدو على وشك أن يجر العالم إلى الهلاك بمخترعاته الذرية واستخداماته للقوة الغاشمة.

فهو لم يثبت بعد قدرته حتى على البقاء زمناً طويلاً، لأن حضارة المصريين القدماء، عاشت زاهرة ثلاثة آلاف سنة، ولأن حضارة الصين عاشت ألفين - لا مائتين - من السنين!

وبالتالي، فهو يرى أن الحضارة الغربية قد أثبتت أنها عاجزة عن قيادة العالم.

والحل هو (أولاً) أن تدرك هذه الحضارة الغربية حجمها الحقيقي بين حضارات العالم الأخرى، و(الثاني) أن يقوم حوار بين الحضارات، تتبادل فيها مفاهيمها ومثلها وقيمها وتجاربها، وعلى قدم المساواة، حتى يصبح ممكناً أن يعيش العالم في سلام.

ولكن، متى بدأ روجيه جارودي الفرنسي، الماركسي، هذا الانعطاف المهم؟

يقول ردّاً على ذلك: إنه تدرج في نفسه طويلاً وببطء، وبدا بلقائه الأول بالحضارة العربية الإسلامية.. (بدا اهتمامي الأول بهذا الموضوع سنة 1947 حين أصدرت كتاباً صغيراً بعنوان (محاولة تاريخية لفهم الحضارة العربية)، وقد أسعدني أن أعرف أن بعض الشباب الوطني في مصر ترجمه وقدمه لجمال عبدالناصر، ولكن، سبق لي قبل ذلك حادث لا أنساه أبداً: في سبتمبر 1940، خلال الاحتلال الألماني لفرنسا، كنت شيوعياً أعمل في المقاومة ضد حكومة فيشي، فألقي القبض علي وأرسلوني إلى معسكر اعتقال عند واحة (غرداية) في قلب صحراء الجزائر الكبرى، وبعد وقت قصير، قمنا بحركة تمرّد في المعتقل، وأمر الضباط جنودهم الجزائريين بإطلاق النار علينا وقتلنا. كان عمري سبعاً وعشرين سنة، ولكن الجنود الجزائريين العرب رفضوا إطلاق النار، فأنا عشت بعد ذلك بفضلهم).

ويقول جارودي: إنه ليس أول من قال بهذا الرأي، وإن كان هو قد عكف على شرحه وقرر جعله موضوع ما تبقى من حياته.

ثم يذكّرنا بكلمة قالها الكاتب الفرنسي الشهير (أناتول فرانس): (إن أهم تاريخ في حياة فرنسا هو معركة بواتييه سنة 732 ميلادية، حين هزم شارل مارتل جيوش الوالي عبدالرحمن، ففي ذلك التاريخ بدأ تراجع الحضارة العربية أمام البربرية الأوربية!).

ويروي جارودي أنه استشهد بهذه الجملة في محاضرة له في تونس سنة .1955 وكانت تونس لاتزال تحت الاحتلال الفرنسي، وفي اليوم التالي طردته السلطات الفرنسية من تونس بتهمة قيامه بدعايات مضادة لفرنسا!

ويشرح روجيه جارودي في إسهاب لماذا يعتبر (الغرب.. صدفة) في كتابه (حوار بين الحضارات).

وإذا رجعنا إلى قول (بول فاليري) أن الغرب قد صنعته ثلاثة عناصر:

أخلاقياً: المسيحية، والكاثوليكية بالذات.

سياسياً وقانونياً: روما وقوانينها.

فإنه يمكن القول أن المسيحية ولدت في آسيا، وأن حضارة الإغريق والرومان ولدت في حجر البحر الأبيض، وبتأثير شديد جداً من شواطئ أفريقيا وآسيا، فكلها عناصر (شرقية)، خارج (الغرب) بمعناه المعاصر.

ويقول جارودي: إن حضارة أوربا نبتت جذورها كلها لأول مرة في أفريقيا وآسيا: وبالتحديد في مصر، وبلاد ما بين النهرين (العراق).

فروح حضارة الغرب ومنطلقها هو التوجه نحو سيطرة الإنسان على عوامل الطبيعة، وعلى ذاته وإعلائها.

ولكن في بلاد ما بين النهرين، ومنذ خمسة آلاف سنة قبل (إلياذة هوميروس)، يرفع الستار عن أسطورة (جلجامش) التي تتحدث عن مارد ثلثه إنسان وثلثيه إله، ظهر في مدينة (أور) بعد الطوفان، ورحل إلى أرض الأنهار الخمسة، حيث تجري الأسطورة متحدثة عن كل أشواق الإنسان إلى تحدي الطبيعة والسيطرة عليها، وتجاوز إمكاناته كبشر، فمنذ أربعة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح، كان (فاوست) الذي ألفه (جوته) واتخذ رمزاً لروح الغرب، قد ظهر في أسطورة (جلجامش).

وحين سئل جلجامش في الأسطورة العراقية القديمة (ولماذا تحاول المستحيل؟) ردّ قائلاً: (إذا كان هذا الأمر لا تجوز محاولته، فلماذا اتقدت في نفسي نار القلق والرغبة فيه؟)

ذلك هو أساس كل حضارة الغرب، التي تناقلها بعد ذلك فلاسفة الإغريق حتى أوصلوها إلى أوربا.

أما (الجرثومة) الأخرى للفلسفة الإغريقية التي ولدت في فينيقيا وكريت، وخصوصاً عن طريق أفلاطون فنجدها في مصر.

فالفلاسفة والمؤرخون الإغريق تأثروا تأثراً كبيراً وأعجبوا إعجاباً عميقاً بمصر القديمة، وفكرة أفلاطون التي ألهمت أوربا عن الدولة الفاضلة التي تجمع بين الاستقرار السياسي والديمقراطية الحية، كان وحيه فيها من مصر، ألهمت مصر كل تجارب الإغريق.

فلو فحصنا ما أنجزه الإغريق، بدءاً من فن النحت إلى الفلسفة إلى السياسة نجد تأثرهم العميق بمصر وتمثلهم الدائم بها.

ويضرب جارودي المثل بثلاث (مساهمات) مصرية قديمة أساسية في تراث الإنسانية كلها:

الأولى: أسطورة أوزوريس الذي يقاوم الطبيعة فيمزّقه أعداؤه إلى قطع ينثرونها في الوادي كله، ثم تجمعه من جديد، موجهة بفكرة البعث، أخته إيزيس بحبها ودموعها عبر سنوات المعاناة الطويلة، فهي أول حديث عن رموز العلاقة اللانهائية بين الإنسان، والطبيعة والآلهة.

والثانية: (كتاب الموتى)، ثم صراع الفراعنة التاريخي ضد الموت بفكرة إقامة مبان تدوم إذا فني الإنسان، وتسجل طابعه وعمله دهوراً بعده، كالأهرامات وقبور وادي الملوك، وهي فكرة جوهرية في حضارة الغرب.

والثالثة: أخناتون الفرعون الذي مات في الثلاثين من عمره بعد أن اكتشف أول فكرة إنقلابية في التاريخ وهي عقيدة التوحيد، بعد تعدد الآلهة التي نجدها بعد ذلك في فلسفة الإغريق وفي التوراة.

ويضيف جارودي فضلاً ثالثاً إلى أخناتون، فيقول أنه أول من رفع المرأة، فبدت في تماثيله جالسة على حجره، وقد نقش على الجرانيت أول قصائد حب.

(هكذا نجد جذور الغرب وقد تشكلت في مصر وببلاد ما بين النهرين: صراع الإنسان ضد الطبيعة للسيطرة عليها، ونضاله لكي ينفرد من بين كل المخلوقات بصفاته، وبقدرته على التفكير المجرّد، وكل محاولة لقطع جذور الغرب عن جذوره الشرقية لا تؤدي إلا إلى إفقار الإنسان).

أما ما تسميه كل المراجع (عصر النهضة) في أوربا، فهو عصر نمو الرأسمالية وبدء الاستعمار، هو بداية صعود الغرب ولكنه كان بداية تدمير هذا الغرب نفسه لحضارات أخرى أرقى من حضارة الغرب، سواء في علاقة الإنسان بالله، أو علاقة الإنسان بالطبيعة أو في علاقة الإنسان بالمجتمع، وهي العناصر التي تحدد رقي أي حضارة.

وقد فعل الغرب ذلك عن طريق شيء أساسي وهو: تفوّقه في استخدام القوة العسكرية دون أي نوع آخر من القوى ذات العلاقة بالتقدم والرقي.

ويحلل جارودي حضارة الغرب الراهنة - السائدة - تحليلاً فلسفياً طويلاً، نحاول تبسيطه في قوله أولاً: أن تاريخ الإنسان يتلخص في ثلاث مراحل:

الأولى: مرحلة سيطرة الطبيعة على الإنسان، أي حين كان الإنسان يصارع عن مركز ضعفه ضد قوى الطبيعة الأقوى منه.

الثانية: مرحلة سيطرة الإنسان على الطبيعة، وهي حين نجح الإنسان في التقدم بدرجة سمحت له باستئناس الطبيعة إلى حد كبير بما أوتي من عقل وعلم وحضارة.

والثالثة: وهي التي نعيشها حالياً ويسميها (مرحلة محاولة سيطرة الإنسان على نفسه)، ذلك أن الإنسان بما وصل إليه من تقدم وعلم وصناعة أطلق قوى تدميرية هائلة من عقالها باتت تشوّه حياته وتدمّر بيئته ومقوماته، وتهدد وجوده ذاته، والنتيجة في هذا الصراع الأخير مشكوك فيها!

والمرحلة الثالثة، مسئولة عن حضارة الغرب، بتخليها عن القيم المشتركة مع الحضارات الأخرى والمستلهمة منها.

وبأسلوب آخر، أن حضارة الغرب قامت من ثلاثة منطلقات.

أولوية العمل كقيمة أساسية ((والعمل) كما يقول تقليد بورجوازي وقيمة اشتراكية).

وأولوية العقل بوصفه أداة حل كل المشاكل والرد على كل الأسئلة.

وأولوية كأسماء هيجل (باللامتناهي).

ولكن هذه القيم تحوّلت وشوّهت بحيث ركزت كلها على الذكاء، ولم تترك مجالاً للحب، والشعور، والضمير.

والأولويات الثلاث صارت أثقالاً، لا حوافز.

قيمة العمل تحوّلت إلى خضوع الإنسان للاستهلاك.

قيمة العقل تحوّلت إلى خضوع الروح للذكاء.

وقيمة اللامتناهى تحوّلت من الكيف إلى الكم.

والمسئول الوحيد الذي يطرحه الآن الإنسان على نفسه كل ساعة إزاء أي مشكلة أو موقف هو: (كيف؟)

ولم يعد أحد يسأل أبداً السؤال الأكثر أساسية وإنسانية وهو: (لماذا.؟)

وفي فصل مهم عن (الفرص الضائعة) يتحدث جارودي في إسهاب عن ضياع فرص تأثر الغرب بإطراد وتواصل الحضارات الأخرى، وقد يكفي هنا أن نضرب مثلاً بحديثه عن حضارتنا العربية، وعن تزوير الاستعمار الغربي للتاريخ بتصويره التوسع العربي، منذ القرن الثامن الميلادي، على أنه موجة من موجات (البربرية الآسيوية) التي هددت الغرب!

هذا في حين أن الغزاة الانجليز والفرنسيين والأسبان هم الذين دخلوا أرض الإسلام مدمّرين للحضارة العربية في كل أشكالها.

* (.. إن ما يسميه الغرب بـ (غزو أسبانيا) لم يكن غزواً عسكرياً فقط كغزوات الأوربيين، فأسبانيا كان فيها من السكان عشرة ملايين ولم يدخلها من الفرسان العرب أكثر من خمسين ألف فارس، ولو كان الأمر حرباً فقط لما نجحوا. ولكن تفوّق حضارة على أخرى كان هو عنصر النجاح الساحق).

* وما فعله العرب في أسبانيا يجعلنا نفهم ما فعله ماوتسي تونج في الصين)! أتى بنظام اجتماعي أرقى، حرر العبيد وأنهى الرق، وسوى الحقوق، ودعم النظام. وعلى أنقاض الفوضى الاقطاعية، أقام العرب أعظم مساقط المياه في ذلك العصر وأغنى البساتين القائمة إلى الآن.

* وما رأيته في تونس، من آثار عربية قديمة تدل على سابق الازدهار، ومن واقع - خلال الاحتلال الفرنسي - ينم عن الإفقار والدمار، يعطينا صورة ساطعة عن الفرق بين حكم الأغالبة في شمال أفريقيا، وحكم الفرنسيين.

* الحضارة التي زرعها العرب عندنا في أوربا وبالقرب منا في أفريقيا تمتد جذورها إلى الشرق في آسيا، وحين سافر الفرنسي (جيربر) إلى معاهد الشرق وعاد حاملاً علومه، قال الناس في أوربا إنه قد اتصل بالجن لكثرة معارفه! وبعد قليل، جعلوه بابا على روما باسم البابا سيلفيستر الثاني.

* ونحن مدينون للعرب بأول كليات الطب، وأولها كلية الطب في مونبليه الفرنسية. وحتى القرن التاسع عشر كانوا يدرسون في جامعات فرنسا وإنجلترا بإسهاب علوم الطب العربية، ومؤلفات الرازي.

ولكن منذ انتصار شارل مارتل على العرب في بواتييه تكونت لدى أوربا عقدة اسمها (حماية الحضارة الغربية من البرابرة!).

إن كتب التعليم تلقن الأوربيين منذ طفولتهم أن بواتييه كانت نقطة تحوّل إذ طردت الهمج عن أوربا المتحضّرة، وهذا هو استعمار التاريخ بعينه، فالواقع هو العكس، فهزيمة العرب ضيّعت على فرنسا وأوربا فرصة الالتقاط المبكر لحضارة العرب، وأخّرت أوربا عشرة قرون على الأقل، حتى بدأت أوربا ترى النور بعد القرون الوسطى!

ولست هنا في مجال الاستشهاد بأقوال جارودي عن مآثر العرب، وقلب أوربا لحقائق التاريخ، أو استعمار التاريخ كما قال بحق، فالأمثلة كثيرة.

ولكن المهم أنه يستشهد بالأسلوب نفسه بحضارات أخرى غير الإسلام، أهمها الصين، وعدم الاستفادة منها، إنها فكرة عداء الحضارات لا تكاملها.

المهم هو المشروع الذي نذر جارودي ما استقبل من حياته له وهو:

نزع استعمار التاريخ، وتصحيحه.

وإقامة حوار بين الحضارات كلها.

وبكلماته (كيف يمكن بناء تاريخ لا تحتكره حضارة واحدة.؟)

إنه يرى في هذا المشروع الخلاص الوحيد للبشرية من خطر الفناء، فهل نشاركه هذا المشروع؟

 المصدر: http://www.alarabimag.com/Book/Article.asp?ART=1358&ID=58

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك