مراجعة الاستشراق فی مجلة (الفكر العربی) العددین 31 و 32 (1983)

مراجعة الاستشراق فی مجلة (الفكر العربی) العددین 31 و 32 (1983)

محمد رضا وصفی
مقدمة

هل یستحق منا الاستشراق والمستشرقون وموقف المشارقة من المستشرقین هذا الجهد فی دراسة مؤلفاتهم والبحث فی مناهجهم وطریقة نقدهم؟

الجواب من دون تردد! لقد قام المستشرقون بجمع المخطوطات العربیة وفهرستها وحققوا منها ما امكنهم وما راوه ضروریا لدراستهم وابحاثهم، فنشروها نشرا علمیا وقد طبعوا فی بلادهم الكم الكبیر والمهم من المؤلفات العربیة والمصادر فی التاریخ والادب والتفسیر والحدیث والفقه، وترجموا الى اللغات الغربیة عددا كبیرا من المؤلفات العربیة، كما وضعوا المعاجم وكتب القواعد التی خطط لها بطریقة علمیة، واهتموا بمثل ذلك معرفین الكتب المؤلفة باللغات الاسلامیة غیر العربیة، وواضعین النصوص الاصلیة المحققة مع ترجماتها احیانا بین ایدی الدارسین الغربیین .

الى ذلك فلقد درس وتعلم على ایدی المستشرقین الآلاف من العلماء العرب والمسلمین، حاملین علومهم ومناهجهم الى اوطانهم . وبعد عودتهم الى بلادهم بداوا بنقد الاستشراق والتمییز بین ما هو سقیم وسلیم فیما كتب عن حضارتنا وثقافتنا، خصوصا ما یتعلق بالاسلام والثقافة العربیة، والیوم، بالرغم من انقضاء عهد الاستشراق الذهبی، فان نقده مستمر . واذا كنا نرید ان نؤسس لعلاقة جدیدة بین الشرق والغرب، او بتعبیر ادق، بین الاسلام والغرب، علینا ان نطلع على جذور المد المعرفی لكلا الحضارتین .

على هذا الاساس بدات مجلة الفكر العربی فی اعددیها 31و 32 اولى المحاولات اللبنانیة فی هذا المجال، فافردت ما یقارب الثمانمائة صفحة فی مقالات متعددة فی شتى المجالات المتعلقة بدراسة الاستشراق والبحث فیه . وفی هذا البحث‏حاولنا عرض هذین العددین من المجلة على بساط العرض والمراجعة اضاءة لحركة الاستشراق فی الماضی والحاضر لكی نصل الى ما نصبو الیه فی هذه المراجعة .

الاستشراق لغة و اصطلاحا

ما یهمنا فی بحث الاستشراق هو المعرفة اللغویة والاصطلاحیة لهذا المفهوم مع تعریف لشخص المستشرق نفسه، ففی هذین المجلدین نقل العدید من التعریفات اللغویة والاصطلاحیة وعبرت هذه التعریفات عن رؤیة الباحثین والناقدین والكتاب وطریقتهم وتفكیرهم وانطباعاتهم ازاء مفهوم الاستشراق .

ورد فی موسوعة «لاروس‏» تعریف الاستشراق Orientaliste «العالم المتضلع فی معرفة الشرق وثقافته وآدابه‏» .

اما الدكتور شكری النجار فیعرف الاستشراق (1) فی مقالة له بقوله : «یؤخذ الاستشراق عادة بعدة معان متداخلة ومختلفة، ولعل اهم معنى للكلمة هو المعنى الاكادیمی، اذ تطلق كلمة مستشرق بشی‏ء من التجاوز على كل من یتخصص فی احد فروع المعرفة المتصلة بالشرق من قریب او بعید» (2) .

ویتابع : «ثمة مفهوم آخر للاستشراق اعم وهو اعتبار الاستشراق اسلوبا للتفكیر یرتكز على التمییز الانسانی والمعرفی بین الشرق والغرب‏» (3) .

واما الدكتور احمد حسن عبدالسلام فیعتبر المستشرق هو الفاعل والشرق هو المفعول به المحدد (4) .

اما الدكتور رضوان السید وعلى اساس الاهتمام الموجود فی هذین المجلدین، فانه یقبض ویبسط فی هذا المعنى فیقول:

«ان الاستشراق یتناثر ویدخل فی تخصصات متباینة كالتاریخ وعلم الاجتماع وعلم الانسان والاقتصاد والسیاسة، ولم یعد هناك عالم واحد اسمه الاستشراق بل هنا عوالم متباینة یحمل كل منها عنوان المجال الذی یهتم به، فاذا كانت مفاهیم الشرق والعالم الثالث والشرق الاوسط متباینة وغیر علمیة، فان مفهوم الاستشراق صار الیوم كذلك (5)، فی حین ان كثیرا من المقالات الواردة فی هذین المجلدین یقصد بالاستشراق الاستعراب (دراسة افكار اولئك الذین اهتموا بالشرق الاوسط العربی او الشرق الادنى - الشرق العربی - ونقدها) او الكتاب الغربیین الذین یكتبون عن الفكر الاسلامی وعن الحضارة الاسلامیة .

السؤال المهم الذی یطرح هنا هو هل ان هذا التركیز سببه كون ان غالبیة الكتاب عرب ام ان لهذا التركیز والتحدید خلفیة علمیة بالامكان الاعتماد علیها؟ .

بامكاننا ان نجیب عن هذا السؤال من خلال ما ورد من كلام للدكتور شكری النجار اذ یقول: «كان الشرق یعتبر - باستثناء الاسلام - مجرد امتداد للغرب وتابعا له ومسرحا لسیطرته، وظل هذا الفهم قائما حتى القرن التاسع عشر . هذا القول ینطبق على التجربة البریطانیة فی الهند والتجربة البرتغالیة فی جزر الهند الشرقیة والصین والیابان ، والتجربة الفرنسیة ، والتجربة الایطالیة فی مناطق كثیرة فی الشرق، ولكن فیما عدا ذلك كان الشرق الاسلامی والعربی هو المنطقة الوحیدة التی كانت تمثل تحدیا سافرا لاوروبا، سواء فی المجالات السیاسیة او الثقافیة، ولذا كان الاستشراق یتمیز خلال مرحلة طویلة من حیاته، بهذا الموقف المعادی للاسلام والمناوئ للثقافة الاسلامیة والعربیة‏» .

كما ان الدكتور بطرس حلاق فی مراجعته لفكر (6) جان بول شارنیه یصف الاستشراق بانه نمط علاقة بین حضارتین او بالاحرى بین حضارة مركزیة واخرى (والحضارة المركزیة تكون الغرب بالذات والشرق هو الاخرى! .) ان هذا الكلام الموجز یوضح لنا سبب اعتبار الاستشراق بمعنى الاستعراب للذین یكتبون عن الفكر الاسلامی .

وادوارد سعید یعتبر ان المستشرقین هم كل اولئك الذی یعنون بالشرق من غیر الشرقیین .

اما مالك بن نبی فی مقالة له تحت عنوان «انتاج المستشرقین یحدد مصطلح الاستشراق (7) » فیقول: «اننا نعنی بالمستشرقین الكتاب الغربیین الذین یكتبون عن الفكر الاسلامی وعن الحضارة الاسلامیة‏» (8) .

وعن تعریف المهتمین بالمشرق او وصفهم یقول رضوان السید فی هذا المجال: «ان المهتمین بالمشرق قدیما (لنقل منذ القرن الثامن عشر) كان منهم الرحالة والمبشرون والضباط ورجال الادارة الاستعماریة واللغویون واللاهوتیون وعلماء علم الانسان ومؤرخو الحضارات والخیالیون والآثاریون، واضیف الیهم مطلع هذا القرن التربویون ورجال المخابرات والمؤرخون والاقتصادیون، ومتدربو الشركات وخبراء الاسواق التجاریة والسیاسیون وذوو النیات الطیبة من المهتمین بحوار الشرق والغرب وعلاقات المسیحیة بالاسلام (9) .

حدود المفهومیة للاستشراق:

غالبیة الذین كتبوا فی هذین المجلدین یحددون حدود المفهومیة للاستشراق فی ظل علاقة الغرب بالشرق الاسلامی .

لتاصیل مسالة الاستشراق فی حدودها المفهومیة، یبرز فی الاقل ثلاثة مفاهیم صالحة للتداول ویعالجها الدكتور خلیل احمد خلیل:

اولها: كون الاستشراق ذا دلالة اكادیمیة ای كونه بحثا جامعیا فی معرفة الآخرین .

ثانیها: كونه اسلوبا فكریا قوامه تمایزان اساسان، وجودی ومعرفی، بین غرب یدعی انه یعرف نفسه تماما - بنفسه - وشرق قابل للمعرفة وعاجز ذاتیا عن معرفة نفسه .

ثالثها: كون الاستشراق متداخلا مع بنى الدولة الحدیثة فی الغرب ومتشابكا مع توجهات المجتمع المدنی فیه قد صار مؤسسة مشتركة للتعامل مع الشرق (10) 10 .

على اساس هذا التحدید نستطیع ان نقول ان الموضوع الذی یطرح فی البدایة هو المعرفة العلمیة (ابیتمولوجیه) ویعتبر د . خلیل احمد خلیل ان المستشرقین اخذوا البشر الشرقی حدا للاختبار (11) .

دوافع الاستشراق:

یطرح خلال المقالات الواردة فی العددین 31و 32 من مجلة «الفكر العربی‏» عدة اسباب للاستشراق، ویمكننا ان نحددها على النحو التالی، ولكن قبل تحدیدها نشیر الى ان میشال جحا اورد فی كتابه تحت عنوان «الدراسات العربیة والاسلامیة فی اوربا» دوافع واسبابا متعددة للاستشراق، وفی العدد 32 من مجلة «الفكر العربی‏» راجعه یحیى حمود بشكل موجز:

1 . المعرفة العلمیة: المقالات الواردة فی هذین العددین لا تشیر بشكل مباشر الى كلام على الدافع والسبب العلمی للاستشراق، الا ان بعضهم من خلال طرح افكار بعض المستشرقین ذكروا نیات حسنة وعلمیة لهم . ومن جملة هؤلاء یعد اسماء بعض المستشرقین الروس وبعض المستشرقین الاوربیین امثال لوى ماسینیون .

2 . التبشیر: جملة من الكتاب فی هذین العددین كتبوا بالتندید عن سبب تبشیری للاستشراق واشد ما كتب فی هذا المجال مقالة الدكتور محمد البهى تحت عنوان «المبشرون والمستشرقون وموقفهم من الاسلام‏» فهو یعتبر فی هذا المقال ان السبب الرئیس المباشر الذی دعا الاوربیین الى الاستشراق، هو السبب الدینی فی الدرجة الاولى ویصف كلا من التبشیر والاستشراق بالاستعمار ویقول هما یدعوان الى توهین القیم الاسلامیة وهذا لم یكن الدعوة الى المسیحیة والعمل على ارتداد المسلمین الى النصرانیة مباشرة، وانما كانت طریقة تشویه للاسلام ومحاولة اضعاف قیمه، ثم تصویر المسلمین فی وضعهم الحالی بصورة مزریة بعیدة عن المستوى الحضاری فی عصرنا الحاضر (12) .

3 . الاستشراق السیاسی: جمیع الكتاب الذین كتبوا على اساس محور بحثهم عن استعمار الدول الاسلامیة وطبیعته طرحوا الاتجاه السیاسی او بالاحرى الدور السیاسی للاستشراق ، فلذلك یوازی الدكتور رضوان السید فی مقدمة المجلد الاول لهذین العددین عامل السیاسة مع علم الاجتماع وعلم الانسان والاقتصاد .

الكاتب تیسیر شیخ الارض فی مقالة له تحت عنوان «على هامش الصراع الاوربی الاسلامی‏» یقدم عنوانا «الاستعمار الاوربی‏» فی احد محاور بحثه من صفحة 106 الى 127 من المجلد الاول .

4 . العداوة ضد المسلمین العرب: یعتبر هذا السبب من اقدم الاسباب لضرورة معرفة الشرق وخرجت فی اعقاب الحركة الصلیبیة فی القرن الثالث عشر المیلادی وفی هذا الخصوص كتب د . علی الشامی فی مقالة مفصلة تحت عنوان «الحركة الصلیبیة واثرها على الاستشراق الغربی‏» یقول:

الحركة الصلیبیة لعبت دورا مركزیا على مستوى الاحداث العالمیة التی تمحورت فی بدایة العصر الوسیط بین اهم قوتین: الشرق الاسلامی والغرب المسیحی، وخاصة فیما یتعلق بنوعیة العلاقة التی ترافقت معها واعقبتها ومدى تاثیراتها على الرؤیة المستقبلیة لكل منهما .

وجدیر بالذكر ان هذه الحروب والعامل الدینی الذی غلفها وضع جنباالى جنب رجال الدین ورجال الدنیا وهذا دام حتى عصر النهضة فی اوربا (13) .

وفی هذا السیاق یدخل الزمن الصلیبی فی صلب العلاقة التاریخیة المتوترة والعدائیة، التی وضعت الاسلام دائما فی حالة دفاع متواصل ضد الغرب الذی لم یكتف بنتائج معركة بواتییه .

كما اسلفنا فان نظرة معظم الكتاب فی هذین العددین من مجلة «الفكر العربی‏» للاستشراق هی نظرة سلبیة .

الخلاصة: ان الاستشراق كان یرید انتاج نماذج راكدة ثابتة للموضوع الشرقی، ومما یلفتنا الیه ادوارد سعید من جهة ثانیة هو تحولات المنظومة الاستشراقیة، نذكر منها بایجاز الاستشراق الجامعی، الاستشراق المسیحی الغربی الدینی ، الاستشراق المعلمن المبطن، الاستشراق السیاسی، وهكذا ومن خلال ادب الرحلات، والاستشراق الثقافی الشعبی تطورت عملیات البحث عن معرفة الآخر لقهره وغزوه والاستمرار فی استغلاله، الى مؤسسة تابعة للدول باشكال متعددة .

التطور التاریخی لمعرفة الغرب بالشرق التطور المعرفی للشرق یستقطب قسما مهما من المقالات الواردة فی هذین العددین، وكل منها یقدم قراءة عن هذا الموضوع حسب تعاریف المعرفی للشرق والغرب والصراع بینهما . . .

على سبیل المثال، الدكتور نقولا زیادة فی العدد31 من مجلة فی مقالة تحت عنوان «الغرب یشرق‏» فی البدایة قدم تعریفا جغرافیا عن الغرب والشرق ثم یتناول خلال مقالتیه بحثا عن تطور المعرفة الاوروبیة للشرق . .

فهو یعتقد بان تعرف الغرب واوربا بالذات الى الشرق باعتباره الرقعة التی تمتد من سواحل البحر المتوسط غربا الى البحار الشرقیة النائیة، فی الهند والصین واندونیسیا شرقا، عبر قرون طویلة، وعن طریق عدد كبیر من الكتاب والرحالة والجغرافیین والمؤرخین، وقد كانت الفترات تختلف ووسائل اتصال الاوروبیین فیها بهذا الشرق باختلاف الدوافع وتعدد البواعث، ویمكن القول اجمالا بان الآلاف من الكتب والنشرات التی وضعت عن هذه المنطقة الواسعة لم تكن جمیعها تقدم للقراء حقائق ومعلومات .

اذ ان الكثیر منها وحتى فی القرن الرابع عشر مثلا، كان یحتوی، الى جانب الحقائق والمعلومات، الكثیر من الاساطیر والخرافات التی كان الخلف ینقلها عن السلف، لا رغبة فی تشویه الواقع، ولكن لانه كان یعتقد ان هذا هو الواقع، ولعل خیر ما نفعله، هو ان نتابع هذا الامر فی عصوره المختلفة بدءا من التقالید القدیمة الیونانیة الى ان وصلت اوربا، عن طریق البرتغالیین، الى الهند ثم نقف عند القرن السادس عشر لنخلص الى ما كانت قد وصلت الیه المعرفة - العامة - من هذه الرقعة الواسعة (14) .

كما یتبین من مقالة الدكتور . نقولا زیادة فان مفهوم الشرق هو مفهوم واسع ویشمل كل الدول الشرقیة (الاسلامیة وغیر الاسلامیة) ، وهو انطلاقا من هذین المفهومین یطرح جزءا من التطور التاریخی لمعرفة الغرب بالشرق .

واما فی نظر الكتاب الذی یطرحون مفهوم الشرق الاسلامی ومعناه ویدخلون فی صلب العلاقة التی وضعت الاسلام دائما فی حالة دفاع متواصل ضد الغرب فی هذا السیاق نفهم ان الحركة الصلیبیة قد لعبت دورا مركزیا على مستوى الاحداث العالمیة التی تمحورت فی بدایة العصر الوسیط بین اهم قوتین "الشرق الاسلامی والغرب المسیحی" وخاصة فیما یتعلق بنوعیة العلاقة التی ترافقت معها واعقبتها ومدى تاثیراتها على الرؤیة المستقبلیة لكل منهما .

فی هذا السیاق یقول الدكتور علی الشامی: لذلك لم تكن الجهود الاستشراقیة التی خرجت الى الوجود فی اعقاب الحركة الصلیبیة فی القرن الثالث عشر المیلادی، مجرد تخیلات حول الشرق الاسلامی صاغها رحالة اوروبیون بقدر ما كانت تتویجا فكریا لمرحلة تاریخیة مهمة سعى الاستشراق البدائی لتصویرها بشكل معاكس: انتصار الغرب المنهزم وهزیمة الاسلام المنتصر (15) .

الحروب الصلیبیة لعبت دورا مركزیا لتعبئة المعتقدات والعرقیة اتاحت عصبیة للغرب الاوربی ابان الحروب الهائلة بین الاسلام والغرب، واعتقد الیوم اننا عندما نرید ان نراجع هذا التاریخ یهمنا ان نعرف فی البدایة ایا منهما كان سبب انتاج هذه العصبیة .

كثیر من الباحثین یقولون ان الحركة الصلیبیة هی الاساس والاصل الذی قامت علیها عصبیة الغرب تجاه الاسلام ، عصبیة لم تظهر حدتها وسلبیاتها سوى فی الاطار الذی رسمته اوربا لنفسها، سیاسیا وجغرافیا و عقائدیا، وذلك منذ اواخر القرن الحادی عشر المیلادی .

الدكتور علی الشامی یقول هنا: "تاریخ القرون الاربعة الفاصلة بین بدء الدعوة الاسلامیة وقدوم الحملة الصلیبیة الاولى، یلحظ علامة واضحة ربطت مسیحیی الشرق بالمشروع الاسلامی، ویشهد انفتاحا حضاریا تاما من قبل الاسلام تجاه الغرب المسیحی المتطلع بلهفة وحذر نحو حدود الاندلس . لم تكن العصبیة الاسلامیة المعادیة للغرب ولیدة تحول داخلی فی مسار الدعوة الاسلامیة بقدر ماكانت نتاجا طبیعیا لفعل الغرب نفسه، فالعصبیة الاسلامیة العامة التی نمت وتشكلت فی المراحل الاولى لانتشار الدعوة، لم تاخذ اطلاقا صورة عدائیة تجاه المسیحیة، فهی، ای العصبیة، لم تتطور على قاعدة العداء للادیان او للشعوب الاخرى، بل سعت عملیا نحو هدفین متلازمین: تامین وحدة الجماعة، ومواصلة نشر الدعوة . اما تحولها الى عصبیة دفاعیة، فانه یعود اساسا الى الشكل الذی اتخذته ردة الفعل الاسلامی تجاه المشروع الصلیبی، بشكل حول بدوره ردة الفعل الى فعل واع اسس لاحقا مرتكزا تاریخیا مهما من مرتكزات الموقف الاسلامی تجاه الغرب (16) .

وردة الفعل الاسلامی لم تكن ضد المسیحیة بل ضد الغرب الذی تقنع بالدین ضده، لان علاقة الاسلام بالمسیحیة - خاصة المسیحیة الشرقیة - لم تكن مصدر قلق للمسلمین، ولذلك نقل ویل دیورانت الحقیقة نفسها وارفقها باعجاب وتقدیر بحیث انه لم یتردد فی اعتبار تسامح الاسلام تجاه المسیحیین اكثر تسامحا من المسیحیین انفسهم، وبهذا المعنى یقول: «لقد كان اهل الذمة المسیحیون والزردشتیون والیهود والصابئون یتمتعون فی عهد الخلافة الامویة بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظیرا فی البلاد المسیحیة (17) » .

على هذا الاساس خرجت العصبیة الاسلامیة من رحم العنف الصلیبی، الذی وحد اهدافه بین المسیحیة الغربیة والسیطرة على الشرق .

اما بعض المؤلفین فی الشرق فقد درسوا جزءا معینا من التطور التاریخی لمعرفة الغرب بالشرق . من جملة هذه المؤلفات مقالة ترجمها الدكتور رضوان السید عن ریتشارد سودرن، ففی دراسته یدرس الدكتور رضوان السید الفترة الممتدة من القرن الحادی عشر المیلادی الى الثالث عشر المیلادی تحت عنوان «صورة الاسلام فی اوروبا فی العصور الوسطى حقبة التعقل والامل‏» .

فی هذه الدراسة یكتشف القارئ مقدار الخطا الذی كان متولدا لدى الاوروبیین فیما خص المفاهیم والمعتقدات الاسلامیة، فعلى سبیل المثال عندما نطالع هذه الفترة نجد انه كان اول اوروبی اكد ان المسلمین لا یعبدون محمدا بل یعتبرونه نبیا وصاحب رسالة، وجاءت كتابات جلهم هذه حوالی العام 1120م عندما كان تزییف الاسلام والروایات الخیالیة حوله تقارب الذروة، یتبادر الى الاذهان كیف كان فهم الاوروبیین للمعتقدات الاسلامیة شنیعا وبعیدا عن الواقع .

كذلك یذكر فی هذه الرسالة مدى اهمیة الترجمة الاولى للقرآن الكریم الى اللاتینیة ویقول: «وسیضلل دیر كلونی Cluny معلما تنویرا فی تاریخ العلاقة بین المسیحیة والاسلام، للعمل الضخم والمتقدم الذی قام به رئیسه بطرس المبجل Reneralis Petrus عندما رعى اول ترجمة للقرآن الى اللاتینیة، فهذه الترجمة التی قام بها العالم الانكلیزی روبرت كتون Robert Ketton ومولها بطرس المبجل (انجزت فی شهر یولیو 1143م) شكلت المعلم البارز والاساس فی مجال الدراسات الاسلامیة باوروبا الغربیة‏» (18) .

ریتشارد سودرن، خلال دراسته، یشرح آثار دخول المغول الى المسرح السیاسی التاریخی ومدى تاثیره على العلاقات بین اوروبا والاسلام ویقول:

جاء المغول الى المسرح التاریخی الاوسع لیكونوا العامل الاول فی تغییر للمسالة الاسلامیة باوروبا الوسیطة، ذلك ان هذا الحدث الضخم ترك تاثیرات متعددة الوجوه والجوانب على الاوروبیین . . . فانهم - المغول - لم یكونوا یشكلون خطرا على المسیحیة الاوروبیة من الناحیتین : الفكریة والعسكریة، ثم نشا موقف معقدا نوعا ما، فالمغول القساة كانوا بحكم الضرورات الجغرافیة اعداء للاسلام ولیس للمسیحیة الاوروبیة، وقد امل لاهوتیون كثیرون فی امكان استخدام المغول اداة لضرب الاسلام - عن طریق اتباع سیاسة ذكیة فی التعامل معهم وفهم اهدافهم القریبة .

وكانت هناك آثار اخرى لظهور المغول فی تاریخ القرن الثالث عشر، فقد ادرك الاوروبیون بوضوح كثرة النقاط المشتركة بین المسیحیة والاسلام فی المجالین العقائدی والاخلاقی، وما كان ذلك جدیدا تماما اذ بدا الامر فی القرن الثانی عشر، لكن غرابة وثنیات المغول فی القرن الثالث عشر وضعت النقاط المشتركة بین المسیحیة والاسلام فی ضوء جدید .

كذلك تعتبر هذه الدراسة بحثا مهما عن الحملات الصلیبیة واضاءة جیدة لبعض المحطات التی لم یعالجها الآخرون بشكل دقیق، خصوصا الحملة الصلیبیة الخامسة عام 1221م، تلك الحملة الوحیدة التی شاركت فیها البابویة مشاركة فعالة (19) .

واما تحت هذا العنوان فیجب علینا ان نذكر ما ورد من قراءة للكتب حول التطور التاریخی لمعرفة الغرب بالشرق الاسلامی واهمها عبارة عن "الدراسات العربیة والاسلامیة فی اوروبا" للدكتور میشل جحا ص 178 من المجلد الثانی، فهو یعالج فی كتابه موضوع لغة الامة العربیة والاسلامیة وحضارتها ویعرض جانبا مهما من اعمال المستشرقین الانجلیز والایطالیین والاسبان والالمان .

وفی المقدمة یدرس المؤلف الاستشراق اصطلاحا، وتاریخ هذه الحركة وابرز الاسباب التی ادت الى الاهتمام بالدراسات العربیة الاسلامیة لیبحث فی آخر المطاف نظرة المشارقة الى المستشرقین ویرى ان بعضهم قد نظر الى المستشرقین نظرة المشكك، واتهمهم بالتجسس والعمالة لغایات استعماریة، ووضعهم فی مصاف الاعداء للعروبة والاسلام، امثال احمد فارس الشدیاق، الامیر شكیب ارسلان، مالك بن نبی، و محمد حسنین هیكل، وهناك فریق من المشارقة وضعوا المستشرقین فی اعلى المراتب وبراوهم من كل عیب امثال محمد كرد علی، الدكتور صلاح الدین المنجد، وبرای المؤلف الدكتور میشل جحا انه لیس لهؤلاء ولا اولئك ای حق فیما یدعون، وبرایه لیس كل المستشرقین عباقرة ولیس ما قاموا به اعمال لا غبار علیه او خالیا من الشوائب .

و هنا یعرض المؤلف للفریق الثالث وهو من بینهم ممن جعلوا موقفا وسطا وحاولوا ان ینصفوا المستشرقین، امثال الدكتور عبدالرحمن بدری والدكتور فیلیب حتی. (20) 20

الكتاب الآخر الذی عالج هذا الموضوع قذدم فی مجلة «الفكر العربی‏» وكتب مراجعة عنه هو «تاریخ الاستشراق الاوروبی «لغوستاف دیغا» وكتاب آخر یجدر الاهتمام به فی هذین العددین هو كتاب «الدراسات العربیة فی‏اوروبا» لیوهان فك . من النقاط المهمة التی طرحت فی الكتاب الاول المذكور آنفا عبارة عن الحساسیة فی تاریخ الاستشراق بالمنظور الالمانی المنهجی لذلك ملاحظات مهمة لم تعالج وكان الكاتب لم یكن على وعی باهمیتها، والمراجع الدكتور حسان علوان یقول الواضح المدهش على كل حال، ان كل الذین عملوا على الاستشراق فیما بعد استعانوا بهذا الكتاب للانطلاق باعمالهم . الكتاب لیس بالعمل التحلیلی وتركز على كل الذین اهتموا بالدراسات العربیة ای كتبهم ومنشوراتهم التی حققوها .

وفی ختام هذا الفصل نذكر موجز ما كتبه الدكتور جبور الدویهی فی المجلد الثانی لهذین العددین تحت عنوان المرحلة وكتب الرحلات الاوروبیة الى المشرق حتى نهایة القرن الثامن عشر، فالكاتب هنا یتناول بالایجاز الرحلات والرحالة الاوروبیین الى المشرق (الامبراطوریة العثمانیة : مصر، سوریة، الاردن، فلسطین، ولبنان) . . . حتى نهایة القرن الثامن عشر ای قبل ظهور الاستشراق المتخصص (21) .

كتاب الاستشراق لادوارد سعید الاكثر حضورا فی هذین العددین احدث ادوارد سعید زلزالا فكریا فی كتابه «الاستشراق‏» لذا كان الاقوى حضورا فی المقالات الواردة فی هذین العددین، فالكتاب الذی صدر بالانگلیزیة وترجم الى تسع لغات هی: الفرنسیة، الالمانیة، الاسبانیة، الایطالیة، التركیة، الفارسیة، المالیزیة، الیابانیة، والعربیة، صار الدافع الاصلی لصدور العددین المخصصین للاستشراق فی مجلة «الفكر العربی‏» ، فی العددین 31و 32 یصف الدكتور رضوان السید هذا الكتاب بالكتاب الحضاری والسیاسی من الطراز الاول (22) .

وهو، بصفته رئیسا لتحریر «الفكر العربی‏» فی ذلك الوقت‏ یكتب فی مقدمة المجلد الاول: «اما هذان العددان من مجلة «الفكر العربی‏» واللذان یحملان اسم «الاستشراق - التاریخ والثقافة والمنهج‏» فقد بدانا باعدادهما بالمعهد منذ اكثر من عام على اثر النزاع العنیف الذی اثارته ترجمة كتاب ادوارد سعید الى العربیة، ومما یؤسف له ان لا یكون النقاش الذی اثارته هذه المحاولة العلمیة الجادة بمستوى المحاولة نفسها، اذ فهم منها السلفیون انها ربط نهائی للاستشراق بالتبشیر والسیاسة الاستعماریة، وفهم منها الیساریون ادانة للاستشراق الغربی وانتصارا للاستشراق الروسی، مع ان الرجل لم ینس مركزیة ماركس . وراى فریق ثالث ان الرجل یبقى امیركیا لا ینقض بل ینقد، لذلك ینبغی الحذر منه، وینصح لنا صادق جلال العظم (مفكر سوری) شانه بالخروج على ما یعتبره مالوفا بان نحذر من نرجسیة سعید المشرقیة فی مواجهة الغربیة المعروفة، رغم اعتباره له امیركیا متواطئا (23) .

وكتاب الاستشراق لادوارد سعید راجعه الدكتور فایز ترحینی فی ص 152 من المجلد الثانی . وكما جاء فی مقدمة هذا الكتاب یصف الاستشراق باختراع غربی . . . " مكان للتجارب الاستثنائیة " وجزء تكاملی من حضارة اوروبا وثقافتها المادیتین . وللاستشراق فی فهمه صور ودلالات كثیرة اهمها: الدلالة الجامعیة الاكادیمیة او وظیفة القیام بالاختصاصات المتنوعة والدراسات المتشعبة، وغایتها التعبیر عن الشرق وتمثیله بما یخدم مصالح الغرب ومخططاته، یرى ادوارد ان المعرفة الاستشراقیة كانت تعتمد اساسا على النص (الانشاء) لتركیز السلطة . واكثر تلك النصوص كانت تخیلیة لا تصور الواقع تصویرا مبدعا ولا حتى ناسخا، فالشرق كما نقله المستشرقون الى قرائهم لیس كما هو فی الواقع، بل كما خطط له ان یكون، لذلك اضحت عملیة تطبیق النص الانشائی المشرقی على الشرق والشرقیین ازمة، خلقت عند الاوروبیین الشعور بالفوقیة والدونیة وجعلت الشرق یعاین بوصفه من مخلوقات الغرب التی یجب ان تحكم وتمثل وتوطا بالمناسم (24) .

ادوارد سعید یقول:

الاسلام واقالیمه كانوا یشكلون محور الاستشراق الاوربی حتى القرن الثامن عشر، لكن المستشرقین الذین جاؤوا بعد ذلك التاریخ، جعلوا البنى الاستشراقیة فرعا من فروع المعرفة التی تنتمی بدورها الى المعتقدات العلمانیة وشبه الدینیة، كما انهم مهدوا الطریق امام الاستشراق الحدیث الذی ارتكز على اربعة عناصر:

1. التوسع (توسع الدراسات الى خارج حدود العالم الاسلامی .)

2. المجابهة التاریخیة بین الحضارات (القدرة على التعامل التاریخی مع الثقافات غیر الاوربیة قد ازدادت قوة واصبح الفهم الاوروبی للشرق فهما اكثر معقولیة .)

3. التعاطف (اضطر الغرب تحت وطاة المصالح، ان یقلل من حدة الصراع الدینی وان یتظاهر بالتعاطف مع مطالب الشعوب الشرقیة ذات النزعة الانسانیة .)

4. التصنیف (ان تصنیفات البشر تجاوزت ما سمیت ذات یوم بالامم المقدسة والامم المدنسة .) ثم ان ادوارد سعید یقسم المستشرقین الجدد الى ثلاثة انواع: اولهم المستشرق الذی یقیم فی الشرق لغرض محدود وهو تزوید الاستشراق بمادة علمیة ویعتبر اقامته شكلا من اشكال الملاحظة العلمیة . وثانیهم الكاتب الذی یسعى الى الغرض نفسه، غیر انه اقل استعدادا للتضحیة بالشذوذیة الممیزة لوعیه الفردی من اجل التحدیدات الاستشراقیة اللاشخصیة .

وثالثهم: المستشرق الذی تكون المرحلة الحقیقیة او المجازیة الى الشرق، بالنسبة الیه تحقیقا لمشروع ملح ونابع من انفعال ذاتی عمیق، لذلك یاتی نصه مبنیا على جمالات شخصیة .

ثم یتتبع الدكتور سعید رحلة الحجاج الفرنسیین والبریطانیین، فالفرنسیون بالاجمال لم یبحثوا فی الشرق عن حقیقة علمیة بقدر بحثهم عن حقیقة غربیة وبالتالی عن ذواتهم" (25) .

من المناسب ایضا ان نشیر الى ان المراجع الدكتور فایز ترحینی ینقد بالاجمال الافكار المطروحة فی كتاب ادوارد سعید ویقول:

رغم ذلك فان المؤلف وقع فی التعمیم خصوصا حین جعل هدف الاستشراق سیاسیا فی المطلق، وحین راى فی الاسلام التحدی الوحید الذی واجهته اوروبا فی الشرق، وحین حصر معرفة المستشرقین بشرق وهمی خیالی انشائی نصی . على ذلك یبدو ان اطلاع المؤلف على شرقنا غیر كاف، لان ثمة افكارا قررها المستشرقون عنا، فیها شی‏ء من الصحة وان كان فیها الشی‏ء الكثیر من المبالغة (26) .

فی نهایة هذا الفصل نشیر الى ان المقالات التی ترتبط بالحروب الصلیبیة قد ذكرت آراء ادوارد سعید وكذلك الدكتور خلیل احمد خلیل فی مقالته تحت عنوان «الاستشراق مشكلة معرفة ام مشكلة اعتراف بالآخر؟» ثمة تحلیلات عدیدة حول افكار ادوارد سعید حین یقول:

یاتینا كتاب ادوارد سعید لیرصد مسارا تاریخیا فی التصادم والتحول العلائقی بین الشعوب فی الشرق وشعوب الغرب . . . وهو (ادوارد سعید) فی تحلیله یسعى لتجاوز العقائدیة الغربیة والشرقیة على السواء .

النظرة الاسلامیة لاوروبا و الاستشراق

یمكننا ان نمیز بین مرحلتین فی تاریخ النظرة الاسلامیة لاوروبا:

المرحلة الاولى: وهی النظرة القدیمة التی استندت الى الموقف التقلیدی الاسلامی الذی یقسم العالم الى دارین، دار الاسلام ودار الحرب .

المرحلة الثانیة: المتزامنة مع بروز القوة الاوروبیة فی حوض المتوسط مع بروز الدولة العثمانیة ایضا .

هذا التقسیم یرد فی مقالة الدكتور خالد زیادة فی العدد 38 من مجلة «الفكر العربی‏» ، فهو فی المرحلة الثانیة یتكلم على التفاعلات والانطباعات التی برزت مع نشاة الدولة العثمانیة وانتشارها فی العالم .

واما بالنسبة للرؤیة الاسلامیة الى الاستشراق والمستشرقین فیمكننا القول ان كل ما اورده الكتاب العرب فی هذین العددین یعتبر جزءا من الرؤیة الاسلامیة للاستشراق، تلك التی تشتمل على نظرة تشاؤمیة ونظرة سلبیة الى حد بعید او معتدلة عند بعضهم، فی حین ان النظرة المتشائمة تتوجه الى الاستشراق الروسی او الى بعض الملاحظات حول النقد العربی الاستشراقی .

المستشرقون الغربیون الذین اخذوا جانب الانصاف فی آرائهم ومن الطبیعی ان هذه النظرة غیر المتشائمة لا تنطبق على ما بداه الدكتور مصطفى الخالدی عام 1999 تربط بین المستشرقین الذین درسهم والعلاقة بین التبشیر والاستعمار .

واما فی هذا السیاق فمن المناسب ان نذكر ما جاء فی مراجعة الفصل الاخیر من كتاب "الدراسات العربیة والاسلامیة فی اوروبا " تحت عنوان نظرة المشارقة الى المستشرقین (27) .

تحت هذا العنوان یبحث المؤلف فی اختلاف نظرة المشارقة الى المستشرقین ویرى ان بعضهم قد نظر الى المستشرقین نظرة المشكك واتهمهم بالتجسس والعمالة لغایات استعماریة ووضعهم فی مصاف الاعداء للعروبة والاسلام امثال احمد فارس الشدیاق، الامیر شكیب ارسلان، مالك بن نبی، و محمد حسنین هیكل . . وغیرهم، بالمقابل هناك فریق من المشارقة اله المستشرقین ووضعهم فی اعلى المراتب وبراهم من كل عیب امثال محمد كرد علی، الدكتور صلاح الدین المنجد، والصحیح بر ای المؤلف انه لیس لهؤلاء ولا اولئك ای حق فیما یدعون، وبرایه لیس كل المستشرقین عباقرة، ولیس ما قاموا به من اعمال لا غبار علیه ولا خالیا من الشوائب .

فلا شك ان بعضهم كانت لدیه مآربه السیاسیة او الدینیة فاقدم على دراسة اللغة العربیة خدمة لغایاته واهدافه، لكن لیس جمیع المستشرقین عملاء واصحاب مآرب دینیة وغایات استعماریة .

وهنا یعرض المؤلف للفریق الثالث و هو من بینهم الذین جعلوا موقفا وسطا وحاولوا ان ینصفوا المستشرقین، امثال الدكتور عبدالرحمن بدری والدكتور فیلیب حتی . . . وغیرهما .

الهوامش:

1 . انظر مادة Orientaliste فی موسوعة لاروس الكبرى، پاریس 1962

Grand Lareusseencyc Iopedigue Paris,1963.VII (1003 - 1004)

2 . مجلة «الفكر العربی‏» ، العدد 31، ص 60 .

3. المصدر نفسه .

4. المصدر نفسه، ص 188 .

5. المصدر نفسه ص 9 .

6. المصدر نفسه ص 66 .

7. المصدر نفسه، العدد 32 ص 145 .

8. المصدر نفسه، ص 130 .

9. المصدر نفسه، العدد 31 ص 7 .

10. المصدر نفسه، العدد 32 ص 53 .

11. المصدر نفسه، العدد 31 ص 55 .

12. المصدر نفسه، العدد 32 ص 116- 129 .

13. المصدر نفسه، العدد 31 انظر ص 13 .

14. المصدر نفسه، ص 50- ص 59 .

15. المصدر نفسه ص 140 .

16. المصدر نفسه .

17. المصدر نفسه، ص 143 .

18. المصدر نفسه، العدد 32 ص 25 .

19. المصدر نفسه ص 21 .

20. المصدر نفسه، العدد 32ص 182- ص 190 .

21. المصدر نفسه، ص 58- 65 .

22. المصدر نفسه، العدد 31 ص 5 .

23. المصدر نفسه ص 23 .

24. المصدر نفسه، العدد 32، ص 155 .

25. المصدر نفسه، العدد 31 ص 157 .

26. المصدر نفسه، العدد 32، ص 158 .

27. المصدر نفسه ، العدد 31 ، ص 188 .

المصدر: http://science-islam.net/article.php3?id_article=719&lang=ar

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك