من معاني الحج في الإسلام
د. عبدالجبار فتحي زيدان
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في دِيننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا، اللهم استُرْ عوراتِنا، وآمِن رَوْعاتنا، اللهم احفَظْنا من بين أيدينا ومن خلفِنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بك أن نُغتالَ من تحتنا.
قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۞ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96، 97].
قال ابن كثير في تفسيره:
"يخبر اللهُ - تعالى - أن أول بيت وُضِع للناس؛ أي: لعموم الناس، لعبادتهم ونُسُكهم يطوفون به ويُصَلُّون به ويعتكفون عنده، ﴿ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ﴾، يعني الكعبةَ التي بناها إبراهيمُ الخليل - عليه السلام - الذي يزعُم كل من طائفتي اليهود والنصارى أنهم على دِينه ومنهجه، ولا يحجُّون إلى البيت الذي بناه عن أمر اللهِ له في ذلك، ونادى الناسَ إلى حجِّه".
وهذه علامة واحدة من علامات كثيرة على أن الإسلام حقٌّ وما سواه زيغٌ وباطل.
"وبكَّة" من أسماء مكة على المشهور، وقيل: سميت بذلك.... ولأن الناس يتباكُّون فيها؛ أي: يزدحمون، قال قتادة: إن اللهَ بَكَّ بها الناس جميعًا، فيصلي النساء أمام الرِّجال، ولا يُفعَلُ ذلك ببلد غيرها".
وقال الله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26].
ذكَر الله - تعالى - أنه بوَّأ لإبراهيم مكانَ البيت؛ أي: أرشَده إليه، وسلَّمه له، وأذِن له في بنائه، واستدلَّ به كثير ممن قال: إن إبراهيم - عليه السلام - هو أول من بنى البيت العتيق، وأنه لم يُبْنَ قبْلَه؛ كما ثبت في الصحيح عن أبي ذر قلت: يا رسول الله، أيُّ مسجدٍ وُضِع أولُ؟ قال: ((المسجد الحرام)) - يعني: الكعبةَ في مكة - قلت: ثمَّ أيُّ؟ قال: ((بيت المقدس)) قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة.
وبعد أن أتم إبراهيم - عليه السلام - بناء الكعبة، أمَره الله أن يدعوَ الناس للحج إليها؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ۞ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 27، 28].
أي: نادِ في الناس داعيًا لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه، فذكر أنه قال: يا رب، كيف أُبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقال - جل وعلا -: "نادِ وعلينا البلاغ"، فقام على مقامه، وقيل: على الحجر، وقيل: على الصَّفا، وقيل: على جبل أبي قُبَيس[1] وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجُّوه، فيقال: إن الجبالَ تواضَعَتْ حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض - شرقًا وغربًا - وأسمع مَن في الأرحام - في بطون أُمهاتها - ومَن في الأصلاب - أصلاب آبائها ممَّن لم يولدوا بعدُ - وأجابه كل شيء سمعه، من حجَرٍ ومدَرٍ وشجر، ومن كتب الله أنَّه يحُج إلى يوم القيامة - فأجابوا صوته جميعًا بقولهم -: لبيك اللهم لبيك.
وهذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف، والله أعلم.
وقد شرع الإسلام للطائفِ حول الكعبة استلام الحجر الأسود وتقبيله؛ ذلك أن هذا الحجر رمز لتوحيد المسلمين.
وورد في الأحاديث النبوية أن الحجر الأسود نزَل من الجنة، وكان أشدَّ بياضًا من اللبنِ فسوَّدتْه خطايا بني آدم.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجَر الأسود: ((والله ليبعثَنَّه اللهُ يوم القيامة له عينان يُبصِر بهما، ولسان ينطق به يشهَدُ على من استلَمه بحق))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
واستلامه بحق: أن يعلَمَ أنه حجرٌ لا يضر ولا ينفَعُ، ولكنه يفعَلُ ذلك تقربًا إلى الله واقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وورد في الأحاديث النبوية أيضًا أن الحجَر الأسود يمينُ الله - عز وجل - في الأرض، يصافح بها خَلْقه، وأنه شافع ويشهَدُ لِمَن استَلَمه.
يؤدي المسلمون الصلواتِ الخمس في المسجد القريب من بيوتهم، فبفضل هذه الفريضة يجتمع أبناء الحيِّ الواحد كل يوم خمس مرات، ويؤدون صلاة الجمعة في الجامع القريب من أحيائهم، فبفضل خُطبة الجمعة يجتمع أبناء عدة أحياء مرَّةً في كل أسبوع.
وفي فريضة الحج يتقاطَرُ المسلمون من مختلف مدن العالم فيجتمعون في صعيد واحد لأداء مناسك هذه الفريضة.
والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وفي تأدية هذا الركن تتحقَّقُ أغراض روحية وبدَنية وسياسية واجتماعية وكونية.
1- الأغراض الروحية:
زيارة مكة والمدينة تذكِّر المسلمين بسيرة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - بولادته، ونشأته، وبهجرته، وهجرة صحابته - رضي الله عنهم - وكيف أنهم ترَكوا بلدَهم وأموالهم وأولادهم وأهليهم من أجل أن يوصلوا إلينا هذا الدِّينَ كما أُنزِلَ من رب العباد.
وفي هذا التذكُّرِ استحضارٌ لمآثِر الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، فيزدادُ الحُجَّاج المسلمون إيمانًا على إيمانهم، وتزداد مشاعر حبهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وللرعيل الأول من المسلمين - رضي الله عنهم.
والزحام الشديد الذي يلقاه الحُجَّاج في عرفات، وفي رمي الجمرات، وفي السعي والطواف - يُذكِّر المسلمين بالزحام الذي سيكون عليه الناسُ يوم الحساب.
ومن مناسك الحجِّ:
الإحرامُ من الميقات حتى الفراغ من طواف القدوم، وكذلك عند التوجه إلى عرفات حتى الفراغ من جمرة العقبة، والإحرام: هو تجرُّد الحاجِّ من الملابس، ومِن كل ما هو مخيط، فيرتدي إزارين غير مَخِيطين، الأول: يلفُّه على بطنه ورِجْليه، يستُر عورته من السرَّة إلى الرُّكبتين، والثاني: يضَعُه على صدره وكتفيه، ويلبَسُ نعلاً يكون أغلب وجهِ القدم فيه مكشوفًا.
فقد أُريد بهذا الزي أن يكون الحاجُّ شأنه شأن الذين يُحشَرون يوم القيامة حُفاةً عُراةً، قد تركوا الدنيا وأموالهم فيها خلف ظهورهم، وجاؤوا إلى ربهم فرادى مجرَّدين من كل متاعٍ دنيوي.
فتأدية مناسك الحج تجعَلُ الحُجَّاج يتذكرون أهوال يوم القيامة ومواطنه المختلفة، فتفيض نفوسهم بالمعاني الروحية، ويخِفُّ تعلُّقُها بالدنيا وحطامها الفاني، وبهذا تصلُح النفوس، وبصلاحها يصلُح المجتمع.
2- الغرض الدنيوي:
يُعوِّد الحجُّ الإنسانَ على تحمُّل الشدائد؛ فـ: ((السفر قطعة من العذاب)) كما قال - عليه الصلاة والسلام - والحاج في حجه يؤدي مناسك الحج؛ وهي: الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، يؤدي ذلك عدة مرات مشيًا وهرولة، ويؤدي كذلك السعيَ بين الصفا والمروة، يؤديه أيضًا سبعة أشواط مشيًا وهرولة، وهناك الوقوفُ في عرفات، والزحام والشدة التي يلقاها الحُجَّاج عند رمي الجِمار الثلاث لمدة يومين أو ثلاثة.
مما لا شك فيه أن تأدية هذه المناسك رياضة بدنية، وقد أصبَح من المعروف اليوم أن الرياضة البدنية تزيدُ من قوة البدن وصحته، وتَقِيه من كثيرٍ من الأمراض.
3- الغرض السياسي:
الحج مع أنه عبادة يُعَد مؤتمرًا إسلاميًّا، إلا أنه يفوق المؤتمرات العالَمية الدولية بأمرين:
أولهما: أن المسلمين في مؤتمر الحج يجتمعون في كل عام في المكان والزمان المعيَّنين من دون أن يختلفوا في مكان الاجتماع أو زمانه.
والثاني: أن في المؤتمرات الدنيوية العالمية تجتمع الملوك والوزراء فحسب، ومن المعروف أن المشاكل التي يعالجونها هي القضايا التي تهم شعوبهم، أما مؤتمر الحج ففيه تجتمع الملوك والشعوب، وبزي واحد، على اختلاف أجناسها ولغاتها، فيتحقق في هذا المؤتمر أن يجتمع أصحابُ الشأن فيما بينهم ومعهم أمراؤهم، ومثل هذه المزيَّة وتلك لم تتحقَّقْ في أي مؤتمر دنيوي كان في العالم، ولم ولن تجدَها إلا في ظل هذه الفريضة من فرائض الإسلام.
4- الغرض الاجتماعي:
يدعو الإسلام إلى المساواة بين الناس، وفي الفرائض الإسلامية تطبيق لهذا الغرض؛ فالمسلمون في صلاة الجماعة التي تقام خمس مرات كل يوم يقفون صفًّا واحدًا، جنبًا إلى جنب، كأنهم بنيان مرصوص، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية.
وفي الحج يتحقق هذا الغرض بصفة أشدَّ وعلى نطاق أوسع؛ فالمسلمون في الحج يرتَدُون جميعًا زيًّا واحدًا هو زي الإحرام، وبه يؤدون المناسك، لا فرق بين حاكمهم ومحكومهم، ولا بين غنيِّهم وفقيرهم، ولا بين أَسْودهم وأَبيضهم؛ فلباسُهم واحد، وعَمَلُهم واحد، وتلبيتهم واحدة، فتُطبَّق في تأدية مناسك الحج المساواةُ العملية بأجمل معانيها وأشمل نواحيها.
وقد أكد التربويون قديمًا وحديثًا أن من الوسائل الرئيسة لاكتساب الفضائل: العادة، والعادة تأتي عن طريق التطبيق العملي، وهذه هي إحدى الوسائل التي يتبعها الإسلام في تربية المسلم؛ فالإسلام مثلاً يدعو إلى عدم الإسراف في استعمال الماء عند الوضوء حتى لو كان المصلي يتوضأ من شاطئ نهر جارٍ؛ ذلك ليتعود المسلمُ على عدم التبذير، والمسلمون في الحج يمارسون فضيلة المساواة بصفة عملية للتحلي بها وتطبيقها في أعمالهم ومعاملاتهم مع إخوانهم إذا رجعوا إلى أوطانهم بعد أن تعوَّدوا عمليًّا على ممارستها في حَجِّهم، فما أجملَ هذا الدِّينَ، وما أجلَّ فرائضَه!
5- الغرض الكوني:
تميَّز الحج من بين الفرائض الإسلامية بوضوح صلته بالكون والكائنات؛ فمن مناسكه الأساسية الطواف حول البيت، ويؤدي الحاجُّ هذا المنسك ثلاث مرات على الأقل، وفي كل مرة يدور حول الكعبة سبعة أشواط.
وقد فرَض الإسلام على الحاج أن يجعل الكعبة عن يساره في أثناء طوافه؛ أي: وجَب أن يدور حولها من اليسار إلى اليمين، فَلِمَ جعل الطواف بهذا الاتجاه ولم يجعَلْ من اليمين إلى اليسار؟ ما السر في ذلك؟
من الحقائق المعروفة لدى علماء الفَلَك أن الأرض تدور حول نفسها من اليسار إلى اليمين، وكذلك الحال في الذَّرَّة التي هي أصغر شيء في المادة؛ فقد وُجِد أنها تتألف من نواة تقع في الوسط وحولها إلكترونات، وهذه الإلكترونات تدور أيضًا حول النواة من اليسار إلى اليمين؛ فالكائنات من الذَّرَّة إلى المجرَّة تدور جميعها عكس عقارب الساعة، فتتبع المنهج نفسه، إلا ما شذ منها.
وكذلك الحيوانات المنوية حين يقذفها الرجلُ في رحم زوجته، يقول الأطباء عنها: إن هذه الحيوانات التي تُعَد بالملايين، تتحرك وتتموج في الرحم تريد أن تلتقي بالبويضة، وهي تدور بصفة عامة أيضًا في أثناء تموُّجِها من اليسار إلى اليمين.
وكذلك أريد من المسلم في حَجِّه أن يطوف حول الكعبة بالاتجاه نفسه من اليسار إلى اليمين؛ ليشارك الكائنات كلَّها في هذا المنهج الكوني العام؛ لتكون طريقة عبادتهما واحدة؛ لأن ربهما واحد.
وهذه هي إحدى معجزات هذا الدِّين العظيم، فلو سئل قبل بضعة قرون أعلمُ المفسرين وأيُّ عالم كان في الدنيا: لِمَ فرَض الله على المسلم أن يطوف بهذا الاتجاه؟ لَما استطاع الإجابة، إلا أن يقول: هكذا أمر الله، وعلينا أن نستجيب، وعلينا بأن نؤمن بأن الإسلام دينُ الله لا يأمر إلا بالحق، سواء عرَفْنا العلة أم لا.
أما اليوم، وبعد أن علَّم اللهُ الإنسانَ في هذا العصر ما لم يعلَمْ من قبلُ، فقد تبينت الحكمة بجلاء، وتبين معها أن الإسلام من عند الله.
وثمة مسألةٌ أخرى في هذا الباب: أن من الحقائق الفيزيائية أن دوران الشيء حول نفسه أو حول شيء آخر يولد عزمًا للسير في اتجاه معين، تتحكم في تعيين هذا الاتجاه حالة الدوران، فإذا كانت من اليمين إلى اليسار - كدوران عقارب الساعة - كان عزم الحركة متجهًا نحو الأسفل، وإذا كانت من اليسار إلى اليمين - كطواف المسلمين حول الكعبة - كان عزمُ الحركة متجهًا نحو الأعلى.
والحُجَّاج يبتغون من طوافهم رضا ربهم الذي فوقهم في السموات العلى؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]، فهم يبتغون من أداء هذه الشعيرة أن تصعَدَ عبادتهم وأعمالهم إلى الله - تعالى - وأعمال العباد كلها تصعد إلى ربها؛ قال الله - تعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].
ففي هذا الطواف تتّحد الحقائقُ الفيزيائية والحقائق الروحية؛ ليكون ذلك دليلاً على وحدانية الرب والآمِرِ والخالق، ووَحدة المصير.
ودوران الأجرام الكونية من اليسار إلى اليمين يؤلِّف قوة طاردة تُبعد الأجرام عن بعضِها البعض؛ مما يؤدي إلى اتساع المسافات بينها، وإلى اتساع الكون.
ولم يجعل اللهُ - سبحانه - الأجرام تتحرَّكُ وتدور من اليمين إلى اليسار؛ لأن دورانها بهذا الاتجاه يؤدي إلى اقترابها من بعضها البعض، واصطدامها وانكماشها، حتى تصبح الكائنات كلها كتلة واحدة وجِرمًا واحدًا، وفي هذا خراب الدنيا والحياة على الأرض والكون بأَسْره، والإسلام في تشريعاته ومنهج عبادته موافق لمنهج الكون، فكما يسير الكون بأجرامه بانتظام، فكذلك الإسلامُ يسير بمجتمعاته التي يحكُمُها إلى طريق الأمان والسلام.
اللهم كما وحَّدتَ عبادتنا وحِّدْ قلوبنا، ولا تحرِمْنا زيارة بيتك في الدنيا، ولا تحرمنا رؤية وجهك الكريم يوم الدين، اللهم آمين!
[1] أبو قُبَيس: مِن أعظم جبال مكةَ، وهو أحدُ الأخشبينِ اللذين تقعُ بينهما مكة، والثاني: قُعَيْقِعان.