نصارى مصر ونعراتهم الطائفية

تابعت عن كثب واهتمام الحوار الذي أجرته جريدة " المصري اليوم " في 15/9/2010 مع نيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والمرشح الأول لخلافة البابا شنودة في كرسي الباباويه، ولأهمية ما جاء في الحوار وما نفث به الأنبا عما يدور في صدره وفكره وما يؤمن به ويعتقده من ناحية، وأهمية الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد من ناحية أخرى، كان لزاماً الرد على ما أثاره من باب الحوار المتبادل ورد الفكرة بالفكرة ومجابهة الرأي بالرأي، ومن باب تصحيح المفاهيم وإيضاح الحقائق التاريخية لاسيما أن حديث الأنبا كان به سقطات تاريخية كان من الواجب عليه تلاشيها وعدم الوقوع فيها أما وقد حدث ذلك فيجب علينا إيضاح الأمر وتبيينه حتى لا يختلط الحابل بالنابل أو يُشكل الأمر على البسطاء من الناس أو حتى بعض المثقفين والمتعلمين، ولأن ما جاء في حديث الأنبا يحتاج إلى رد مطول واستفاضة في القول فإني سأعرض وجهة نظري في النقاط العشر التالية:

أولا: ما ذكره نيافة الأنبا في مجمله لا يخدم" الوحدة الوطنية " التي لا طالما دغدغت بها الكنيسة مشاعرنا في كافة المناسبات والأحداث وصدّعت بها أسماعنا ليل نهار، بل وكانت تدعونا نحن المسلمين دائماً للحفاظ عليها، وتتهمنا أحياناً بأننا من يخرقها، ويا للأسف فقد كنت أظن وأدعو في ذات الوقت أن يكون كلام الأنبا سبيلاً لتأكيد الوحدة، ودعماً للحفاظ على أمن الوطن وحماية أبنائه وإنقاذهم من براثين التطرف و كبت العداوة وإخفاءها تجاه الآخرين ولكن لم يحدث ذلك وجاءت تصريحات الأنبا وكأنها " تقطر طائفية " بحسب وصف السيد / جمال أسعد عبد الملاك لتلك التصريحات.

ثانياً: إننا نتساءل إذا كان هذا حديث الأنبا للصحافة والتي نعرف أنه يتجمل فيها الكثيرون ويتعمدون البعد عما يثير المشاكل والفتن، وخاصة من رجال الدين فكيف يكون حديث الغرف المغلقة والاجتماعات السرية أو حتى المواعظ الجماهيرية لجموع النصارى؟، ولهذا فلا عجب إذا أن نرى هذا الخلل الذي يطفو على السطح يوماً بعد يوم في العلاقة بين المسلمين والنصارى والذي يبدو واضحاً جلياً في كل مشكلة تحدث هنا أو هناك بل وتدلل عليه مظاهر كثيرة لعل من أهمها حالة التقوقع الشديدة من جانب النصارى والتي تلمسها في كل مكان تذهب إليه، ولا ريب أن كلام نيافة الأنبا لا يَسد هذا الخلل بل يزيده عمقا بشكل يجعلني كمسلم لا أتوقع خيرا في العلاقة بين أبناء الوطن الواحد في المستقبل القريب ولا حتى البعيد فما أكثر من يغذي الفتنة ويدعم أصحابها ودعاتها.

ثالثا: تحدث الأنبا عن أختفاء السيدة / كاميليا شحاتة والسيدة / وفاء قسطنطين واعتبر الحديث عن إسلامهما " أنها جعجعة " " واتهامات كاذبة ليس لها أساس من الصحة" وأنهما أعلنا بصراحة أنهما على الديانة المسيحية ولن يتركانها وأن الكنيسة لم تقم بخطفهما أو قتلهما أو تعذيبهما وأن الكنيسة تسلمتهما من النيابة وأنهما نقلا لمكان آمن لحمايتهما، ومع ذلك فإن هذا الكلام لم يجب عن تساؤلات عديدة أثارها الكثيرون ولم تستطع الكنيسة إلى الآن الإجابة عليها أو تقديم ما يثبت صحة موقفها ومن هنا فإذا كانت تلك السيدتين لم تسلما ولم تذهبا إلى الأزهر لإشهار إسلامهما فلماذا تجيش الجيوش ويشحن شباب النصارى شحنا في أتوبيسات وميكروباصات وتتعالى الهتافات والصيحات التي يفوح منها روح العصبية ونعرات الطائفية؟ ولقد عايشت بنفسي مصادفة ما حدث في حالة السيدة / وفاء قسطنطين ورأيت كيف كان ينقل الشباب النصراني في ميكروباصات ويُشرف على ذلك زعماء الكنائس وخدمتها في كافة أرجاء القاهرة الكبرى وكيف كانت الهتافات صادمة إلى حد كبير وكيف كان المتظاهرون يتعاملون بصورة بشعة وغليظة مع قوات الأمن التي ألتزمت الهدوء وحافظت على أرواح المتظاهرين التي لم تحافظ على أرواحهم ولم تقم بتدخل سريع كان يمكن أن ينهي الأمر برمته، وإذا كانت السيدة/ وفاء قسطنطين قد ذهبت إلى الأمن ولم تذهب إلى الأزهر فلما كل هذه الضجة؟ ولماذا يعتكف البابا ويهدد ويتوعد؟، ولعل ما حدث مع السيدة / كاميليا شحاتة لم يختلف عن ذلك كثيرا بل إن الأمر كان أشد باعتراف الكثير من زعماء الكنيسة الذين أكدوا في تصريحات صحفية منشورة بأن الهتافات كانت خارجة وأنه تم المبالغة فيها إلى حد كبير وأنه أسيء التعامل مع الحدث، ولكن الواضح صراحة أن الأحداث برمتها يا نيافة الأنبا أثبتت أنهما أسلما وأن الكنيسة خشيت من تكرار الأمر وتوسعه بشكل قد يفتح المجال أمام الكثير ممن يخفون إسلامهم أو يرغبون في الدخول إليه بإعلان ذلك صراحة وهو ما قد يهدد الكنيسة وتواجدها ويهز سلطانها على شعبها.

رابعاً: يذكر الأنبا أن تسلم الكنيسة لامرأة عاقلة راشدة وعدم تسليمها لأهلها لتمارس حياتها الطبيعية دون حجر عليها أو تقييد لحريتها كان بحجة الحفاظ عليها من بعض الناس الذين يمكن أن يتهموها بالارتداد عن الإسلام أو قتلها، وهذا يجعلنا نتساءل هل ستظل السيدة/ وفاء قسطنطين محبوسة إلى الأبد أم أنه سيجيء اليوم الذي تخرج فيه لتمارس حياتها كإنسانة ومتى يكون ذلك؟، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الكلام حمل إساءة بالغة للمسلمين جميعا إذ يحمل في طياته هذا الوصف الظالم للإسلام بأنه " دين إرهاب " وكأننا نحن المسلمون قتلة سنعلم أن المرأة نصرانية ولم تسلم ثم نقتلها، ولكننا نتساءل يا نيافة الأنبا هل خرجت السيدة/ وفاء قسطنطين لتقول أنها لم تسلم وأنها خائفة من المسلمين؟ هل رآها أحد بعد احتجازها؟ هل يعلم أحد من جموع المصريين مكانها؟ هل سمعنا رأيها في الأمر برمته؟ هل يعرف أحد موافقتها على هذا الأحتجاز الآمن أم لا؟ هل يعرف أحد أنها في منتهى السلامة والسعادة بديانتها المسيحية كما يقول الأنبا أم لا؟ مجرد تساؤلات لا إجابة لها إلى الآن!!!!!.

خامساً: الأنبا يدعي في حديثه ما لا يتم في أرض الواقع فيقول " إذا اقتنع مسيحي فعلاً بالإسلام (وكأن الإسلام لا يُقتنع به) سآخذه بنفسي إلى الأزهر لأنني أؤمن بحرية الفكر والعقيدة " ويا لروعة هذا الكلام وسذاجته في ذات الوقت فمنذ متى والكنيسة تسلم من يريد الدخول إلى الإسلام إلى الأزهر الشريف، ولعلي أطلب من الأنبا أن يعطيني حالة واحدة تم فيها ذلك ولا أراه يقول أنه لا يتحول أو يرغب أحد من النصارى الدخول في الإسلام أو يعلن ذلك صراحة فهذا أمر مشكوك فيه كثيراً، ولكن يا نيافة الأنبا ما يحدث وما هو مدلل عليه بأحداث ثابتة أن من يقتنع فعلا بالإسلام ويعلن ذلك صراحة لا يُذهب به إلى الأزهر أو ترضى الكنيسة بذلك وتباركه بل يُذهب به إلى مكان آمن بعد أن تتسلمه الكنيسة يعيش فيه إلى الأبد بمنتهى السلامة والسعادة أو يُتربص به لخطفه إذا لم يتم تسليمه أو يُهدد بالقتل أو يُقتل فعلا وهكذا فالأمر لا يكون بالسهولة التي يصورها الأنبا في كلامه وإلا فلماذا هذه الثورات والتظاهرات التي تجوب البلاد حينما يسلم أحد النصارى؟ مجرد سؤال!!!!!.

سادساً: يطلب الأنبا في حديثه " أن يكون هناك قانون يحمي المتنصر وأن يتم حمايته من أهله ومن الأمن؛ لأن من يعلن رغبته في اعتناق المسيحية تأخذه الشرطة ويرنوه علقة تمام ويتحبس عدة أيام علشان يرجع عن اللي في دماغه " ولا شك أن هذا الكلام يجعلنا نتيقن أن نيافة الأنبا بيشوي يشرف بنفسه على عمليات التنصير في أرجاء مصر ويُوضح أنه يُواجه صعوبات في أداء مهمته فما ذكره يدل على معرفته الشخصية بما يتم للمتنصر أن كان ذلك يحدث فعلاً- ولهذا يطالب بحمايته وأن يُسن قانونا لذلك لعل ذلك يُساعده في أداء مهمته على أكمل وجه ويا للعجب!! فلم يطلب الأنبا لا من قريب أو بعيد حماية من يسلم من أهله ومن الأمن ومن الكنيسة التي تأخذه وترنه علقة تمام وتحبسه في مكان آمن ليعيش حياته إلى الأبد بمنتهى السعادة والطمأنينة وبالمرة يرجع عن اللي في دماغه!!!!!.

سابعاً: وهذا هو الأخطر في كلام الأنبا إذ يقول: " الأقباط هم أصل البلاد ونحن نتعامل مع ضيوف حلوا علينا ونزلوا في بلدنا واعتبرناهم إخواننا " وبالها من نفثة نفث بها الأنبا عما يدور في صدره والتي عبّر عنها قبله الكثيرون فعودة النصارى لحكم البلاد حلم يراود الكثيرون ويعبرون عنه بصورة مباشرة أو غير مباشرة سواء من خلال الكلمات أو الأفعال ولا شك أن السير في ذلك الطريق والإصرار عليه والسعي إلى تحقيقه يهدم طريق الوحدة ويزيد من مخاوف المسلمين تجاه النصارى ويؤجج فتنة لا يعلمها إلا الله فالتركيز الدائم أن هذه البلاد بلاد النصارى وأن المسلمين جاؤها غزاة أمر لا يُبشر بخير بجانب أنه سقطة تاريخية لا تُغتفر لكل من يثيرها ولا شك أنه لا يقع فيها إلا المتعصبون المتشددون الذين عميت أبصارهم عن رؤية الحق وصمت أذانهم عن سماعه ويا للعجب!! كيف يظنون أن البلاد بلادهم لمجرد أنها كانت تدين بالنصرانية؟ وهل يعني هذا أن كل المسلمين في مصر اليوم أبناء الفاتحين من العرب المسلمين؟ ومن يستطيع أن يجزم بذلك وكل الروايات التاريخية تثبت أن من بقي من المسلمين العرب في مصر خمسمائة رجل فقط في وقت كان فيه النصارى آنذاك سبعة ملايين؟ وهل يستطيع هذا العدد من المسلمين أن يصبح سبعين مليون الآن وهذا العدد من النصارى أن يصير عشر ملايين على أكثر التعددات زيادةً وتوسعاً بفرض أنه قد ثبت كل واحد على دينه؟ هل يعقل ذلك أم أنه لابد أن نلغي عقولنا؟ أيستطيع الأنبا أن يثبت أن النصارى آنذاك لم يدخلوا في الإسلام أفواجا؟ إذا استطاع ذلك سنقول له إن البلاد بلادك ولكن حتى يفعل ذلك نقول له " نحن مصريون آمنا بالله وأسلمنا له وآمنا برسوله محمد عليه الصلاة والتسليم ورفعنا راية التوحيد " فالبلاد لن نقول بلادنا نحن المسلمين وحدنا بل بلادنا وبلادكم والفارق أننا أسلمنا واتبعنا الهدى وأنتم بقيتم على عقيدتكم وحافظتم عليها ومع الأيام صرنا نحن المصريون المسلمون أغلبية وصرتم أنتم المصريون النصارى أقلية ومع ذلك لم نتعامل أبدا من هذا المنطلق ولم يثبت التاريخ ذلك، وإذا كان النصارى على حسب زعمهم يتعرضون لظلم ما أو تمييز أو اضطهاد فليس هذا بسبب الإسلام أو المؤمنين به حق الأيمان وإنما بسبب ممارسات بعض الحكومات التي يعاني بسببها أيضا المسلمون ولا يأخذون كامل حقوقهم ويعانون مما يعاني منه النصارى بل أن نصارى اليوم وبسبب الاستقواء بالخارج صاروا يتمتعون بمزايا كثيرة لا يحصل عليها المسلمون، وفارق كبير بين حكومة تطبق الإسلام بحق وأخرى تدعي ذلك وثالثة لا تطبقه فالإسلام يدعوا إلى الأنصاف والعدل والمساواة ولنقرأ التاريخ جيدا وننظر كيف كان حال النصارى حينما كان يطبق الإسلام؟ وكيف كانوا يتنعمون ويحصلون على كامل حقوقهم كنسيج من أنسجة الوطن لا يمكن التخلي عنه أو التفريط فيه؟ ولست هنا في معرض الحديث عن الروايات التاريخية الثابتة في هذا الشأن فهذا باب كبير يحتاج إلى مقام آخر للحديث عنه فليرجع الجميع إلى قراءة التاريخ بإنصاف لتظهر لنا الحقائق جلية وكفانا إلغاءً لعقولنا.

ثامناً ": ومن السقطات التاريخية التي وقع فيها الأنبا حديثه عن الجزية وإيهامه بأنها كانت ظلماً وأنها كانت تفرض قهراً أو أنها كما يردد الكثير من أمثاله كانت سبباً في دخول بعض النصارى الإسلام هرباً منها وغير ذلك من الإدعاءات غير الصحيحة التي يرددها نصارى اليوم ويكررونها كثيراً في لقاءاتهم وحواراتهم، ولعل القارئ المنصف للتاريخ والمحقق الفاحص لأحداثه يعرف أن الجزية لم تفرض لمجرد جباية الأموال أو قهر الناس حتى يدخلوا الإسلام وإنما فرضت مقابل الدفاع وحماية الأرض ومن عليها من الأعداء حيث كان الجيش المسلم آنذاك لا يقاتل فيه إلا المسلمون فكانت الجزية بمثابة " ضريبة دفاع وحماية " ولهذا دفعها المصريون غير معترضين عليها وخاصة أنها كانت مبالغ لا تذكر وكان يعفى منها الفقراء بل كان يدفع لهم من بيت المال سداً لفقرهم وإعانة لهم على مشقة الحياة فالمسلمون كانت غايتهم هداية الناس لعبادة الله بغير إكراه ولم تكن غايتهم جباية الأموال، ولا أكاد أتصور أن ملايين المصريين في ذلك الوقت كانوا لا يستطيعون أن يرفضوا دفع الجزية أو يقاوموا المسلمين الذين يريدون إجبارهم على الإسلام كما يُدّعى الآن أو حتى يفعلوا مثلما كانوا يفعلون مع الرومان وإلا فكيف يُعقل أن يَقهر خمسمائة رجل ملايين الناس على فعل أمر لا يقتنعون به أو يقبلونه؟ أو كيف يُعقل أن النصارى في ذلك الوقت لم يستطع معهم الرومان بكل حال من الأحوال أن يجبروهم على مجرد تغيير الاعتقاد في السيد المسيح ودافع النصارى المصريون عن عقيدتهم دفاعا مريراً ذاقوا فيه الويلات حتى طرد قساوستهم ورهبانهم وحرموا من ممارسة شعائرهم وعباداتهم وحولت كنائسهم إلى حظائر للحيوانات على الرغم من أنهم لم يدخلوا في دين جديد؛ أبعد ذلك كله وتلك التضحيات العظيمة يقبلون بكل سهولة أن يُقهروا في الدخول إلى الإسلام دون مقاومة بعد أن كانوا يجاهدون لعدم الأيمان بعقيدة طائفة من طوائف دينهم؟ أيُعقل هذا؟.

تاسعاً: يذكر الأنبا في حديثه قائلاً: "... ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية وإذا قالوا لي إن المسلمين سيرعون شعبي بالكنيسة فسأقول اقتلوني أو ضعوني في السجن حتى تصلوا إلى هذا الهدف " ويبدوا أن الصحفية محاورة الأنبا رأت أنه أخذ الحديث إلى مجرى آخر لم تكن تقصده فذكرت له في السؤال التالي " أنها لم تتحدث عن إشراف المسلمين على الكنيسة وإنما الحديث يدور عن الدولة " وكأن الأنبا ينفث عما في صدره ويا للعجب في استخدامه لفظ " الاستشهاد " الذي يحمل لدى النصارى مغزىً كبيراً وإشارات متعددة، وموضوع " الاستشهاد " هذا ينذر بخطر كبير فالرجل بقامته ومكانته عند جموع النصارى يقول هذا الكلام وكأنها دعوة صريحة منه إلى مجابهة الدولة ومحاربتها ليس بالطرق السلمية وإنما بالجهاد والاستشهاد، وحتماً فهذا الكلام ليس فيه أدنى أحساس بالمسئولية، ولا حرص على هذا الوطن الذي يعيش فيه الأنبا ويأكل من خيراته ولا ينبئ عن أي حب له والحب يا نيافة الأنبا ليس كلاما يكتب أو يقال وإنما أفعال ودلائل تشير إليه وتبرهن على وجوده وكم كنت أتمنى أن يُظهر الأنبا حب الوطن الذي يعيش فيه وأن يحترم مؤسساته وأن يُنبه النصارى إلى ضرورة السعي إلى حقوقهم والحفاظ على عقيدتهم من خلال الطرق الشرعية لا من خلال الخروج على الشرعية، وفي نهاية هذه النقطة فإني أطلب من جموع النصارى وفي مقدمتهم الأنبا أن يسكتوا حينما يخرج بعض من المسلمين مجاهدين مقاتلين للدولة لمجرد أنها لا تطبق بعضا من شريعتهم ولا تقولوا حينها إنهم إرهابيون فهؤلاء حينها ووفقا لمقتضى كلام الأنبا سيكونون مدافعين عن رسالة دينهم واصلين إلى مرحلة الاستشهاد في سبيل ذلك ولكننا يا نيافة ألانبا لا نقول مثلما تقول فصفوة علمائنا حاربوا ذلك الخروج على الدولة وجاهدوا في سبيل ذلك حرصاً على دينهم وحماية لوطنهم وأمتهم.

عاشراً: " معظم ما قاله الأنبا بيشوي يثبت النظرية القائلة بأن الكنيسة صارت دولة داخل دولة "

" الأنبا لم يستطع أن يفرق في حديثه بين الدولة بكيانها السياسي ومؤسساتها الدستورية والقضائية والتشريعية والتنفيذية والدولة من حيث ديانة الأغلبية التي تحكمها"

" الأنبا ركز في حديثه على جهود الكاثوليك في تحويل الأرذوكس ولم يذكر جهود الأرذوكس في تحويل الكاثوليك وتنصير المسلمين "

" الأنبا ذكر أن عصر الرئيس مبارك أفضل العصور للأقباط وهذا يجعلنا نتعجب من العويل والصرخات اليومية للنصارى هنا وهناك وما أدراك ما هناك؟ والتي تُظهر النصارى وكأنهم محرومون من حقوقهم ومضطهدون إلى أقصى مدى بالرغم من أنهم " الأقلية المحسودة في العالم كله " منذ أن دخل الإسلام بلاد مصر وصار أغلبية فيها "

" الأنبا بيشوي يذكر صراحة أنه يحب الأخوان المسلمين وأنا أتحداه أن يأتي بما يثبت تلك المحبة ويدلل عليها ومنذ متى تكون المحبة بالكلمات فالخوف من الأخوان يا نيافة الأنبا أصبح "لازمة" عند النصارى بل صار الأخوان "شوكة" في حلق النصارى ولذا فلا أظن أن كلامك هذا يعني أن الخوف قد زال "

" الأنبا أثبت أنه ليس رجل سياسة بل هو رجل دين فحسب ولهذا فإن كلامه قد يصب في مصلحة عقيدته ولكنه لا يصب في مصلحة الوطن الذي يعيش فيه والذي قد يكون انقلابه عليه سببا في الخروج منه إلى الأبد هو ومن على شاكلته "

" الأنبا أثبت أن هناك تعاوناً مثمراً بين بعض النصارى في مصر ونصارى المهجر وأن المعلومات تنقل من هنا إلى هناك ولا شك أن زيارات البابا إلى أمريكا تأتي تتويجا لذلك التعاون البناء!!!!!! ".

المصدر: http://islamselect.net/mat/87073

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك