الارتجالية والعمل الخيري
حمدان الوردي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
العمل الخيري سمة من سمات المجتمع المسلم , وهو متجذر في نفس المسلم , وعندما ينطلق المسلم في العمل الخيري ينطلق من شعوره وإيمانه بكتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم – فهو يقرأ القرآن ويطلع على السنة فيجد أنهما تزخران بآيات وأحاديث تحث على العمل الخيري وتركز عليه , وحينما يسير المسلم في حياته يجد أن كثيراً من الأمور التي تواجهه تذكره بهذا العمل الجليل المبارك .
ونحن في زمن تعقدت فيه قضايا الحياة وتشابكت واختلطت على الناس كثير من الأمور , وأصبح الإنسان الناجح الذي يريد أن يقوم بعمل – أي عمل – لابد له من رؤية وهدف ومتطلبات كثيرة للبدء في العمل , فلو أن إنساناً يريد أن يفتح محلاً صغيراً , احتاج أن يعرف ويطلع على عدة قضايا لتسهم في نجاحه , فمنها المالي والنظامي واختيار الكفؤ وقس على ذلك أي عمل يقوم به الإنسان .
وفي العمل الخيري – خاصة – أصبح لازماً على من يقوم بهذا العمل أن يضع بعض النقاط المهمة نصب عينيه :
1)الإخلاص .
2) الرؤية والهدف .
3) مراعاة التنظيم والتخطيط ( والظروف الحالية ) .
4) المشورة .
5) بنـــاء الصورة الذهنية الجيدة عن المؤسسة بالعمل المثمر .
هذا فيما يخص القائم على العمل . وأما ما يخص جميع فئات المجتمع المتعاطفة مع العمل الخيري فيؤكد على :
1.التكاتف ودعم المجتمع للعمل الخيري.
2. لابد أن يدرك المجتمع أن هناك أطراً وتنظيمات وسياسات تنظم العمل الخيري , في نظر الكثيرين أنها تحدّ من العمل الخيري وتحجمه .
وفي نظري : أن العمل الخيري ينطبق عليه ما ينطبق على غيره – بل أشد – من التنظيم والتأطير والرؤية , لأنه هناك الكثير والكثير من الإشكالات في العمل الخيري تحتاج إلى تدقيق ومتابعة وتأصيل.
وفي نظري : أن محبة الخير لا تكفي في الوصول إلى عمل خيري مدعوم مؤصل يؤدي إلى ثمرة تظهر في المجتمع المسلم .أؤكد على أن أي عمل خيري يقوم به الإنسان يتعدى هذا العمل إلى غيره , فالواجب أن نقف وننظر في الأمور التي ذكرت – سابقاً – حتى نصل إلى عمل خيري مدعوم ومؤصل ومثمر .
عندما نتخلى عن هذه الأمور التي ذكرت نقع في كثير من المشاكل :
1-ظهور المشاكل في العمل الخيري .
2-إحجام الناس عن التعاطف مع العمل الخيري وتوجسهم منه ( مؤسسي أو غيره ) .
3-ضعف الناتج من العمل الخيري .
4-تبديد الأموال في غير ما صرفت له ,ويكون ذلك :
تبرع  مشروع  نسبة تحقيق الأهداف في المشروع
يا أخي في دين الإسلام بمفهوم الأدلة الشرعية الواردة أن أفضل عمل يقوم به الإنسان هو المتعدي النفع فالواجب عليك أن تقف عدة وقفات لتعرف أن ما تقوم به من عمل كم فيه من منافع وكم تساوي نسبتها , وفيه صفة الاستمرارية.
العمل الخيري ليس كأي عمل إداري يقوم به الشخص , العمل الخيري يحتاج إلى أناس لديهم الخبرة الكافية فيه ولا ينطلقون من رؤى خاصة أو حسب أهواء معينة .عندما يتبلور هذا المفهوم – أقصد العمل المؤسسي – تختفي لدينا الارتجالية , تختفي لدينا وتحجّم توجهات الأفراد , يختفي المفهوم المغلوط السائد عند كثير من الناس أن تطبيق النظام عند كثير من الناس يعني المركزية.
والمؤسسات الربحية يتدخل القائمون عليها عند عدم تطبيق النظام , عند التسيب في العمل , عندما تنفق المؤسسة وليس هناك مردود لما تقوم في إنفاقه , والمؤسسات الخيرية تعتبر أشد وأعظم , لأنها تجارة مع الله , فكيف نسوغ لأنفسنا الارتجالية فيها !, إن القائمين على العمل الخيري مؤتمنون أمام الله ثم خلقه .إن تفريغ الجهد والوقت من الأشخاص المؤثرين والمشرفين على العمل الخيري له دور بارز في تقدم العمل وتطوره في المجتمع . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
المصدر: http://www.aljoufnews.com/sa/articles.php?action=show&id=639