نقد التراث الشيعي: حوارات مكذوبة على الإمام الكاظم
غالب حسن الشابندر
وهي حوارات غنية بالافكار والتصورات والطروحات، ولكن صحة المضمون لا يعني بالضرورة أنها صحيحة النسبة للإمام، وكم لمثل هذه الحالة من نظير، وفي اعتقادي مهما كانت براعة الحوار راقية، ومهما كانت دقة ورشاقة الافكار التي في هذه الحوارات على لسان الامام دقيقة وشفافة وعميقة فإن نسبتها للإمام فيما لم تثبت جريمة بحق الامام نفسه، فليس من الصحيح أن ننسب للإمام ما لم يقله حتى إذا كان صحيح المضمون متين المحتوى، فكيف إذا كان المضمون ركيكا، متعثرا، هابطا في بعض الاحيان؟
هنا نستعرض بعض هذه الحوارات وربما نلتقي ببعض آخر في حلقات بمقبلة بإذن الله تبارك وتعالى .
حوارية رقم (1)
نقرا في الكافي إن الإمام الكاظم ورد على الخليفة العباسي المهدي وكان يردُّ المظالم لاهلها، فقال له الإمام: (... يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا تردُّ؟) وفيما يساله الخليفة عن هذه المظلمة يجيبه الامام بانها مظلمة فدك، وكيف أُغتصبت من فاطمة بالاسماء والمسميات الصريحة، فقال له المهدي: (يا أبا الحسن حدَّها لي)، وقد حدَّها الامام بحد من جبل أحد وحدٍ من عريش مصر وحد من سيف البحر وحد من دومة الجندل، أي دولة الخلافة كلها ! وكان جواب الخليفة: (... كثير وأنظر فيه) 1 .
هذا الحوار نجده بين الامام الكاظم وهارون الرشيد في مناقب ابن شهراشوب ولكن مع اختلاف في بعض تسمية بعض الحدود، فـ (الحد الاول عدن ... والحد الثاني سمرقند ... والحد الثالث افريقية ... والحد الرابع سيف البحر مما يلي الجزر وارمينية ...)، وتقول رواية المناقب أن الرشيد قال للإمام: (فلم يبق لنا شيء ...)، والغريب في الامر كان الرشيد هو الذي ابتدر الامام بتحديد فدك كي يردَّها له !
الرواية اوردها الزمخشري في ربيع الابرار مرسلة، أي رواية المناقب كما هو واضح، ولكن ما نصيب رواية الكليني من الصحة؟
لقد روى الكليني هذا الحوار بسند ضعيف للغاية، فهو يروي: (علي بن محمّد بن عبد الله، عن بعض اصحابنا ـ أظنُّه السيَّاري ـ عن علي بن أسباط، قال: لما ورد أبو الحسن ...) .
السند ضعيف بـ (عن بعض اصحابنا) على أقل تقدير، ولست ارى اي داع لتحديد فدك بكل هذه المساحة المزعومة، لانها اصلا ارض أو قطعة ارض كان قد وهبها النبي الكريم لابنته البتول، وبالتالي، المطالبة بفدك لا تتعدى حدودها الصريحة، ومثل هذا الترميز كما يدعي بعض المدافعين عن الحوارية تحميل فوق الطاقة .
الرواية ضعيفة ولكن هذا لا يعني أن أصل قضية فدك زائفة، بل هي ثابتة تاريخيا وبشكل مثير للغاية .
حوارية رقم (2)
نقرا في الكافي أيضا: (أبو علي الاشعري، عن بعض أصحابنا، وعلي، عن أبيه،جميعاً، عن ابن البطائني، عن ابيه، عن علي بن يقطين قال: سال المهدي أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرَّمة في كتاب الله عزَّ وجل، فإن الناس إنَّما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها؟) 2، ويجيب الامام على ذلك مفصلا كما تدعي الحوارية، ولكن للاسف الشديد إن السند ضعيف، اقلا بـ ( عن بعض أصحابنا)، وابن البطائني ضعيف جدا .
حوارية رقم (3)
وهي الحوارية التي يرويها صاحب المناقب حيث تمثل الامام بزي إعرابي في موسم الحج ودخل مع الرشيد بحوار حول بعض المسائل الدينية والطبيعية، وبعض الحوار كان هجوميا على الرشيد وبقسوة ! وانتهى الحوار بأن نقدَ الرشيدُ الكاظم المتنكر درتين كان الامام قد قرر ان يتصدق بها على الفقراء) 3.
هنا بودي أن اعلِّم نقطة مهمة، تُرى كيف ينخدع أمثال صاحب مناقب آل ابي طالب بمثل هذه الروايات؟ فلا يخضعها لنقد وتشريح ومعاينة مفصَّلة؟ حقاً إنّه سؤال في محلِّه .
حوارية رقم (4)
حوارية مفتعلة بين الإمام عليه السلام والخليفة هارون الرشيد، فقد أُدخِل الامام على هارون الرشيد كما تقول الرواية المزعومة، فيبادر الرشيد قوله للإمام: (خليفتين يُجبَى إليهما الخراج؟)، وفيما يتوسّل إليه الامام بحرمة الدم الذي يجمعهما حيث تدخل الرحمة قلب الرشيد وينقلب الموقف راسا على عقب (فاخذ بيدي، ثم جذبني إلى نفسه، وعانقني طويلا، ثم تركني، وقال: أُجلس يا موسى، فليس عليك باس ...)، يطرح هارون الرشيد على الامام اسئلة محرجة تتعلق بافضلية البيتين العباس والعلوي رغم انحدارهما من جد واحد، فبنو العباس وبنو عبد المطلب من شجرة واحدة، و(هما عمَّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرابتهما منه سواء)، ويطول الحديث بين الإمام والرشيد، الثاني يسال والاول يجيب، والحوارية كلها تدور حول علاقة القرابة بالافضلية ثم الخلافة من بعد النبي الكريم ! وفي جميع مفاصل الحوار كان الامام هو المنتصر بطبيعة الحال، وكان هناك كلام حول آية المباهلة ومتعلقاتها، وحديث الكساء، وأمور أخرى، وكان الرشيد بين حديث وآخر يستفسر الامام أنْ كان قد تحدث بهذا الى آخرين والإمام ينفي !
الحوارية كلها مفتعلة، وقد سيقت من أجل اغراض عقدية بشكل واضح، ورغم ما فيها من حجاج قوي ولكنها تسيء بشكل وآخر الى الإمام الباقر خاصة في جانبها التذللي بين يدي الخليفة خوف القتل ! وتشير رواية الحوارية المزعومة أن الرشيد بعد هذه المحاورة (أنزله ـ أي الإمام ـ عند السندي بن شاهك) 4 .
الرواية ضعيفة بامتياز، فقد رواها الصدوق بقوله: (أبو أحمد بن هاني بن محمد بن محمود العبدي رضي الله عنه، عن أبيه باسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليه السلام قال: لما أُدخِلتُ على الرشيد ...) وساق الحوارية المزعومة !
ضعيفة بالرفع، وهاني بن محمد بن محمود لم يوثّق 5، وابنه مجهول !
لا استبعد كان في الوسط الشيعي جماعات تصوغ مثل هذه الاخبار انتصارا للعقيدة، أو إن هناك جماعات من نوع آخر، تفتعل مثل هذه الاخبار اساءة للأئمة وتهوينا من شانهم بطريقة فنية دقيقة، فالحوارية السابقة رغم ما تتضمنه من انتصار لبني هاشم او العلويين بكلام أصح، إلاّ أنها تسيء للإمام الكاظم من طرف خفي !
حوارية رقم (5)
جاء في (كتاب النجوم للسيِّد بن طاووس من كتاب نزهة الكرام وبستان العوام تاليف محمد بن الحسين بن الحسن الرازي، وهذا الكتاب خطَّه بالعجمية، فكُلفنا من نقله إلى العربية، فذكر في آواخر المجلَّد الثاني منه ما هذا لفظ منْ عرَّبه: ـ
روي أن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر عليه السلام فاحضره، فلما حضر عنده قال: إن الناس ينسبونكم يا بني فاطمة إلى علم النجوم، وإنَّ معرفتكم بها معرفة جيدة، وفقهاء العامَّة يقولون: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا ذكرني أصحابي فاسكتوا، وإذا ذكروا القدر فاسكتوا، وإذا ذكروا النجوم فاسكتوا ...)، ويبدا حوار طويل معقد بين الإمام والرشيد حول علم النجوم،وتبعات هذه العلم، والطريف أن يسال هارون الرشيد الإمام في هذا السياق: (بالله عليك أخبرني ... أنت تموت قبلي أو أنا أموت قبلك، لانك تعرف هذا العلم من النجوم ...) 6، الرواية كلها مفتعلة مخترَعة، مصاغة للقول بان الامام كان محيطا بعلم النجوم، وقد سيقت مرسلة بامتياز)، يبدو إنها أحدى آليات الصراع القعدي بتوسيط آلية المخيال الساحر البديع، ولا يُستبعد إنها من صناعة علماء النجوم لغرض الانتصار لهذا العلم .
حوارية رقم (6)
يروي الكليني: (أحمد بن مهران، وعلي بن ابراهيم جميعا،عن محمَّد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال: كنتُ عند أبي الحسن بن موسى بن جعفر عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض، فقال له النصراني:إنِّي أتيتك من بلد بعيد وسفر شاقّ، وسالت ربِّي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الاديان، وإلى خير العباد وأعلمهم، وأتاني آتٍ في النوم فوصف لي رجلاً بعُلا دمشق ...)، ويسرد الكليني حوارية طويلة ومعقدة بين الإمام والنصراني، في الحوار اسماء واختبارات وما يشبه الاحراز، وتنتهي الحوارية كما هو مخطَّط لها كما يبدو باسلام النصراني 7، وعنه الوسائل واثبات الهداة وغيرها من المصادر .
السند ضعيف، فإن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الذي هو المصدر الاعلى للرواية لم يوثَّق 8، الحسن بن راشد يبدو هو: (الحسن بن راشد الطفاوي الضعيف) وليس هو: الحسن بن راشد، مولى بني العباس، الكوفي الثقة على بعض الاراء، ولا هو الحسن بن راشد مولى آل المهلب البغددي الثقة، والسبب في اختيار الحسن بن راشد الطفاوي الضعيف دون الآخرين هو كونه من اصحاب الرضا، بينما الحسن بن راشد مولى بني العباس هو من أصحاب الصادق فليس من المعقول أن يكون هو الذي يروي عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الذي هو من اصحاب الكاظم، والحسن بن راشد البغدادي من أصحاب الإمام الجواد فمن المستبعد أن يروي عن يعقوب بن موسى بن جعفر الذي هو من اصحاب الكاظم لبعد المسافة، فيكون اقرب الرواة الى جعفر يعقوب بن إبراهيم هو الحسن بن راشد الطفاوي الكذاب لانه من رجال الرضا ابن الكاظم عليهما السلام .
يبدو لي أن الحسن بن راشد ويعقوب بن جعفر بن إبراهيم مغرمين بالحديث عن النصارى، فهما يرويان ايضا عن لقاء الامام الكاظم براهب وراهبة من أهل نجران اليمن، ويدخلا معه في حوار طويل معقد هو الآخر، مشحو بالاغاز والاحاجي والارقام 9 .
حوارية رقم (7) مع ابي حنيفة
يروي صاحب أعلام الدين للديلمي حوارية بين الإمام الكاظم عليه السلام وبين ابي حنيفة 10، والحوار حول قضية كلامية تتعلق بافعال العباد، وكان الامام (غلاما خماسيا أو سداسيا، جميل المنظر، ذا هيبة، وحسن سمت ...)، ولم يكن يعرفه ابو حنيفة، فلما سأل عنه قيل له هذا (موسى بن جعفر)، فدخل معه في حوار مباشر وهو في عمر خمس أو ست سنوات !!
الرواية مرسلة، وتبدو عليها معالم الوضع بكل وضوح، والظاهر إنها سيقت لاغراض عقدية، فالإمام وعمره خمس سنوات يجيب عن مسالة عقدية طالما حيرت العقول، ويدحض فيها فقيه من فقهاء الاسلام المعروفين، هو الفقيه ابو حنيفة، فمن الواضح أنها حوارية مفتعلة، مع العلم إن ا با حنيفة كان قاصدا بيت الامام الصادق، ولكن الامام الصادق كان نائما فاستعاض ابو حنيفة حواره المرتقب مع الصادق بحوار مع ابنه الكاظم الصغير السن عليه السلام، هناك فن دقيق في سرد الحكاية كي تصب في الهدف الاخير بدقة وعناية !
يروي الكليني: (علي بن إبراهيم،رفعه قال:خرج أبو حنيفة من عند أبي عبد الله عليه السلام وأبوالحسن موسى عليه السلام،قائم وهوغلام فقال أبو حنيفة: يا غلام اين يضع الغريب ببلدكم؟ فقال:اجتنب اقبية المساجد وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ومنازل النزَّأل، ولا تستقبل القبلة بغائط ولا بول، وارفع ثوبك،وضع حيث شئت) 11 .
الرواية ضعيفة بـ (رفعه)، ومن الواضح عليها الدعاية الإعلامية المفبركة .
يروي الكليني: (علي،عن ابيه، والعدَّة،جميعا عن محمّد بن خالد البرقي، عن خلف بن حمّاد، ورواه أيضا عن محمّد بن أسلم، عن خلف بن حمّاد الكوفي، قال: تزوَّج بعض اصحابنا جارية معصرا لم تطمث، فلمّا افتضَّها سال الدم،فمكث سائلا لا ينقطع نحوا عشرة ايام ...) 12، وتستمر الرواية لتخبرنا باختلاف اهل الخبرة بطبيعة هذا الدم، هل هودم حيض أو دم العذرة، وقد عجز الفقهاء من حل الإشكال بما فيهم ابو حنيفة، ولكن الامام كان عنده الحل، والمقصود في النهاية إن الامام تمكن وابو حنيفة عجز .
السند يعاني من مشاكل، فإن (محمد بن خالد البرقي) موثّق عند بعضهم، وضعيف عند أخرين كما هو عند البهبودي 13، ويحتاط من أخذ روايته كما هو عند محسني 14، ومثل هذا الرجل يكون من الصعوبة اخذ روايته بجد، وإذا تابعنا السند الآخر أو الطريق الآخر ففيه (محمد بن أسلم الطبري الجبلي) جاء في رجال النجاشي: (... محمّد بن أسلم الطبري الجبلي، أبو جعفر، أصله كوفي، كان يتجر إلى طبرستان، يقال: إنه كان غاليا فاسد الحديث ...) 15، ولكن السيد الخوئي يمتدحه لانه وقع في طريق ابن قولويه، ويعلق السيد الخوئي قائلا: (ولا يعارض ذلك بما في النجاشي من القول بانه كان غاليا، فاسد الحديث، إذ لم يُعْلَم بهذا القائل، ولم يظهر من النجاشي الإعتماد عليه، فالتوثيق بلا معارِض)16، ولكن ما هي النتيجة فيما علمنا أن السيد الخوئي عدل عن توثيق كل من وقع في طريق ابن قوليه في كتابه (جامع الزيارات)؟ لا شك إن الحذر في اخذ رواية الرجل هو الحاكم هنا، لان لا توثيق اصلا في هذه الحالة .
إن حوارات الامام الكاظم مع ابي حنيفة لم تثبت، ربما نلتقي بحوارات أخرى، لا أدري، ولكن بهذا القدر هي غير ثابتة .
حوارية رقم (8)
يروي الكليني: (علي، عن ابيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البخرتي وغيره، عن عيسى بن شلقان، قال: كنت قاعداً فمرَّ أبوالحسن موسى عليه السلام ومعه بهمة، قال: فقلت: يا غلام ما ترى ما يصنع أبوك؟ يامرنا بالشيء ثم ينهانا عنه، أمرنا أن نتولى أبا الخطاب، ثم أمرنا أن نلعنه ونبتبرأ منه !
فقال أبو الحسن عليه السلام ـ وهو غلام ـ إن الله خلق خلقاً للإيمان لا زوال له، وخلق خلقا للكفر لا زوال له، وخلق خلقا بين ذلك أعارهم الله الإيمان يُسمَّون المُعارين، إذا شاء سلبهم، وان أبو الخطاب مِمَّن أعير الإيمان .
قال: دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته ما قلتُ لأبي الحسن عليه السلام وما قال لي، فقال أبو عبد الله عليه السلام:إنَّه نبعة النبوة) 17 .
من هو عيسى بن شلقان؟
في الرواية يتضح بكل صارخ أن الرجل كان من أصحاب الامام الصادق عليه السلام، كان في بيته، نضع هذه البداية كي نتسلسل في قراءة الرجل .
عيسى بن شلقان هو: عيسى بن أبي منصور، وبالتالي، ينبغي أن نسال ومن هو: عيسى بن أبي منصور.
لقد جاء في الكشي: (سألتُ حمدويه بن نصير، عن عيسى؟ فقال: خيِّرٌ، فاضلٌ، هو المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور واسم أبي منصور صبيح) 18 .
وقد وثق بعضهم عيسى بن شلقان / عيسى بن أبي منصور تبعا لهذا التقييم الذي صدر عن حمودية بن نصير، باعتبار أن الاخير ثقة بحكم كونه من شيوخ النجاشي .
ولكن عندما نلجأ إلى كتب الرجال في ترجمة الرجل نواجه مشكلة يجب معالجتها بدقة .
في رجال الشيخ الطوسي
1: قال في رجاله رقم (27) من أصحاب الامام الباقر: (عيسى بن أبي منصور القرشي: من أصحاب الباقر عليه السلام ).
2: قال في رجاله أيضا رقم (558) من أصحاب الصادق: (عيسى بن أبي منصور الكوفي) .
في رجال البرقي
وقد جاء في عدة البرقي في أصحاب الباقر: (عيسى بن أبي منصور قرشي، وأخرى في أصحاب الصادق قائلا: عيسى بن أبي منصور مولى، كوفي) 19 .
في رجال الكشي
قال في رقم (155): عيسى بن أبي منصور شلقان، ثم ادرج روايتين تمتدح عيسى بن أبي منصور على لسان الامام الصادق، وفي رواية ثالثة يقول الكشي: (سألتُ حمدويه بن نصير عن عيسى؟ فقال: خيِّرُ، فاضلٌ، هو المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور واسم ابي منصور صبيح) .
أين هي المشكلة؟
التعدد هو المشكلة في البداية، فإن عيسى بن أبي منصور القرشي الذي هو من اصحاب الباقر على صرَّح به البرقي، والثاني هو عيسى بن أبي منصور الكوفي المولى من أصحاب الصادق على ما صرّح به البرقي أيضا، فهما ليسا متحدين .
ولكن من منهما هو ابن شلقان؟ هل هو عيسى بن أبي منصور الكوفي أم هو عيسى بن أبي منصور القرشي؟ إنّه على اكبر التقدير عيسى بن أبي منصور الكوفي صاحب الصادق، يُستفاد ذلك من روايتي المدح التي أورهما الكشي بحق عيسى بن أبي منصور مطلقا على لسان الصادق،حيث يتحدد هذا الإطلاق بـ (شلقان) على لسان حمدويه بن نصير كما في رواية الكشي التي سبق وأن مرّت بنا، ومن المفيد هنا اعادتها، فقد روى الكشي: (سالت حمدويه بن نصير عن عيسى؟فقال: خير، فاضل، هو المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور)، فهذه قرينة واضحة بان ابن شلقان هو عيسى بن أبي منصور الكوفي، من اصحاب الصادق، وهو الممدوح، وبالتالي تنفك هذه الشفرة المقعدة، وخلاصتها، أن عيسى بن شلقان هو عيسى بن أبي منصور الكوفي الممدوح....
الرواية إذن صحيحة !
وهي الرواية اليتيمة من كل ما مرّ من روايات، وسوف نلتقي بحوارات أخرى في فصول لاحقة .
.....................
المصادر
(1) الكافي 1 ص 243 ح1 .
(2) نفسه 6 ص 406 ح 1 .
(3) مناقب ابن شهراشوب 3 ص 427 .
(4) عيون اخبار الرضا 2 ص 81 ح 9 .
(5) معجم الخوئي 19 رقم 13280 .
(6) فرج الهموم لابن طاووس ص 107ح 25 .
(7) الكافي 1 ص 478 ح 4 .
(8) معجم الخوئي 20 رقم 13716 .
(9) الكافي 1 ص 481ح 5 .
(10) بحار الانوار 48 ص 175 ح 2 .
(11) الكافي 3 ص 16 ح 5 .
(12) نفسه 3 ص92 ح1.
(13) معرفة الحديث رقم 105 .
(14) بحوث في علم الرجال ص 317 .
(15) أنظر معجم الخوئي 15 رقم 10229 .
(16) معجم الخوئي 10 ص 82 .
(17) الكافي 2 ص 418 ح 3 .
(18) الكشي ص 621 .
(19) معجم الخوئي 13 رقم 1951 .