اهتمام علماء الإسلام بالنفس البشرية

   لقد فهم العلماء المسلمون النفس البشرية من خلال تعمقهم فى آيات الله واقتداءهم بالرسول الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذى يعتبر أعظم معالج نفسى ، فقد عالج أمراض نفسية يعجز الأطباء فى العصور القديمة والحديثة على السواء في إيجاد علاج لها ، فالقرآن الكريم فيه علاج لكل زمان ومكان لجميع الأمراض المستعصية ، ولقد كان للعلماء المسلمون اهتمام بالطب النفسي وأفردوا لهذا العلم الكثير من أبحاثهم واشتملت العديد من مؤلفاتهم على الإفاضة فى ذكر المصطلحات النفسية والروحية . ويتمثل ذلك في بعض المصطلحات التي ورد ذكرها فى مؤلفات الشيخ الرئيس ابن سينا والرازي والإمام الغزالي " الجو النفسي ، المزاج النفسي،العلاج النفسي والأحوال النفسية والأهواء النفسية و الانفعالات والعلل النفسية ، الآفات النفسية ،

الوساوس ، الصرع الروحي ، الكروب ، الهم ، الأفعال المنعكسة ……إلخ  .

  وقد تناول الرازي في كثير من مؤلفاته موضوع الأمور والأحوال النفسية مثل النوم و السرور والحزن كما أنه كتب رسالة عن الطب الروحي وله كتاب بعنوان " العلاج الروحي " .

   ولقد اهتم أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجو زى بالطب الروحي والنفسي وله كتاب "ذم الهوى " كما له كتاب يسمى " الطب الروحاني " .

  كما  عالج الرازي وابن سينا موضوعات أخرى منها ما ترتبط فيها الجوانب الفسيولوجية بالجوانب النفسية للإنسان تحت "قوى الأفعال " .

  وواضح لنا أن العلماء المسلمون كانوا يقرنون الأمراض البدنية بالنفسية  ويرون الاضطرابات النفسية إنما هي حالة ذهنية تصيب الإنسان نتيجة الأهواء العنيفة والمشاعر القوية فى النفس البشرية إذ أن النفس شديدة الحساسية ولديها القدرة على أن تشعر بالنافع والضار فى كل الأمور ، ووصف الشيخ الرئيس الكآبة والقلق والميلانوليا والميول الانتحارية والانفعالات وتأثيرها في البدن وعلاقة الانفعال بالتغيرات الجسمية كنبضات القلب في حالة القلق .

استخدم الرازي الموسيقى والإيحاء والتسلية في العلاج النفسي ويفخر العرب بأنهم أول من أنشئوا المستشفيات وخصصوا قسماً منها للأمراض العقلية .

إن الطب النفساني العربي استمد إنسانيته من التعاليم الإسلامية ومن الموضوعية العلمية للأطباء الإغريق ومن التحسس العمراني الحضاري للخلفاء .

المصدر: http://1bac.medharweb.net/modules.php?name=News&file=article&sid=287\

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك