حوار الحضارات.. مشروع مؤجل

صحيفة "فيدوموستي" الروسية تقول يوم 18 سبتمبر/أيلول إنه يحق لمثيري الفتن أن يحتفلوا بالنصر لأنهم حققوا أهدافهم. فعرض فيلم "براءة المسلمين" بما فيه من مشاهد ساخرة تجرح مشاعر المسلمين أدى إلى إثارة موجة عارمة من المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة بصورة خاصة وللغرب بشكل عام. هذا بالإضافة إلى أعمال شغب سقط نتيجتها 8 قتلى ومئات الجرحى. الأمر الذي جعل الكثيرين يتهمون المسلمين بالتطرف والعدوانية. إن العنف الذي أثاره عرض الفيلم المسيء للرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) يعيد للأذهان حادثة الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت عام 2005 في صحيفة دنماركية. حيث شعر وقتها المسلمون بالإهانة وخرجوا في تظاهرات كبيرة جدا،في كل مكان. وعلى الرغم من التشابه الظاهري بين الحالتين، إلا أن ثمة اختلافا كبيرا بينهما. ففي عام 2005 حدث خلاف كبير في تفسير القيم الأخلاقية في الشرق والغرب. فالأوروبيون يرون أن عليهم حماية حرية الكلمة، والتعبير عن الآراء حتى التحريضية منها. أما الدول الإسلامية فتمسكت بحقها في صون واحترام معتقداتها الدينية. وفي عام 2005 سحبت كل من السعودية وسورية سفيرها من كوبنهاجن، وأغلقت ليبيا مكتب بعثتها الدبلوماسية في الدنمارك. وسلمت كل من وزارتي الخارجية الإيرانية والعراقية مذكرة احتجاج رسمية للخارجية الدنماركية. وقاطع عدد كبير من الدول البضائع الدنماركية، ولم تمنع الشرطة الأندونيسية المواطنين الغاضبين من اقتحام السفارة الدنماركية. وبعد ذلك، تم التوصل إلى اتفاق غير مكتوب بين المسلمين والغرب يقضي بعدم الاعتداء، بحيث يلتزم كل من الطرفين بعدم التعرض لمقدسات الآخر. ولا يمكن إعتبار الأحداث الأخيرة نقضا لذلك الاتفاق، لأن من تسبب بها أشخاص هامشيون، ولأن السلطات الرسمية الغربية استنكرت ما فعله هؤلاء. ولعل ما يلفت الانتباه هو أن التظاهرات العارمة لم تحدث في إيران أو المملكة العربية السعودية، بل في دول تعاني من أوضاع سياسية داخلية متأزمة. وفي هذه الدول أصبح الإسلام والشعارات المعادية للغرب، وسائل لتحقيق مكاسب سياسية آنية.

http://arabic.rt.com/analytics/69068/ :روسيا اليوم

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك