في جذور التطرف الديني

بقلم: د.حامد العبدالله

 

الباب الأول: قال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

الباب الثاني: في خضم التطورات التي يعيشها العالم العربي والإسلامي وسطوع نجم التيارات الإسلامية وسيطرتها على المسرح السياسي في البلدان التي شهدت ما يسمى «بالربيع العربي»، فقد شهدنا انقسام الجمهور بين مؤيد لهذه التيارات وأطروحاتها الفكرية والأيديولوجية والمعارض المتخوف والمحايد الذي ينتظر للتجربة أن تنضج وتعطي أكلها قبل أن يحكم عليها بالصواب والخطأ أو الاستمرار والانكفاء.

والحق أن لكل هذه الأجنحة الثلاثة قناعاتها ومبرراتها المنطلقة من مخاوف فكرية وأيديولوجية أو سوابق تاريخية أو رغبة من قبل المؤيدين وبعض المحايدين في إتاحة الفرصة لتيار عزل عن الساحة من قبل الأنظمة الحاكمة لعقود طويلة لكي يمارس العملية السياسية لعل إفرازات هذه التجربة تعود بالفائدة على الأمة.

ولعلنا إذا جانبنا النظر عن جانبي المؤيدين والمحايدين، وعشنا رؤية المعارضين للتيارات الإسلامية السياسية ومنطلقاتهم، فقد نعي ونفهم الصورة أو بعضها إن لم يكن كلها.

فللمخاوف أسبابها الواقعية الكامنة في أعماق ومجاهل التاريخ وبطون النصوص الدينية التي احتوتها المرجعيات الفكرية بهذه التيارات، إضافة إلى ما أتاحته التجربة الحديثة لبعض هذه التيارات في ساحة الواقع.

فمجمل هذه العوامل أفرزت ظاهرة العنف والتطرف الديني التي ارتبطت ببعض الجماعات والتيارات الدينية عبر التاريخ وانعكست في وقتنا الحاضر على صورة أحزاب وجماعات ترى الإسلام حكرا عليها وفهم النصوص الدينية وتفسيرها حق حصري لها لا يجوز لآخر منازعته عليها، وسادت لغة التكفير والتخوين والعنف والتطرف و«من لم يكن معنا فهو ضدنا» واصطبغت صورة العنف، وللأسف، بالإسلام، هذا الدين الذي أنزله الله رحمة للعالمين. وأصبحت مشاهد التفجير والعمليات الانتحارية والقتل وقطع الرؤوس وهدم المساجد ودور العبادة وتكفير المخالفين من المسلمين أمرا عاديا يمارس يوميا في العراق ومصر والأردن والمغرب العربي واليمن ودول الخليج، بل وحتى في نيجيريا وجمهورية مالي وباكستان وأفغانستان.

إن خطورة هذه الظاهرة تكمن في تأطيرها باسم الدين وإلباسها لباسا إسلاميا، والإسلام منه براء، فكيف يمكن لنفس سليمة أن تقوم بتفجير ذاتها وسط مسجد أو موكب عزاء أو احتفال ديني أو حفلة زواج موقعة مئات القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين، ممن يدينون بدين الإسلام مولين وجوههم شطر المسجد الحرام مصاحبين حفلة القتل هذه بأصوات التكبير والتهليل.

إن هذه الظاهرة بحاجة إلى دراسة علمية موضوعية نغوص فيها في أعماق الفكر والتاريخ لنلامس بأيدينا جذورها الفكرية وتجلياتها عبر تاريخ الإسلام وتأثيراتها في الواقع السياسي المعاش.

وهو ما سينقلنا في رحلة فكرية على مدى مجموعة من المقالات نحط رحالنا فيها على فكر الخوارج، رواد فكر العنف والتطرف في الإسلام، ثم نعرج على محطات المودودي والندوي وسيد قطب وشكري مصطفى ومحمد عبدالسلام فرج وغيرهم.

الباب الثالث: إن الحكم إلا لله «كلمة حق يراد بها باطل» الإمام علي بن أبي طالب (ع)».

الباب الرابع: يا صانع كل مصنوع، يا خالق كل مخلوق، يا رازق كل مرزوق، يا مالك كل مملوك، يا كاشف كل مكروب احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

المصدر: http://www.alanba.com.kw/kottab/hamed-alabdullah/352209/08-01-2013

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك