مناقشة المسائل الإسلامية الفرعية مع غير المؤمنين لا تفيد

مناقشة المسائل الإسلامية الفرعية مع غير المؤمنين لا تفيد
مناقشة المسائل الإسلامية الفرعية مع غير المؤمنين لا تفيد

الإسلام دائرة واحدة، وكيان كامل متكامل، ولا شك أن للمسلمين الموجودين داخل دائرة الإسلام كامل الحرية في مناقشة جزئياته الفرعية الثانوية والتحاور بشأنها، أما من كان خارج دائرة الإسلام من غير المسلمين فيجوز النقاش والتحاور معهم في أمور الحياة العامة، أما أمور الدين فلا يجوز للمسلمين الدخول مع غير المسلمين في نقاش حول جزئياتها أو فروعها، عملا بما كان يقوم به الرسول عليه الصلاة والسلام والدعاة الأوائل وتابعيهم وتابعي تابعيهم إلى يومنا هذا. فالحوار مع غير المسلمين في الدين لم يكن ولا ينبغي له أن يكون إلا في جزئية واحدة أساسية، ألا وهي التوحيد، وقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، لأنها الباب إلى دائرة الإسلام، ويجوز لمن دخل منها وأسلم أن يحاور وأن يناقش بعد ذلك في جزئيات الإسلام الثانوية الأخرى.

لذلك فمن الأفضل عند فتح حوارات أو نقاشات في جزئيات تتعلق بدين الإسلام (حجاب المرأة أو نقابها مثلا) أن يقتصر النقاش في هذه الأمور على المسلمين، لأن هذا أمر خاص بهم وبعقيدتهم، وليس أمرا عاما يمكن لكل من هب ودب من المتربصين بالدين أن يدلي فيه بدلوه، ولأن التصرف على هذا النحو لا يؤدي في النهاية إلى أي نتيجة، فماذا يفيدنا رأي غير المسلم أو رأي الملحد في أمر من أمور ديننا، وهو معارض لدين الإسلام، محارب له، ومنكر لأساسه الذي يقوم عليه.

أعتقد أنه ما زال هناك بعض الخلط وبعض الالتباس بين كلمتي (الحوار) و (الرد)، مع أن (عُبّاد الدماغ) الماديين من ممارسي (التمييز العقلي) بين البشر على الجانب الآخر أدركوا الفرق، فأرادوه أن يكون (هدنة) بشروطهم، و (حوارا) هادئا بين الحق والباطل، بينما نحن أردناه أن يكون (صراعا) بشروطنا، و (حربا) و (معركة) بين الحق والباطل، وأردناه أن يكون (ردا) و (تراشقا) حربيا بكافة أنواع الأسلحة والذخائر حتى يميز الخبيث من الطيب، ويظهر الحق، ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ...

كيف يكون حوار بين من يقزمون (العقل) ويختصرون وظيفته في الأمور المادية والرياضية البحتة، ولا يتورعون عن استخدامه وسيلة أساسية للشر، ووسيلة لممارسة (التمييز العقلي) بين البشر، وبين من يحترمون (العقل)، ويستخدمونه وسيلة أساسية للخير، ومقياسا للتمييز بين الحق والباطل، ومنارة من أجل الوصول إلى الطريق المستقيم في ظلام هذا الليل الدنيوي البهيم.

هناك فارق دقيق بين (الدعوة) و (الحوار) و (الرد)، الدعوة إلى (لا إله إلا الله)، والحوار في (لا إله إلا الله)، و (الرد) على أعداء (لا إله إلا الله).

ألا تراهم يصدقون ما جاء في القرآن فيهم؟ ألا تراهم يعلنون (صممهم) أمام دعوة الإسلام ورسالته التي ما زالت تتكرر على أسماعهم منذ أربعة عشر قرنا؟ ألا تراهم وهم يخاطبوننا ويقولون: "تكلموا حتى نسمعكم"...؟

لكن أنى يسمعون والأقفال على العقول والقلوب والآذان والعيون ...؟!!!

منذر أبو هواش
المصدر: http://www.atida.org/forums/showthread.php?t=5153

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك