حوار الأديان
أضافه الحوار اليوم في

سها الشيخلي *
نادت كل الا ديان السماوية بحرمة سفك الدماء ، كما نادت الى البر والمحبة والتعايش بسلام ، ومن هذه الاديان السمحة كان الدين الاسلامي الذي حث على الفضيلة وكرم الانسان وساوى بين العباد ونادى بالتقوى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) ، وفي الوقت الذي اشتعلت فيه الفتنة بين ابناء الوطن الواحد انعقد المؤتمر الاسلامي الدولي للحوار والتقريب في بغداد قبل ايام ، وجاء توقيته مناسبا كما اكد لنا اغلب الذين التقت بهم الصباح الجديد خلال افتتاح المؤتمر ، واكدت الكلمات التي القيت من قبل المسؤولين ورجال الدين وضيوف المؤتمر على وأد الفتنة التي تقف وراءها اجندات سياسية واخرى اقليمية ، وكان شعار المؤتمر ( انما المؤمنون اخوة ) والاخوة التي ضمننتها الاية الكريمة تعني صلة الارحام ، فليس هناك اقرب من صلة الاخ باخيه .
وهنالك الكثير من المؤتمرات عقدت وفي شتى دول العالم الاسلامية وهنالك الكثير من الاوراق قرأت والكثير من البيانات صدرت لكنها ظلت حبراً على ور ق فأن لم تفعل فلا قيمة لها لذا بات من الضروري التنسيق بتشكيل لجان تقوم بمتابعة التوصيات التي خرج بها المؤتمررن حتى لا تنسى وتتضاءل الغاية التي من اجلها تم انعقاد هذا المؤتمر بمرور الوقت.
ويكتسب المؤتمر الاسلامي الدولي للحوار والتقريب، الذي بدأت أعماله السبت الماضي في بغداد، أهمية كبيرة في ظل ظروف دولية واقليمية برزت فيها عوامل تفرقة مذهبية وطائفية، تؤججها المشكلات و الأزمات الدولية والمصالح الاقليمية . ان المؤتمر، يكرّس برنامجه لمناقشة أوضاع الاديان وكيفية توظيفها لخدمة الانسان في شتى بقاع الارض والخروج بتوصيات تحرّم سفك الدماء ورفض التمييز العنصري وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات .
وحوار الاديان ضرورة يحتاجها العراق كما يحتاجها اغلب الدول الاسلامية ذلك لان مجتمعاتنا يغلب عليها اسلوب التعنت والمكابرة وعدم الاعتراف بالاخطاء خاصة وان هناك من يجد نفسه معصوما من الخطأ كما هناك من يجد في لغة الحوار وتقبل الاخر نوعا من الضعف والاستكانة ، وهنا يبرز دور رجال الدين في الاخذ بيد مثل هؤلاء الاشخاص المتعنتين ، وهم عادة من الجاهلين بالامور سواءكانت السياسية منها او الاجتماعية او الدينية ، وكل الذي نتمناه ان يكون لهذا المؤتمر وقع وفاعلية كونه ذا خصوصية كبيرة .
الحوار الخارجي: