الحضـارات والثقـافـات

اللغـات الساميـة ~ الحضـارات القديمـة ~ الحضـارة الإسلاميـة ~ الحضـارة الأوربيـة
الـدراسـات التـركيـة ~ الثقـافـة الفـارسيـة ~الـدراسـات الأنـدلسيـة
قامت الحضارة مستندة على دعائم ثلاث وهـي : الرقي المـادي ، والرقي الصناعـي ، والرقي الفكـري ، وبتلاحم هذه الركائز قام التمدن لدى الأمم المتحضرة .
أمـا الثقـافـة التـي أُشتق اسمهـا مـن تثقيف الـرمح ، بمعنـى تسويتـه وتقـويمـه فكثيـرا مـا تستعمـل للدلالـة عـلى الـرقي الفكـري والأدبـي ـ والصناعـي أيضا ـ للأفـراد والجمـاعـات .
يثبت من كل ما تقدم أن العلاقة بين هذه العناصر علاقة وثيقة ، وأن القرابة بين الحضارة والثقافة قرابة عريقة ، فهي جميعاً تتشابك وتتفاعل دائماً في أسبابها ونتائجها وفي عللها و معلولاتها ، وفي عناصرها ومقوماتها ، فالتقدم الفكري أو الثقافي ، يساعد على الوصول من أقرب السبل إلى التقدم المادي ، أي الثروة ، بفضل ما تبتدعه العقول المثقفة من ضروب الاستكشاف والاختراع ، والإنسان المثقف متمدن بالمعنى الصحيح ، أو من اصطلحنا عرفا على وصفه بالمتمدن لايكون مثقفا ، فقد جرى التقليد على حصر الحضارة أحياناً في بعض المظاهر المرعية والآداب العامة ، فالرجل المثري العارف بآداب السلوك في مأكله ومشربه وهندامه ، وفي أسلوب سيره وسلامه وكلامه ، قد يسمى متمدناً وإن لم يكن مثقفاً .
وقد يجهل المثقف الشيء الكثير من هذه الآداب المرعية التي ذكرناها ، فلا يوصف بالتمدن ، وإن كان في معارفه ونبوغه وسمو أخلاقه أرقى بكثير من ذلك المتمدن أو المتحضر الذي قد لا تتعدى حضارته هذا الطلاء وفي هذه الحالة فلا بد من أن يكون للحضارة في مظاهرها ضروب وألوان تختلف باختلاف الزمان والمكان واختلاف العقيدة والنـزعات النفسية ، وان كانت واحدة في جوهرها وعناصرها وأنواع الحضارات التي تعاقبت في التاريخ ، والتي تنافست و تطاحنت حتى أبادت الواحدة الأخرى ، عملاً بناموس بقاء الأصلح ، كثيرة تكاد لا يحصرها عدّ . فالحضارة كالنهر ، يحتفظ باسمه على طول مجراه ، ولكن أمواهه وشواطئه تتغير وتتبدل ، فهناك حضارات منسوبة إلى الشعوب والبلدان ، مثل حضارة وادي الرافدين ( العراقية ) بجميع عصورها السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والحضرية وغير ذلك ، والحضارة الفرعونية ( المصرية ) ، والحضارة الكنعانية ، والحضارة الفينيقية ، والحضارة القرطاجية ، والحضارة الهندية ، والحضارة الصينية ، والحضارة الفارسية ، والحضارة اليونانية ، والحضارة الرومانية ، ومثلها الحضارة الشرقية والغربية ، والحضارة الأوربية الأمريكية . وحضارات منسوبة إلى الزمان ، مثل الحضارة القديمة والحضارة الحديثة . وحضارات منسوبة إلى العقائد والأديان ، مثل الحضارة البوذية والحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية .
وهناك حضارات منسوبة إلى مبادئ اجتماعية تقوم على سلطة الفرد واستئثاره بما يريد ويشتهي ، وهذا طابع الحضارات قبل الميلاد ، أو تقوم على احترام الشخصية وتغليب العدل والحرية والشورى بين الناس ، وهذا طابع الحضارة التي بشّر بها الأنبياء في الديانات السماوية (( أحبب قريبك كنفسك ـ لا تفعل بالغير ما لا تريد أن يفعله الغير بك )) و (( الناس صنفان أما أخَ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ـ إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه ، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه ـ وأمرهم شورى بينهم )) .
وهل استطاع علماء الاجتماع أن يصوروا الحرية والاستبداد بالديمقراطية والديكتاتورية بأحسن مما جاء في هذه الوصايا الإنسانية وهذه المبادئ السامية . ولهذا فان العمل على نشر الإخاء بين كافة الأمم هو دراسة الحضارات والثقافات العامة لاتخاذ العبر والتجارب ومقارنة ذلك بالحضارة العالمية الراهنة وتطبيق ما يصلح للشرق منها ، ويلائم قيمه المعنوية وبذلك نساهم في انتشار الحضارة المعاصرة وذيوع الثقافة المتمدنة والعمل على إيصال ذلك إلى جميع طبقات الشعب.
وبهذا أصبح هدفنا واضحاً من دراسة الحضارات القديمة ، واللغات السامية مقارنة بالحضارة الإسلامية وآداب لغة القرآن الكريم ، فالمسلمون مع إيمانهم الثابت بأن الإسلام هو آخر الأديان السماوية بعد الديانة اليهودية التي أعقبتها الديانة المسيحية وبذلك كان آخر دين في سلسلة الديانات السماوية، و منه يستمدون عقيدتهم الراسخة ونظامهم الخلقي والاجتماعي لكن ذلك لم يمنع من اتجاه العالم الإسلامي إلى أوربا ونزوعه إلى مدنيتها متى أمن شر العواقب السياسية المغرضة التي أملتها الحروب والاتفاقيات السابقة المجحفة بحق الشعوب الإسلامية ، وحتى يبلغ العالم الإسلامي إلى ما يرجوه في حياته الثقافية والاقتصادية لا بد له من أن يتعاون مع المجتمع الأوربي ، وكذلك ليرقى هذا المجتمع الأوربي إلى ما يرجوه في حياته الثقافية ، ولا سيما من الناحية الروحية ، لا بد له من أن يستعين بقوى العالم الإسلامي . أي لن يستطيع أحد الفريقين أن يستغل كل ملكاته ويستثمر كل قواه إلا إذا تعاونا معا في هذه الأيام ، كما تعاون الشرق والغرب من قبل في ظل الإمبراطورية الرومانية . ونعتقد أن من مسببات التآخي والقرب من الشرق والغرب القيام على نحو فاعل بتشجيع البحث العلمي في ثقافات الشرق كدراسات ذاتية للثقافتين الفارسية والتركية ، وعموم الثقافات الشرقية الحاضرة وما يكون قد تطرق إليهما من تأثيرات الغرب ، وكذلك دراسة التجربة الأندلسية و أثرها في تلاقي الشرق والغرب في كثير من المعارف والعلوم والتنافس العسكري والفكري ، ولا شك ان تفهم كل هذا الزخم التاريخي والمعرفي والحضاري سيساهم في تعزيز التعاون بين الشرق والغرب ، ويُطهر الإسلام مما علق بساحته من أشواك العصبية العمياء ، ويظهر أكثر من أي وقت مضى رسالته السمحاء التي يؤديها إلى الإنسانية جمعاء ، ويثبت مقدرته من جديد على التوفيق والتآلف بين الأجناس المختلفة .
المعارض
المعرض السنوي تحت عنوان ( من آثار الشرق القديم ) .
الندوات
ــ تاريخ التنقيب الاثاري في وادي الرافدين .
الكتـب المنجزة
1 ــ مصادر التاريخ القديم .
2 ــ الأدب الرافدي .
3 ــ الديانة في وادي الرافدين ووادي النيل .
4 ــ الوجيز في تاريخ اللغات الجزرية ( السامية ) .
5 ــ العلوم والمعارف في وادي الرافدين.