الطائفية .. تفتيت للنسيج الاجتماعي في الوطن العربي
الطائفة حالة أجتماعية عقائدية طبيعية في المجتمعات والشعوب، حيث برز ت في حياة الشعوب والامم دعاة لبعض المعتقدات والاجتهادات والافكار والاراء تحولت على مر التاريخ الى مناهج حياتية تؤمن بها ملايين الناس، واصبحت لها تقاليدها ومناسباتها الخاصة والعامة، وفي الوطن العربي برزت بشكل كبير لكنها أستغلت من قبل بعض الاطراف لتفتيت اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد .
ان هذا الصراع الطائفي يزداد حدةٌ في مواسم معينة وفي بلدان الغليان السياسي فيتغذى طائفياً من قبل العديد من دول المنطقة العربية وكذلك الدول الأجنبية .. ليكون عامل تفتيت وتقسيم .. من أجل السيطره على مقدراتها .. أن عدم وضوح وتشابك الطائفية والطائفه جعلها .. تاخذ ابعادامختلفة في التحليل والتفسيرويرى احد الكتاب .في هذا الموضوع فرضيات .. هي: الفرضية الأولى: أن الطائفية لا علاقة لها بتعدد الطوائف أو الديانات، فمن الممكن أن يكون المجتمع متعدد الطوائف الدينية أو الأثنية من دون أن يؤدي ذلك إلى نشوء دولة طائفية أو سيطرة الطائفية في الدولة.
الفرضية الثانية: أن الطائفية لا توجد في المجتمعات التقليدية ما قبل الحديثة التي تفتقر إلى فكرة السياسة الوطنية والدولة الحديثة، ولا تقوم إلا عبر سيطرة عصبية قبلية أو دينية رئيسية تشكل قاعدة السلطة المركزية وضمان وحدتها واستمرارها.
الفرضية الثالثة: أن الطائفية لا ترتبط بمشاعر التضامن الطبيعي بين البشر المنتمين إلى عقيدة واحدة أو رابطة قرابة طبيعية: إنها ليست حتمية، أي أمراً نابعاً مباشرة من الاعتقاد والانتماء والقرابة لمجرد وجودها، وإنما هي استراتيجية سياسية.
الفرضية الرابعة: إن الطائفية استراتيجية مرتبطة بالنخب الاجتماعية المتنافسة في حقل السياسة ومن أجل السيطرة واكتساب المواقع.
ماهو الحل أذن أهم خطوات حل أي مشكلة هو الاعتراف بوجود المشكلة إن شعب ينكر وجود الطائفية هو شعب عاجز عن التصدي للمشكلة الطائفية .والعوده للاسلام وأساسياته الموحده .. ولا تتحقق هذا ألا برفع مستوى المسلمين الفكري واطلاعهم على آراء الإسلام ومعارفه التي يحتويها القرآن والسنة النبوية والروايات وسيرة الائمة والصالحين الموحده فذلك كفيل بمعالجة المشكلة وسلب الأعداء إمكانية الاستفادة من عوامل الخلاف السالفة الذكر .إن زيادة الوعي الديني والثقافي والعلمي لدى المسلمين والاديان الاخرى هو خير وسيلة لتجنب بروز الخلافات الطائفية المقيتية التي تثيرها العوامل المذكورة ولشدة تأثير ذلك كان الإسلام يحث اتباعه دائماً وفي كثير من الآيات مايلي:
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) آل عمران: 103.
(واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) آل عمران: 103.
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران: 104.
(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران: 105.
(كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) البقرة: 214.
(إنما المؤمنون اخوة) الحجرات: 10.
(وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) الشورى: 10.
(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) النساء: 59.
(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء) الأنعام: 159.
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) الحجرات: 13.
(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) المؤمنون: 53.
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة: 2.
(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46.
(كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران: 110.
يقول العلامة حسن فضل الله .. في مقال له .. أطلقوا الإسلام في الهواء الطلق ليتنفس في دائرة الضوء، ولا تحبسوه في العلب الطائفية المظلمة، فإنَّكم بذلك تحررون أنفسكم وواقعكم وحاضركم ومستقبلكم من كلّ أغلال الآخرين. لنكن الفكر الذي يصرخ ويوحي ويحاور في ساحات الإنسان، لا الطبل الذي يرنّ ويدوّي في الفضاء، ولكنَّه لا يحمل لنا إلاَّ الدويَّ والرنين من دون معنى ولا حياة. ولنكن الواقع الذي لا يبتعد عن مواقع السمو، لا الخيال الذي يحلق بعيداً في الفضاء في متاهات الأوهام والأحلام.
الاسلام دين الوسطية والسلام والرحمة والتسامح ولااكراه في الدين ..