عندما يفرح الغرب بانجازاتنا و نفرح لانجازاتهم

بدر الدين الكاهية

عندما يفرح الغرب بانجازاتنا و نفرح لانجازاتهم

لطالما فرحنا و انبهرنا بانجازات الغرب و يطولاته و لطالما بادلنا الغرب الفرحة بانجازاتنا و بطولاتنا

كم فرحنا بقفزة نيل أرمسترونغ على سطح القمر و لكم اعتبرناها لحظة أسطورية

و كم فرحنا بنظريات نيوتن و حسابات أينشتاين التي يسرت لنا فهم عديد الظواهر الحياتية

و كم فرحنا باختراع الحاسوب و الهاتف و التلفاز و الذين أصبحوا من احتياجاتنا الضرورية

و كم فرحنا باندماج دول أوروبا و كم شرح و حلل خبرائنا مزايا هذا الاندماج الاقتصادية

و كم فرحنا و كم كرسنا من وقت لمشاهدة مسابقاتهم الرياضية و تحطيمهم لأرقام قياسية

و كم فرحنا بصدور مسلسل جديد أو فيلم يتحدث عن بطولاتهم و ملاحمهم التاريخية

و أخيرا كم فرجنا بإنجاز فيليكس النمساوي و قفزته من الفضاء التي أذهلت كل البشرية

في المقابل فرح الغرب بإنجازاتنا

فكم فرح الغرب باكتشافنا البترول في أراضينا و كم فرح عندما قدمناه له هدية

و كم فرح الغرب بسكوتنا على وعد بلفور و كم فرح بنسياننا للقضية الفلسطينية

و كم فرح الغرب بتحالفنا معه و تمويلنا لحملته المسعورة على الأراضي العراقية

و كم فرح الغرب بانقسامانا و تشرذمنا وتآمرنا بعضنا على بعض و تناحراتنا الطائفية

و كم فرح الغرب بفشلنا في كل ماهو تقدم و ابداع انساني و تركيزنا على قضايا بديهية

و كم فرح الغرب بارتباطنا به و بصناعته و فلاحته و كل ما نحتاجه من سلع معيشية

و كم فرح الغرب بدعمنا و تمويلنا لحملته لتركيع معقل المقاومة و تدمير سورية

و بين فرحنا و فرحهم تكمن الحقيقة و أصل القضية
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك