شعراء من إسرائيل: عـن الحوار والشراكة..والتعـايـش!!

فاروق سلوم

ثلاثة شعراء من اسرائيل تجمعهم فكرة الحوار والتعايش والشراكة ..دفورا آمير من جيل 1948 حيث ولدت وهي من ابوين بولونيين مها جرين كانا عضوين في الجماعات الصهيونية الأولى ..وسليمان مصالحه فلسطيني ولد في الجليل 1953وعاش ودرس في القدس ثم سجن ولوحق لكنه بقي في الداخل ..يكتب بالعربية والأنجليزية والعبرية ويواصل حواره كشاعر ومثقف وكاتب فلسطيني يتعايش ويطالب من اجل الغد..كماينشر قصائده وأفكاره.. وشيمون أداف من اصول مغربية ..ولد في اسرائيل1972 ويواصل كتابته وتنوعه الفني في الشعر والموسيقى.. لقد كانت مشكلتنا نحن .. في البيئة الثقافية العراقية.. اننا لانستطيع ان نتحاشى ممثلي اسرائيل في الأجتماعات الدولية والأقليمية
ذات الطابع الثقافي..أوفي معارض الكتب والحلقات الدراسية كما في مؤتمرات الطفولة والمرأة وفي المهرجانات الشعرية ..والعروض المسرحية ..وفي المنظمات الدولية فنحن كعراقيين من منظومة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تقع ضمن مجموعة حرف ( I )..ودائما كنا وفق التسلسل الهجائي في نفس الترتيب في جلستنا وفي تقديم نشاطنا داخل اية فعالية دولية ( وذلك نفس الشيء حصل مع ممثلي ايران في كل المحافل الدولية طوال سنوات الحرب العراقية الأيرانية )..وكانت
التعليمات التي تزودنا بها دوائرنا وانظمتنا ولجان المقاطعة العربية ..تنطوي على منع شديد اللهجة من الأتصال بهؤلاء ..وفي حال أخطأ أحدنا وصافح أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي دون عمد او أدراك بمحض الصدفة ..فان عقوبته ستكون الأعدام لأنه اتصل بالعدو.. فربما في لحظة المصافحة تلك قام ببيع ملفات التسلّح اومفاتيح الأسرار لمجرد المصافحة ..فلقد كنا في حالة حرب ..وحتى الساعة لم يلغ أي من الأنظمة العربية حالة الحرب مع اسرائيل.وكنا رغم حقيقة الأحتلال المرة ..نجد ذلك جزءا من وهم تاريخي ..نحاول ان نتقمصه من خلال الأنظمة التي ينقصها التمييز بين هامش الحركة في أي حضورثقافي او سياسي وضرورات العمل الدولي ..وحتى البروتوكولي احيانا.. وبين متطلبات التعامل مع دولة محتلّة.. فلقد صادفنا الكثير من الأدباء والفنانين من حركة السلام..او من اليسار الإسرائيلي ( كان من بينهم ادباء ومثقفون من اليهود العراقيين )وكانوا في الغالب يرغبون بتوضيح موقفهم من إجراءات حكومتهم كما كانوا يشاركون في التظاهرات العربية والفلسطينية ويدعمون نشاط جمعيات ومهرجانات ويدعون الى الحوار واقتسام الحقوق وتكريسها من خلال الشرعية الدولية من اجل الحوار والعيش المشترك ..كما كانت تنطبع على أعمالهم مواقفهم تلك ، وهنا احاول ان اقدم قراءة متنوعة وترجمة لأعمال شعراء تجمعهم هموم وخواص شعرية مشتركة..ذلك ان الترجمات التي قدمت لنا طوال خمسة وخمسين عاما من احتلال فلسطين تنطوي على الخطاب الأسرائيلي الذي يريده السياسي العربي لتهييج الشعوب والأحزاب والمنظمات ..وقد تحاشى العديد من المترجمين ان يطلعونا على الأدب ..والفكر ومنجزات العقل الأسرائيلي لندرك وحيدين دون تنميط او سلطة قسرية او خوف من التهم المجانية للعماله واخواتها كيف يفكر هؤلاء..وماذا يكتبون ..كيف ينظرون الى الحياة وماذا لديهم من آمال وتطلعات ..وفن وفكر وابداع لنقرأ ونقول افكارنا المختارة..
.. والشاعرة دفورا آمير.. من أبوين بولنديين مهاجرين ..أسهما في حرب عام 1948( العام الذي ولدت فيه الشاعرة في القدس )..وكان والداها ناشطين في حركة عمال الصهيونية ..كما كانت والدتها محامية تعنى بالدفاع عن حقوق العمال الزراعيين اليهود..
بينما تنحى الشاعرة في قصائدها للتعبير عن موقف من حقوق الفلسطينيين بطرق شتى :
( رأس امرأة فلسطينية ملفوف بالشاش الأبيض
مرمي وسط الطبق مثل رأس يوحنا المعمدان
حين قدّم لسالومي..
وفي ارض الأنتقام ..يقطر حليب الأم ..والدم معا !!)..قصيدة / درس الجغرافيا..
كما تصور في نفس القصيدة ارتجاج الأرض وقلق الحياة وهي تشير من طرف خفي الى اللاجدوى من الحرب..والموت والصراع مثلما تمتلئ قصائدها الأخرى بالرموز والدلالات:
(هذه الأرض المرتجّة وهي تحاول ان تستريح
عند رقبــتي..
السكين ..والخنجر ..والرمح
وهي تلوث حياتنا منذ ان فكروا في ابتكارها
اننا ندرج مثل اولئك الذين فقدوا عقولهم
ونحن نملأ صدورنا بأيقاع متفجر..
في المناسبات المجنونه..)
درست الشاعرة في الجامعة العبرية في القدس الأدب والفلسفة ..كما درست الأدب الأنجليزي في جامعة الينوي ..اصدرت مجموعتين شعريتين وتعمل الآن في مركز التكنولوجيا التربوية في تل ابيب منسقة لبرامج اللغة والأدب.
وشيمون عداف الذي ولد في مدينة سديروت حيث هاجر والداه من المغرب ..وظهرت اول قصائده في مجلات عبرية مختلفة مذ كان في العشرين إذ تظهر تأثيرات خلفيته العربية في معظم قصائده..رغم الرمزية والتجريد اللذان يميزان كتابته ..ثم انتقل الى تل أبيب
ليلتحق بفرقة ( ها أستولا) الغنائية / وتعني الأرستقراطية / يكتب أغاني الفرقة ويعزف على الغيتار الهوائي ..وهو احد مؤسسي جماعة ( ايف ) الأدبية..وحصل على جوائز عديدة ..تخرج في جامعة تل ابيب وصدرت له مجموعتان شعريتان ..ونشر العديد من المقالات في الشأن الأدبي وموسيقى الروك ويعمل الآن مديرا لدار النشر كيتز..تتميز قصائده بالرمزية وقوة الدلالة: (براعم القطن تتفتح
شعلة بيضاء ..
والريح مسترخية ناحية البحر.)
اما الشاعر الفلسطيني سلمان مصالحة (1953) فقد درس في الجامعة العبرية ..ثم انهى دراسة الدكتوراه في الأدب حيث يدرّس الأدب العربي .. في الجامعة العبرية في القدس .وهو شاعر صدرت له ست مجموعات شعرية آخرها باللغة العبرية.وهو كاتب متنوع يكتب باللغة
العربية والإنجليزية والعبرية ويدافع عن قضايا بلاده وشعبه ومستقبلهما في ظل الشرعية الدولية ..ويعنى بنشر الأدب العربي القديم حيث ساعد على إصدار ست مجلدات تضم عيون الشعر العربي ..وفي المقالات والأعمدة التي يكتبها ..كما في قصائده نظرة واقعية للحياة والمعنى وهو يدعو الى الحوار والحقوق والشراكة العادلة..أترجم له قصيدة ( انا اكتب بالعبرية ) نشرها بالعبرية..اذ تتوفر قصائده ومجاميعه العربية في المكتبة العربية وقد اخترت من احداها قصيدة فتاة صغيرة من غزة بدلا من نقلها عن الأنجليزية..و هذه المحاولة للأقتراب من تجارب الكتابة في اسرائيل هي دراسة لنصوص وأفكار اكثر مما هي تقديم او تعريف لها ..وستكون لنا ترجمات لاحقة للأطلاع على فنون الكتابة الحديثة ولأعطاء الدراسة معناها الأدبي البحت..
ـــــــــ
دفورا آمير: أربع قصائد
ــــــــــــــ
تحت الشـــمــس
**
حين كتب أودن عن ايكاروس
كان قد حدّق في لوحة بروغل المؤطّرة
وسط ضباب المتحف..
ولم ينبّه طلاّبه الى اتجاه الضياء البرّاق
كما لم يفتح منخريه ليتنسّم رائحة المريميّة
ولم يتعرّى من لمسة الشعاع ..
التي تمنح النشوة ..تلك التي تذوب وتهرق
مثل الشمع..
والساعة ..الصبي وهو يهوي من السماء
حيث كنت هناك ..في كريت ورأيته بنفسي
لكني مثل فلاحة تابعت الحرث
ومثل زورق رهيف يشق طريقه
ومثل زيت الزيتون ارتجّ
واندفع مثل جدول
او مثل صقر لاأحس وجع القلب
ولااتنصّت على نبضه المؤلم
وكنت دائما اقول:
الأنسان لايستطيع ـ وأعني
لايفهم ..ـ مالذي حدث تحت الشمس.
ــــــــــ
كم مخرج يحتاج المرء
ـــــــــــــــ
كم من النوافذ يحتاج المرء
ليكتشف ذاته..ولكن لاحاجة..
لاحاجة لكي يكون.. مثل كابتن (نيمو)
وقد اسرته الخطوط على الأرضية الخشبية الملونة
هاهو مأسور في عالمه:
وسط آلات الملاحة وهو يرتعش
يتمايل في وقفته القلقه
ملتصقا بالزجاج وكأنه يقول دع العالم
يمر عبر كوّة السفينة ليقدم نفسه اليّ
كان يحمي عينيه بنظّارتيه
..لكي لاتنهمر دموعه من شدة الضوء
انه بحاجة الى اكثر من مخرج لأنقاذ حياته
..شقّ ضــئيل..
او باب ضيّق شطر بالموج والذهول
مثل يونس في بطن الحوت
في تلك الظلمة الحالكة..
حيث رآى بريق اللّؤلّؤ..
وهو يحاول ان يخرج نفسه
مثل رجل عجوز من ثقب المفتاح !!
وحين رآى الماء يتدفق
عرف ان الحوت مثل مخلوقات البحر الأخرى
تعيش في الشــــرك..ذاته!!
عندها سمع شفاهه تردد : انني حي!!
ـــــــ
بعد السقوط 1956
ـــــــــــ
خطوط الشريط اللاصق على زجاج النافذة
تتقاطع مثل رقعة الداما ..مع اغصان شجرة المر
شجرة المارغوسا..
ومثل حزم الألعاب الناريّة..خيوط رفيعة
تتفجر خارجا من خلل الأغصان
ثم تسقط في نهايات توهجها..
فاكهــة ..ذخيرة ..لحروب الأطفال!!
وبعد ذلك السقوط المتوهج
جاءت أمي بوعاء الماء الساخن
لتنظف زجاج النوافذ..وتنزع خطوط اللاصق
عبر عينيها ..لترى نباتها المتسلق ملقى على السياج
كـأنّـه يَضمّـد جراح رجل..ميّت
يحاول ان يمنحه الحياة.
وكانت تردد هامسة:
لقــــد انـتهــت الحــــرب !!
ــــــــــ
درس الجغرافيــا
ـــــــ
مألّذي يخلق الشعر..كنت تتساءل
ثم تقول انك تحب رجل الفحم
في ذلك الفيلم الباسيكي وهو يجمع عيدان الفحم !!
قلت : نحن نحكي عن ..فعل ..
إدامة الحيــاة
وكــأنه لحظة الأمساك بسخونة الأنهيار
وكما كتب لاركن :
خلق كل ذلك ..انها الرغبة للبقاء وحيدا..
هذه الأرض المرتجّة وهي تستريح
..وعند رقبتي السكين ..الخنجر ..الرمح
وهي تلوّث حياتنا منذ ان فكروا في ابتكارها
اننا ندرج مثل اولئك الذين فقدوا عقولهم
نمـلأ صدورنا بأيقاع متفجّر
في المناسبات المجنونة
القصائد كما وعدتك يوما ..
لم تجرب على الوحوش..
فكل شيء قد تم بعناية ودقّة
وهي تخلّـق ب..أن..سا..نية
ثم نتحدّث بعد ذلك ..عن المخلوقات الأنسانية !!
..رأس أمرأة فلسطينيّة ملفوف بالشاش الأبيض
مرمي وسط الطبق مثل رأس يوحنا المعمدان
حيــن قدّم لســالومي..
وفي أرض الأنتقام يقطر الحليب والدم معا..
قصائد مثل أشياء قلقة:
الأحجار..الحافات..البيوت..والأسيجــة.
ــــــــ
سلمان مصــالحة/ قصيدتان
ـــــــــــــ
انا اكتب بالعبريــة
ـــ
اكتب بالعبرية ، وهي ليست لغتي الأم
لكي تضيع ذاتي في العالم
ذلك ان الذي لم يضيع.. لن يستطيع
ان يرى الكل ..
لأن كل شخص يمتلك نفس الأقدام
القدم اليمنى كبيرة..عند كعب القدم اليمنى!!

وأحيانا اكتب بالعبرية لكي يبرد الدم المتدفق
دون نهاية من قلبي
ودائما ..تبدو على هذا النحو
حيث هناك الكثير من الكنوز
في صندوق الحديد الذي بنيته في صدري.
لكن ألوان الليل التي انتشرت
على الحيطان المهجورة تزول
دون ان يعرف احد ماهذه المعجزة !!
وانا اكتب بالعبرية
لكي اضيع بين كلماتي
ولكي اجد قليلا من المتعة في خطواتي
ذلك اني لم اتوقف عن المضي
في دروب شتّى ..كنت حفرتها بيديّ
ولسوف آخذ قدمي بيدي..
ولألقى الناس
ولأجعل الجميع اصدقائي
من هــو القريـب ؟
من هــو البعيــد؟
من هــو الغريـب؟
ليس هناك غرابة في دروب العالم
لأن الغرابة ..غالبــا..
تختفي في قلب الأنســان!!
ــــــــــ
الطفلة الصغيرة من غزة
ـــــــــ
الطفلة من غزّة تبني اعشاشا
من ريش البحر..والواقف خلف السور
يخبّي في عينيه قلادة
من ورق التذكار ..بعد مرور الشارع
تحت الخطوات البرية
تفقس في الأعشاش حكايا
يتراكض اطفال داخل لون العصر
يلتقطون الصوت الخافت
من رمل الصحراء
عند مساء ينفرط العقد..من العينين
يبلل درب البحر
البسمة يرسلها الليل الى المنفى
والشاعر يلفظ انفاسه
ـ من مجموعـة :ريش البحر / 1999
ــــــــــــ
شيمون عداف / ثلاث قصائد
ــــــــــ
سـديروت
ــ
اخذتني عشرين عاما
لأحب هذه الهوّة .. وسط اللامكان
براعم القطن تتفتح ..شعلة بيضاء
مسترخية ناحية البحر
حيث رأيت للمرة الأولى
وبعين لمّاحة الأبنية البسيطة تحت سقف الغيوم
حتى سمعت ضجيج الشوارع ..الساحر
والهمسة الأخيرة تنفثها موجات الأسفلت
الممزوجة بحفيف المساء الكتوم على الأرض
مثل صوت امرأة منسية خذلها صوتها
وقال الحقيقة التي حاولت ان تخفيها في تعبير وجهها.
سنوات الصراع المرير ..علمت الأطفال
كيف تحتمي المياه بين الصخور
وتنتشر الزوارق الورقية في البركة..
مثل السيرك .. ماض الفتيات المزهرات
بتنانيرهن القصيرة
حيث يرشقهن الزحام بنظرتين حادتين.
الأماكن القاحلة..المحرومة من الحب فقط
تسمي ذلك : الحب الصـافي .

ـــــــــ
تهـــويدة
ـــــــــ
( ثمة اطفال في الصباح
يستندون الى بعض بحب
وسيظلون ميالين بهذه الطريقة
الى الأبد ) ليونارد كوهين
ــــ
ياوالدي من هو الذي يخطأ الهدف
مأخوذا بالحب ..كما الأنحناء على كتاب..
..وبقوة يندفع تشرين الى السماء
..و ثمـّة قمر يتوهج بين اشجار الشوارع
وهو يخرج من الضباب ليطأ الظلام
ثـم يفتح ذراعيه فوق المائدة الرطبة
في اغفاءته الباردة المبددّة..
انه لمن الصعب ان اصدق انه عبر البحر
وأنه مرّة كان يحمل الثلوج
الى بيوت المغرب الضئيلة
عند نهاية الأربعينات..
طفـــولة الــــزمـن !!
ـــــــــــــ
هي التي تركب الحافلة رقم /24
ــــــــــ
ماذا يعني الشعر حين لااستطيع ان امشي
مانفع الشعر وانا بالكاد اسير ..حتى بعكازة
فأنا لااستطيع ان اصل هناك بسرعة كافية
الأبواب مغــلقة..
والرئتين بالكاد تلتقطان الأنفاس
وديسمبر مجرد اصبع ذكوري
يمكن ان يرسم الشمس كعين غائمة.
الغيوم تتجمع حول الشمس: مثل الغضب
قبل ان ينفجر زوج يطرق ..يتضوّر..تحت المطر المعتم
وكأني هناك أطرق على الزجاج: افتحي..افتحي
ايتها العاهــرة الغبيّـة
ودونما رغبة تفتح العـاهـرة..
ومثلما زوج عدواني ..يبتلع الطعام ويردد شكرا ..شكرا..
صارت البصقة ..قيئا الى الخارج..صارت عاصفة
فقط كف ذكريه يمكن ان تؤسس الخطوات
مثـــل مشــنـقـة: مــاذا يعني الشــعر؟
آملا ان اعيش طويلا لأرى الأكثر شبابا
وقد احتلّوا كل المقاعد ..اللعنات الصغيرة..
تاركيني اقف مثل قذارة مهملــة.
ـــــــــــ
هوامش:
بيتر بروغل : رسام من القرن التاسع عشر اهتم بتصوير حياة الفلاحين والريف.
كابتن نيمو : بطل حكايات ورسوم الأطفال.
اودن ولاركن : أديبين معروفين
عن / الشعر العالمي/ 2002/International poetry
ــــــــــــــــــــــــــ بغداد

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=25421

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك