التسامح والعفو من مبادئ الاسلام
رعد عباس ديبس
من المبادئ الاساسية التي قام عليها الدين الاسلامي هي مكارم الاخلاق وقد صرح بذلك نبي الرحمة
محمد (ص) حيث قال ( بعثت لاتمم مكارم الاخلاق), ومن اهم مكارم الاخلاق هما التسامح والعفو,
وخص الله سبحانه وتعالى نفسه بالعفو والمغفرة, و العفو والرحمة وذكرت في العديد من الآيات وفي
اغلب السور في القران الكريم.
وقد اوصى الله سبحانه وتعالى النبي محمد (ص) بالتسامح والعفوحيث قال في كتابه المجيد في سورة
ال عمران الآية 159 ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف
عنهم واستغفر لهم ), ولذلك عند فتح مكة المكرمة ضرب النبي (ص) افضل مثل بالتسامح والعفو
لانه سامح جميع الذين اذوه في مكة وعفى عنهم واطلق مقولته الشهيرة ( اذهبوا فانتم الطلقاء), وفي
نفس الواقعة ارجز احد الصحابة ( اليوم يوم المشأمة اليوم تسبى الحرمة) فرد عليه الامام علي (ع)
وقال ( اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة), وهذا هو ديدن اهل بيت النبوة (ع) فمن اهم صفاتهم
التسامح والعفو وفي رواية عن الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) ان عبدة له اسقطت اناء على
طفل رضيع له فقتلته فخافت على نفسها فقالت له الكاظمين الغيظ فقال كظمت غيظي فقالت والعافين عن
الناس فقال عفوت عنك فقالت والله يحب المحسنين فقال لها اذهبي فانت حرة لوجه الله تعالى.
فهذه هي الاخلاق التي يجب ان يتخلق بها المسلم وعلينا ان نكون متسامحين مع انفسنا واهلنا وابناء
وطننا وابناء ديننا وابناء الاديان الاخرى ونضرائنا في الخلق, ولنظهر الوجه الحقيقي للاسلام الذي
ضم تحت لواء دولته جميع الاعراق البشرية وجميع الاديان والمذاهب دون ان يطمس حق احد.
ويجب علينا نبذ التطرف والتعصب والعنف لانها ليست من اخلاق الاسلام وعلينا ان نناقش المخالف
بما امرنا الله به وهي الحسنى حيث اوصى الله عز وجل نبيه الكريم (ص) في الآية 125 من سورة
النحل ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن
ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين), والله سبحانه وتعالى ينهانا في هذه الآية ان نصدر الاحكام المسبقة
على الناس بالضلالة والهدى لان الله عز وجل هو العارف والمقيم الوحيد لهذه الامور.