شعب الحضارات يغرق في التفاهات
علي الشمري
من الألقاب والأسماء الكثيرة التي يكنى بها العراق,شعب الحضارات ,شعب الذرى ,شعب الذي أول من أستخدم الحروف في الكتابة وعلمها للآخرين,الشعب الذي أول من وضع القوانين ,الشعب الذي أول من بنى أحدى عجائب الدنيا السبع,بلد أرض السواد ,بلاد الرافدين,البلد الذي أول من أقام إمبراطورياته عبر نظم وراثية عائلية,أول بلد يظهر فيه حاكم قام بعمليات السبي لليهود,العراق الذي عرف بتنوع قومياته وأديانه ومذاهبه.وسمي بمهد الأنبياء والرسل لكثرة الداعين الى تطبيق التعاليم السماوية. وسمي ببلد الكنائس والأديرة لكثرة ما بني منها في العصور الغابرة وسمي ببلد المقدسات والأضرحة والمقامات .لكثرة من دفن فيه ممن يعتقد من الأولياء والصالحين ,ويسمى حالي بلد الجوامع والحسينيات ,بلد أقامة الشعائر والمراسيم الدينية ,بلد المرجعيات والحوزات الدينية ,بلد العمائم والشيوخ ,,فمتى يسمى ببلد الحداثة والمدنية؟؟؟متى يسمى بلد الديمقراطية والقانون بدل بلد الديكتاتوريات والتسلط؟؟؟؟متى يسمى بلد المواطنة وليس بلد الطوائف والمذهبيات,؟؟متى يسمى بلد الحقوق والواجبات وليس بلد المكرمات؟؟؟؟
من أغتصب حضارة من ؟من تجاوز على دين ومعتقدات من؟من عمل على اندثار ثقافة من؟
من يحاول أحياء وإعادة تراثه وتقاليده كي يستخدمها لإثارة النعرات والحروب وضد من؟
هل السماء عندما أنزلت تعاليمها الى أتباعها أوصتهم باستخدام شعائرها ومراسيمها من اجل محاربة الآخرين والتسلط عليهم ؟أليست جميع التعاليم السماوية وان اختلفت تسمياتها يبقى مضمونها واحد وهو تطبيق ما أمرت به السماء؟
لماذا يحق لدين معين ومذهب معين ممارسة طقوسه وشعائره ولا يحق للآخرين؟أن لكل الأديان طقوس ومراسيم وان اختلفت عن بعضها البعض ,تصور الحال لو أن أتباع الأديان كلها تمارس الأسلوب نفسه,كل هذه الديانات تريد أحياء وإعادة طقوسها وتوسيعها لتشمل معظم أيام السنة..فهل تكون أيام السنه كافية لها ؟؟؟هل سيكون هناك موظف في دائرة ما يستطيع أن يقدم خدمة لمواطنيه ؟من سيقوم بعمليات البناء والأعمار؟ ومن أين نحصل على كل هذه الأموال,وكيف نوفرها كي تصرف على أقامة المراسيم والشعائر؟هل يبقى لنا ولو يوم واحد في السنةليس بعطلة رسمية يعلن عنها؟؟
لماذا لم نفكر بتقديم الأهم والأولويات عليها؟هل جاء كتاب رسمي من السماء (سري وعلى الفور )لأدعياء الأديان ووكلاء السماء يدعوهم لتبليغنا بترك كل أمورنا الحياتية والتوجه وبأقسى الطاقات لإقامة شعائرنا وطقوسنا الدينية؟
والاهم من كل هذا .(مجرد تصور وعسى أن يكون خاطئا).
من سيكون الضابط الامين لايقاعات كل هذه الممارسات ويحول دون تصادمها مع بعضها وأنجرارها الى حروب طائفية ومذهبية وقومية؟؟؟؟؟
هل أصبح الشائع في أوساطنا بان الحضارة هي فقط شعائر وطقوس؟وهل الذين نقيم لهم الشعائر قضوا من أجل الاصلاح والتغيير ام لمجرد أن نبقى نمجدهم بمناسباتهم دون السير على نهجهم بالأعمال والأقوال ؟
متى بفكر بترك القشور والاحتفاظ باللب؟؟؟؟
هل فكرنا يوما ببناء حضارة لامتداد لحضاراتنا السابقة ,أم نبقى نتمجد ونبكي على أطلالها؟
متى يصبح العراق الخيمة التي تحت سقفها يستظل جميع أبنائه ,وليس طاردا لأبنائه الى دول الشتات والمنافي؟؟
متى تلغى من قواميس لغتنا مفردات طالما أوجدت شرخا عميقا فيما بيننا (عورة,ناقصة عقل ودين,وثقافة الانا الذكورية)
متى نفكر ببناء بلدنا وأعادة أمجاده أسوة بشعوب الأرض الأخرى التي أيقنت مبكرا بان التفاهات لا تبني الحضارات.............