أزمة الحوار بين الحضارات تدفع إلى التطرف

محمد النعماني

الحوار يلعب دور اساسي في التقارب بين الحضارات الانسانيه في كل مكان ولذلك فان ازمة الحوار بكل تاكيد ستودي الي التطرف بكل ماتحملها الكلمة من مفردات المعاني ولذلك فان ما يجري هناء في روسيا من حوار بين الحضارات اسهم الي حد ماء الي التقارب بين محتلف الحضارات الانسانيه

لقد حجب انشغال المجتمع الروسي بإصلاح البلاد العميق وبالدرجة الأولى في مجال السياسة والاقتصاد منذ مطلع تسعينات القرن الماضي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي الى حد كبير أولويات الدراسات العلمية بما فيها المتعلقة بميدان الاستشراق. بيد أن الوضع يتغير الآن.

وقال البروفيسور ان الأعوام الأخيرة تتجلى فيها التطورات الايجابية في ميدان الدراسات الشرقية في روسيا.

وعلى سبيل المثال ظهرت في معاهد عدد من مدن الشمال ومنطقة الفولغا والأورال وسيبيريا والشرق الأقصى أقسام ومراكز الدراسات الشرقية. ويجري فيها تعليم اللغات الشرقية والديانات وبالدرجة الأولى الاسلام. وتعيش حياة غنية المراكز العلمية المشهورة سابقا في تتارستان وبشكيريا.

لقد ازداد عدد المؤسسات التي يجري فيها تدريس اللغة العربية والثقافة في المدن الكبرى مثل موسكو وبطرسبورغ. وتدرس اللغة العربية في موسكو على سبيل المثال في 15 مركزا وفي بطرسبورغ في المعهد الشرقي المستقل وأكاديمية الثقافة وجامعة المدرسين بالإضافة الى جامعة سانت بطرسبورغ.

وأشار الى انتعاش الاهتمام بالشرق في أوساط العلماء الروس أيضا المستشرق الروسي الكبير البروفيسور روبرت لاندا. وقد قال ان مما له دلالته أن جميع حلقات البحث في ملتقى بطرسبورغ تليت فيها تقارير المستعربين. وتركزت المناقشات على قضايا الاسلام ومكانته في مختلف ميادين الحياة في بلدان آسيا وافريقيا في الحاضر والماضي.

وعبر البروفيسور روبرت لاندا عن الثقة بأن الاهتمام بالاسلام في أوساط المفكرين والعلماء في روسيا أمر تقليدي وتمليه وقائع تطورها التاريخي. ولم يكن العامل الاسلامي قط غريبا على روسيا نفسها الواقعة عند ملتقى أوروبا وآسيا، والمسيحية والاسلام. وقد جرت منذ القرنين الثاني عشر والثالث عشر الى فلكها الشعوب والأعراق الأخرى ذات الجذور الشرقية والاسلامية. وجرى خلال جميع مراحل هذا التاريخ تداخل وتمازج ثقافة الروس مع ثقافات وحضارات هذه الشعوب.

وليس صدفة أن علم الاستشراق في روسيا المتعددة القوميات والأديان أبرز في الماضي كوكبة من كبار العلماء على المستوى العالمي الذين أسهموا بقسط كبير في دراسة الاسلام وثقافته وتراثه.

ويعتبر تناول موضوع الاسلام اليوم ملحا سواء بالنسبة الى العلوم أم الممارسة في روسيا. ولا بد من الإشارة الى أن هذا الموضوع الذي يمس الأحداث الجارية في روسيا وخارجها على السواء مطلوب جدا في وسائل الاعلام الروسية الحديثة. لذلك تلقى على عاتق العلماء والخبراء مهمة تفسير وإدراك المغزى العلمي للعمليات الجارية في المناطق التي يقطنها المسلمون.

وتعيش نهضتها في روسيا الدراسات الاسلامية في المناطق أي دراسة الاسلام وثقافته وتراثه الروحي سواء في مناطق انتشاره التقليدي أم في الأماكن التي تقطنها طوائف إسلامية كبيرة محاطة بأغلبية روسية.

بالمناسبة صدرت في هذا الموضوع كتب شيقة لعلماء من جامعة مدينة نيجني نوفغورود وعدد من المؤلفين من شمال القوقاز مما يدل على ظهور جيل جديد من العلماء والباحثين
عقد مجموعة رجال السياسة والدين من روسيا والكثير من بلدان الشرق الأوسط اجتماعا في موسكو مؤخرا. وتعرف هذه المجموعة باسم "مجموعة الرؤية الإستراتيجية: روسيا – العالم الإسلامي" وهدفها تطوير الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي.

ومما يجمع بين الشخصيات السياسية والإسلامية والعلماء الذين اجتمعوا في موسكو وترأس اجتماعهم المستشرق الروسي الكبير يفغيني بريماكوف الذي سبق له ان تولى رئاسة حكومة روسيا ويرأس غرفة تجارة وصناعة روسيا الآن، الشعور بخطورة تقسيم العالم على أساس الدين والحضارة لاسيما وان هذا التقسيم يستهدف تقسيم العالم إلى فريق مسلم وآخر غير مسلم. ويتم إبان ذلك ربط الإرهاب بالإسلام.

ومن المهم بمكان، والحالة هذه، تبصير الناس في جميع بلدان العالم بأن الأصولية الإسلامية شيء والتطرف أو التشدد الإسلامي شيء آخر، فالأصولية ظاهرة تلازم أي دين وهي لا تشكل خطرا على المجتمع. والمقصود بالأصولية الإسلامية هو التمسك بأصول الدين.أما التطرف فإنه ظاهرة خطرة وعدائية تجاه المجتمع. وكانت الحملات الصليبية أحد مظاهر التطرف الديني المسيحي.

والآن يواجه العالم مظاهر التطرف الإسلامي. ويرجع بريماكوف أسباب "نهضة التطرف الإسلامي" إلى عدد من العوامل يأتي في مقدمتها ان الاستفادة الكاملة مما تنتجه ثورة التقنية والتكنولوجيا غير متاحة للبلدان ذات الأغلبية المسلمة.

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك