ولو كره المشركون! طريقة الحوار مع الآخر الكافر في القرآن

بندر الفارس

(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) [ التوبة : 33 ]

هذه الآية 33 جاءت بعد الآية التي تأمر المسلمين بقتل أهل الكتاب وهي رقم "29" والمشهورة لدى فقهاء الإسلام بآية السيف، تلك الآية أعلاه، تعطي المسلم المنسجم مع دينه الحق في التسلط على الآخرين لإعلاء كلمة الله ولو كرهوا، لاحظ كلمة "ولو كره المشركون"، وليس ولو رضي المشركون، أو بعد الحوار والنقاش والتفاهم، لأن التسامح شبه معدوم في القرآن الذي يؤمن بالقتل والتسلط على الآخر وعدم قبوله كما هو، بل كما يريد الإسلاميون والفقهاء، ولأن القرآن يناقض بعضه بعضاً فإن قوله "ولو كره المشركون" تهدم كل أساس مزاعم حوار ونقاش، وآية الجدال بالتي هي أحسن، إذ ليس هناك تكافؤ بين طرفٍ يستخدم القوّة لفرض دينه وطرف آخر"الكفار" الذين قد يكونون مستعدين للحوار والنقاش، أو يكونوا مسالمين ولكنهم لا يريدون الإسلام على أرضهم!

الآية تعطي المسلم الصالح الضوء الأخضر بأن يفرض دينه وشروطه على الغير.. لسببين "نزعة التسلط على رقاب الآخرين، وإضعافهم لأن القرآن يزرع هذا في نفس المسلم الصالح، وشعور بالنقص يكمله الانتصار المزيّف بـ "ولو كره المشركون والكافرون" ولهذا نجد كثير من المتدينين الإسلاميين يعتبرون تسامح بعض دول الغرب مع المسلمين يفسّر على أنه انتصاراً، وذلك بعد فرض دين الله عليهم ولو كرهوا، سواء بأسلمة البعض منهم أو بناء مسجد كبير أو من خلال مظاهر صلاة الجمعة ببعض عواصم الدول الغربية في الشوارع وفوق الأرصفة وتعطيل حركة المرور، هي إحدى أساليب الحرب الخفية ضد الكفّار لإظهار الإسلام بينهم ولو كرهوا!

حتى التسبيح لله والدعاء فيه تسلط واضح على الآخرين ومحارشتهم، أذكر بعد كل صلاة كنا نقول إذكاراً ومنه: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .(لاحظ أنه إذكار يُقرأ بعد الصلاة، كل مسلم صالح يصلي بروح عدائيّة تجاه الآخر ليعلن لله أنه متمسك ومخلص للإسلام ولو كرهوا، فالشعور أنه بدوّامة الحروب والمعارك ملازماً له، مع أن الكافرين غالبيّتهم لا يهمّهم إن صلّى أو صام أو ترك صلاته! وقد يكون الإنسان يردد مثل هذه الأدعية دون فهم ووعي وهم الأغلبيّة.

والمُطّلع لسبب نزول هذه الآية [التوبة33] أن الرسول أظهر دينه ليس بالحجة والبرهان بل بالسيف والسنان والسبي. يقول الشافعي في كتابه (الأم باب الجهاد والجزية) " فقد أظهر الله عز وجل دينه الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأديان، بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان، دين أهل الكتاب ودين الأميين، فقهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعا وكرها وقتل من أهل الكتاب وسبي حتى دان بعضهم بالإسلام وأعطى بعض الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه صلى الله عليه وسلم وهذا ظهور الدين كله قال: وقد يقال ليظهرن الله عز وجل دينه على الأديان حتى لا يدان الله عز وجل إلا به، وذلك متى شاء الله تبارك وتعالى .

المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=286782

الأكثر مشاركة في الفيس بوك